قدّم قائد الثورة الإسلامية، الإمام السيد علي الخامنئي، تهنئته ومباركاته بحلول شهر رمضان المبارك خلال «محفل الأُنس بالقرآن الكريم» في أول يوم من شهر رمضان المبارك، قائلاً إن الهداية القرآنية تشمل كافة الجوانب الفردية والاجتماعية للإنسان، ومؤكداً في الوقت نفسه «السياسة الثابتة للجمهورية الإسلامية بشأن الاتفاق النووي»
تحدّث قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، خلال «محفل الأُنس بالقرآن الكريم» في أول يوم من رمضان، عن «المساحة العظيمة للهداية القرآنية»، قائلاً إنّ «الكمال الروحي، وإدارة المجتمعات الإنسانية والتحديات السياسية والاجتماعية ذات الصلة، والسلوك الإداري، وإقامة العدل، وصد الأعداء الباطنيين والظاهريين، وحلّ العداوات، والقضايا الأخلاقية، والقضايا المرتبطة بالأسرة وتربية الأبناء، والسكينة الروحية والنفسية وكبح الاضطرابات الداخلية، والتوصية بعلم ومعرفة حقائق عالم الوجود والسلوكات الفردية... هي من رؤوس المواضيع التي تشملها الهداية القرآنية».
ورأى الإمام الخامنئي، خلال المحفل الذي عُقد اليوم (الأربعاء) في مصلى الإمام الخميني (قده)، أن «التقوى وخشية الله هما اللازمتان للاستفادة من الهداية القرآنية»، ناصحاً بـ«قراءة القرآن بتدبّر في شهر رمضان... إذْ يتجلّى قلب الإنسان بتلاوة القرآن ويصير ربيعياً ومنتعشاً». كما قال إن «القضايا الموجودة في القرآن تشمل مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحكومية»، مضيفاً: «ما أغفَلَ من يظنّون أن القرآن لا يتناول قضايا الحياة والسياسة والاقتصاد والحكومة! فمن يحصرون الإسلام في الأمور الشخصية لم يعرفوا الإسلام والقرآن، لأن القرآن لا ينأى بنفسه عن التحديات الاجتماعية والسياسية ولا يتجنّب مواجهة الطواغيت والمستكبرين والظالمين».
في جزء آخر من حديثه، تطرّق سماحته إلى الأعراض الاجتماعية لـ«كورونا» مثل «فقدان الأعزاء وزيادة البطالة ومشكلات المعيشة وتأثّر جميع برامج الدولة بهذا المرض»، قائلاً: «يجب على المسؤولين وضع سياسة وتخطيط، وعلى الناس مراعاة الضوابط الصحية، من أجل إيقاف هذا المرض والتغلّب على هذا الفيروس المنحوس». كما شكر «الجهود والتضحيات الرائعة للمؤسسات العلاجية في مكافحة كورونا»، موصياً الأفراد والمجموعات المتطوّعة بمساعدة «المجاهدين في مجال العلاج». وقال: «شهر رمضان هو شهر الإحسان وشهر مدّ يد العون إلى المحتاجين... ينبغي في ظروف كورونا هذه أن يتضاعف الاهتمام بنهضة المواساة والمساعدات المؤمنة أضعافاً عدة وأن يبلغ ذروته.».
بشأن القضايا المتعلقة بالاتفاق النووي والحظر المفروض على إيران، قال قائد الثورة الإسلامية: «لقد أعلنّا سياسة البلاد... في الخطابات العامة والاجتماعات مع المسؤولين، كما تحدثنا عنها بشكل مكتوب أيضاً، ولذلك إن سياسة البلاد معلومةٌ في ما يجب فعله»، مضيفاً: «تشخيص المسؤولين هو الذهاب والتفاوض من أجل تنفيذ السياسة نفسها وليس لدينا أيّ نقاش في هذا الصدد، ولكن يجب الحرص على ألّا تصير المفاوضات استنزافية لأن في ذلك ضرراً على البلاد».
الإمام الخامنئي شرح أن «هدف الأميركيين من التأكيد والإصرار على المفاوضات هو محاولة لفرض قول باطل، (لكن) منطق الجمهورية الإسلامية يرتكز على أن ترفع أميركا الحظر أولاً لأنها غير موثوق بها، وقد نقضت العهد مراراً في السابق، حتى أن بعض المفاوضين الأوروبيين يقرون بذلك في اجتماعات خاصة ويؤكدونه رغم أنهم في مقام القرار مستسلمون للأميركيين وليس لديهم استقلال بأنفسهم». وتابع: «غالبية المقترحات الأميركية متكبّرة ومُهينة ولا يمكن حتى النظر فيها»، معرباً عن أمله في أن يمضي مسؤولو الدولة قدماً «بعيون مفتوحة وبقلب قوي وبالتوكل على الله، وأن يُسعدوا ويُفرحوا الشعب بالتوفيق الإلهي».
بتوقيت بيروت