بعد مرور ثمانية عشر عاماً على إندحار جيش العدو الصهيوني عن الأراضي اللبنانية، لا تزال عقول الصهاينة عاجزةً عن إدراك ما حصل، فكيف تمكن حزب الله من التفوق عليهم وإجبارهم على الهروب والإندحار قبل شهر من تنفيذ خطتهم للانسحاب المفاجئ !!؟؟ وضعوا سيناريو لإرباك حزب الله، فإذ به يجرهم إلى إندحار ذليل ويحول عبارة "الجيش الذي لا يقهر" إلى كيان هو أوهن من بيت العنكبوت.
وفي هذا السياق، كتب المحلل الصهيوني في صحيفة "هآرتس" العبرية "يسرائيل هرئيل"،
أنه يوم 24 أيار من العام 2000، تم تنفيذ واحدة من أهم التحركات الاستراتيجية في تاريخ الكيان الصهيوني: "إنفصال الفجأة"، أجري في ليلة واحدة، دون وقوع إصابات، من لبنان.
ويضيف "هرئيل"، بأن مقدم الفكرة والعملية، إيهود باراك، نفذ ما يريده وقال انه بالانسحاب "سوف يجف المستنقع" و"يسحب الشرعية من حركة المقاومة لحزب الله". وردا على الانتقادات بأن الانسحاب من شأنه أن يضر بالردع، قال باراك: إذا هاجمت المنظمة مرة أخرى ، فإن "لبنان سيشتعل بالنيران".
وبحسب المحلل الصهيوني، مر 18 عاماً ولم تعلن "حركة الأمهات الأربع" النصر، كان من الضروري الإنسحاب، ولكن بالاتفاق وليس بالهروب، حيث أنه منطقياً، تؤدي عملية الهروب إلى نتائج كارثية".
ووفق "هرئيل"، فقد أعرب السيد حسن نصر الله بوضوح عن ذلك بشكل تقشعر له الأبدان بعد يومين فقط من الهروب": إسرائيل هذه تبدو قوية من الخارج، ولكن من السهل احداث الدمار فيها ومجتمعها أوهن من بيت العنكبوت لا يقف امام هجمات الصواريخ لأيام طويلة".
ويتابع "هرئيل بأن السيد نصر الله دعا الفلسطينيين لاحقا لاتباع مسار حزب الله، وأكد لهم أن يوم الانتصار والتحرير سيأتي.
وفي عرض يبين فيه بطلان نظرية باراك عن شرعية حركة مقاومة حزب الله يقول "هرئيل"، أنه مباشرة بعد الهروب من لبنان، تسلم حزب الله الحدود مع فلسطين المحتلة، وهاجم مزارع شبعا، وقتل واختطف الجنود، وبالمقابل أثبت صحة نظرية "بيت العنكبوت"، فقد أفرجت "إسرائيل" عبر ثلاث صفقات استسلام، عن آلاف "الإرهابيين" مقابل "اسرائيلي" واحد وخمس جثث.
وحول العدوان الصهيوني في تموز 2006، قال "هرئيل"، أن "حرب لبنان الثانية، كانت نتيجتها عملية الهروب نفسها، مما أسفر عن مقتل 144 جندياً و 44 مدنياً. لقد تضررت معاقل حزب الله بالفعل، لكن بسبب حماقتنا سمحنا له بالشفاء، حيث بات يملك اليوم أكثر من 100،000 صاروخ، بعضها يصل إلى أهداف حساسة للغاية، حتى معهد دراسات الأمن القومي، الذي لا تزال مواقفه بعيدة عن مواقفي، يدعي أن حزب الله يشكل اليوم أكبر تهديد تقليدي لإسرائيل".
ويختم "هرئيل" بالقول، أن كل ما ورد في تقريره ليس سوى عدد قليل من نتائج الفرار، الذي شكل واحدة من التحركات المستعجلة والهذيانية في تاريخ "الدولة".
