بسرعة تحطمت قيود معتقل الخيام، وبسرعة أكبر عاد المهندس راني بزي إلى مهنية بنت جبيل ليكمل رحلة التعليم، بعدما تعلّم دروسًا كثيرة في الجهاد والمعتقل.
كان راني معطاءً، يعطي كثيرًا، يعطي كل ما يملك. تروي والدته أنه رأى عجوزًا يجلس على باب داره حزينًا، فأسرع إليه وأعطاه كلّ المال الذي يحمله، حاول العجوز أن يعيد إليه بعض المال، لكنّه هرب بسرعة.
وكعادته، أعطى راني تلامذته كل ما يملك. تعلموا من علمه كثيرًا، لكنّهم تعلموا من وجهه أكثر، تعلموا من ابتسامته، من تواضعه، من حبّه لهم.
في 12 تموز 2006 تحققت نبوءة راني، فقد تحوّلت قريته بنت جبيل إلى كربلاء، وتحوّل الأستاذ إلى قائد. وبدأت رحلة جديدة، رحلة الأستاذ وتلامذته الثلاثة عشر.
انتهت حرب تموز، ولم تنته رحلتهم بعد. مهنية بنت جبيل صار اسمها مهنية الشهيد راني بزي. والتلامذة الذين لم يرحلوا معه كتبوا لأستاذهم: "ربما أحبك رفاقنا أكثر، فأخذتهم معك، وتركتنا نحن ها هنا".
من هو الشهيد راني بزي؟
ولد الشهيد راني عدنان بزي عام 1967 في بنت جبيل. درس هندسة الميكانيك وتخرج عام 2006. عمل في مخرطة في قريته في بنت جبيل، فكان يصلح سيارات العملاء من دون أن يعلموا أنه من قادة المقاومة. كذلك عمل مدرسًا في مهنية بنت جبيل، حيث زرع في قلوب تلامذته روح المقاومة والعنفوان.
اعتقل الشهيد راني بزي مرتين، آخرها عام 1999، عندما اعتقله العملاء مع زوجته ووالدته، بعد أسبوع أطلق سراح الزوجة والوالدة ليبقى الشهيد في معتقل الخيام حتى التحرير عام 2000.
بعد تحريره من المعتقل عاود الشهيد نشاطه التعليمي في مهنية بنت جبيل، وأكمل كذلك عمله الجهادي ليتوجّه بالشهادة في مواجهات بنت جبيل البطولية في الأول من آب عام 2006.