رعد: ما دام هناك روح مقاومة فلن تتحقق شروط تسوية مع العدو
وطنية - نظمت "الجمعية الوطنية لمقاطعة اسرائيل" والمنظمات الشبابية بمشاركة "لقاء الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية"، لقاء وطنيا في نقابة الصحافة "رفضا لمحاولات التطبيع مع العدو الصهيوني في الثقافة والاعلام والفنون والاقتصاد، وتشديدا على تطبيق قوانين المقاطعة اللبنانية".
وحضر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، النواب علي عمار، علي فياض، اميل رحمة، قاسم هاشم، مروان فارس، النائب السابق زاهر الخطيب، وعدد من ممثلي الاحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية.
ممثل الكعكي
بداية كانت كلمة نقيب الصحافة عوني الكعكي القاها ممثله ابراهيم عبدو الخوري الذي شدد على ان "مقاطعة اسرائيل واجب، والتطبيع مع الدولة المغتصبة لأرض فلسطين مرفوض رفضا تاما".
سكرية
أدار اللقاء الدكتور عبد الملك سكرية من "الجمعية الوطنية لمقاطعة اسرائيل"، فرأى انه "من المستغرب في بلد تعرض لاجتياحات واعتداءات أن يكون التطبيع وجهة نظر، وتفتح صالات السينما لمخرج دفع مليون دولار للعدو الصهيوني اثناء عدوان تموز 2006، ما جعله جزءا من العدوان وشريكا في سفك دم اللبنانيين".
واعتبر أن سماح وزير الداخلية بعرض فيلم "ذا بوست" لستيفن سبيلبيرغ هو "اهانة للجنة الرقابة على الافلام السينمائية، ودوس على قانون مقاطعة اسرائيل، وضرب بعرض الحائط للائحة السوداء الصادرة عن مكتب المقاطعة المركزي في جامعة الدول العربية، وتغليب لثقافة الاستسلام على حساب ثقافة المقاومة، وجرح لشعور معظم الشعب اللبناني".
محفوظ
ثم ألقى رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ كلمة قال فيها: "عندما اتخذت الجامعة العربية قرار مقاطعة اسرائيل كان الهدف عزل اسرائيل اقتصاديا وثني الدول غير العربية عن دعم اسرائيل اقتصاديا وعسكريا وتاريخيا باعتبار أن المقاطعة هي أحد الوسائل المتبعة للحد من هجرة الإسرائيليين إلى فلسطين".
وأضاف: "رسميا مقاطعة جامعة الدول العربية تغطي ثلاث جهات:
1- البضائع والخدمات المصدرة من اسرائيل وتسمى بالمقاطعة من الدرجة الأولى ولا تزال مطبقة في عدد من الدول العربية.
2- الشركات غير العربية التي تتعامل مع اسرائيل (تسمى بالمقاطعة من الدرجة الثانية).
3- الشركات التي تشحن بضائعها من خلال المنافذ الاسرائيلية (تسمى بالمقاطعة من الدرجة الثالثة).
وكل الشركات التي لا تلتزم قرار المقاطعة توضع على القائمة السوداء من جانب مكتب المقاطعة المركزي الذي مقره الرئيسي في دمشق".
وتابع: "منذ توقيع اتفاقية كمب ديفيد واتفاقية اوسلو وتوقيع معاهدة السلام بين اسرائيل والأردن، تراجع الإلتزام بقرار المقاطعة من جانب غالبية الدول العربية وأعادت الحرارة له نسبيا انتفاضة الأقصى في العام 2005. وعمليا فإن سوريا ولبنان وايران هي الدول الوحيدة التي تعمل بنشاط على المقاطعة الرئيسية. كما أن هناك حركة "بي دي اس" تعمل على تعطيل المبادلات الثقافية والفنية والأعمال التجارية التي تشارك فيها اسرائيل والاسرائيليون. وبالإضافة إلى ذلك تواصل الفرق الرياضية من مختلف الدول العربية مقاطعة المباريات الدولية عندما يتم سحبها ضد فريق اسرائيلي. كما أن العديد من الدول العربية لا تقبل الجوازات الإسرائيلية.
بين الدول الأجنبية كانت اليابان الدولة الصناعية الأكثر التزاما بالمقاطعة".
وقال: "القرار الأميركي باعتبار القدس عاصمة لدولة اسرائيل حرك من جديد موضوع المقاطعة والتطبيع على المستوى الشعبي. ذلك أن هذا القرار يستهدف القضية الفلسطينية التي هي بوصلة العمل العربي وحتى الإسلامي. فهذا القرار ما كان يمكن أن يكون لولا الخلافات العربية - العربية والخلافات الخليجية مع ايران وما يسمى بالربيع العربي الذي كان هدفه تفتيت وتمزيق المنطقة. ولولا سعي بعض الأنظمة العربية إلى كسب ود واشنطن بأي ثمن".
ورأى أن "المفارقة الراهنة هي أنه في الوقت الذي بدأت فيه الشعوب في الغرب تدرك خطورة الإستيطان والسياسات الإسرائيلية العنصرية ومحاولة تهويد القدس وتعترض عليها بفضل ما يقوم به الشعب الفلسطيني من انتفاضات متتالية، نلمس ظاهرة التراخي العربي والتقصير. فالحدث الفلسطيني المتمثل بالبطولة التي يبديها أبناء فلسطين حاليا بالإعتراض على القرار الأميركي نادرا ما يجد مكانه على شاشات مئات القنوات التلفزيونية الفضائية العربية التي تتلهى بمواضيع ثانوية وهامشية وإلهائية وباستبدال العدو الإسرائيلي بالعداء لايران. والسبب ليس من قبيل الصدفة بل هو نتيجة سياسات مقصودة تسهِل عملية العبور إلى التطبيع وقبول دولة الكيان الإسرائيلي كأمر واقع في مكونات المنطقة الأساسية".
وأشار الى أنه "من ضمن سياسات الأمر الواقع الإعلامية هناك مخالفات جوهرية تقع ولا أحد يعترض عليها على مستوى الأنظمة. إذ أصبحنا نشهد على شاشاتنا مقابلات يجريها مراسلون داخل الكيان الإسرائيلي. وهذا ممنوع بالقانون لأن فيه ترويجا للعدو.
ومن أوجه التقصير الإعلامي العربي غياب التوجه الإعلامي لتعميم معلومات عن القضية الفلسطينية من جانب مؤسسات إعلامية عربية تكون مصدرا لمعلومات تستفيد منها القنوات الغربية ووكالات الأنباء . فمن أصل ما يقارب 400 شركة إعلامية أولى في العالم ليس هناك من شركة عربية أو إسلامية ، فغالبية هذه الشركات أميركية وأوروبية وموجود فيها بقوة اللوبي اليهودي . وحده الحدث الفلسطيني الممزوج بدم الأطفال وتهديم البيوت وجرف المزروعات واجتياح الأقصى وغزوات المستوطنين ، وحده هذا الحدث يستحضر الإعلام".
وأضاف: "لعل في تجربة تلاقي المقاومتين اللبنانية والفلسطينية ما يؤكد أن الطريق الى تحرير الأرض هو وحدة البندقية وصوابية الرؤية وقيام التضامن العربي والإسلامي. وواقع الأمر أن الإعلام المقاوم أثبت أنه من الفعالية بما يوازي فعالية العمل المقاوم المسلح إذ أنه يظهـره ويُعرِف به ويثبت هشاشة النظرية الإسرائيلية القائلة بأن الجيش الإسرائيلي لا يهزم
فالكاميرا التي تواكب المقاومين هي أحيانا لها فعل الرصاص وأكثر إذ تكشف معنويات العدو المنهارة وتبرز جوانب التفوق عند المقاومين أصحاب القضية العادلة.
أيا يكن الأمر وخارج حسابات الأنظمة السياسية الصغيرة ، يمكن للإعلام أن يخدم في جوانب محددة ذات طبيعة إنسانية مثل الإستيطان وإبراز مخاطره . قضية الأسرى في السجون الإسرائيلية . فضح السياسات الإسرائيلية . تثمير الرأي العام الغربي المتعاطف مع القضية الفلسطينية . الإبتعاد عن إثارة الطوائفية والهواجس والغرائز . التشجيع على الحوار والتلاقي بين المكونات الداخلية سواء في المخيمات الفلسطينية أو خارجها . محاولة الحؤول دون إمتداد الإنقسامات العربية الى الداخل الفلسطيني والدفع بإتجاه التلاقي بين السلطتين في الضفة الغربية وغزة وتشكيل حكومة فلسطينية موحدة تشمل كل المكونات الفلسطينية".
وقال محفوظ: "في موضوع فيلم المخرج سبيلبرغ، الإعتراض ليس مضمون الفيلم بمقدار ما هو على شخص المخرج الذي أساء إلى لبنان عندما تبرع بمبلغ مليون دولار للجيش الإسرائيلي دعما له في الإعتداء على لبنان والمقاومة في العام 2006. ولا يجوز في هذه المسألة أن يكون هناك اجتهاد أو تبرير تحت عنوان الحريات والسياحة والسينما والفن إذ أن هناك قرارا للجامعة العربية بمقاطعة إنتاج هذا المخرج ولبنان قبل غيره هو المعني بالإلتزام بهذا القرار. وهذا القرار كان قد صدر عن الجامعة العربية في العام 2006".
وختم: "المطلوب حاليا في مقاومة التطبيع الثقافي والفني والإعلامي عدم الظهور على المنصات الإعلامية الإسرائيلية وعدم استضافة أي شخصية اسرائيلية على المنصات العربية والإحجام عن تداول أي منتج إعلاني اسرائيلي وبذل كل الجهود الإعلامية الممكنة لتوعية الجمهور لمخاطر التطبيع والتركيز على ما يجري في فلسطين ودفع الإدارة الأميركية للتراجع عن قرار الرئيس دونالد ترامب خصوصا وأن فرص التراجع هذه كثيرة إذا تم احتضان الإنتفاضة الفلسطينية وخلق الأوضاع الممكنة لتواصلها مع الجماهير العربية والإسلامية باتجاه ايجاد لوبي ضغط حقيقي على الأنظمة السياسية الخائفة والمترددة".
الخطيب
وألقى الخطيب كلمة الاحزاب، ومما قال: "إن السماح لمخرج مول العدوان الصهيوني بعرض فيلمه في لبنان، يعتبر مسا خطيرا بالكرامة الوطنية يجب التصدي له بقوة وحزم وعدم السماح به لاسيما بعد أن ردت المقاومة الكرامة للبنان.
كما أن قرار السماح بعرض فيلم المخرج الأميركي يأتي أيضا متعارضا بشكل صارخ مع الموقف الوطني والقومي في نصرة فلسطين وانتفاضة شعبها مناضلا مكافحا لاتخاذ المواقف العملية للقيام بانتفاضة عربية شاملة تحمي عروبة القدس والمقدسات".
ودعا إلى "أوسع استنفار وطني وشعبي لتفعيل المقاطعة والعمل على إعادة فرض العزلة على كيان العدو الصهيوني، بدءا من العمل على التالي:
أولا: وقف عرض فيلم المخرج الأميركي ومنع تكرار أي خرق لمبدأ وقرار التزام لبنان بقرارات المقاطعة.
ثانيا: نحن اليوم بأمس الحاجة إلى إعادة تنشيط لجان المقاطعة في لبنان وكل الدول العربية والعالمية، لتشكيل رأي عام يضغط باتجاه وضع حد لكل أشكال العلاقات التي أقيمت ونسجت بين بعض الأنظمة العربية وكيان العدو الصهيوني.
ثالثا: بعد الكشف على مثل هذه الواقعة المخزية التي شكلت مسا فاضحا بكرامتنا الوطنية لا بد من التحرك والعمل والكفاح الجدي والمثابر لاستعادة ثقافة المقاومة في كل المجالات وتثقيف الأجيال بها تعزيزا للمناعة الوطنية وانجازات المقاومة".
المقداد
وتلاه إيهاب المقداد باسم المنظمات الشبابية، فرأى ان "شبابنا اليوم مدعو الى رفع سقف المواجهة مع المطبعين والتشهير بهم ومنعهم من تحقيق اهدافهم ومنع تسلل فكرة التطبيع بالاعتصام والتحركات الميدانية في دور السينما واي مركز آخر يساند في هذه الخطيئة".
وقال: "اقسمنا وسنبقى على قسمنا ان معركتنا مع العدو معركة وجودية تتخطى الحدود، وعلى المتعاملين معه أمنيا وفنيا وثقافيا وادبيا ان ينالوا عقابهم الذي كفله الدستور اللبناني والقوانين اللبنانية".
رعد
وختم اللقاء بكلمة للنائب رعد الذي قال: "نحن بكل شرف واعتزاز وثقة بالنفس، وبعد كل ما انجزنا من انتصارات على العدو الاسرائيلي العنصري، بالفم الملآن نقول إننا نقاوم التطبيع مع هذا العدو".
وشدد على أن "مقاومة التطبيع مؤشر لمستوى الحصانة والمناعة والانتماء الوطني ومستوى الثقة والاعتزاز بالوطن".
واعتبر أنه "كلما ارتفع منسوب الانتصار على العدو ينبغي ان ينخفض مستوى التطبيع، ولكن في لبنان الوضع شاذ كالعادة، فكلما أحرزنا الانتصارات شعر البعض بالانهزام".
وقال: "المسألة ليست مسألة اعتراض على فيلم يعرض، فالافلام تغزو الاسواق والمواطن باستطاعته ان يميز بين الجيد والسيئ، إنما المسألة مسألة موقف من مخرج اميركي ينحاز الى جهة العدو ويمول اعتداءاته علينا ويريد منا ان ندفع من جيوبنا ما يمول به اعتداءات العدو علينا. ستيفن سبيلبرغ مخرج يهودي الاصل، واذا نظرنا الى مجموعة افلامه نرى انها كلها تصب في دعم الحركة الصهيونية وتدس مفاهيمها للرأي العام وتخدم التفوق الاسرائيلي لتروج لمشروعية الاستيطان ولتسوق للعنصرية الاسرائيلية، وهذا لم يخجل به عبر قائمة الافلام التي انتجها".
وعدد رعد "بعض الافلام التي تسوق للعدو الاسرائيلي وتوظف الفن من اجل الترويج للعنصرية وللاضطهاد اليهودي لاعطاء اسرائيل مشروعية الاعتداء على الآخرين وتبرر عنفهم وارهابهم".
وأضاف: "ما بالكم اذا كان شعار هذا المخرج "انا مستعد للموت من اجل اسرائيل؟ هو لا يخجل من هذا، انما يخجل بعضنا بالقول انا مستعد للموت من اجل لبنان او فلسطين".
واعتبر أن "ثمة من يستخف بالاعتراض على هذا المنتج تحت تبرير دعونا نفرق ولا ندمج بين الفن والثقافة والسياسة. إن السياسة هي رعاية مصالح الامة، واذا كان الفن لا يخضع لمنهج الرعاية المقررة من اصحاب القضية، فربما هذا يخدم اعداء الوطن واعداء الانسانية".
وشدد على أنه "لا يصح الفصل بين الفن والثقافة، وخصوصا في المسائل الاساسية الوطنية منها والعقائدية".
ورد على قول البعض ان "التبرع لاسرائيل لا يبرر المقاطعة، واذا كان يبررها فلماذا لا تقاطعوا الولايات المتحدة؟"، فقال رعد: "المسألة هي في التبرع لعدوك. ثمة من يقيم علاقات واضحة مع اسرائيل انما لا يناصبوننا العداء".
وقال: "التبرع بالموقف وليس بالمال، والتبرع بالكلمة وبالصورة وبالاعلان والاعلام هو وقوف الى جانب العدو الذي لا يزال في حالة عداء معنا".
ولفت الى أن "مقاومة التطبيع هي مستوى من الاحساس بالمسؤولية تجاه الامة والوطن، ونحيي كل الهيئات والجمعيات التي أسست لمقاومة التطبيع مع اسرائيل".
وسأل: "ألم نسمع أن بعض مؤسساتنا التربوية في لبنان وضعت في مناهجها خريطة المنطقة وعليها اسرائيل وليس فلسطين؟" وقال: "كان هناك احتجاج أنتج حذف اسم العدو عن الخريطة، وهذا مدخل من المداخل لمقاومة التطبيع".
ورأى رعد أن "العدو ليس غافلا، هو يعرف ان التطبيع حاجة وجودية له ويخدم قضية، لذلك يعمل بكل الاساليب ليوفر هذا المناخ ويوسع دائرته، ويختار مشاهير محببة الى قلوب الرأي العام في منطقتنا وفي العالم ليبث عبرهم افكاره ويعمم فكرة التكيف مع احتلاله لاراضي الغير والتكيف مع خروجه عن القانون الدولي ومع عدوانه وتهديده المتواصل لمنطقتنا، ولكن في لبنان اكتوى اللبنانيون بنيران هذا العدو وأبدعوا في الصبر والتحمل والمقاومة واستطاعوا ان يهزمو العدو، فيما عجزت جيوش عربية عن ذلك".
وقال: "لا مبرر لاحد ان يستخف او يهزأ بفكرة التطبيع مع العدو إذا كنا معنيين بالحفاظ على وطن. فأكبر خطر يتهددنا هو العدو الصهيوني، واذا كنا نحرص على الاستقرار في منطقتنا فليس علينا الى ان نسارع ونبذل الجهود ولا نغفل لحظة عن الاستعداد لمواجهة هذا العدو".
ودعا الى "رفع مستوى حساسيتنا تجاه هذا العدو، خصوصا ان في العالم من يريد بالقوة وغير القوة ان يفرض هذا العدو على كل شعوب المنطقة وان يجعل علاقاته طبيعية مع المنطقة وانظمتها".
وختم رعد: "ما دام هناك روح مقاومة فلن تتحقق شروط تسوية مع العدو".