مع تنامي الحديث عن ثروة نفطية قبالة سواحل لبنان، بدأت الاحلام تدغدغ نفوس اللبنانيين الذين شرعوا يرسمون مشاريع مستقبلية، لما يقدمّه هذا المجال من فرص عمل وازدهار تجاري. وبعيدا من "مافيات النفط" والتجاذبات السياسية والوعود التي سبقت انتشال الثروة من اعماق البحر بأشواط، بدأت التخصصات الجامعية النفطية والبتروكيميائية تطل برأسها في الجامعة اللبنانية معلنة مرحلة اكاديمية علمية جديدة يعوّل الكثيرون عليها لتخريج اختصاصيين مؤهلين للعمل في القطاع النفطي الموعود.
أسئلة عديدة تطرح في هذا المجال الذي لا بد ان تتضح معالمه وتفاصيله للطلاب كأي تخصص او مسار تعليمي آخر. "النهار" تلقي الضوء على تخصصين جديدين طرحتهما الجامعة اللبنانية في بداية هذه السنة الاكاديمية هما الاجازة في علوم الجيولوجيا النفطية في كلية العلوم وهندسة الكيمياء الصناعية والبتروكيميائية في كلية الهندسة.
وفيما اطلقت الجامعة الاميركية في بيروت منذ اربع سنوات دائرة الهندسة الكيميائية وتنوي حاليا ادخال الهندسة البترولية ايضا الى مناهجها، تدخل الجامعة الوطنية "بثقلها" على الخط مجرّدة حلم النفط والغاز من التباساته السياسية لملاقاة سوق العمل وتأمين ما يتطلبه من كادرات بشرية ويد عاملة.
في هذا الاطار، يتحدث عميد كلية العلوم الدكتور علي منيمنة عن "علم الجيولوجيا" الذي كان يدرّس في الكلية في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي "ولكنه للاسف توقف لأنه لم تكن هناك سوق عمل في هذا المجال، اما اليوم فنحن نطلق اجازة في علوم الجيولوجيا النفطية تلبية لطلب رئيس الجامعة الدكتور عدنان السيد حسين الذي جمعنا وعميد كلية الهندسة الدكتور رفيق يونس بالهيئة العليا لادارة النفط التي طلبت تهيئة كادرات علمية من اجل الشروع بعملية استخراج النفط، فتوافقنا على ان تتسلم كل كلية التخصص الذي يقع ضمن نطاقها، فحضّرنا هيكلية برامج بالتعاون بين نخبة من اساتذتنا وبالتواصل مع خبراء اجانب ومع هيئة ادارة النفط".
وأشار الى ان الشهادة المستحدثة هي "اجازة في علوم الارض- تخصص جيولوجيا النفط، وهي تطرح مقررات تعمل على تنمية معارف الطالب المهنية والتطبيقية في مجالات علوم الارض كلها وصولا الى الموارد الجيولوجية المستخرجة من الارض، خصوصا الثروات النفطية وطرق استخراجها".
أما شروط التسجيل فهي ان "يكون الطالب قد انهى بنجاح سنة اولى BIOLOGIE او BIOCHIMIE، ثم يتم الاختيار بعد دراسة ملفه، على ان يكون العدد الاجمالي للطلاب المقبولين لا يتخطى العشرين طالبا. ويتم التدريس باللغة الانكليزية، وتتبع هذه الشهادة اداريا واكاديميا الى عمادة الكلية".
وتحدث منيمنة عن ثلاثة محاور اساسية يركز عليها المنهج الدراسي:
"الجيولوجيا العامة"، "الجيولوجيا التطبيقية"،
و"جيولوجيا النمذجة الرياضية للآبار والاحواض النفطية"، مشيرا الى ان
الكلية تطمح في مرحلة لاحقة الى استحداث شهادات عليا في هذا المجال".
كلية الهندسة
من جهتها، قررت ادارة كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية وبتكليف من مجلس الوحدة، فتح تخصص هندسة الكيمياء الصناعية والبتروكيميائية في الفرع الثالث في الحدت في مجمع رفيق الحريري الجامعي للسنة الجامعية 2013-2014، وكانت الكلية قد اعلنت عن التخصص الجديد في فرعها الاول في طرابلس في شهر تموز الفائت.
ويقول بيان صادر عن الكلية ان "هذا التخصص يأتي انسجاماً مع المعطيات
الواعدة بالمستقبل النفطي في لبنان وما يتطلبه من مهندسين وكادرات فنية في حقلي
النفط والغاز والتصنيع البتروكيميائي. وفي هذا الاطار، تتطلع الكلية إلى ترسيخ
التعاون مع الهيئة العليا لادارة النفط في لبنان ووزارة الطاقة والنفط وكل الهيئات
والمعاهد المتخصصة في هذا المجال".
ويبدأ التدريس في
التخصص الجديد في فرعي كلية الهندسة الاول والثالث هذه السنة، وكما هي الحال في
التخصصات الاخرى في الكلية تبدأ الدراسة من السنة الثالثة ولمدة ثلاث سنوات
(السنتين الأوليين يدرس الطالب في قسم الجذع المشترك المواد الاساسية المشتركة مع
بقية التخصصات)"، علما ان لجنة متخصصة من اساتذة الكلية عملت على وضع
البرنامج وتحديد المواد ومحتوياتها في شكل يؤمن تخريج اختصاصيين ذوي معرفة متعددة
الجانب ومؤهلين للعمل في المجالات المتعلقة باستخراج المشتقات النفطية وتكريرها
وتصنيعها.
الفرق بين التخصّصين
يقع الكثيرون في لغط كبير في التفرقة ما بين الهندسة الكيميائية والدراسات النفطية ولا يميزون ما بين التخصصين اي بين الـCHEMICAL ENGINEERING و الـ PETROLIUM STUDIES ، والحقيقة ان الدراسات النفطية التابعة لكلية العلوم معنية بدراسة طبقات الارض والمواد الصلبة والمسوحات لتحديد مواقع الحقول. اما الهندسة الكيميائية فهي مجال هندسي بحت اي ان المهندسين هنا معنيون بعملية معالجة النفط الخام وتخزين المواد وتشغيل المصفاة الى جانب مهندسين الكترونيين وميكانيكيين... والمهندس البترولي يلعب الدور الاساسي في وضع اسس التنقيب واستخراج النفط.
جريدة النهار26-09-2013
بتوقيت بيروت