فرضت جائحة كورونا وقائع جديدة على حياة البشر في مختلف اصقاع العالم سواء كان في الجوانب الاقتصادية او الاجتماعية ولم يكن القطاع التعليمي عن هذه الوقائع فمن لم يكن في مفكرته اعتماد التعليم عن بعد كان لا بد له في ظل هذه الجائحة تلمس البدء بها واعتمادها حفاظا على استمرارية هذا الجانب المهم في حياة البشرية..
في الولايات المتحدة الاميركية التي تحتل المرتبة الاولى في لائحة الدول المتضررة اصابات وضحايا من هذه الجائحة اصابها الارتياب ايضا في التعليم ومنه الجامعات، وكشف ايضا ان الصورة الموحاة عن هذه الجامعات بانها رائدة ونموذجية، لم تكن كذلك، وقد كشف عن هذا الارتياب التحقيق الذي نشره موقع «فوكس» الأميركي حول حالة جنون الارتياب التي تجتاح هذه الجامعات مع بدء الكثير من كلياتها إجراء الاختبارات عبر الإنترنت والخوف من قيام الطلبة بالغش. وهو ما دفع هذه الجامعات الى الاستعانة بخدمات عدة شركات تكنولوجيا لمراقبة الطلبة أثناء أداء الامتحان في منازلهم غير أن التجربة لم تكلل دائمًا بالنجاح.
وتقول كاتبة هذا التحقيق في مستهله «عندما علمت الطالبة مريم رضا أن امتحانها في الكيمياء الحيوية عبر الإنترنت في جامعة واشنطن سيخضع لمراقبة رقمية، أرادت إجراء بحثٍ للتعرف على هذا الأمر. سيعتمد النظام، الذي تقدمه خدمة تسمى (Proctorio) «بروكتوريو»، على الذكاء الاصطناعي و«كاميرا ويب» لمراقبتها أثناء عملها. بعبارة أخرى، نظرًا لأنه يجب إجراء الاختبارات عن بُعد في أزمة (كوفيد-19)، فإن كلية مريم هي واحدة من العديد من الكليات التي تستخدم مزيجًا من الروبوتات ومقاطع الفيديو للتأكد من عدم لجوء الطلاب للغش».
وقالت مريم لموقع «ريكود» المعني بأخبار التكنولوجيا (اندمج مع موقع «فوكس» في عام 2015): «لا توجد لدينا أي شفافية حول الطريقة التي سيستخدم بها مقاطع الفيديو المسجلة لنا أو من سيشاهدها. لا ينبغي أن يُصَوِّر الوضع الراهن أن كل طالب هو شخص يحاول الغش بأية طريقة ممكنة».
لماذا يشعر الطلبة بالقلق من المراقبة الإلكترونية؟
لم تكن مريم هي الوحيدة في صفها التي شعرت بالقلق إزاء مستويات المراقبة الجديدة. قال طالب آخر في الفصل، طلب عدم الكشف عن اسمه، أنه إلى جانب المخاوف بشأن الخصوصية، يشعر الطلبة بالقلق من عدم وجود ذاكرة وصول عشوائي Ram كافية لتشغيل برنامج بروكتوريو.
الأسوأ من ذلك، يبدو أن خوارزمية اكتشاف الوجه في البرنامج تجد صعوبة في التعرف على الطلبة، لذلك كانوا بحاجة إلى الجلوس أمام ضوء النافذة بالكامل للكشف عن ملامح وجههم بشكل أفضل، وهو أمر من وجهة نظرهم يعد إشارة إلى أن النظام قد يكون متحيزًا. وعندما فشل تشغيل البرنامج في نهاية المطاف، قالت مريم إن الطلاب خضعوا للاختبار عبر الإنترنت دون مراقبة خدمة بروكتوريو.
وبالنظر إلى ضرورة التعليم عن بعد الذي تتطلبه أزمة (كوفيد-19)، وقَّعت جامعة واشنطن عقدًا لمدة ستة أشهر مع «بروكتوريو» قبل أسابيع قليلة فقط من امتحان الكيمياء الحيوية. وقال المتحدث باسم جامعة واشنطن، فيكتور بالتا، لموقع ريكود: إن الأساتذة لم يستخدموا البرنامج بعد على نطاق واسع.
فنرى أن تجارب هؤلاء الطلاب هي علامة أخرى على أنه في ظل الجائحة، كانت الخطوة المتسرعة لإعادة إنشاء الفصول الدراسية عبر الإنترنت أبعد ما تكون عن السلاسة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالاختبارات.
كيف يدير الأساتذة والجامعات تجربة التعلم عن بعد؟
بينما يوازن الأساتذة الرغبة في أن يواصل الطلبة التعلُّم، بذلت بعض المؤسسات جهودًا كبيرة لضبط الطلاب الذين يغشون، أثناء التحول السريع نحو التعليم عن بُعد. والعديد من هذه التكتيكات ليست سوى حلولًا قصيرة المدى، لكنها تثبت أن الانتقال الصعب إلى التعليم عبر الإنترنت – وهو الانتقال الذي بدأ قبل وقت طويل من تفشي الجائحة – يتطلب زيادة المراقبة الرقمية للطلاب لمحاكاة معايير الاختبار القديمة. إما هذا أو سيتعين على الكليات التوصل إلى طرق مختلفة لقياس التعلم.
في الأسابيع الأخيرة، كان المعلمون من جميع مستويات التعليم يحاولون معرفة كيفية وضع تقييمات لطلابهم. قام أساتذة الجامعات، على وجه الخصوص، بنقل فصول دراسية كبيرة عبر الإنترنت، للوصول في بعض الأحيان إلى مئات الطلاب أو أكثر في كل أنحاء البلاد أو حتى في جميع أنحاء العالم. ويقول بعض الأساتذة إنهم خفضوا توقعاتهم لأداء طلابهم، وتحول الكثيرون إلى منحهم درجات النجاح والرسوب، أو عدّلوا عمليات الامتحانات.
كما ترك التحول إلى التعلم عبر الإنترنت العديد من الجامعات تعتمد بشكل أكبر على منصات إدارة التعلم القائمة، مثل Blackboard وCanvas، حيث يمكنهم نشر الواجبات وطرح المناقشات وإتاحة الموارد عبر الإنترنت. ولجأ المدرسون إلى مؤتمرات الفيديو لاستضافة الدروس والمحاضرات. وفي الوقت نفسه، لا يمتلك بعض الطلاب وحتى بعض المعلمين الأجهزة المناسبة أو الاتصال بالإنترنت الملائم لجعل تدريس المواد عبر الإنترنت ناجحًا.
لكن مع انتقال المزيد من جوانب التعليم إلى الإنترنت، ظل بعض الأساتذة ملتزمين بأحد الدعامات الأساسية للفصل الدراسي، وهو: إجراء الاختبار المحدد بوقت دون استعانة بالكتاب. ولكن لأنهم ليس لديهم مساعد معلم يتجول في الفصل للتأكد من أن الطلاب لا يغشون، يلجأ المعلمون إلى خدمات المراقبة عن بُعد مثل «بروكتوريو» بالإضافة إلى الخدمات المنافسة مثل (Examity) «إكساميتي» و(أونورلوك) Honorlock و(بروكتوريو) ProctorU.
تتضمن بعض هذه الأدوات مكونًا بشريًا، فشركة «إكساميتي»، التي كانت موضوع تحقيق نشر مؤخرًا في موقع «ذا فيرج» The Verge المعني بالتكنولوجيا، لديها مراقبون عن بُعد يشاهدون الطلاب عبر «كاميرا الويب» أثناء إجراء الاختبارات ويبحثون عن علامات الغش. قد يطلب هؤلاء المشرفون البشريون أيضًا من الطلاب إظهار الهوية أو إبعاد هواتفهم. بينما على صعيد آخر يتباهى بعض الطلاب بطرق خداع هؤلاء المراقبين.
تستخدم «إكساميتي» أيضًا الذكاء الاصطناعي للتحقق من هويات الطلاب وتحليل نقراتهم على لوحة المفاتيح، وبالطبع التأكد من عدم غشهم. وتستخدم «بروكتوريو» الذكاء الاصطناعي لإجراء كشف على نظرات العين، لتتبع ما إذا كان الطالب ينظر بعيدًا عن شاشته. وذكر مؤسس الشركة والرئيس التنفيذي مايك أولسن، الذي يبدو أنه متفائل بشأن الطبيعة الآلية للخدمة، لموقع ريكود في رسالة بريد إلكتروني أن الشركة لديها أقل من 100 موظف، ولا تحتاج إلى «بشر في مراكز الاتصال».
سوق الأدوات التعليمية عبر الإنترنت سيبلغ 21 مليار في عام 2023
على الرغم من أن هذه الشركات شهدت طفرة خلال الجائحة، إلا أن أيًا منها ليس جديدًا على وجه الخصوص. ففي حين تأسست «إكساميتي» و«بروكتوريو» في عام 2013، كانت شركة ProctorU موجودة منذ عام 2008. وقبل فيروس كورونا المستجد، سوقت هذه الشركات خدماتها لكل من الجامعات العاملة عبر الإنترنت والجامعات التقليدية.
ومع النمو الهائل للتعليم عبر الإنترنت، من المتوقع أن تنمو هذه الصناعة من كونها سوقًا كانت قيمته 4 مليارات دولار في عام 2019 إلى سوقٍ يبلغ قيمته حوالي 21 مليار دولار في عام 2023. وبعدما جمعت «إكساميتي» 90 مليون دولار العام الماضي، أفادت بأن أكثر من 500 كلية، وصاحب عمل، استخدموا خدماتها لمراقبة الامتحانات.
وارتفع الطلب على هذه الخدمات في الأسابيع الأخيرة لأسباب واضحة. وأخبر أولسن من «بروكتوريو» موقع ريكود أن الشركة أجرت خلال الشهر الماضي 2.5 مليون اختبار – بزيادة نسبتها 900% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي – ويتوقع المزيد من الاختبارات مع اقتراب موسم النهائيات.
يبدو أن بعض الطلاب يكرهون هذه الخدمات، ووسائل التواصل الاجتماعي مليئة بشكاواهم، من انتقاداتهم للبرنامج إلى اعتراضاتهم على أن الأداة مزعجة تمامًا. ولجأ البعض، مثل مريم، إلى صحف الحرم الجامعي للتعبير عن اعتراضاتهم بشأن الخصوصية.
في وقت سابق من هذا العام، بدأ الطلاب في جامعة ولاية فلوريدا تقديم التماس عبر الإنترنت للاحتجاج على استخدام كليتهم برنامج «أونورلوك»، ووقع عليه أكثر من 5500 طالب حتى الآن. وحظرت جامعة كاليفورنيا في بيركلي بالفعل مراقبة الامتحانات عبر الإنترنت، في ظل شكوى بعض الطلاب من أنهم قد لا يتاح لديهم اتصال إنترنت عالي السرعة، أو وضع معيشي يمكنهم من إجراء الامتحانات عن بُعد بشكل فعال ومنصف.
وهذه الخدمات ليست مثالية، ومن السهل العثور على نصائح وحيل عبر الإنترنت لخداع خدمات المراقبة عن بُعد. يقترح البعض إخفاء الملاحظات بعيدًا عن مجال تصوير الكاميرا، أو إعداد جهاز كمبيوتر محمول سري. من السهل أيضًا على خدمات المراقبة عن بعد هذه التعرف على طرق الغش هذه، لذا فهي تخرج باستمرار بإجراءات مضادة. على موقع «بروكتوريو» الإلكتروني، توجد وظيفة «الغشاش المحترف» تهدف إلى اختبار نظامها. ويحصل من يشغل هذه الوظيفة على ما بين 10 آلاف دولار و20 ألف دولار في السنة.
طرق مبتكرة للغش.. تتطلب برامج أفضل لاكتشاف الغشاشين
لكن احتمال الغش لا يتوقف مع المراقبة عن بعد. يقول عن ذلك فيليب داوسون، الباحث الذي يدرس الغش في جامعة ديكين الأسترالية: «مع التحول السريع إلى الإنترنت، لا يمكننا مشاهدة الطلاب وهم يقومون بعملهم بالطريقة نفسها التي كانت تتاح لنا في الماضي. سنرى أنواعًا مختلفة من الغش».
على الطرف الأقصى، يشير داوسون إلى أنه يمكن دفع مال لشخص ما لدراسة مادة كاملة نيابة عن طالب آخر، ولن يعرف الأستاذ أبدًا. وهناك نسخة من ذلك تحدث بالفعل. بعد الإغلاق الذي شهدته الصين استجابة لأوامر البقاء في المنزل بسبب الجائحة، دفع بعض الطلاب مبالغ للشركات لإنهاء فصولهم الدراسية عبر الإنترنت نيابة عنهم، وفقًا لمجلة كوارتز.
لطالما استخدم الطلاب الإنترنت لشراء المقالات، وقد يتطور هذا الاتجاه في المستقبل. وكما يوضح داوسون، تسمح التكنولوجيا الجديدة للطلاب بإعادة صياغة عمل الآخرين بصورة آلية. هذا قد يجعل من الصعب على المعلم اكتشاف الانتحال. وخدمة Spinbot، على سبيل المثال، هي خدمة بسيطة «تغير» أو تعيد كتابة أجزاء من النص. ويمكن للطلاب أيضًا إدراج فقرة من النص الإنجليزي في ترجمة جوجل، وترجمتها إلى لغة أخرى، ثم ترجمتها مرة أخرى إلى الإنجليزية للحصول على نسخة تبدو مختلفة عن النص الأصلي. وقد يحاول الطلاب حتى استخدام أداة كتابة تستند إلى الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم على إنجاز النصوص، مثل أداة Talk to Transformer، التي بنيت على نموذج لغة من مختبر الأبحاث «Open AI».
من المحتمل أن يعني كل هذا الغش المبتكر زيادة الطلب على برامج أفضل لضبط هؤلاء الطلاب. وتتضمن هذه البرامج خدمات، مثل: LockDown Browser، والتي تمنع الطلاب من استخدام تطبيقات أخرى أثناء الاختبار أو الصف الدراسي، بالإضافة إلى أدوات مكافحة الانتحال، مثل: Turnitin.
يعترف داوسون قائلًا: «لن نتمكن أبدًا من وقف الغش في التعلم عبر الإنترنت، تمامًا كما لم نتمكن أبدًا من وقف الغش في التعلم دون اتصال بالإنترنت»، موضحا أن المدارس ربما تستثمر في نوع من «المسرح الأمني» التعليمي.
الطلاب والمشاركة في صنع القرار
ربما لسوء الحظ، كانت التجربة الأولى للعديد من الطلاب والمعلمين مع التعلم عبر الإنترنت متعجلة ولم تحظَ بالتجهيز الكافي. إذ يعاني بعض الطلاب، المثقلين بالفعل بالقلق والمخاوف من العيش في ظل الجائحة، من فجوة رقمية. ويكافح المعلمون، والكثير منهم غير مدربين على التعليم عبر الإنترنت، لإدارة الفصول الدراسية في المنزل، أثناء التوفيق بين مسؤولياتهم وعائلاتهم. لكن الخبراء يقولون إن ما يحدث الآن ربما لا يمثل مستقبل التعليم عبر الإنترنت.
يقول ريان بيكر، أستاذ التعليم في جامعة بنسلفانيا: «قد لا يكون الأمر الاعتيادي الجديد بالنسبة لنا هو أن تصبح كل الأشياء على الإنترنت. ولكن قد تكون ثلث الأشياء متصلة بالإنترنت، وربما يبدو هذا الأمر معتادًا بعد عام».
وقالت مريم رضا، طالبة جامعة واشنطن: إن أي شكل من أشكال المراقبة باستخدام كاميرا الويب يجعلها لا تشعر بالارتياح. وفي المستقبل تفضل أن يكون لدى الكليات ثقة أكبر قليلًا في الطلاب.
وتضيف مريم: «يجب أن يكون للطلاب الحق في الموافقة على استخدام أو عدم استخدام برامج الكمبيوتر دون أن يكون لذلك تأثير على تجربتهم التعليمية. ولكن أكثر من ذلك، أعتقد أن العملية برمتها يجب أن تكون أكثر ديمقراطية، ويجب أن يشارك الطلاب في صنع القرار».
هل نودع الاختبارات؟ البحث عن طرق مبتكرة لتقييم الطلاب
يتابع التحقيق مناقشة التحول إلى التعلم عبر الإنترنت وكيف أنه يغير حتمًا وجهات النظر، ليس فقط بشأن الغش ولكن أيضًا بشأن ما يعنيه حقيقة أن تختبر معرفة الطلاب. لذلك يبحث بعض الأساتذة عن طرق أخرى لقياس التعلم، ويدفعون بأن التقييمات عبر الإنترنت لا تحتاج بالضرورة إلى أن تكون امتحانات تقليدية.
حتى قبل حدوث الجائحة، كان بعض الأساتذة يجادلون بأن «محاولة استنساخ طريقة التدريس الشخصية التي تتم وجها لوجه مع الطلاب ونقلها إلى الإنترنت» باستخدام المراقبة الرقمية لا ينجح في الواقع. كما جادل دوجلاس هاريسون، نائب الرئيس وعميد الحرم الجامعي العالمي بجامعة ميريلاند مؤخرًا، يجب أن تدفع الجائحة المعلمين نحو تكليف الطلبة بمهام قد تجعل الغش أقل احتمالًا، وتجعل المهام أكثر فائدة، ربما من خلال دراسات الحالة أو التعلم القائم على السيناريو.
بيكر من دعاة التعلم التكيفي، والذي يمكنه استخدام الخوارزميات لتكييف الدروس مع الطلاب الأفراد، بالإضافة إلى أدوات التعلم الأخرى المعتمِدَة على الكمبيوتر. على سبيل المثال، يقوم الآن بتعديل أحد مناهج الخريف الدراسية الخاصة به، والتي قد تقدم عبر الإنترنت، لاستخدام منصة الرياضيات المسماة Assistments (تقييمات)، والتي تتيح للطلاب تلقي ملاحظات تلقائية حول إجاباتهم وتعطي المعلمين تحليلًا منطقيًا حول أنواع الأخطاء التي يرتكبها الطلاب.
في النهاية، يقول إن الفترة الحالية ستسمح لنا بمعرفة نوع التعليم الذي ينجح عبر الإنترنت والذي لا ينجح. ويضيف بيكر: «هناك تجارب من الأفضل أن تقوم بها وجها لوجه، وهناك تجارب من الأفضل القيام بها عبر الإنترنت. لم أكن أحب أبدًا أن أحاضر 700 شخص».
المصدر: ساسة بوست
بتوقيت بيروت