مختارات :: عن لغز بشري إسمه الذكاء

"لم ينجح في المدرسة، لكنه نجح في حياته الاجتماعية"..."كان الأول في صفه، لكنّه اليوم غير قادر على الوصول الى الوظيفة التي يحلم بها ويستحقها". من هو الأذكى؟ وكيف يحدّد الذكاء؟ هل ثمّة جينات معيّنة تحدّد درجة ذكاء الانسان، أم أن الذكاء معيار نسبي يتأثر بعوامل عديدة بعيدة من العلم والدراسات؟

 حاول العلماء تعريف الذكاء في عبارات بسيطة، فخلصوا الى الآتي: الذكاء هو القدرة الكلية لدى الفرد على التصرف الهادف، والتفكير المنطقي، والتعامل المجدي مع البيئة. وثمّة 8 أنواع من الذكاء، يتمتع بها الإنسان:

·       الذكاء اللغوي: القدرة على التحدّث والتأليف.

·       الذكاء المنطقي "الرياضي، الرقمي": القدرة على الحساب وحل الامور المنطقية.

·       الذكاء البصري – المكاني: القدرة على التفكير بالصور.

·       الذكاء الموسيقي: القدرة على سماع الألحان وفهم تآلفها.

·       الذكاء الجسدي - الحركي: قدرة العقل على التحكم بالجسم بسرعة ومهارة.

·       الذكاء الجماعي "الاجتماعي- العاطفي": القدرة على فهم الآخرين والتعامل معهم.

·       الذكاء الفردي "الذاتي": القدرة على فهم الذات وتطويرها.

·       الذكاء الحيوي "البيئي": القدرة على الجمع بين العمل أو الدراسة والمتعة.

من ناحية علميّة أكثر، أطلق عالم النفس تشارلز سبيرمان سنة 1904، نظرية تقول إنَّ الانسان يستخدم جزءاً معيناً من الدماغ لأداء مهمات معقدّة ذهنياً، وتتطلّب ذكاء.

وهذا ما أكده علماء بريطانيون والمان توصلوا الى تحديد وتعريف منطقة محددة في دماغ الانسان مسؤولة عن الذكاء البشري. إذ اكتشف علماء في جامعتي "كمبريدج" البريطانية و"دولسدورف" الالمانية، جزءاً من الدماغ، تبّين أنه المنطقة الوحيد التي يزداد فيها تدفقّ الدمّ، عندما حاول متطوعون أجريت عليهم التجربة، حل لغز يتطلّب تنظيم تسلسلات ومعرفة ماهية رموز وحروف.

إلاّ أن نظريات أخرى تدحض النظرية السابقة لتؤكِّد أن التفكير الذكي يتطلّب نشاط عدد من أجزاء الدماغ تنسق في ما بينها لأداء مهمة معينة، أي أنه أشبه بآلية عمل أجزاء مختلفة من محرك صناعي، لا بل تقول إن الذكاء لا يمكن ان يقاس بطريقة محددة كهذه.

وبين هذه النظرية وتلك، أشارت دراسة اميركية حديثة إلى تراجع نسبة الذكاء عند البشر مع التطوّر التاريخي، مؤكدة أن مستوى الذكاء البشري وصل الى ذروته قبل آلاف الأعوام ولكنه بدأ بالتراجع تدريجاً. وبحسب دراسة جامعة "ستانفورد"، يعتمد ذكاء الانسان على نحو 2000 الى 5000 جينه، وتبيّن أن هذه الجينات معرضة للتلف مما يرجح ان تكون البشرية خسرت من مستوى ذكائها مع مرور الزمن.

وشددت الدراسة على نقطة مهّمة، وهي ان الانسان الصحراوي وساكن البراري، كان بحاجة الى قدرات عقلية شديدة للصراع والاستمرار، وبدأت قدراته بالتراجع عندما بدأ يستقر في المدن

عن معدّلات الذكاء (IQ)

نسبة الذكاء او ما يعرف بالـIQ (Intelligence Quotient) هي النقاط التي يحصدها الفرد بعد اختبارات قياس الذكاء. هذا الابتكار ثمرة جهود العالمين الفرنسيين الفريد بينيه وتيودور سيمون سنة 1905.

واختبار الذكاء هو مجموعة من الاسئلة تستطيع من خلالها معرفة درجة الذكاء لديك، بشكل تقريبي. هذه الاسئلة مصممة بشكل علمي لمعرفة مختلف درجات الذكاء، لذا ستجد منها ما يبدو سهلاً وبسيطاً جداً بالنسبة إليك، فضلاً عمّا يكون صعباً ومعقّداً.

هذا الاختبار يقيس درجة الذكاء من خلال الإجابة عن 39 سؤال في 40 دقيقة. الأسئلة هي عبارة عن أشكال، ولا تحتاج الى اتقان لغة معيّنة. وهذا الاختبار ليس منافسة بين المشتركين، بل هو مجرد اختبار شخصي يقوم به الشخص بنفسه.

ومع الاشارة الى أن متوسط الذكاء بين الأشخاص (يعني المعدل الطبيعي) هو 100، يقسّم اختبار IQ درجات الذكاء على الشكل الآتي:

درجة ذكاء اقل من المستوى العام للذكاء: 58 – 68

الحد العام للذكاء في حدوده الأولى : 68 – 80

درجة ذكاء جيدة، المستوى العام: 80 – 115

درجة ذكاء جيدة جداً، أعلى من المستوى العام: 115 – 122

درجة ذكاء ممتازة جداً ويقترب من حدود العبقرية: 122 – 135

درجة ذكاء ممتازة جداً وموهوب يكاد يكون عبقرياً: 135 – 145

ذكاء يبلغ درجة العبقرية: 145 – 165

ذكاء مفرط: 165 – 185

ذكاء مفرط ونادر جداً: 185 – 200

درجة مذهلة من العبقرية لا تكاد تكون موجودة: يزيد عن 200.

ولكن، نشدّد على أنه لا توجد أي دراسة تثبت دقة اختبار الـIQ في تحديد درجة الذكاء. وقد يكون اختباراً للذكاء الرياضي – الرقمي، ولا يشمل انواع الذكاء الاخرى.

ذكاء أقل... سعادة أقل؟

 بينّت دراسة أجراها باحثون بريطانيون، ان اصحاب معدلات الذكاء المنخفضة اقل سعادة مقارنة بمن هم اكثر منهم ذكاء. والدراسة التي أجريت على 6870 شخصاً، أكدّت أن انخفاض معدل الذكاء يرتبط في معظم الحالات بمعدلات دخل منخفضة وصحة عقلية أقل، مما يؤدي الى الشعور بعدم السعادة.
وقد وجد الاستطلاع، أن النسبة الأكبر ممن قالوا إنهم "في غاية السعادة" تراوح معدلات ذكائهم بين 120 و 129، وذلك بنسبة تمثل 43 في المئة.

في المقابل، راوحت معدلات ذكاء من قالوا إنهم "ليسوا سعداء" (مثلوا نسبة 12 في المئة)، بين 70 و 79.

جريدة النهار/2-4-2013