لأجل الانسانية جمعاء، قاتلوا. لكل المضطهدين أهدوا انتصاراتهم. في مشارق الأرض ومغاربها، ضحايا ارهاب انتشر كالطاعون، ولم يفرّق بين دين وآخر، أو عرق وغيره. من جرود عرسال اللبنانية، مقاومون جاهدوا وقدّموا أغلى ما لديهم، في معركة الانتصار للحق والبشرية، بوجه الارهاب التكفيري.
وكما أهدى الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الانتصار في جرود عرسال للمسيحيين والمسلمين في آن، كان للأب المذبوح ظلماً الأب جاك هامل، حصّة من النصر. مجاهدو المقاومة في الجرود لم ينسوا دماء أخوانهم من المسيحيين، فوجّهوا عبر موقع "العهد" الاخباري (الانجليزي)، التحية لدماء الأب هامل، كُتِبَت باللغة الفرنسية. وجاء فيها "روحك لن تخمد أبدا كل الأجيال ستعيش على ذكراك لا تقلق سنحمي إخواننا المسيحيين السلام عليك إخوتك في حزب الله".
الأب جاك هامل (مواليد 1930) كان قد قتل ذبحاً في 26 تموز 2016 على يد ارهابيين من تنظيم "داعش" داخل كنيسة في بلدة سانت اتيان دو روفراي قرب روان في النورماندي في فرنسا. الأب المُسنّ الوقور البالغ من العمر ستة وثمانين عاماً لم يشفع له سنّه ولا مرتبته الدينية، فقضى بلا رحمة على أيدي وحوش بشرية، لم تقف يوماً عند وازع ديني أو انساني.
واليوم، ينتصر أبناء المقاومة الاسلامية في لبنان لدماء الأب المسيحي المسنّ المظلوم في كنسيته في فرنسا. رغم الآلام والجراح ومشقة الجهاد، لم ينس المقاومون توجيه التحية لهذا الأب، من قلب الميدان في جرود عرسال. ليؤكدوا أن المعركة مع الارهاب التكفيري هي واحدة، وأن مقاومتهم هي دفاع عن كل البشرية، وجميع الأديان.
ليست المرّة الأولى التي يوجّه فيها مقاتلو حزب الله التحية لإخوانهم من المسيحيين. فأرض معلولا المحررة من التكفيريين خير شاهد على طهارة المعركة التي يخوضونها. وأبرز دليل على وحدة الأديان في وجه التكفير والارهاب.
موقع العهد الاخباري