قال الكاتب إن "العلاقات المصرية الإسرائيلية سوف تستمر، سواء بقيت الولايات المتحدة أم لا في المنطقة"- جيتي
قال الباحث العسكري الإسرائيلي عامي روحكس دومبا إن "القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا يعني بالضرورة أننا بتنا كإسرائيليين لوحدنا، ووحدنا فقط، أمام روسيا وإيران وحزب الله وحماس، ولذلك باتت النقاشات الأمريكية-الإسرائيلية تتركز في الحديث عن موعد الانسحاب من الناحية الفعلية على الأرض، رغم الذهول الإسرائيلي من حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول أن ايران تستطيع فعل ما يحلو لها في سوريا".
وأضاف في مقاله بمجلة يسرائيل ديفينس للعلوم العسكرية، وترجمته "عربي21" أن "التاريخ يعيد نفسه مع إسرائيل، فكما تركتنا فرنسا قبل عقود زمن الرئيس شارل ديغول لوحدنا، اليوم تفعل الولايات المتحدة الأمر ذاته في عهد ترامب، لكننا كما خرجنا من تلك المرحلة دون أضرار، سنخرج هذه المرة، لأنه ليس لدينا خيارات أخرى".
وأوضح أن "ترامب يكرر انسحابه من أفغانستان، بعد أن جمع الحكومة الأفغانية مع طالبان بمفاوضات سياسية كي يحمي الآلاف من جنوده، ويعيدهم لبيوتهم، ويوفر مئات مليارات الدولارات، وبذلك أقال مبعوثيه إلى سوريا جيم جيفري، وأفغانستان زلماي خليل زاده".
ويذكر الكاتب أن السفير الإسرائيلي السابق في تل أبيب مارتين إنديك، وجيفري فيلتمان السفير الأمريكي ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة، انضما إلى ترامب بتأييد عملية الانسحاب من سوريا، على اعتبار أن "منطقة الشرق الأوسط ما زالت مهمة لنا كالولايات المتحدة، لكنها ليست بذات الأهمية كما كانت قبل عقد أو عقدين، وكما أن العلاقات العربية-الإسرائيلية كانت الأكثر أهمية بالنسبة لنا، فإنها اليوم لم تعد كذلك".
وأضاف أن "العلاقات المصرية الإسرائيلية سوف تستمر، سواء بقيت الولايات المتحدة أم لا في المنطقة، وما زالت لدينا قوات عسكرية خاصة في اليمن والعراق، وعلاقات عسكرية وثيقة مع الأردن، ونمتلك ممرات آمنة باتجاه قناة السويس".
ريان كروكر السفير الأمريكي الأسبق بسوريا وأفغانستان، قال إنني "توصلت في الشهور الأخيرة لقناعة أنه ليس من الجيد أن ندير لعبة سياسية فيما قواتنا ما زالت على الأرض موجودة في سوريا، ولذلك فإنني أدعم فكرة الانسحاب الأمريكي منها، لأن اللاعبين الأقوياء في الساحة السورية اليوم، هم: إيران وروسيا وأذرعهما، ولسنا كأمريكان بوارد تحقيق انتصار هناك، سواء بقينا أو غادرنا، هذا لن يؤثر على النتيجة الإجمالية هناك".
وأضاف أنه "إن بقينا في سوريا، فإننا سنتحول إلى لاعب في المرحلة التي تلت الحرب مع داعش، بجانب ستة لاعبين آخرين في الأراضي السورية، وليس لدينا فكرة واضحة عن طبيعة القوانين التي يديرون بها لعبتهم هناك، وبالتالي ماذا سيفعل عدة آلاف من الجنود الأمريكيين منشغلين بمحاربة داعش في تلك اللعبة السياسية الحاصلة في سوريا".
وختم بالقول إنه "بالنسبة لإسرائيل فإن هذا الانسحاب الأمريكي يعطي دعما معنويا لإيران، وهنا المشكلة من وجهة نظر إسرائيل، لأنها قد تترك آثارها المباشرة على الجبهة الشمالية، مع العلم أن الولايات المتحدة لن تتركنا وحدنا في حال نشوب حرب عسكرية مع إسرائيل من عدة جبهات قتالية".
وأوضح أن "الولايات المتحدة لن تتدخل لصالح إسرائيل إن اقتصر أداء الأخيرة على عمليات المعركة بين الحروب السائدة حاليا، لأنه حينها لن يكون هناك داع للتدخل الأمريكي، ولكن في ظل وجود الأسطول البحري الأمريكي الخامس في الشرق الأوسط، فإن ذلك لن يدفع باتجاه نشوب حرب في السنة الجديدة".