تقسم العديد من المدارس المتوسطة والثانوية الطلاب الى فئات وفقاً لمستواهم التعليمي وعلاماتهم المدرسية بهدف جعلهم أكثر تجانساً. عموماً، إن هذه الممارسة تعزّز عدم المساواة التعليمية بين التلاميذ. علماً أن الأهل عادةً لا يعيرون هذه المسألة أهمية ولا يبدونها اهتماماً مرجوّاً او يعلّقون سلباً عليها، حتى إن بعضهم يعتقد انه من الأفضل لابنه أن ينشأ في ظلّ مستوى متوسط في صف متجانس.
الا أن الدراسة التي نشرها موقع sciences humaines الالكتروني والتي تعود الى باحثين في جامعة Bourgogne وفي CNRS، عادت باستنتاجات مغايرة تماماً. واستند البحث الى دراسة استقصائية واسعة شملت 20000 في 212 كليّة مع الأخذ بعين الاعتبار متوسط مستوى الصف وتجانسه.
وأشارت النتائج الى أن التلميذ الذي نشأ في شعبة مصنفة من المجتهدين يحقق تقدماً تعليمياً بمعدّل نقطتين أكثر من التقدّم الذي يحرزه طالب نشأ في شعبة للطلاب غير المتفوقين. وعلى العكس من ذلك، فإن تشكيل صفّ غير متجانس في المستويات التعليمية يؤدي الى تضييق الفجوات، حيث يستفيد الطلاب الأقل اجتهاداً من متوسط مستوى صفّ أعلى من مستوى صفّهم، في حين سيضطر الطلاب المجتهدين الى التأقلم مع متوسط مستوى صفّ أقل.
لكن في جميع الأحوال، ان الاستفادة التي يتلقاها الطلاب الضعفاء، تبقى أهم بكثير من الخسائر التي تلحق بالطلاب المجتهدين. المثير للتعجب، أن الدراسة اظهرت تركيز المدرسين في الصفوف المألفة من الطلاب المجتهدين على الانضباط وانجاز القسم الأكبر من المنهج الدراسي، في حين أنهم لا يولون هذه المسألة أهميةً مرجوّة في الصفوف المألفة من طلابٍ غير مجتهدين، بل انهم يركّزون على توطيد علاقتهم الشخصية بالطلاب ويغطون نسبة أقل من المناهج التعليمية ويطرحون عليهم تحديات أكثر تواضعاً.
جريدة النهار