وداعا"يا أبي..
عباس كرنيب غدا طيفاً..
أسدلت ستائر الأبوة في حياتها، وغدت اليوم يتيمة، لا أباً تناديه بعد اليوم، فالموت حال بينهما، وحطت غيمة الفراق رحالها في قلبها الصغير..
"ناديته قبل ليلة لتدفأتي، فلبى طلبي فوراً وحضنني بحنان بين ذراعيه"، تقول ابنة الشهيد المظلوم عباس كرنيب مكفكفة دموعها، ثم تهمس بآية قرآنية لتهدئ من روعها والحاضرين، ولتثبت قوتها في وجه من أودى بحياة أبيها "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية..." ورغم صغر سنها، لكنها تدري ان والدها شهيد ستحتضنه الجنان.
بعد صمود لأيام وغياب سريري عن الحياة، أعلن قلبه عن آخر نبضاته، دقائق ورحل عباس بصمت، تاركاً وراءه قساوة مشهد شهادته.. ذكرى لمن عرفه وتعرف عليه بعد استشهاده.. ابن قناة المنار، كان أحد ضحايا تفجير حارة حريك الارهابي، الذي حال ،كغيره من التفجيرات المأساوية، بين الأب واولاده، بين الشاب وأحلامه، وبين الطفل وشبابه.. رحل عباس تاركا"خلفه مآسي الدنيا وآمال أطفاله قلائد معلقة تنتظر احياءها من جديد.
"حسبنا الله ونعم الوكيل" يقول والد عباس المفجوع بشهادة ابنه، يرفع رأسه نحو السماء مسلما"زمام الأمور لمن خلق الدنيا..
بأمان الله يا شهيد الله، الكل يلقي نظرة أخيرة مودعاً رجلاً، مضحياً، زميلاً، أباً، ابناً...الكل ينظر إلى عباس والدمع دواء اللحظات الأخيرة، يُفرش التراب فوق الجثمان الطاهر، تحتضن "حداثا" الجنوبية ابنها، ووصايا الابنة تغدق على الملائكة ليحرسوا أباها، ثم تتوجه إلى الباري ولسان حالها يرجوه "رباه لا تحرمني من طيف أبي، أنا أنتظر زيارة روحه كل يوم.." تضع وردة فوق ضريحه، تغسل القبر بعبراتها وقلبها في كل نبضة يردد:
"اشتقتلك يا بابا"..
بقلم:غدير مطر
ماستر(سنة1)-كلية الإعلام/الجامعة اللبنانية
allah ysaberonallah ysaberon2014-01-11 01:15:05 |
|
...أدمعت أعيننا أيها الأب الحنون إن الشهيد إذا سقط فبيد الله يسقط اللهم تقبل منا... وشكراً للأنامل التي تمجد وتخلد الشهداء2014-01-10 21:49:15 |
بتوقيت بيروت