X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مقاومتنا :: "ازرعها" ... وتوكلْ

img

قصة منقولة عن أحد مجاهدي المقاومة الإسلامية، الذي فتح الله على يده أحد الانتصارات، بالعمل والسعي والتعلق بالله العزيز الجبار.

 


 

معبر بيت ياحون: هو أحد المعابر بين القرى الجنوبية المحررة، وبين قرى الحزام الأمني، أو الشريط الحدودي المحتل قبل العام 2000. شهد هذا المعبر الكثير من أعمال التنكيل الذي كانت تمارسه مجموعة من العملاء، الذين باعوا ضمائرهم للعدو الاسرائيلي، بحق أهل الجنوب، إذ كانوا يضطرونهم إلى الانتظار أوقاتًا طويلة، حُبى بالذل والإهانة والتفتيش، قبل أن يسمحوا لهم بالدخول إلى قراهم، أو الخروج منها. كان جيش العملاء، المعروف بجيش لحد (وقبلها جيش سعد حداد) في حينها هو من يتولى حراسة هذا المعبر وشؤونه الإدارية، والمرور من هناك لا يخلو من الخطر، فضلًا على الإهانة للمدنيين العزل الذين كانوا يقصدون العاصمة بيروت، لحاجة طبية أو ما شاكل. شكّل هذا المعبر هدفًا للمقاومة الاسلامية، إذ إن ضربه وتنفيذ عمليات هجومية عليه يشكّل، إضافة إلى الخسائر البشرية، ضربة معنوية، فلا يرضى أباة الضيم أن ينجو المعتدون، المنكّلون بالناس، من العقاب.

المهمة: حسنًا، تقرر تنفيذ العمل ولكن ما الخيارات المتاحة؟ فجغرافية المكان لا تسمح بعمل هجومي واقتحام*، لأن طريق الانسحاب طويلة ومكشوفة للعدو. ما العمل إذًا؟
بعد تداول بالأمر بين المعنيين، تقرر زرع عبوة ناسفة على بوابة المعبر. ولكن كيف، وما هي الوسيلة؟ ومن أين يمكن رصدها لتفجيرها؟ أسئلة تحتاج إلى إجابات، فلا بد أن يكون العمل متقنًا.

 


 

توجهت مجموعات الاستطلاع إلى المنطقة للبحث عن منافذ ومعابر، يتمكن من خلالها المجاهدون الوصول إلى مبتغاهم. وبعد أيام من المراقبة والرصد والاستطلاع، تقرر التسلل عبر إحدى الأودية، والاستفادة من قلة عدد المشاركين في مجموعة التنفيذ، منعًا من الانكشاف وتخفيفًا للخسائر البشرية. تم انتخاب ثلاثة مجاهدين متمرسين، يملكون بنية جسدية قوية، فالحمل ثقيل والمسافة كبيرة ومحفوفة بالمخاطر. لا أنسى كيف فرح علي، أحد المنتخبين للمهمة، بهذا الخبر، فهو ابن الميدان، ولطالما كان يتوق لضرب معبر بيت ياحون، الذي يتفنن عملاؤه في التنكيل بالمواطنين. توجه علي ورفيقيه إلى منطقة العمليات. تم شرح المهمة لهم، أما الأرض فهم أبناؤها ويعرفون كل حبة تراب فيها، ولهم معها قصة عشق مغرقة في التاريخ.

علي: "دالول" المجموعة، أي المرشد في الأرض وعلى الطريق. حسين: عنصر الهندسة. وائل: عنصر الحماية والتأمين. بعد دراسة للهدف المفترض أن يحققه تفجير العبوة، كان لا بد أن تكون هذه العبوة كبيرة، وحتى لو تم تقسيم الحمل على المجاهدين الثلاثة، فإن حصة كل واحد تكفي لتقعده أرضًا من دون حراك، ولكن من كان الله معه فهو حسبه ومعينه.
مع ساعات الغروب، بدأ المسير باتجاه نقطة الهدف، معبر بيت ياحون. ولا ينسى صاحبنا وائل كيف أنه جلس لحظاتٍ للاستراحة، فلم يتمكن من النهوض لثقل ما كان يحمل، حتى تعاون حسين وعلي على رفعه من الأرض!

بعد أن وصلوا إلى الموقع، أخذ كل منهم مكانه المفترض، بانتظار اللحظة المناسبة لزرع العبوة، وبعد انقضاء بعض الوقت ترك الحارس بوابة المعبر، وذهب لإيقاظ بديله على الحرس. اذًا، هي فرصة الشباب. تحرك حسين وعلي، وبقي وائل كتأمين لهما، وبسرعة ورشاقة وتوكّل، تمكنا من إيصال حملهما، وهنا بقي عمل حسين الفني. يجب أن ينجز تجهيز العبوة في لحظات، ملؤها الترقب والحذر، فالحارس يمكن أن يعود في أية لحظة ويكتشف أمرهم.

 

 

بأنامله الذهبية، وضع حسين اللمسات الأخيرة من تجهيز العبوة وتمويهها، ثم أعطى إشارة الانسحاب لرفيقيه. عادوا أدراجهم مع انبلاج الفجر، وهنا بدأت مهمة أخرى: الرصد والمراقبة بانتظار الوقت المناسب لجني ما زرع الشباب، وتحقيق نصر جديد. مرت ساعات النهار على معبر بيت ياحون كالعادة، وحسين يتألم لما يشاهده من تنكيل بالأهل والأقارب، وكم تمنى تفجير العبوة من ساعته، ولكن لا بد من الانتظار حتى يخلو المعبر من المدنيين، فلأجلهم نحن نقاتل، حدّث حسين نفسه.

 قبيل الغروب بقليل، أقفل الحرّاس المعبر، ولم يتبقَ فيه إلا العملاء، ولكن حدث ما ليس بالحسبان، غطت غمامة من السماء على الموقع، فحجبت رؤيته تمامًا، ولم يعد بإمكان الرصد تأكيد عدم وجود مدنيين على المعبر. بعد مراجعة مراصد عدة، كان الجواب واحدًا: الرؤية معدومة. رفع حسين رأسه نحو السماء مرددًا: "ولعل الذي ابطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور... يا رب أنت أدرى بحالنا، وماذا نصنع. أنت ولينا وناصرنا على هؤلاء الظلمة. ألم تعد من ينصرك بالنصر؟". ثم قرأ سورة الفاتحة وأهداها إلى روح أم البنين (زوجة أمير المؤمنين علي(ع)، ووالدة أبي الفضل العباس) على نية الفرج. يقول حسين إن نافذة بصر فُتحت، ولاح أمام ناظريه ما لا يقل عن خمسة جنود يقفون أمام العبوة. بنداء "يا أم البنين" ضغط حسين على زر التفجير، فلقي الخمسة حتفهم مباشرة. لم يتأخر قصاصهم يومًا آخر. لم يملك حسين نفسه. اغرورقت عيناه بالدموع، وهمّ بمغادرة المكان مرددًا:" إن تنصروا الله ينصرْكم"...

*في العام 1999 اقتحمت المقاومة الإسلامية موقع بيت ياحون وسحبت منه ملالة، وبعد أيام تم تفجير الموقع كليًا.

موقع المقاومة الإسلامية

 

مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:21
الشروق
6:33
الظهر
12:27
العصر
15:47
المغرب
18:36
العشاء
19:26