نظرًا لأن انتشار فيروس كورونا أدى إلى إغلاق المزيد من المدارس، يجد العديد من الآباء أنفسهم يواجهون احتمال التعليم المنزلي لأطفالهم، ومن الناحية المثالية، سيقدم المعلمون الدروس، سواء عبر الإنترنت أو على الورق، للمساعدة في تلبية الاحتياجات الأكاديمية للأطفال. في المقابل، تفي المدرسة أيضًا بالاحتياجات المادية والاجتماعية، ويمكن أن تساعد الإجابة عن الأسئلة التالية الآباء على تسهيل عملية الانتقال ومساعدة الأطفال مؤقتًا على الانضمام إلى الطلاب الذين لجأوا إلى التعليم المنزلي.
حضور الكبار
تقدم العديد من الشركات للموظفين خيار العمل من المنزل أو تطلب منهم ذلك بكل صراحة، لذلك يمكن أن يجد بعض الآباء أنفسهم في المنزل مع أطفالهم، محاولين اكتشاف طرق جديدة للموازنة بين أيام عملهم وأيام دراسة أبنائهم. وبالنسبة لأولئك المجبورين على العمل خارج المنزل، وفي حال لم يكن بإمكانك توظيف مربية أطفال، فستكون هناك خيارات قليلة بديلة مثل طلب المساعدة من الأصدقاء أو الأقارب. في الواقع، لا توجد معايير متسقة بشأن السن المناسب لترك الطفل في المنزل بمفرده.
من المهم معرفة مقدار المسؤولية التي يمكن لطفلك تحملها، إذ يمكن لأولئك القادرين على تحضير وجبة بأمان الاعتناء بأنفسهم طوال اليوم الدراسي. في المقابل، ينبغي على الآباء توفير اتصالات الطوارئ والاطمئنان على الأطفال بانتظام، أما إذا كان ينبغي على الطفل الأكبر سنًا أن يكون مسؤولاً عن شقيقه الأصغر سنًا، فحاول التأكد من أنهما يحافظان على الهدوء وأنهما قادران على إنجاز أعمالهما.
اطفال اكثر تنظيما!
بغض النظر عن عمر الطفل، يوصي المعلمون بتوفير هيكل واضح للتعليم المنزلي. وفي هذا الصدد، يقول مدير مركز الإعلام وصحة الطفل في كلية الطب بجامعة هارفارد: "من المهم ألا يرى الأطفال أن هذا اليوم مثلج إلى أجل غير مسمى". وعمومًا، يمكن للأطفال في سن المدرسة أن يتعلموا تدريس أنفسهم، طالما أن مقدم الرعاية وضع حجر الأساس لمساعدتهم على النجاح.
في المنزل، لا وجود لأجراس تدق لإخبار الطلاب بموعد الفصل التالي. في المقابل، يُعتبر تقسيم الوقت والالتزام بالخطط بمثابة مهارات حياتية قيّمة يمكن للأطفال تعلمها أثناء تعطل الدراسة في المدرسة. وفي الواقع، يعتقد أن العائلات يمكنها الاستفادة من التغيير في البيئة المدرسية، قائلا: "أرى أن هذا الأمر يعدّ بمثابة فرصة لمساعدة الأطفال على أن يصبحوا منظمين أكثر ذاتيًا".
في سياق متّصل، من الممكن أن تستمر عمليات إغلاق المدارس لفترة أطول، مما يستوجب وجود طريقة تفكير جديدة مبنية على الاعتقاد بأنه لا ينبغي أن يتوقف التعلم نظرًا لأن الأطفال ليسوا في المدرسة التقليدية. كما يعدّ من المهم شرح الأزمة الحالية والتحديات التي تطرحها مع الاستعانة بمساعدة الأطفال في الاستفادة من الوضع السيئ، حيث تتمثل الخطوة الأولى في وضع جدول يومي.
هل تقدم التكنولوجيا يد المساعدة؟
لا يعني التعليم المنزلي بالضرورة أن يضطلع الوالدان بمهمة المعلم. في هذا السياق، يعتمد إنريكو برتيني، الأستاذ المشارك في علوم وهندسة الكمبيوتر في جامعة نيويورك، على التكنولوجيا لمساعدة ابنه، البالغ من العمر 12 سنة، في تعليمه المنزلي، ويستخدم برتيني مزيجًا من المواقع المجانية والمدفوعة الأجر لمنح ابنه قائمة كاملة من الفصول، وبينما توفر العديد من المدارس التقليدية للطلاب إمكانية الوصول إلى التعليم عبر الإنترنت أثناء إغلاق المدارس، يمكن أن يساعد تزويد الأطفال بفصول جديدة على استكشاف اهتماماتهم، اذ لم يكن لديهم وقت لها خلال العام الدراسي.
علاوة على ذلك، يسمح التعليم المنزلي بالتعمق في مواضيع مثل الأنثروبولوجيا الطبية الشرعية من خلال التعلم من خبير عبر الإنترنت. وتسمح المنصات للعائلات باختيار المعلمين ذوي خبرة عالية الذين يُرجح أن يبقوا على تواصل مع الأطفال أثناء عملية تعلمهم على عكس المدرسة التي يمكن فيها لطفل متهور أن يعطل صفًا كاملاً، يمكن للمدرسين الإلكترونيين تجاهل الطفل المشاغب من خلال إيقاف الكاميرا بنقرة واحدة.
وبالنسبة إلى المخاوف المتعلقة بشأن وقت الشاشة، تشير الأبحاث إلى أن جودة التفاعل يشكل فرقًا واضحا في هذه المسألة. ويمكن أن يشجع استخدام التكنولوجيا على تطوير حس الابتكار، بدلاً من الاستهلاك السلبي، ناهيك عن الإبداع والقدرة على حل المشاكل. في المقابل، يُفضل استخدام مزيج متوازن من الأنشطة التكنولوجية وغير التكنولوجية.
يمكن الأطفال ممارسة الأنشطة؟
في حال كانت كل الظروف ملائمة وآمنة للخروج إلى الخارج، فيمكن السماح للأطفال للركض أو المشي أو ركوب الدراجة. ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فيمكن للطفل أن يمارس أنشطة حتى وهو في الداخل، وعندما لا يستطيع الطالب الخروج، يمكنه ممارسة ألعاب على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها.
من جانبها، تضع مدوّنة تعليم في الإذاعة، ومؤلفة كتاب "فن وقت الشاشة"، التي تعد أما لطفلين، خططًا مؤقتة في حال إغلاق مدارس مدينة نيويورك العامة. وفي هذا الصدد، تقول أن ابنتيها البالغتان من العمر ثلاث سنوات وثماني سنوات ستظلان نشيطتين في المنزل باستخدام مواقع توفر برامج تمارين رياضية في المنزل، وللحصول على خيارات منخفضة التكلفة، وتوصي بممارسة التمارين الهوائية المناسبة للأطفال أو أوضاع اليوغا التي تنشر على تطبيق "يوتيوب كيدز"، ويمكنهم تجربة الرقصة الجامدة أو تحدي الجلوس.
المحافظة على العلاقات الاجتماعية
يحتاج الأطفال إلى التفاعل مع أقرانهم، في المقابل، كيف يمكن للأطفال اللعب دون احتمال انتشار المرض؟ توفر مواقع التواصل الاجتماعي مكانًا للانخراط عبر الإنترنت، لكن العديد من الآباء قلقون بشأن الإفراط في استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي واحتمال تعرضهم للتنمر عبر الوسائل الالكترونية. بالإضافة إلى ذلك.
في هذا الصدد، توصي أنه إذا سمح الآباء لأطفالهم باستخدام هذه الخدمات، فينبغي أن يظلوا برفقتهم، وأضافت قائلة: "من المناسب تمامًا أن يراقبونهم ويساعدونهم في حال لم ترق لهم طريقة تفاعلهم".
من جانب آخر، يمكن أن يؤدي الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام مكالمات الفيديو من خلال برنامج "سكايب" أو "فيس تايم" إلى إبقاء الأطفال على اتصال بأصدقائهم وكل أفراد العائلة. وفي شأن ذي صلة، توصي باللجوء إلى برامج أخرى عبر الإنترنت التي قد لا تبدو كمواقع اجتماعية، ولكنها تمكن من التواصل مع الأصدقاء.
وتابعت حديثها قائلة: "أعتقد أن خادم ماين كرافت المشترك، على سبيل المثال، الذي لا يسمح خياره الخاص بالأطفال سوى باللعب مع الأشخاص الذين يعرفونهم، وهو ما يمكن أن يكون حلاً رائعًا للأطفال"، وطالما يمارس الأطفال الألعاب في الأوقات المخصصة للعب، يمكن أن تكون الألعاب الإلكترونية مع الأصدقاء مكانًا صحيًا للأطفال للعب في العالم الافتراضي، عندما لا يمكنهم ذلك في العالم الحقيقي.
ترجمة نون بوست ـ عن نيويورك تايمز
بتوقيت بيروت