كشفت صحيفة إسرائيلية عن عزم حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي يقودها بنيامين نتنياهو، على عقد اجتماعات المجلس الأمني والوزاري المصغر " الكابينت"، في مخبأ تحت الأرض، أقيم في مدينة القدس المحتل، وهي ما يطلق عليها الاحتلال اسم "البونكر".
وذكرت صحيفة "معاريف" أن التوجه الجديد لدى حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يأتي من أجل "منع تسرب المعلومات" التي يجري تداولها في تلك الاجتماعات، داخل هذا المبنى الذي لا تصله تغطية الهواتف الخلوية، موضحة أن هذه الخطوة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، تأتي "بسبب حساسية المناقشات". اذ يتعرض الكيان الصهيوني لعدد من القضايا الساخنة على العديد من الجبهات السياسية والأمنية ففي الداخل تتعرض ساحة الكيان الى مسيرات العودة الشعبية في قطاع غزة ويتضامن معهم الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلة إضافة الى الاشتباك العسكري مع سوريا وليس آخرها الانسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع ايران.
وأوضح المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، أن "الاعلام الإسرائيلي أخذ على نتنياهو، أنه أقام له ملجأ ضد النشاط أو السلاح النووي، في حين لا يوجد لدى الإسرائيليين ملاجئ أو مخابئ آمنة".
وأكد جعارة، أن "سلطات الاحتلال الآن، تخشى من اندلاع حرب في جبهة الشمال، أو جبهة الجنوب التي تشهد استمرار مسيرات العودة، والتي من الممكن أن تتطور وتنتهي لحرب رابعة"، مؤكدا أن "حكومة الاحتلال تخشى من تلك الحرب؛ لأن نتائجها لن تكون أفضل من نتائج الحروب الثلاث السابقة، وهذا ما يرعب إسرائيل".
وبيَّن المختص، أن حكومة الاحتلال بزعامة نتنياهو، "تخوض حرباً ضد تسريب المعلومات، وربما يتيح لها هذا المقر الذي أقيم تحت الأرض منع تسريبها، علما بأن الوحيد الذي كشف أنه قام بتسريب معلومات جرى تداولها في جلسة للكابينت؛ هو الوزير المتطرف نفتالي بينيت عام 2014". مشيراً إلى أن "حكومة نتنياهو تخشى من تجسس العديد من الدول عليها، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وغيرها".
من جانبه، أشار المتابع والمختص في الشأن الصهيوني، سعيد بشارات، أن هذا المخبأ "يجري العمل فيه منذ ثلاثة أعوام، وافتتاحه في هذا الوقت الحساس جدا بالنسبة لإسرائيل، ليس بمعزل عن الأحداث الجارية في المنطقة".
وأضاف "إسرائيل حاليا، تقوم بالعديد من الخطوات المجنونة، حيث تعتبر أي خطوة أو هجوم أو حتى تدريب تقوم به، بمثابة حرب".
وأوضح بشارات، أن "الاحتلال ومع استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار الشعبية، وما حققته من كشف الوجه القبيح للاحتلال، تعيش حالة من الرعب الشديد، حيث برزت العديد من الأصوات الإسرائيلية التي أصبحت تعتبر غزة بمثابة الخطر الوجودي على إسرائيل".
ولفت إلى أن إقامة هذا المخبأ، "جاء كي تستخدمه حكومة الإحتلال، في أوقات الطوارئ واندلاع حرب مصيرية تحمل هجوماً مباغتاً ومدمراً، لأنه يعتبر أن بقاء نواة الدولة (الحكومة) والحفاظ عليها هو استمرار لهذه الدولة".
ونوه المختص، إلى أن "نتنياهو أقام هذا المخبأ خوفا من الداخل الإسرائيلي ومن الساسة الإسرائيليين، الذين لا يعتمد عليهم واعتادوا على تسريب المعلومات السرية".
وبين أن "ظاهرة تسريب تلك المعلومات، لم يستطع نتنياهو السيطرة عليها حيث يحاول كل سياسي أن يستغل الأسرار والمعلومات لصالح تسجيل نقاط لنفسه حتى على حساب وجود وبقاء الكيان الصهيوني، وأيضا في ظل احتدام الصراع على زعامة إسرائيل و عدم مقدرة بعض الساسة على التغلب على نتنياهو بالطرق الطبيعية".
المصدر: عربي 21