شدد قائد الثورة الاسلامية اية الله الامام السيد علي الخامنئي على "تجنب الخوض في نقاط الاختلاف بين الشيعة والسنّة أو إغفال نقاط الاشتراك الكثيرة. ولفت إلى أنّ الشعوب المسلمة تعارض تطبيع العلاقات مع الصهاينة، وأنّ الكيان الصهيوني يستغلّ الحكومات المطبّعة، آملاً ألا يكون الأوان قد فات حين يُدركون هذا الأمر. وقال قائد الثورة "إنّ بلاء الصهيونيّة بات بلاءً واضحاً على العالم الإسلاميّ، مشيرا الى إن الدولة المُستضيفة للحجّاج تتحمّل مسؤوليّات جسيمة، مطالباً إياها بتوفير الأمن لجميع الحجّاج من أقطار العالم الإسلاميّ.
رأى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في لقاء مع القيّمين على شؤون الحج لعام 1443، أن الحجّ ركن من أركان حياة البشر ويتضمن رسائل ودروساً مهمة لمختلف جوانب الحياة الفردية والاجتماعية. وقال: «القرآن الكريم يُبيّن الحكمة من الحج بجملة قصيرة: "قياماً للناس"، أي الركيزة لحياة البشر كلهم».
وأشار الإمام الخامنئي إلى أن الحج هو تجلٍّ لوحدة الأمة الإسلامية، مشدداً على وحدة المسلمين. وأضاف: «يجب بذل كل الجهد حتى لا يمسّ موضوع وحدة المسلمين أيّ خلل، لأن خلق الخلافات خاصة بين الشيعة والسنة هو من مكائد البريطانيين».
بينما لفت سماحته إلى قواسم مشتركة واختلافات في وجهات النظر بين أهل السنة وأهل التشيع، شدد على «الاهتمام بالقواسم المشتركة الكثيرة وتجنّب التطرق إلى الخلافات».
وأكد قائد الثورة الإسلامية تعزيز الوحدة بين المسلمين، والتواصل بين الحجاج. وبالإشارة إلى كون القرآن مدعاة للوحدة، أشاد بالاستفادة من قراء القرآن بوصفهم من الفرص لخلق الوحدة.
في سياق آخر، رأى الإمام الخامنئي أن الصهاينة «بلاء فوري على العالم الإسلامي»، وأن «فضح مؤامرة الصهاينة ومشروعهم من الأعمال الضرورية في الحج». كما أشار إلى تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني وبين بعض الحكومات، قائلاً: «فلتعلم الحكومات العربية وغير العربية التي ذهبت إلى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، بخلاف إرادة الشعوب وبناءً على طلب أميركا، أن هذه الجلسات لن يكون لها أيّ ثمرة سوى استغلالهم من الكيان الصهيوني».
وفي جزء آخر من حديثه، تكلم سماحته حول واجبات الحكومة المضيفة للحج، موضحاً: «مكة للناس كلهم... في النهاية هناك دولة لديها الحاكمية وتدير الأمور هنالك. لذا عليها أن تتصرف لمصلحة العالم الإسلامي لا مصلحتها الخاصة».
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى المسؤوليات الجسيمة للحكومة المضيفة بالقول: «ضمان أمن الزوار كافة من الأمة الإسلامية، وخاصة الإيرانيين، ومنع تكرار الفجائع الماضية، وإعادة النظر في زيادة التكاليف... هي من المطالب الجادة للجمهورية الإسلامية».
بجانب ذلك، رأى سماحته أن «تعليم التعايش» و «بساطة العيش» و«اجتناب الذنوب» هي من دروس الحج المهمة، مقدماً بعض التوصيات: «ينبغي لجميع الحجاج وكذلك مسؤولي الحج تقدير هذه النعمة العظيمة، وتقديرها يكون بنية التقرب من الله، وإنجاز الأمور على نحو متين ومتقن ومصحوب بالإبداع».
وكان ممثل الولي الفقيه لشؤون الحج والزيارة حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد الفتاح نواب، ورئيس مؤسسة الحج والزيارة السيد صادق حسيني، قدما تقريرَيْهما بشأن الاستعدادات والخطط الموضوعة لإقامة مراسم الحج هذا العام.
بتوقيت بيروت