يُحكى أنه كان لأحد الأطفال سحلفاة, يطعمها ويلعب معها, وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة, فتّش الطفل عن سلحفاته العزيزة فوجدها في غرفة الجلوس وقد دخلت غلافها الصلب طلباً للدفء, فحاول أن يخرجها فأبت, صرخ بها, فلم تأبه به ضربها بالعصا فزادت تمنعاً.
فدخل عليه أبوه, قائلاً له: ما بك يا بني؟
فشكا الطفل لأبيه مشكلته مع السلحفاة, فابتسم الأب وقال له: دعها وتعال معي, ثم أشعل الأب المدفأة الموجودة في الغرفة وجلس بجوارها مع ابنه يحادثه, ورويداً رويداً بدأت السلحفاة تخرج نفسها من بيتها, ثم اقتربت شيئاً فشيئاً طالبةً للدفء حتى أصبحت إلى جانبها.
عندها ابتسم الأب وقال لولده: "يا بني الناس كالسلحفاة, فإذا أردتهم أن ينزلوا عند رأيك, فأدفئهم بعطفك, ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك".
بتوقيت بيروت