بالتزامن مع مشروعها المستمر للعام الخامس عشرعلى التوالي في مختلف المناطق اللبنانية، والذي يتمثل في إقامة معارض الأدوات القرطاسية على أبواب العام الدراسي من كل عام، بهدف مساعدة الأهالي والتخفيف من الأعباء المادية التي يتكلفونها ثمناً لشراء الكتب والقرطاسية واللوازم المدرسية لأولادهم, والعمل على تأمين هذه الأدوات بالأسعار التنافسية المتهاودة. استكملت "التعبئة التربوية في حزب الله" هذا المشروع بخطوة إضافية تجسدت في تأمين الكتب المدرسية المستعملة للطلاب بطريقة الإعارة، وبمبلغ رمزي يتراوح بين 1000 و5000 ليرة عن كل كتاب مهما كان ثمنه. وذلك من خلال إنشاء "مكتبة إعارة الكتب المدرسية" في المناطق ومن بينها منطقة النبطية. وقد لاقت هذه الخطوة ترحيباً واستحساناً في نفوس المواطنين.
"الهدف من مكتبة إعارة الكتب المدرسية في النبطية والمناطق الأخرى هو مساعدة الأهالي في التخفيف من الأعباء المادية للأهالي، لاسيما أصحاب الدخل المحدود والناس الفقراء مقابل دفع بدل رمزي عن كل كتاب تدفع كمصاريف للمعرض، على أن يعاد الكتاب في ختام العام الدراسي". يقول المسؤول عن المعرض أحمد سلوم.
وحول كيفية سير عملية الإعارة يوضح سلوم أنها تتم من خلال قيام "التعبئة التربوية" بحملة إعلانية ودعائية في المدارس والثانويات ولدى الأهالي إبان كل عام دراسي. بعدها تقوم اللجان والفرق التطوعية المتخصصة بجمع الكتب وإحضارها إلى المعرض. كذلك تم تحديد أماكن خاصة للأهالي الراغبين بالتبرع بالكتب، لذلك فالإقبال كبير على المعرض والأهالي فرحون كثيراً بهذه الخطوة التي لم يعهدوها من قبل، وهم يساعدون على إنجاحها من خلال رفدها بتبرعاتهم المتواصلة.
وفي شأن الضمانة لإعادة الكتب المستعارة آخر العام الدراسي من قبل المستعيرين يشير سلوم إلى أنها تعتمد على "الإلتزام الأدبي والأخلاقي بالدرجة الأولى، وفي تعهد خطي يوقعه صاحب العلاقة بالدرجة الثانية. وفي حال لم يف بهذا التعهد فإن الضمانة تبقى في اضطراره للمجيء في العام الدراسي المقبل عندها سيعيد الكتب المستعارة ليستبدلها بكتب أخرى، ونحن واثقون جداً، بأن أهلنا الذين يستعيرون هذه الكتب سيعيدونها".
أما على صعيد معرض الأدوات القرطاسية السنوي في النبطية فيشرح المسؤول عن المعرض أشرف حريري، أن هذا الأمر يتم من خلال الإتفاق مع شركات الأدوات القرطاسية عشية البدء بالعام الدراسي، إذ يتم الحصول على أكبر تشكيلة من العروض المقبولة لبيعها بالأسعار التنافسية، ونحن من خلال هذا المعرض لانبتغي الربح المادي بل نعمل تحت شعار: "سنخدمكم باشفار عيوننا".
ويوضح حريري أن المعرض يلعب دور الوسيط بين التاجر والمواطن، بحيث تتراوح نسبة أرباحه بين 5 و10 % على الأكثر، في حين تنخفض الأسعار عن السوق بين 20و30 %، وهو لايتعاطى بنفس تجاري مع المواطنين، بل يسعى جاهداً للتوفير عليهم من خلال بيعهم بسعر الجملة، لذلك فإن الناس مسرورين كثيراً بشراء مستلزمات أولادهم من المعرض، وهو يحتوي على جميع مايطلبه الطالب والمعلم والمدرسة على حد سواء، كما يحرص القيمون على المعرض على تأمين الجودة والنوعية للوازم والقرطاسية المعروضة.
وعن شكوى أصحاب المكاتب الخاصة من مزاحمة هذه المعارض لها؟ يقول حريري: أصحاب المكاتب يحصلون على نفس العروض التنافسية التي نحصل عليها نحن إذا لم يكن أقل، لأنهم يبيعون على مدار العام، بينما نحن لا نبيع سوى في مطلع الموسم ولمدة شهر ونصف فقط, وبالرغم من ذلك تبقى اسعارهم مرتفعة، وقبل عامين لم نقم معرضاً في منطقة النبطية نزولاً عند رغبتهم، شرط أن يتعهدوا بتخفيض الأسعار لكنهم لم يلتزموا بذلك، مما دعا المواطنين لمطالبتنا بإعادة افتتاح المعرض وهكذا كان.
ويعرب علي حرب عن تقديره لخطوة التعبئة التربوية المتمثلة بمعرض إعارة الكتاب المدرسي لما توفره عليه وعلى أمثاله من مبالغ مادية لا طاقة لهم على تحملها، آملاً بتعميم هذه المبادرة على كافة الهيئات والجمعيات القادرة لمساهمتها في التخفيف من أعباء المواطنين في مطلع كل عام دراسي.
وتستعير زينة قوصان الكتب من معرض الإعارة، لأن لا طاقة لها على شراء كتب أولادها الثلاثة من المكاتب نظراً لأسعارها المرتفعة، وفي مقابل ذلك أحضرت كتب العام الدراسي الفائت، لكي يستفيد منها الآخرون، وهكذا برأيها تتعمم الفائدة على الجميع.
دفعت الأسعار المتهاودة في معرض القرطاسية لشراء فاطمة حلال القرطاسية لأولادها من المعرض لأن الفرق شاسع بينه وبين المكاتب الأخرى ومن خلال ذلك تدعم المقاومة. وشكرت التعبئة التربوية على مبادرتها الطيبة التي من خلالها تخدم المواطنين بالفعل وليس بالقول.
عدنان طباجة
بتوقيت بيروت