مقدمة :
تهدف المؤسسات التدريبية إلى تصميم فصول تعليمية فعّالة للبالغين، وحتى تتمكن من ذلك يتوجب توفر معرفة وافية بالمبادئ التي يتميز بها تعليم الكبار عن تعليم الأطفال، فمثلاً يختلف عامل الدافعية لدى المتعلم الكبير عن المتعلم صغير السن…
وكما هو
معروف يُعتبر فهم حاجات المتعلمين أو المتدربين أساساً لا غنى عنه عند القيام
ببناء أي برنامج تعليمي أو تدريبي، وكل ما يتعلق به من تقنيات ومواد داعمة بغية
بلوغ الأهداف المنشودة.
هناك مجموعة من السمات لدى الشخص البالغ تؤثر على تعلّمه فيما يخص:
– الحاجة إلى التعلّم.
– التوجيه نحو التعلّم.
– ميزة الخبرة لدى الشخص البالغ.
– علاقة التعلم الجديد بجودة الإنجاز.
– التعلّم بهدف حل المشكلات.
– محفزات التعلّم: الذاتية والمهنية.
وفيما يلي نوضح لك عزيزي القارئ ( كيف يتعلم البالغون؟ ) وفق السمات التي ورد ذكرها من خلال هذا الرسم المعلوماتي:
أما فيما يتعلق بمبادئ تدريب أو تعليم البالغين توصي جين فيلا (Jane Vella) بتسع ممارسات، إذ يتم تصميم المبادئ السبعة الأولى في قالب نشاطات التعلّم، أما المبادئ الثلاثة الأخيرة، فيجب تطبيقها من قبل المُدرب في طور تيسيره لحلقة التعليم أي أنّها تقود كيفية تقديم جلسات التدريب.
1. الصلة بالموضوع : إنّ أفضل طريقة للتعليم تلك التي تركز على الاستفادة من معرفة المتعلمين وتجاربهم الخاصة، ويجب أنّ تستوفي احتياجات الحياة الواقعية.
2. الحوار: ينبغي أنّ يكون التعلّم ثنائي الاتجاه بهدف السماح للمتعلم بالتفاعل مع المعلّم والمتعلمين الآخرين.
3. المشاركة: يتشارك المتعلمون من خلال النقاشات، والتعلم من الأقران.
4. الفورية: يجب أن يكون المتعلمون قادرين على تطبيق المعارف الجديدة فوراً.
5. قاعدة ( 20 / 40/ 80) : يتذكر المتعلمون أكثر حين نستعمل الوسائل البصرية لدعم العرض الشفهي والأفضل عندما يتمرسون على المهارة الجديدة.
فالقاعدة العامة تقول: " نحن نتذكر 20 بالمائة مما نسمعه، و40 بالمائة مما نسمعه ونراه، و 80 بالمائة مما نسمعه ونراه ونطبقه".
ويتذكر البالغون بصورة أكبر عندما يمارسون المهارة الجديدة.
6. التفكير-الشعور-التصرف: يجب أن يشمل التعلّم التفكير والعواطف والأفعال.
7. الاحترام: يحتاج المتعلمون إلى الشعور بالاحترام والتكافؤ.
8. التأكيد على القدرات: يحتاج المتعلمون إلى سماع عبارات المديح حتى ولو بخصوص أصغر المحاولات.
9. الشعور بالأمان: يحتاج المتعلمون إلى الشعور بأنّ أفكارهم ومساهماتهم سيتم تقديرها، كما لن يُستخف بها أو يُسخر منها.
قاعدة ذهبية:
هناك قاعدة ذهبية لتعليم الكبار وهي:
أنّ التعلّم يحدث في الغالب عندما يتم تشجيع المشاركين على ربط ما قد تعلّموه بمعرفتهم السابقة وبخبراتهم وآرائهم، وعندما يشاركون بفعالية بانتقاء المواضيع التي تهمهم إضافة إلى أساليب التعلم.
خلاصة:
إنّ قوة تعليم البالغين تكمن في افتراضاته الأساسية و المتمثلة في كون الكبار يملكون دوافع كبيرة للتعلم وتطوير مهاراتهم الحياتية، لأنّهم يشعرون بالحاجة إلى المعرفة ويتفهمون فائدتها التي تنعكس بطريقة مباشرة على تطوير أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والمهنية، ولديهم حاجة عميقة للتوجيه الذاتي والقدرة على تحديد احتياجاتهم واهتماماتهم التي يجب أن تترجم في أهداف وبرامج ومناهج العمل المؤسسي، بحيث تدور مبادئها حول أفكار ليست فقط أكاديمية أو مهنية، بل تبدأ مع حياة المتعلم وتنظر إلى تجربته الخاصة وموارده الأكثر قيمة حيث أن تراكم المعرفة والخبرة وتطوير المهارة لدى البالغين تنعش تجربة التعلم.
المصادر:
– الانفوجرافيك:
https://blog.commlabindia.com/elearning-design/elearning-for-adults
– جان فيللا (Jane Vella) ، تعلم الإصغاء، تعلّم التعليم: قوة الحوار في تعليم البالغين:
(Learning To Listen, Learning To Teach: The Power of Dialogue in Educating Adults)
Jossey-Bass سان فرانسيسكو، ١٩٩٧
– كاترين دينيس: تعليم الكبار والتغير الاجتماعي.
موقع تعلم جديد/ أروى نادر بنيـان
بتوقيت بيروت