روى رائد الفضاء الايطالي لوكا بارميتانو من مقر اقامته الحالي على متن محطة الفضاء الدولية على مدونته الحادثة المرعبة التي واجهها وهو يسبح في الفضاء عندما بدأت المياه تتسرب الى خوذته. ووقعت تلك الحادثة في 16 تموز الماضي، ولم يعرف بعد ما هي الاسباب الكامنة وراءها.
فبعد ساعة ونصف الساعة على خروج رائد الفضاء الايطالي من محطة الفضاء الدولية، التي تدور على ارتفاع 400 كيلومتر عن سطح الارض، بدأ يشعر بتسرب المياه الى خوذته، وهو حادث من شأنه ان يقضي عليه غرقاً.
وكتب بارميتانو عن هذه
الحادثة في مدونته قائلاً: "ان الشعور غير المنتظر بوجود مياه في الخوذة
فاجأني، وانا في مكان كنت آمل في ألا اواجه فيه مفاجآت".
ويروي الرائد الايطالي انه حذر زميله الاميركي كريس كاسيدي، الذي كان برفقته اثناء الخروج من المحطة، وكذلك ارسل تحذيرا الى القاعدة الفضائية في هيوستن.
وتمكن لوكا من اخطار زميله والمحطة الارضية بالمشكلة، فجاءته الاوامر بقطع المهمة والعودة الى المحطة الفضائية. وفيما كان يهم بالعودة الى المحطة التي تسبح في مدار الارض "ازداد الشعور بتسرب المياه، واصبحت متأكدا". وشعر حينها ان المياه ستغطي سماعات الاذن وخشي ان يفقد الاتصال الصوتي مع زملائه. وجاء ايضا في روايته للحادثة وفق ما كتبها من مكان اقامته في مدار الارض: "غطت المياه الجزء الامامي من الخوذة، فلم أعد قادرا على الرؤية في شكل جيد".
ثم تذكر الرائد حبل الامان الذي يربطه بالمحطة، فشده. وبعد دقائق "كانت بمثابة دهر" انتظر الرائد اتمام عملية رفع الضغط، وفي هذا الوقت قرر انه في حال استمرت المياه بالتدفق في شكل خطر على تنفسه، فانه سينزع الخوذة عن رأسه حتى وان ادى ذلك الى فقدانه الوعي جراء انخفاض الضغط "لكنه افضل من الموت غرقا في الخوذة".
وفي دقائق قليلة انتهت الاجراءات اللازمة وعاد لوكا الى داخل المحطة سالما معافى.
بتوقيت بيروت