زيسر قال إن الانسحاب من سوريا سيؤدي إلى تصاعد حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط- جيتي
تحدث مستشرق وخبير إسرائيلي بارز، عن النتائج المتوقعة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا، والتي قال إنها قد تؤدي إلى تصاعد حالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وفي مقال له نشر بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أوضح أستاذ دراسات الشرق في جامعة تل أبيب، الخبير إيال زيسر، أن "التواجد الأمريكي في سوريا منذ البداية كان رمزيا ومحصورا في منطقة الشرق، ولم ينقذ ولا حتى مواطنا سوريا، ولم يمنع وصول الروس والإيرانيين وانتصارهم في المعركة ضد الثوار".
وكشف أن "واشنطن اشتكت عندما عملت إسرائيل ضد التواجد الإيراني، لأن هذا العمل يعرض للخطر القوات الأمريكية في المنطقة، ومع ذلك، فقد كان للتواجد الأمريكي في سوريا أهمية في الوعي، وكان فيه ما يردع الإيرانيين ومنعهم من شد الحبل".
وأكد زيسر، أن "ترك الولايات المتحدة لسوريا، هو تشجيع لإيران لتصعيد تدخلها في العراق وسوريا ولبنان، وهو كفيل بأن يصعد حالة عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤدي إلى حرب الكل ضد الكل؛ تركيا، الأكراد، إيران وسوريا، إيران حيال إسرائيل".
ورأى أن قرار الرئيس الأمريكي سحب قواته من سوريا بداية 2019، "كفيل بأن يدخله كتب التاريخ كمن هرب من أمام الإيرانيين، وهكذا توج بشار الأسد كحاكم سوريا، وإيران كمسيطرة في الهلال الخصيب، وروسيا كقوة عظمى وحيدة في منطقة الشرق الأوسط".
وأعتبر أنه "لا فرق بين إدارة ترامب وإدارة سابقه باراك أوباما في كل ما يتعلق بالمسألة السورية، فالتدخل الأمريكي بسوريا لم يكن لمساعدة السوريين الذين ذبحوا على أيدي نظام الأسد..، ولكن ظهور داعش هو الذي أجبر واشنطن على إرسال قواتها؛ وبخلاف أفغانستان أو العراق، وجد الأمريكيون في هذه المرة "إمعات" محليين تجندوا للقتال نيابة عنهم".
وأضاف الخبير الإسرائيلي: "بدلا من إرسال مئات آلاف الجنود إلى سوريا، وتبذير مليارات الدولارات، جندت واشنطن إلى جانبها الشيعة في العراق والأكراد في سوريا، ممن تحملوا عبء القتال ضد داعش، وها هي تلقي بالأكراد بعدما استعملتهم".
ونوه إلى أن "القوة العظمى تستخدم حلفاءها عندما تخدم الأمور مصالحها، وفي الغالب تتركهم لمصيرهم عندما لا تكون هناك حاجة لهم"، لافتا إلى أن "الولايات المتحدة صديقة وحليفة أولى بالنسبة لإسرائيل، ولكن حتى لهذه الصداقة توجد قيود".
فمن "الصعب مثلا الافتراض؛ أن واشنطن ستكون مستعدة لإرسال قواتها للقتال في حروب إسرائيل، إذا لم تكن المصلحة الأمريكية تفرض ذلك"، وفق زيسر الذي نبه إلى أن هناك "نقطة نور؛ وهي استعداد روسيا لأخذ المسؤولية".
وتابع: "موسكو ليست عدوا لإسرائيل، رغم تحالفها مع إيران والأسد، وهي على استعداد أن تحافظ على الاستقرار في المنطقة، وعمليا هي فعلت أكثر مما فعلت واشنطن، وفي كل الأحوال، هذه حاليا هي اللعبة الوحيدة"، منوها إلى أنه "لا أمل لمن ليس قويا بما يكفي للدفاع عن نفسه، ومن الجيد أن تفهم الأمر إسرائيل، وخاصة بعد هرب واشنطن من سوريا".