يمرّ التلميذ في مراحل صعبة في حياته الدراسية، ويمكن أن يرسب في مادّة معينة، أو أن يضطر لإعادة سنة دراسية كاملة جرّاء عدم حصوله على المعدّل الكافي للانتقال إلى الصف التالي، أو إلى المرحلة الجامعية، فيرسب في امتحاناته النهائية في المدرسة أو امتحاناته الرسمية.
ولمحاربة شعوره بالخجل أو الذنب، على زميله أو صديقه في الصف مواساته، فرسوبه أمرٌ يُحزنه ويؤثر عليه سلباً حتى لو لم يعترف بذلك:
1- لا تسخر منه: إيّاك أن تسخر منه أو أن تقول تعليقاتٍ جارحة ومزعجة، فهو يشعر بالخجل الشديد ويلوم نفسه على فشله. ابتعِد عن أي تعابير تزيد من معاناته النفسية.
2- انتقِل مباشرةً لتحفيزه: سيكون تركيزه منصبّاً على فشله، من دون أن يأبه إلى الدورة الثانية للامتحانات أو للسنة الدراسية المقبلة. غيّر طريقة تفكيره عبر تحفيزه على تخطّي الامتحان اللاحق، أو التحدي اللاحق. أعِد تركيزه إلى حيث يجب أن يكون: بعيداً من فشله، قائماً على النجاح في الامتحان المقبل أو السنة الدراسية المقبلة.
3- انصحه بطريقتك في الدّرس: بما أنك نجحت وتخطّيت هذه السنة الدراسية من حياتك، انصحه ليدرس بطريقةٍ أفضل، أخبره عن كيفية تقسيمك دروسك أو تناولك المواضيع المطروحة في الكتب، فهو بالطبع سيأخذ بنصائحك، بما أنك نجحت خلافاً له.
4- قم بتعليمه: إذا ما توافر لك الوقت، قم أنتَ بتعليمه شخصياً، فهو سيقدّر مساعدتك وسيحبّذها بما أنكما صديقان أو زميلان في الصف، أي إنه لن يشعر أنك غريبٌ عنه. لكن انتبه لطريقتك في تدريسه: لا تكن متسلطاً وآمراً "من فوق"، بل اشرح له المسائل التي يستصعبها وكُن صبوراً.
5- ارفع من ثقته بنفسه: فتحفيزه وتدريسه لا يكفيان إذا لم تتوافر لديه الثقة بالنفس للنجاح، قُل له إن الطريقة الوحيدة للفشل هي في عدم المحاولة، ولهذا عليه المحاولة مجدداً. إذ غالباً ما يستسلم الطلاب ولا يُكملون دراستهم، معتقدين أنهم لن ينجحوا أبداً ولن يتمكنوا من استكمالها بعد رسوبهم هذا.
6- لا تمنعه عن التعبير عن استيائه: ففي ذلك راحة نفسية له، بما أنه "يُخرج" من داخله كل ما يشعر به من أعباء وضغوطات ومسؤولية وحزن وتعب، أصغِ إليه ولا تقاطعه، إلا إذا بدأ بالحديث عن نفسه بطريقةٍ سلبية. إذ عندها عليك أن تذَكّره بصفاته التي تجعله ينجح في الامتحان التالي. لكن لا تمنعه من التعبير عن نفسه، فذلك سيريحه من جهة، وسيجعلكما أقرب كصديقين من جهة ثانية.
7- عدّد له أشخاصاً رسبوا ثم نجحوا: لطالما رسب تلامذة آخرون قبله، ثم تخطّوا الأمر ونجحوا سنتهم الدراسية وأكملوا دراستهم حتى تخصصوا في الجامعة. أوضِح له أن رسوبه ليس "نهاية العالم" ويمكنه أن يتغلّب على واقعه بالنجاح و"النهوض" مجدداً.
8- لا تضغط عليه: هو أصلاً يضغط على نفسه للتعويض عن رسوبه، ووالداه طبعاً يضغطان عليه حتى يدرس أكثر، فلا تكن ضاغطاً أنت أيضاً. اقترح فترة راحة من الدّرس من وقتٍ لآخر، اجعلها قصيرة الوقت، وحاول خلالها استظهاره بطرحك بعض الأسئلة عمّا قد درسَه في وقتٍ سابق، فتشجّع ذاكرته وتمتحنه.
9- اجعله يكتب لائحة بأهدافه: قد يبدو الأمر سخيفاً للوهلة الأولى، ولكن في كتابة الشخص لائحة بأهدافه وأحلامه وطموحاته دافعٌ تلقائي للعمل بجهدٍ أكبر على تخطي التحديات المقبلة، بما أنها تشكّل خريطة طريق عليه تحقيقها. فَليكتب صديقك طموحاته للسنة الدراسية المقبلة أو ماذا يريد أن يتّخذ كمهنة عندما يكبر، في لائحة متسلسلة من الأرقام.
10- "أنت إنسان، وكل إنسان يفشل": في توجهك إليه بهذه العبارة، يرتاح صديقك بما أنك قد أزلتَ قسماً من الحِمل عنه، فأي إنسان يفشل، والخطأ الذي يقوم به هو ضرورة للتغيير والتطور الذاتيّين في حياته.
مـوقع جـريدة النهـار
بتوقيت بيروت