السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله سيد المقاومة وصاحب المواقف التاريخية والمقاوم في مواقفه السياسية والانسانية الشخصية وقف في 13 ايلول 1997يوم وصول خبر استشهاد ابنه موقف القائد الذي يخفي في صدره المه وحزنه ويطل على المنبر شامخا قويا متحديا للعدو رافضا ان يعطيه فرصة للشعور بالغلبة حتى بموقف انساني.
يقول السيد نصرالله في نفس اليوم الذي اعلن فيه استشهاد ابني هادي قلت انه عز للمقاومة واورثنا عزة, لكن في نهاية المطاف انا اب ومن الطبيعي ان ابكي واتأثر لكن الفارق هل ننهار هل نستسلم هل نضعف امام ما يصيبنا من فقدان الاحبة والاعزة اولا في الاصل هناك نقاش وكأننا ندين البكاء ولكن نحن نبكي ونحن من البكاؤون والرسول بكى على ولده ، ولكن ان لا ننهار ان لا نعطي للعدو اي فرصة احساس بالغلبة او النيل منا لذلك نحن نعتبر ان الموقف والكلمة والدمعة والابتسامة ورباطة الجأش او الانهيار جزء من المعركة ونحن نرفض ان نسلم للعدو باي غلبة في ساحة من الساحات ،الله اعطاني رباطة الجأش وكان 13 ايلول ذكرى للشهداءوكان لدينا احتفال وعلي القاء كلمة فان اغيب هي علامة ضعف وانا معروف اني انسان عاطفي وكان الاخوان يقولون لي كيف ستخطب، وانا اعتبر ان خطابي جزء من المعركة وكان علي ان احمل دم هادي لاعبر عنه بكل قوة وصلابة ووفقني الله ولكن بيني وبن نفسي انا ابكي وعندما اتي جثمانه بكيت .
ويضيف السيد :"حين وقفت على المنبر بعد استشهاد ولدي الأكبر واجهتني عشرات الكاميرات التلفزيونية بالمصابيح الكهربائية الهائلة الطاقة، كان الحر فوق الإحتمال، خصوصاً أن هذه المصابيح تنتج حرارة شديدة، إضافة إلى أنها تضايق البصر، لا سيما بالنسبة لمن يستخدم النظارات مثلي.
بدأت خطابي كالمعتاد في مناسبات كهذه…وفي لحظه معينة، شعرت أنني لم أعد أرى، إذ كان العرق ينهمر على وجهي غزيراً ويغطي زجاج النظارتين, هممت بأن أمد يدي إلى علبة المحارم على الطاولة أمامي، لكي أمسح عرقي،على الأقل عن نظارتي..لكنني فكرت أن بين هذه التلفزيونات التي تنقل الحفل من هي أجنبية الهوية، وربما يبيع بعض إنتاجه لـ ” إسرائيل “… وسيفترض الجميع أنني أمسح دمعي لا عرقي إذا أنا أخذت منديلاً ومررته على وجهي، جمدت يدي وفضلت أن أسبح بعرقي على أن أعطي العدو صورة الأب المفجوع يقف على المنبر باكياً بكره، بينما هو يدعو الآخرين إلى الشهادة !"
ويضيف :ولدي الشهيد اختار هذا الطريق بمحض إرادته، وأود أن أقول للعدو وللصديق، لا يتصورنّ أحد أن هذا الشاب لأن والده الأمين العام، ضغط عليه وبعث به إلى الجهاد، وإن كانت هذه النقطة بحد ذاتها قد تعتبر في وجه من الوجوه شهادة جيدة.بتوقيت بيروت