لم تعد سلطات الاحتلال الإسرائيلي قادرة على إخفاء اعتداءاتها اليومية المتواصلة على الشعب الفلسطيني في مختلف مناحي الحياة وهذا ما انعكس على صورة الكيان الصهيوني في الخارج بدرجات فالصورة التي راكم عليها هذا الكيان والقائمة على المظلومية والمحرقة بدأت بالتهاوي امام ما يشاهده الرأي العام على شاشات التلفاز، وحل محلها مظلومية من نوع آخر تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي على الشعوب العربية عموما وعلى الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص، الامر الذي ادى الى ظهور اتجاهات داخل الرأي العام العالمي تفيد ان صورة "الاسرائيلي" هي على غير ما روجت له حتى الوقت القريب فبات ينظر اليه على انه قاتل اطفال ومغتصب"
ففي مقال نشرته صحيفة معاريف العبرية خلصت فيه إن صورة "إسرائيل" في الخارج سلبية، وفقا لما يذكره العاملون في مهام تسويق صورتها على مستوى العالم، ونقلت عن عدد من هؤلاء من يلتقونهم في الخارج ينادونهم بألقاب قاسية مثل "قتلة الأطفال، والمغتصبين".
ونقلت كاتبة المقال عن "ران بار يوشفاط" وهو أحد الأوائل الذين انشغلوا في تحسين صورة إسرائيل في عواصم العالم منذ اندلاع الانتفاضة الثانية، أن عمله تركز في مناطق أمريكا الشمالية، وأوروبا، وأستراليا، والتقى في محاضراته هناك بقرابة سبعين ألف شخص.
وقال يوشفاط إنه بدأ عمله في 2005 ضمن مخيمات تابعة للوكالة اليهودية، واكتشف أن الرأي العام الدولي في الخارج يرى في "الإسرائيليين" أناساً سيئين، وفي معظم الولايات الأمريكية التي زارها أدرك أن صورة "الإسرائيليين" لدى مواطني تلك الولايات أنهم سيئون. وحين عاد إلى الكيان الصهيوني، التقى بمسؤولي السلطات الخارجية الصهيونية وأدرك بعدها أن تحسين صورة "إسرائيل" حول العالم لا تحتل أولوية في عمل هذه السلطات.
وتقول كاتبة المقال ان واقع اهتمامات السلطات الخارجية دفعته الى البحث عن بدائل فوجد ضالته في "مؤسسات ومنظمات مؤيدة للكيان الصهيوني" فقرر الانطلاق للعمل معها من خلال المحاضرات العامة والمقابلات الصحفية حول العالم.
وأوضح أنه وجهت إليه في المحاضرات اتهامات بأنه "مغتصب نساء، قاتل، متحرش بالأطفال"، ومن التهم التي استمع إليها في ولاية سياتل أن الإسرائيليين يغتصبون الطفلات الفلسطينيات الصغيرات بصورة دورية من أجل إخافة أهاليهن، وطلب منه آخرون أن يغادر المكان فوراً.
وأشار إلى أن عدد الذين يكرهون الكيان الصهيوني في العالم يتزايد، ولئن كانت الدول العربية والإسلامية هي التي تعمل في الماضي ضد "إسرائيل"، إلا ان من يركز العمل ضدها اليوم هم ممثلون ونشطاء في منظمات غير حكومية.