قال خبيران إسرائيليان إنه "بعد مرور أربعة أشهر على اندلاع حرب غزة الأخيرة في مثل هذه الأيام من أيار/ مايو، وما أصدره رئيس الحكومة نفتالي بينيت ووزير الحرب بيني غانتس من وعود وتعهدات بحفظ أمن الإسرائيليين، لا سيما الشعار الذي ردداه مرارا بأن "ما كان لن يكون"، واعتبار "معادلة سديروت هي معادلة تل أبيب"، لكن الوقائع على الأرض تقول أمرا آخر".
وأضاف ألموغ بوكر وعومري يانيف في مقالهما على موقع القناة 13، أنه "بعد مرور هذه الأشهر على الحرب يمكننا أن نقول بوضوح، ومن وجهة نظر الحكومة الحالية، إن هناك معادلة خاصة بسديروت ومستوطنات غلاف غزة، و معادلة أخرى خاصة بتل أبيب ومدن المركز، والأكثر دقة القول إننا عدنا ثلاث سنوات إلى الوراء".
وأوضحا أن "الإسرائيليين أمام واقع لا يصدق، لكن بإمكاننا النظر إلى الواقع القائم على حدود غزة من حيث إطلاق صواريخ، وبالونات حارقة، وأعمال احتجاج في عطلة نهاية الأسبوع، وأحداث عنف على السياج، وإرباك ليلي، في حين أن رئيس الوزراء بينيت يواصل مهاجمة بنيامين نتنياهو، ويبدو أنه منشغل الآن بأشياء أخرى، وطالما أن غلاف غزة هو من يتعرض للصواريخ، فيمكنه بالتأكيد مواصلة العمل بشكل طبيعي في منطقة غوش دان، فمتى سيتغير هذا الواقع؟".
وأكدا أن "حرب 2021 أكدت أنه في قلب إسرائيل ضاع الشعور بالأمن، لأنها ذكرتهم بأحداث أكتوبر 2000، بسبب الاشتباكات في المدن العربية (المحتلة) في "إسرائيل"، وهو ما لم يحصل في حربي 2014 و2009، ويعني أن الذاكرة الجماعية التي سترافق الإسرائيليين على المدى البعيد لن تقتصر فقط على إطلاق الصواريخ من غزة، بل حول ما شهدته مراكز المدن في قلب إسرائيل، وشعور اليهود بأنهم غير محميين في مدنهم، والشارع الذي يعيشون فيه، حتى داخل منازلهم".
وأشارا إلى أن "هذه الأحداث داخل المدن العربية (المحتلة) في "إسرائيل" عملت على تضاؤل الثقة مع الفلسطينيين، وتراجع الاهتمام بالسلام معهم، وتعطيل العلاقات بين اليهود والعرب، بسبب الحريق الذي شهدته تلك المدن، وكان من المحتمل أن ينتهي الأمر بشكل أسوأ، فيما ظهرت الشرطة الإسرائيلية عاجزة، ولم تتمكن من الرد على موجة عنف واسعة النطاق اجتاحت الشوارع في عشرات ومئات من النقاط الساخنة في نفس الوقت".
وختما بالقول إن "الخوف الذي اجتاح اليهود خلال تلك الأحداث، وعدم ثقتهم في قدرة الدولة على حمايتهم شعور لا يطاق، ورغم مرور كل هذه الشهور، فلا زال لديهم إحساس بأنهم في بداية العملية فقط، وليس طي صفحتها".
بتوقيت بيروت