مع ازدياد اهتمام الجيل الجديد بالتصفح والمطالعة عبر الهواتف الذكية، ومنافسته للكتاب الورقي، ذهب الخبراء والمختصون لدراسة اثر هذه المنافسة على الاطفال والشباب في جوانبها المتعددة..
وفي دراسة جديدة اجريت مؤخرا بينت ان قراءة الآباء والأمهات للأطفال من كتب ورقية تزيد التفاعل بينهم، مقارنة بالقراءة من أجهزة إلكترونية. وأفاد تقرير تلفزيوني، أن الآباء والأمهات الذين يقرأون لأطفالهم من جهاز لوحي، سواء أكان الكتاب الرقمي تفاعليا أم لا، كان لديهم تفاعل اجتماعي أقل مع أطفالهم، مقارنة بمن قاموا بالقراءة من كتب ورقية.
وأوضح التقرير أن باحثين من جامعة ميتشيغان دعوا مجموعة من الأهالي عددهم 37 مع أطفالهم (بين عامين وثلاثة أعوام) إلى مختبر أنشئ ليبدو وكأنه غرفة معيشة، ثم بدأ الآباء والأمهات بالقراءة من كتب ورقية وأخرى رقمية وتفاعلية، لنحو 75 دقيقة.
وأثناء قراءة الآباء في الكتب الرقمية، لاحظ الباحثون أن الأطفال كانوا أكثر عرضة لمقاطعة الجلسة، وذلك عبر إعاقة رؤية آبائهم للجهاز اللوحي حتى لا يتمكنوا من قراءته، أو إغلاق تطبيق الكتاب الإلكتروني أو الاستيلاء على الجهاز اللوحي من آبائهم.
بالمقابل رد الآباء على تصرفات الأطفال بطريقة سلبية وأقل تفاعلية، حيث كانوا أكثر عرضة وميلا للسيطرة على الأطفال وعلى تحركاتهم أثناء القراءة من الكمبيوتر اللوحي.
وقال الباحثون إن السلوكيات التدخلية، مثل منع الأطفال من النقر على الجهاز اللوحي أو تحريك أجسامهم بعيدا عن الأطفال حتى يتمكنوا من حملها، يمكن أن تعرقل رغبة الأطفال الصغار في التعاون مع والديهم أو الاستماع إليهم، أي أنها ستقلل التفاعل بين الآباء والأطفال.
وذكرت الشبكة بأن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال "AAP" توصي "بالمشاركة في العرض" للآباء والأمهات والأطفال الصغار حتى لا يكون استخدام الجهاز اللوحي عملا انفراديا.
وقال الباحثون إن النتائج الاجتماعية والمكاسب اللغوية للقراءة على جهاز لوحي تختلف كثيرا عن القراءة من الكتاب الورقي، ولهذا فإن الأفضل القراءة من كتاب ورقي إن أمكن ذلك.
وقت الشاشة ليس سلبيا دائما
ويطلق العلماء على الوقت الذي يستخدم فيه الإنسان الأجهزة الذكية اسم "وقت الشاشة".
وأوضحت الشبكة الأمريكية أنه أصبح من الشائع أن نرى تزايد قراءة الأطفال للكتب وغيرها من الأجهزة الذكية. وبحسب الخبر وجدت دراسة أخرى أجرتها "JAMA Pediatrics" أن وقت الشاشة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين قد زاد بأكثر من الضعف خلال العشرين عاما الماضية، ولكن هل قضاء بعض من الوقت باستخدام الأجهزة الذكية أمر سلبي على الأطفال؟
ربما لا، فقد وجدت دراسة نشرت الأسبوع الماضي أن إجمالي وقت الشاشة لا يؤثر على الأداء الأكاديمي للطفل، ومع ذلك فليست كل الأخبار رائعة، حيث تم أيضا ربط زيادة وقت الشاشة بتحصيل الطلاب لعلامات مدرسية أقل.
ويبدو أن الباحثين في طب الأطفال منقسمون عندما يتعلق الأمر بوقت الشاشة، إذن ما هي أفضل طريقة لجعل استخدام الأطفال للأجهزة الذكية آمناً؟
نقلت الشبكة بعض النصائح عن دليل "AAP" لكيفية تخطيط وتحديد الأهل للوقت الذي يستخدم فيه الأطفال هذه الأجهزة.
وفي ما يأتي توصيات "AAP":
حظر استخدام الأطفال الذين تبلغ أعمارهم أقل من 18 شهرا للأجهزة الذكية، باستثناء الدردشة عبر الفيديو.
بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 شهرا، يمكن للآباء تقديم "محتوى عاليَ الجودة ومفيدا" ومشاهدته مع أطفالهم.
أما الأطفال في سن 2- 5 سنوات فيمكن السماح لهم باستخدام الأجهزة الذكية لمدة ساعة، بشرط أن يكون المحتوى عالي الجودة ومفيدا، وأيضا يجب على الأهل المشاهدة مع أطفالهم.
وبالنسبة للأطفال الذين يبلغ عمرهم 6 أعوام فما فوق، فإنه يجب تحديد وقت الشاشة ومراقبة نوع الوسائط التي يستهلكونها.
تحديد مناطق معينة في المنزل تكون خالية من الشاشة، مثل غرفة الجلوس حيث تجتمع الأسرة وهناك أيضا طاولة تناول الطعام.
بتوقيت بيروت