إن الاثار المتعددة التي خلّفها
الشهيد السعيد اية الله الشيخ مرتضى مطهري هي بنيان راسخ من الافكار المقومة
للثورة الاسلامية والرؤية الكونية الدينية. وفي ظل التأكيد الدائم لقائد الثورة
الاسلامية على ضرورة الدراسة الجادة لآثار الاستاذ الشهيد وعلى سعة رؤى هذا المفكر
البارز وعمق أفكاره، من اللازم أن توضع بين أيدي الباحثين وكذلك الشباب والراغبين،
خطط وطرائق لدراسة هذه الاثار. وقد تحدّث الإمام الخامنئي عن هذا الهاجس في لقائه
اعضاء مؤتمر الحكمة المطهرة عام 1382 ه.ش. فقال: "إن من الامور التي أجدها
ضرورية لأصحاب الفكر والأشخاص الذين يريدون أن يبينوا للناس الأفكار الإسلامية –
المبلغون الدينيون، أهل المنبر، الخطباء الدينيون- هو أن يقرأوا جميع كتب المرحوم
مطهري. أوجدوا طريقة لتقرأ هذه الكتب؛ لتكون ضمن الكتب الدرسية وأيضاً في الجامعات."
وبمناسبة ذكرى شهادة هذا المفكر والمنظّر البارز للثورة الاسلامية يقدم الموقع الالكتروني Khamenei.ir للمخاطبين المحترمين مجموعة من الطروحات والمقترحات للإمام الخامنئي بشأن دراسة اثار العلامة مطهري والعمل عليها. ومن البديهي ان كل واحد من هذه الطروحات والمقترحات يتوجه إلى مخاطبين مخصوصين، ولذا فإن بعضها سيكون مناسباً لطلاب العلوم الدينية والطلاب الجامعيين، وبعضها للمحققين، وبعضها سيكون مفيداً كذلك لكل مهتم بالفكر الاسلامي.
1. كتابة الخلاصات وإجراء الاختبارات
"يجب ان يتعرف شبابنا الاعزاء على اثار الشهيد مطهري، ولو كنت اريد انا ان اكتب برنامج الحوزة العلمية في قم لكنت بلا شك جعلت قراءة كتب الشيخ مطهري واحدة من مواد هذا البرنامج؛ أن تلخّص وتقدم الامتحانات فيها. طبعا لا يجب التوقف عند هذه الاثار فقط. لقد ذكرت للقائمين على مؤتمر الحكمة المطهرة والذين التقوني في طهران هذه الملاحظة؛ قلت لا تتوقفوا عند الشيخ مطهري، هذا ليس نهاية العمل، هي مرحلة من العمل؛ فغير هذا العالم هناك عوالم أخرى (مصراع بيت شعري).
قال (الشاعر): من الممکن الحديث عن ضفيرة الحبيب طوال عمر كامل؛ لا تقع في أسرها فصاحبها لم يبق! إلى هذه الدرجة يوجد ما يستحق القول؛ إن بحر الماء العذب واللامتناهي للقرآن والحكمة القرآنية يحوي هذا القدر من المطالب بحيث انكم مهما شربتم منه ومهما أخذتم منه ومهما ادخرتم منه فإنه لا ينقص وكذلك لا يتكرر. اجعلوا أفكار الشهيد مطهري أساساً يبنى عليه وشيّدوا فوقه الاعمال اللاحقة."
2. المباحثة ومراجعة المساعدين التعليميين
"اقرأوا كتب الشيخ مطهري معا. لطالما كنت أقول قبل الثورة لهؤلاء الفتية والشباب الذين كانوا يأتون اليّ لا تقرأوا الكتاب بل اعتمدوا مباحثته؛ مثلنا نحن الطلبة الذين نباحث الكتاب في المدرسة (الحوزة)؛ نقرأه جماعياً. اقرأوا مع بعضكم البعض كتاباً، باحثوه."
"عندما تقرأون كتاباً للشيخ مطهري، كتاب العدل الالهي، أو كتاب الدوافع نحو المادية مثلا، عندما تقرأون كتبه الاخرى يجب أن لا ترفضوا تلك الصفحة التي لا تفهمونها. يجب ان تضعوا ورقة هناك، يجب ان تضعوا علامة ومن ثم تراجعوا ذلك الشخص الذي يستطيع ان يرشدكم . سنّة المباحثة هذه حسنة جدا. راجعوا شريككم في المباحثة. اذا رأيتم خلال البحث انه كلا، مجددا لم تفهموا، وإما أن شريككم في المباحثة لا يفهم –ذلك المطلب المشكل- وهو بدوره غير ملتفت، أو أنه ملتفت ويعرف المطلب لكن ليس الى الحد الذي يمكنه ان يفهمكم إياه.. اذا رأيتم انه لا يستطيع ولا يقدر، حسنا، ضعوا في هذا المحل علامة وانتظروا المساعد التعليمي أن يأتي من المركز (الادارة العامة للتعليم في الحزب الجمهوري الاسلامي). ولو كان بإمكانكم ولم يكن من مانع تعالوا أنتم إلى طهران وحلّوا هذا الاشكال وعودوا أدراجكم. هكذا يجب ان تتعاملوا مع المسألة."
3. المطالعة اليومية لمدة ساعة
"منذ
بداية السنة، وكدرس من الدروس، ليجلسوا يوميا لمدة ساعة وليبدأوا بقراءة كتب الشيخ
مطهري. ليقرأوا هذا الكتاب وينهوه، ثم ليقرأوا الذي يليه، ليقرأوا وليقرأوا حتى
يقرأوا هذه الخمسين أو الستين أو المقدار الذي طبع من كتبه حتى الان، ليقرأوها
جميعا. اتصور ان كلا من هؤلاء سيكون مشعلاً للنور، طبعاً بشرط ان يكون لديهم
الأساس للعلم اللازم و المعرفة المطلوبة. وللانصاف فقد حوت كتبه الكثير من
المطالب. حقاً، كم كان وجوده مباركا."
4. المطالعة الموضوعية
"ليفهرسوا كتب الشهيد مطهري من الاول حتى الاخر. ليستخرجوا لائحة بمحتويات كتب الشيخ مطهري، فهرستاً بمطالب مؤلفاته، لانه من الممكن أن يكون المرحوم الشهيد مطهري قد بحث حول التوحيد مثلا او حول الانسان او حول القيامة في عشرة امكنة (من كتبه)، ومن الممكن ان تكون هذه الابحاث مكملة لبعضها البعض. ليجدّ عدد من الاشخاص في استخراج هذه الابحاث كي تتشخص نظريته حول الانسان أو التاريخ أو التوحيد أو حول المسائل الاخرى من هذا القبيل. هذه هي الوصية للشباب."
5. مقاعد التحقيق والمراجعة
"لو فرضنا أنه في كل سنة من السنوات الآتية وفي مناسبة الثاني عشر من ارديبهشت الذي هو يوم شهادة الشيخ مطهري، تم تحديد موضوع من ضمن افكار الشهيد وآثاره ليكون موردا للنقد والتدقيق، فتُذكَر أدلته ووجوهه، وتُبيَّن جميع الدقائق التي كانت محل اعتباره، واذا تمكن شخص ما احيانا ان يكمل ذلك المطلب بإبداء وجهة نظرٍ فلتذكر وجهة النظر تلك بحيث لو طُرحت إشكالات على آراء الشهيد لتمكّن ذلك الفرد من خلال وجهات النظر تلك أن يدافع عن رأي الشهيد، وخلاصة الأمر تُنجز حركة نقدية علمية حول أعماله تؤدي في نهاية المطاف إلى ترسيخ أكبر لآرائه. مثل هذه الحركة العلمية ستكون محطة من محطات العمل العلمي. طبعا أنا في السنوات الماضية كان عندي مقترحات بشأن العمل العلمي المرتبط بآثاره ولعل جزءاً من هذه المقترحات قد تمت العناية به ونُفِّذ، لكن ما أقوله اليوم هو أن نأتي بأفكاره الى الميدان."
الطرائق
الشرح
· الخلاصات والاختبارات قراءة كتب الشهيد مطهري، تلخيصها، وإجراء الامتحانات حولها.
· التباحث والاستعانة بالمساعدين قراءة كتاب بنحو جماعي ومباحثته. عند بروز مشكلة في الفهم يراجع الشخص القادر على التوضيح.
·
المطالعة ساعة يوميا كأي مادة دراسية،
ولمدة ساعة يوميا، مطالعة كتب الشهيد مطهري.
الدراسة
الموضوعية على اساس الموضوعات، مثل الإنسان أو التوحيد، استخراج آراء الشهيد مطهری
وطروحاته من مجموع كتبه.
· مقاعد التحقيق والمراجعة تناول عنوان من أفکار الشهيد و آثاره بالدراسة والنقد.
شبكة المعارف الاسلامية
بتوقيت بيروت