رسم محللون عسكريون في الصحف العبرية صورا قاتمة سيقع الكيان الصهيوني تحت وطأتها في حال نشوب حرب جديدة في المنطقة، وتوزعت مشاهد هذه الصور على "حرب الشمال الاولى" بحسب تعبير افيغدور ليبرمان، و4000 صاروخ يوميا على مناطق الاحتلال في فلسطين المحتلة، وانتفاضة فلسطينية يتطلب الامر اشهرا او سنوات لوقفها.وبدا ان هذه الصور هي الحاكمة عل عقل قيادة الاحتلال الاسرائيلي لاتخاذ قرار الحرب او الانجرار اليها..
فـ "حرب الشمال الأولى"، استنادا إلى تصريح وزير الحرب في حكومة العدو الاسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، "في حال نشوبه فإنها ستشمل سورية ولبنان وليس إحدى هاتين الدولتين".
فقد كشف المحلل العسكري في القناة العاشرة لتلفزيون العدو الاسرائيلي عن معادلة تحكم الكيان الصهيوني تجاه حزب الله وقال في مقاله الاسبوعي في صحيفة معاريف الى انه في موازاة الحديث المتكرر عما سماه "الردع الاسرائيلي" فان اسرائيل ترتدع ايضاً مشيرا الى ان العدو الاسرائيلي "لا يستهدف قوافل او شحنات اسلحة تتواجد في لبنان منذ العام 2014 مدعيا ان الطيران المعادي قصف شحنة كهذه ورد حزب الله بعملية في مزارع شبعا". في ربط زمني بين "الواقعتين".
وبحسب بن دافيد، فإن جيش العدو الإسرائيلي منشغل أيضا بأسئلة متعلقة بـ"اليوم التالي"، أي "بعد داعش، بعد أبو مازن، بعد استقرار الأسد وبعد خروج حزب الله من سورية.
ويضيف: "يتميز هذا العام بحساسية فائقة ومخاطر كبير بالتدهور، وسيكون التحدي بمواصلة الحفاظ على المصالح الإسرائيلية من دون دفع تدهور كهذا". وتوقع أن تواصل اسرائيل "الحفاظ على الخطوط الحمراء الثلاثة التي وضعهتا: لا لنقل أسلحة متطورة إلى لبنان، لا لصنع صواريخ دقيقة في سورية ولبنان ولا لنشر قوات شيعية بمحاذاة الجولان".
تخوف من انتفاضة فلسطينية
اما المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل فينقل عن رئيس أركان العدو الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، تحفظه بالقول إن "خطر التدهور تصاعد بشكل كبير ، حتى إلى درجة الحرب". وأضاف المحلل أن شعبة الاستخبارات العسكرية وآيزنكوت قلقان من سيناريوهان محتملان. الأول، "رد فعل من جانب أحد الخصوم جراء ممارسة قوة "اعتداءات" إسرائيلية". والثاني، "بسبب اشتعال في الساحة الفلسطينية. وهناك، عندما يخرج مارد الإرهاب "الانتفاضة" من القمقم، يتطلب الأمر أشهراً وأحيانا سنوات من أجل إعادته".
وتابع هرئيل أن التقديرات الإسرائيلية هي أنه "كلما أكثرت إسرائيل من هذه الهجمات "الغارات في سورية" ونفذت ذلك بأدوات متطورة، يتزايد الاحتكاك المحتمل مع دول ومنظمات ويزداد الخطر بأن يأتي رد فعل كبير في نهاية الأمر. وأمر مشابه جدا يحدث عند الحدود مع قطاع غزة"، خاصة ضد أنفاق هجومية.
4000 صاروخ يومياً والاولوية ليست لـ"السكان"
ويزداد التوجس الإسرائيلي من نتائج الحرب المقبلة، فقد رسم المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان. سيناريو وصفه بالاكثر خطورة والاكثر معقولية ذلك انه سيطلق من لبنان في الحرب المقبلة ما بين 3000 إلى 4000 صاروخ يوميا. وأشار إلى أن مثل هذا العدد من صواريخ أطلقت طوال 33 يوما في حرب لبنان الثانية، عام 2006، وطوال 51 يوما من العدوان على غزة عام 2014. وما يعبر عن الرعب هو ما قاله فيشمان "إن هذه الصواريخ ستكون أكثر دقة وفتكا ومدة، وستغطي كل مساحة "إسرائيل". وستطلق الرشقات الصاروخية الأولى من منصات ثابتة ومخفية وموجهة نحو أهداف معينة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبحسب زعمه :فقط بعد أيام، عندما ينفذ سلاح الجو "إبادة فعالة" لأهداف، وتبدأ القوات البرية بالتوغل في لبنان، ستنخفض كمية الصواريخ ونوعيتها".
وشدد فيشمان على أن "هذا ليس سيناريو خيالي. هذا "نتيجة" تحليل مهني جرى في جهاز الأمن وتم وصفه بأنه السيناريو "الأكثر خطراً والأكثر معقولية". وقد استعرضه ليبرمان أمام الحكومة، في العام 2016، بعد أشهر معدودة من توليه منصبه... "وهو سيناريو قديم زمنياً" ومعنى ذلك أن الوزراء ليس فقط يعرفون جيداً التهديدات على الجبهة الداخلية وإنما هم ملزمون أيضا بوضع رد معقول لهذه التهديدات. لكن منذئذ، منذ أكثر من سنة ونصف السنة، لم يعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية ولو اجتماعا واحدا حول جهوزية الجبهة الداخلية للحرب".
وأضاف فيشمان أنه "حتى الآن، لم يستوعبوا هنا أن ضلوع الجبهة الداخلية في الحرب المقبلة سيكون بأحجام غير مسبوقة، وأنه ستسقط في الجبهة والجبهة الداخلية كميات نيران متشابهة. وضعف الجبهة الداخلية سيؤثر على المعنويات في الجبهة وأيضا على القدرة للحفاظ على تواصل لوجيستي لمصلحة الجبهة".
وكان ليبرمان قد تحدث خلال اجتماع، قبل أسبوعين، عن عدم وجود حماية لـ30% من المواطنين، أي أنه لا توجد لديهم ملاجئ أو غرف آمنة، وأن غالبية هؤلاء هم مواطنون في البلدات العربية في شمال البلاد، بينما التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن 80% إلى 85% من صواريخ حزب الله هي لمدى 40 كيلومترا، أي قادرة على الوصول إلى الخط الممتد ما بين طبرية وحيفا.
وفي اشارة الى اولويات اهتمام القيادة السياسية للاحتلال عند وقوع الحرب قال فيشمان أنه في حال نشوب حرب سينصب الجيش الإسرائيلي "القبة الحديدية"، لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى، حول المنشآت الإستراتيجية، مثل مطارات سلاح الجو وحقول الغاز ومصانع الكيماويات ومصفاة تكرير النفط، على حساب حماية المناطق المأهولة ب"السكان" اي ان هؤلاء سيكونون في درجات متأخرة من الاهتمام..
وتابع أن أحد الحلول هو إجلاء "السكان". "الحكومة تنازلت عن مبدأ عدم إخلاء بلدات وقررت الاستعداد لإجلاء جماعي من مناطق ذات خطر كبير. وتم بلورة خطة باسم ’ميلونيت’ (إجلاء إلى فنادق أو دور ضيافة ومؤسسات عامة) تقضي بإجلاء 80 ألف شخص، 50 ألفا من شمال البلاد و30 ألفا من جنوبها. وتستعد سلطة الطوارئ الوطنية ووزارة الداخلية لإخلاء عدد أكبر يصل إلى 300 ألف شخص".
