X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مختارات :: ما لم تعرفه بعد عن الكيان الصهيوني وشبكات التواصل الاجتماعي

img

1- تركيز الرئيس الصهيوني شمعون بيريس على شبكات التواصل الاجتماعي

نهجت الإدارة الصهيونية منهج الإدارة الأميركية نفسه، حيث قال الرئيس الصهيوني شمعون بيريس في خطابٍ رسميٍّ له أمام ضيوف المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في دورته السابعة، الذي انعقد في الأردن: "إنّ السياسات الناعمة عبر وسائل الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي مهمة للوصول إلى الجمهور، فالتطور الذي طرأ على عقول الشباب العربي هو الذي قاد إلى الربيع العربي. والتقنية لا حدود لها، والجيوش العربية لا تستطيع السيطرة على التقنية، كما إنّ أجهزة الشرطة العربية لا تستطيع اعتقال روح الابتكار، والعولمة تتخطى حدود العزلة ولا تتفق معها، وكل هذه الحقائق الكبرى هي التي تحدد أسباب التغيير في المنطقة، وإذا كان الحديث يجري عن التطورات الناعمة باعتبارها مفاتيح التغيير فهي: المعلوماتيه، والارتباط الكوني عبر الإنترنت، وما نتج عنه من تواصل غير محدود بين الشعوب والحضارات"[1].

 

 

ولهذا حصد آفيخاي أدرعي الناطق باسم الجيش الاسرائيلي على صفحته على وسائل التواصل آلاف المُعجبين والمتواصلين، وحصدت صفحة سفارة الكيان الصهيوني في الأردن ما يقرب من عشرين ألف مُعجبٍ عربي على الموقع نفسه، ما سرّ الأمر؟ ولماذا يتحوّل قتلة الأطفال فجأة إلى مرغوبين وبشدة؟ هل هي فكرة المحجوب والمرغوب؟ أم أن هناك قوةً خفية تشدّ خيطًا رفيعًا لتجذب معها آلاف الناس[2]. وقد استحدثت الاستخبارات الإسرائيلية وحدةً متخصِّصةً بحرب الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، أُعلِن عنها العام 2011. ويمكن في هذا الصدد الإشارة إلى ما كشفته صحيفة "لاتريبيون الفرنسية" من أنّ ضابط الاستخبارات الإسرائيلي "أدون وردان"، المعروف في الوسط المخابراتي هو نفسه "دانييال دوميلو"، الذي أطلق موقع "شباب حر" الذي استقطب أكثر من 10 ملايين زائر من بلدان العالمَيْن العربي والإسلامي منذ اطلاقه[3]  العام 2003.

 

2- توظيف وحدة الاستخبارات الإسرائيلية لشبكات التواصل الاجتماعي

 

أشارت عدّة تقارير صهيونية إلى أهمية دراسة مواقع التواصل الاجتماعي في المدن اللبنانية، كالتقرير الّذي أخذ مدينة صيدا كنموذج، لبحث سبل التأثير في رأي الناس في الأحداث الجارية، وهي معلومات ذات أهمية استراتيجية بعيدة المدى بالنسبة إلى إسرائيل، ومن أجل معرفة ما سيحدث، هناك حاجة إلى المعلومات من المصادر المفتوحة والشبكات الاجتماعية، لذلك ستلجأ الاستخبارات إلى تجنيد ضباط ذوي خبرة في مجالي علم الاجتماع و"سيكولوجيا الجماهير"، بل وفي "الانثروبولوجيا".

 

 وقد ورد في التقرير أنّ وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات شرعت ببناء منظومة بحثية جديدة، بقيادة أحد أبرز الضباط حاليًّا، العميد إيتي بارون، وتقرر أنه بسبب وقوف شعبة الاستخبارات في مقدمة رصد الهزة الأقليمية العربية، فإن عليها فهم الميول السياسية السائدة لدى الجمهور العربي[4]. وقد نالت جائزة رئيس الشعبة هذا العام الوحدة التي أفلحت في توقّع فوز الرئيس الإيراني حسن روحاني في الانتخابات خلافًا لأجهزة استخبارات أخرى تنبأت بأن إيران مقبلة على ربيعٍ، موصيةً بتشجيع تدخل خارجي. واستندت خلاصة شعبة الاستخبارات على جمع معلومات عن المجتمع الإيراني وتحليلها عبر محاولة لفهم سجالات الشارع الإيراني والتركيز على هموم المواطن البسيط، ورأت أن المواطن الإيراني كان يخجل بقيادته السابقة. وقد أظهرت الأبحاث العلنية أن الإيرانيّين لا يرغبون في الظهور في العالَم ككوريا الشمالية، وهم يرَوْن أنفسهم قوة عظمى ذات عمق ثقافي مختلف.

 

وهكذا، فإنّ تقدير شعبة الاستخبارات قاد إلى التقدير بأنّ التغيير الذي تنطوي عليه الانتخابات ليس شكليًّا، وأن هناك فرصة للخروج إلى طريق جديد. وأشار فيشمان إلى أن هذا التقدير ربما هو ما حال دون الإقدام على خطوات إشكالية عدة غير موزونة من جانب القيادة الاسرائيلية. في كل حال، قادت التغييرات في سلوك الجمهور العربي إلى تغييرات تنظيمية في شعبة الاستخبارات العسكرية. وتحوي كل حلبة استخبارات، سواء أكانت الإيرانية أم المصرية أم الفلسطينية أم الأقليمية، خلايا ودوائر تعمل في ما يسمى بـ"الاستخبارات الجماهيرية"، حيث تعمل كلُّ خلية مع جمهورها المستهدف.

 

وقبل سنوات أُنشئ داخل وحدة الأبحاث مركز لدراسة سلوك الجمهور، وترأس المركز دكتورة في علم الاجتماع، هي الرائد ميطال، التي عملت في السابق باحثةَ رأيِ عامٍّ في قسم علم السلوك، حيث كانت وظيفتها، ووظيفة المركز توجيه رجال الاستخبارات عند تحليل استطلاعات الرأي والميول في الشبكات الاجتماعية، وأيضا في طرق قراءة السجالات العامة.

 

كذلك أُنشئ في وحدة سلوك الجمهور التابعة للوحدة المركزية لجمع المعلومات الاستخباراتية المعروفة باسم "8200" مركز يُسمّى "سينغ"، وهو مركز لجمع المعلومات وإجراء الأبحاث، حيث يضم هذا المركز عشرات الباحثين، الذين يرصدون ويحللون المعلومات العلنية في العالم العربي. ويسعى ضباط "الوحدة 8200" للحصول على معلومات حول مزاج الجماعات المؤثرة، مثلًا في مدينة صيدا اللبنانية، وأثر ذلك على مكانة حزب الله في لبنان. وقد يتطلب الأمر لتحقيق هذه الغاية استخدام أساليب قديمة مثل وسائل الاستخبارات السرية.

 

ويرأس وحدة سلوك الجمهور الرائد موشي، وهو دكتور في تاريخ الشرق الأوسط، حيث ترعرع في الاستخبارات. وللإطلاع على حجم المواد التي ترصدها الوحدة، ينبغي الأخذ بالحسبان أنّ في مصر وحدها ازدادت مواقع الإنترنت بعد سقوط الرئيس حسني مبارك والرئيس محمد مرسي بنسبة كبيرة، وأن هناك 55 صحيفة مؤسَّسيّة، وآلاف الصحف المستقلة والمحلية، و53 قناة تلفزيونية، و15 فضائية، وعشرات محطات الإذاعة، وكلُّ ذلك على أكتاف حلقة واحدة، تعنى بالحلبة المصرية. وفي المقابل، وضمن رصد ما يجري في الحلبة المصرية، هناك اهتمام بمزاج البدو في سيناء، وذلك عَبْرَ رصد نشاطاتهم على الشبكات الاجتماعية. ففي سيناء، توجد أيضًا شبكات متطورة، خلوية وحاسوبية، وهناك كميات هائلة من المعلومات تتدفّق فيها، والمهم هو ما يصل إلى طاولات التحليل والخبرة التي تتراكم. وحتى ثمانينيات القرن الماضي، كان ألبرت سوداي الأسطوري هو المكلف بتحليل المزاج السياسي في مصر.

كان سوداي خبيرًا في شؤون محمد حسنين هيكل، وكان يُحلِّل للاستخبارات كلَّ مقالة يكتبها، حيث كان الاعتقاد أن ما يكتبه هيكل هو ما يفكر به الرئيس جمال عبد الناصر. وكذا الحال في الحلبة العراقية، حيث كان إيلان كوهين يرصد أبواق النظام العراقي.

لقد أجبرت الانتفاضة الأولى في فلسطين الكيان الإسرائيلي على البدء برصد مزاج الشارع العربي عندما تبيّن أن موقف النقابات واتّحادات الطلبة يُعبِّر عن موقف الفصائل. وكان "الشاباك" حينها هو الجهاز الذي يحوي وحدة صغيرة لدراسة المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، حيث أصبح اليوم دائرة كاملة. ويحاول الباحثون في هذه الوحدة وضع الأصبع على نبض الشارع، ولذلك فهم يَخْلِصون، منذ العام 2012 وحتى الآن، إلى عدم وجود خطر نشوب انتفاضة ثالثة.

وفضلًا عمّا سبق، صارت الاستخبارات الإسرائيلية شديدة الاهتمام بالسيرورات الاقتصادية للمجتمعات والمنظمات العربية والإيرانية. وكانت خلاصة ندوة عقدتها الاستخبارات قبل أعوام أنه من أجل فهم أثر الاقتصاد على السياسة، فمن المهم دراسة "اقتصاد الظل" في العالم العربي، مثل اقتصاد حزب الله في لبنان، واقتصاد الحرس الثوري في إيران، والجيش في مصر. وبعد تشكيل وحدة خاصة بهذا الشأن، ازدادت كمية الأبحاث المتعلقة بالشركات العربية أربعة أضعاف، بل أن أحد هذه الأبحاث توقّع إطاحة الجيش المصري لحكم الرئيس محمد مرسي قبل شهور من حدوث ذلك. وركزت أبحاث أخرى على الطبقة الوسطى في الشرق الأوسطوموقف المجتمع الإيراني من الاتفاقيات مع الغرب.

 

ويخلص فيشمان إلى أنه رغم كلّ الأعمال السابقة، فإن منظومة الاستخبارات الجماهيرية لا تزال تحبو، ولم تشكل لنفسها في إسرائيل عقيدة قتالية واضحة. الأمر الوحيد المؤكّد أن تقدير الموقف، الذي لا يستند إلى تحليلٍ للمعلومات العلنية، يبقى جزئيًّا، بل وخاطئًا.[5]

وتعليقًا على ما سبق، فإنّ المؤكّد لدينا أنّ أجهزة الاستخبارات الصهيونية تعطي المزيد من الأهمية للمعلومات التي تستقيها من خلال رصد شبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما يعطي أهمية لضرورة توعية الشباب لخطورة وحساسية شبكات التواصل الاجتماعي في مدِّ العدو الصهيوني بالمعطيات اللازمة لفهم مجتمعاتنا، وتسهيل إعداد العدو للخطط في ضوئها، وينبغي في ضوء ذلك وضع وابتكار الآليات اللازمة التي تساعد في البرمجة المضادة من أجل حماية المنظومة الأمنية والثقافية والسياسية لمجتمعنا من الاختراق والتلاعب.

مركز الحرب الناعمة للدراسات

 


  [1] موقع وزارة الخارجية الصهيونية على الإنترنت: http://mfa.gov.il/MFAAR/Opinions/OpinionsOfArabWriters/Pages/President-Peres-speech-on-Amman.aspx

[2] مقالة تحت عنوان: "القوة الناعمة- صنعةُ الأميركي وفرحه"، للكاتب عبد الرحمن جاسم، نشرت في جريدة الأخبار، صفحة رأي، العدد 2237، بتاريخ 7 تموز 2014.

[3] مقالة تحت عنوان: "نيوميديا سلاح في خدمة أميركا واسرائيل" خضر عواركة، نشر موقع قناة الجزيرة.

[4] المصدر السابق.

[5] تقرير مترجم من جزئين: الأول تحت عنوان: "الاستخبارات الإسرائيلية في عصر الفضائيات والإنترنت: أثر الربيع العربي وشبكات التواصل الاجتماعي"، والثاني تحت عنوان: "تحليل المعلومات والسلوك السياسي ينقل الرصد إلى أمكنة جديدة"، نُشِرا بتاريخ 5 و 6 أيار 2014 في جريدة السفير اللبنانية، للكاتب حلمي موسى.

 

مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:21
الشروق
6:33
الظهر
12:27
العصر
15:47
المغرب
18:36
العشاء
19:26