بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، لا سيّما بقيّة الله في الأرضين.
أرحّب بكم كثيراً أيّها الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات. جلستنا مع العمال في كلّ سنة هي برأيي جلسة مهمّة، وهذا اللقاء أكثر أهميّة في هذا العام برأيي، لأنّه على وجه الخصوص عام ازدهار الإنتاج، وقوام الإنتاج منوط - من جملة ما هو منوط به - بوجود العامل، وعمل العامل، ونيّة العامل. ومن حسن الحظّ فإنّ الجموع الحاضرة أضفت على الأجواء روحاً معنوية بقراءتها لهذه الأشعار المعنوية الجميلة، وساقت الأجواء نحو المعنويات والتوسّل بمتعلّقات الرحمة الإلهيّة؛ أي شهر شعبان والوجود المقدّس للرسول الأكرم، فاكتسبت الجلسة أجواء معنويّة برأيي، وهذا أمر مهمّ بالنسبة إليّ.
العمل كالربيع؛ يفجّر المواهب ويُبرزها
في هذا الشعر الذي قرأتموه أتيتم على ذكر الربيع وأنشدتم وقرأتم عن الربيع. وأنا أقول إنّ العمل أيضاً هو بدوره ربيع، فكما أنّ الربيع يفجّر الخيرات والمواهب الجوفية والطبيعية - حيث تؤتي الأشجار في الربيع ثمارها، وتورق، وتلقي بظلالها؛ والطبيعة في الربيع تحيى وتظهر مواهبها الذاتية - كذلك هو العمل. العمل يبرز كلّ المواهب الباطنية والواقعية ويظهرها. إذا كان هناك علم، لكن لا يُعمل به فما الفائدة منه؟ إذا كانت هناك مواهب وإبداعات ومواهب داخلية في الأفراد، لكن من دون عمل، ومن دون أن يُعمل بها، فإن هذه المواهب لن تنفع أحداً بشيء. إنّه العمل الذي يظهر ويبرز المواهب والإمكانيات وما هو موجود في الطاقات البشرية ويجعلها مفيدة نافعة. حسنًا، هذه هي أهمّية العمل.
من الواجبات الكبرى على المجتمع الإسلامي والمسؤولين أن يوضحوا قيمة العمل للرأي العام، فيكون العمل قيمة، لا مجرّد حاجة. بالتأكيد، العمل حاجة - حاجة للمجتمع، وحاجة للفرد نفسه، وهو حاجة للحياة وأيضاً حاجة روحية ونفسيّة - لكنّه ليس مجرّد حاجة، بل هو قيمة عليا في المجتمع. هذا ما يجب أن نحوّله إلى فهم عام وإدراك عامّ بين الناس. إذا اتّضح هذا المعنى بالمعنى الحقيقي للكلمة عندئذ سوف ترتقي أهمّيّة العامل ومكانته. ينبغي تعريف العامل في المجتمع على أنّه ذو مكانة عالية. لا فرق بين عامل وآخر، إلى أيّ قطاع انتمى؛ وسواءً كان في هذه القطاعات التي ذُكرت بالاسم - وأنتم أيّها الأعزاء ممثّلو تلك القطاعات - أو سائر القطاعات، وأينما كان هناك عمل وحراك وإنتاج.
العمّال؛ من أوفى شرائح الشعب
حسنًا، ازدهار الإنتاج منوط ببعض الشروط والظروف، ومن هذه الشروط العمل، وينبغي لهذا العمل أن يكون جهادياً، ينبغي القيام بعمل استثنائي في البلاد من أجل تحقيق ازدهار الإنتاج. وإذا ما تحقّق ازدهار الإنتاج لكان هذا بحد ذاته من الأركان الأساسيّة للاقتصاد المقاوم. عندما يتحقّق الاقتصاد المقاوم فمعنى ذلك أنّ المجتمع لن يقلق بعدُ ممّا يتّخذه الشقيّ الأمريكي أو الصهيوني الفلاني أو غيره، من قرار بشأن نفطنا أو بشأن اقتصادنا وما إلى ذلك. ولهذا أشدّد على ازدهار الإنتاج، وضمن دائرة أوسع [أشدد] على الاقتصاد المقاوم، وعلى البضائع الإيرانيّة وعلى حركة العمل وفعاليّتها في البلاد. يحتاج الشعب إلى العزة والاستغناء عن الأجانب. يحتاج الشعب - إلى جانب أهم احتياجاته - إلى العزّة الوطنية، فالشعوب لا ترضى أن تكون تحت نفوذ وتحت تأثير أصحاب قرار ليسوا أصدقاء لهذا الشعب أو أنّهم أعداؤه، والكثير من أصحاب القرار في العالم اليوم، هم في الشأن الاقتصادي أعداء للشعب الإيراني. هم يقولون إنّنا أعداء الجمهورية الإسلامية، لكنّهم أعداء للشعب الإيراني، لأنّ الجمهوريّة الإسلامية قائمة بدعم الشعب الإيراني ومساندته، ولولا معونة الشعب الإيراني لما كان هناك جمهورية ولا إسلامية.
لقد يئس الأعداء من الطرق الأخرى، لاحظوا! أنتم بحمد الله عقلاء واعون، والكثير منكم أفراد ذوو أذهان وأفكار منتجة وبنّاءة ومبدعة وواعية في مجالات متنوعة. وتعلمون أنّ العدوّ قد ركّز منذ بداية الثورة وإلى اليوم على كلّ المسائل التي من شأنها جرّ البلاد إلى الفوضى، بما في ذلك قضية العمل والعمال. وربما ركّز على هذا الجانب أكثر من بعض الجوانب الأخرى. وفي كلّ هذه الحالات وجّه عمّال البلاد - في مواجهتهم للعدوّ- صفعة قويّة له، وجعلوه ييأس. وهذا الأمر لا يعود للحاضر القريب فقط؛ بل هو قائم منذ أربعين عاماً. لقد كانت شريحة العمّال ولا تزال من أوفى الشرائح للثورة الإسلامية والجمهورية الإسلامية. لذلك، ركّز العدوّ جهوده وأعماله بشكل كبير على هذه المسألة. على مسؤولي البلاد وأصحاب القرار وواضعي السياسات وصانعيها ومنفّذيها أن يتنبّهوا ويعرفوا قدر هذا الشيء.
هذا هو معنى دعم العمل والعامل؛
النقاط التي ذكرها السيّد الوزير نقاط صحيحة تماماً، والمخاطب بهذه النقاط هم مسؤولو البلاد أنفسهم، لا وزارة العمل وحسب، بل القطاعات والأقسام المختلفة في الحكومة والأجهزة المختلفة فيها يجب أن تهتم وتتابع بشكل صحيح قضيّة الأمن الشغلي [الوظيفي] والمهني للعمّال، وقضيّة احترام العمّال، وقضية أجورهم فهذه قضايا مهمّة وأساسيّة. ثمّة أناس يحاولون استغلال الأمور لصالحهم. قلت في بداية العام إنّ البعض يشتري المصنع كلّه من الحكومة - أمّا بأيّ سعر يشتريه، هذا موضوع آخر - فيهدمه، ويبيع الماكنات والآلات، ويدع العمّال من دون عمل، ويشيّد برجاً في المكان. يجب منع هؤلاء، وهذا من الواجبات الأساسية على الحكومة الإسلامية، والحكومة هنا ليست السلطة التنفيذية فحسب، بل السلطة التنفيذية والسلطة القضائية والسلطة التشريعية، [الحكومة هي] الجميع. هذا هو معنى دعم العمل، وهذا هو معنى دعم العامل. قضيّة الاستيراد هذه التي جرت الإشارة إليها قضيّة مهمّة جدّاً، وقد جرى التأكيد عليها كثيراً، ووُضعت مقرّرات وضوابط حكومية مشدّدة بشأنها، وينبغي تنفيذ هذه المقرّرات بنحو حاسم على المستوى العملي التطبيقي. هناك من يبحث عن البضائع الوطنيّة ومن حسن الحظّ اليوم - أي في هذه الأيام، وكانت تصلنا الأخبار عن السنة الماضية أيضاً - أنّ هناك أناساً يبحثون عن البضائع الوطنيّة، [لكنّ] البائع يعطيهم البضائع الأجنبيّة بدل البضائع الوطنيّة، ويقول لهم إنّها بضائع وطنيّة، أي إنّه يقول لهم خلاف الواقع، ويكذب، أحياناً تقع أمور من هذا القبيل.
الحظر.. في النهاية هو لمصلحة البلاد
الشيء الذي يجري إنتاجه في الداخل أفضل - من حيث الجودة - من شبيهه الخارجي. وهو من حيث السعر أقلّ من شبيهه الخارجي، فيجب أن لا نسمح من خلال الاستيراد العشوائي ومن خلال بعض السياسات الخاطئة، بأن تواجه المنتِج الداخلي المشكلات، فإذا واجهته المشكلات ركد الإنتاج، ومُني العامل بالبطالة وبقي البلد محتاجاً.
لقد قال الأشخاص الخيّرون المخلصون مراراً، وأنا أؤيد قولهم، بأنّ الحظر كان في حالات كثيرة لمصلحة البلاد ولمصلحة الشعب الإيراني، هذا ما يقوله الأفراد المخلصون المحبّون المطّلعون. نعم، الحظر يخلق مشكلات معيّنة. الحظر المصرفي، حظر التبادلات المصرفية، الحظر النفطي وغيره، قد يخلق بعض المشكلات لكنّه في النهاية لمصلحة البلد. قال أحد مسؤولي البلد إنّ أحد السياسيّين الأجانب قال لنا في اجتماع خارجي، إنّكم استطعتم في فترة الحظر إنتاج كلّ هذه الأسلحة الحديثة؛ قدراتكم عالية جدّاً، فعلى الرغم من أنّكم كنتم تحت الحصار، استطعتم إنجاز مثل هذه الأعمال الكبيرة، فماذا كنتم ستفعلون لو لم يفرض الحظر عليكم؟ يقول هذا المسؤول إنّني أجبته: لو لم يفرض علينا الحظر لما أُنجز أيّ من هذه الأعمال. وقوله هذا صحيح. الحظر يجعلنا نراجع أنفسنا، ونسعى إلى الإنتاج لسدّ احتياجاتنا داخلياً، وأن نشخّص إبداعاتنا ونعرفها.
وأقولها لكم هنا: أنتم عمّال، وعمّال في مستويات عليا، والكثيرون منكم يحملون شهادات عليا، فاعرفوا قدر هذه الإمكانية، إمكانية هذا الإنتاج، وإمكانية الإبداع والابتكار، وعلى المسؤولين أيضاً أن يعرفوا قدر ذلك. يعمل الأعداء بطرق مختلفة ضدّ الشعب الإيراني وضدّ ثورتنا الكبيرة وضدّ نظام الجمهورية الإسلامية الذي أطلق هتاف العدالة في العالم ولفت أنظار الشعوب إليه، وهم يريدون تركيع هذه التجربة ويحاولون ذلك بطرق شتّى، لكنّهم لم يستطيعوا وأخفقوا [في ذلك]، وإذا بهم اليوم يخوضون في القضايا الاقتصادية المختلفة ويقولون إنّنا نريد ممارسة ضغوط اقتصادية لتركيع إيران، فليعلموا أن الشعب الإيراني لن يركع أمامهم. والخطوة الأخيرة لأمريكا تصبّ في هذا الاتّجاه.
• أوّلاً، السعي الذي يسعونه في مجال النفط لن يفضي إلى نتيجة، ونحن سنصدّر نفطنا بمقدار ما نحتاج ونريد، ونحن قادرون على ذلك. هم الآن يظنّون بأنّهم [بذلك] يسدّون الطرق علينا، لكن إذا ما شمّر الشعب النشط والمسؤولون اليقظون الواعون عن سواعد الهمّة، فيمكنهم فتح الكثير من الطرق المسدودة، وهذه إحدى تلك الطرق، وسوف يقومون بهذا العمل بالتأكيد. لذلك لن تفضي مساعيهم [أصحاب الحظر] إلى نتيجة. هذا أوّلاً.
• ثانياً، إنّهم يمارسون العداء ضدّنا، وليعلموا أنّ عداءهم هذا لن يبقى من دون ردّ. وسوف يتلقّون الردّ على عدائهم هذا، فالشعب الإيراني ليس بالشعب الذي يقعد ويتفرّج كيف يجري التآمر عليه، والعمل ضده، ويبقى ساكتاً.
• ثالثاً كما قلت، إنّنا نقدّر ونثمّن أن نكون أقلّ ارتهاناً لهذا النحو من بيع النفط، فهذا أفضل لنا بكثير. المهمّ أن نعي في الداخل جواهرنا الداخلية ونتعرّف عليها، ونعلم أنّ الطاقات الإنسانية في بلادنا وفي مجتمعنا ومصادرنا الإنسانية وإمكانياتها وقدراتها أكثر بكثير ممّا يظهر في الوقت الحاضر.
..«وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ»
يمكن لشبابنا أن يحدثوا ابتكارات كثيرة. وهذا ما أثبتناه طوال هذه الأعوام، سواء في قضايا الإنتاج، أو في القضايا الاجتماعية المختلفة، أو في الشؤون السياسية أو على مستوى الشؤون الاقتصادية حيث ركّزوا [الأعداء] على الشؤون الاقتصادية منذ بداية الثورة. هذه الحالات المتنوّعة من التقدّم في البلاد، وهذا البناء والإعمار، وهذه الجهود الهائلة حصلت كلّها في مواجهة تحرّكات العدوّ. قدرات الشعب الإيراني قدرات عالية جداً. علينا الترويج لثقافة العمل والإنتاج والسعي والجدّ، والقضاء على روح القعود، وتوقّع اكتساب الثروات بالطرق السهلة اليسيرة، ومن دون أيّ جهد أو عناء. لا ينبغي الترويج لمثل هذه الحالات. وعلى الأجهزة المختلفة بما في ذلك الإذاعة والتلفزيون وغيرهما ملاحظة هذا الأمر، فلا تروّج لأعمال من قبيل اختبار الحظّ، والقرعة واليانصيب وغيرها. هذه الآيات التي تلاها هذا القارئ المحترم بأداء جيّد جدّاً تعلّمنا درساً وهو: «وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ» (1) المكسب الواقعي والحقيقي للإنسان هو ذلك الشيء الذي يكون حصيلة سعيه وجهده. وتقديم الطعام المطبوخ للإنسان، ووضع اللقمة في فمه لن يحقّق له أيّ فائدة. وحيثما يعمل ذهن الإنسان وفكره وسواعده وهمّته وإرادته، يتقدّم الإنسان فرداً ومجتمعاً. والمجتمعات التي نمت وتطورت في العالم من الناحية المادّية، إنّما أحرزت هذا النموّ والتطوّر بفضل مساعيها؛ فقد سعت وتطوّرت. لقد وعد الله تعالى حتّى الذين يعملون للدنيا ولا يفكّرون في المعنويات والآخرة أن يمدّ لهم يد العون في الطريق الذي هم فيه ليستطيعوا السير والحركة. ينبغي السعي والجدّ، بيد أنّ نظرتنا ليست نظرة مادّية صرفة، إنّنا نسعى إلى رفاه المجتمع ونموّه، وتطوّره علمياً ومادّياً، وتطوير التقنية فيه، لكنّنا نسعى أيضاً إلى تحقيق الروح المعنوية في المجتمع وإصلاحه، وإلى تحقيق عزّته وتطوره أخلاقياً، نسعى إلى تحقيق هذه الأهداف أيضاً، ولا نكتفي بالتطوّر المادّي، وهذا ما يستلزم سعياً وجهداً، وهذا السعي ممكن، وتحقيقه ممكن، والحمد لله أنّ هذه المساعي قد بدأت. إنّني أنظر إلى المجاميع المتنوّعة في كلّ أنحاء البلاد، وغالبيّتهم من الشباب، وغالبيّتهم من الخرّيجين والمتعلّمين، ومعظمهم من المتحفّزين ومن أصحاب الدوافع والحوافز المعنوية، فأرى أنّ هذه المسيرة قد انطلقت بحمد الله. حين قلنا الخطوة الثانية [للثورة] فمعنى ذلك أنّ تلك الحوافز ذاتها والحركة ذاتها والهمّة العالية ذاتها التي استطاعت إخراج البلاد بعد سنين طويلة من تحت أقدام المستعمرين والمستكبرين - وقد تطلّب ذلك همّة عالية جداً، وقد أبدى الشعب الإيراني هذه الهمّة بقيادة الإمام الخميني الجليل - لا تزال اليوم موجودة، وذلك من أجل القيام بتحرّك وعمل عظيمين، وسوف يفضي هذا الحراك العظيم إن شاء الله إلى المستقبل المشرق للشعب الإيراني، وسيصل الشعب الإيراني إن شاء الله إلى تلك الذروة وقمة الرفعة والعزّة من الناحية المادّية والمعنويّة. وهذه هي مهمّتكم أنتم الشباب، هذه هي مهمّة شبابنا، وشبابنا اليوم لهم القدرة على ذلك بحمد الله، ولديهم الحوافز والدوافع ويتمتّعون بالرشد والنضج الفكري والبلوغ الفكري اللازم، ويمتلكون الهمّة، والعدوّ حتماً غاضب ومنزعج من هذا الأمر.
وفي النهاية سيتعب العدوّ ولن يتعب الشعب الإيراني!
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ شعبنا لحسن الحظ شعب متلاحم. لاحظوا حادثة السيول هذه التي وقعت. لم توجّه دعوات كثيرة إلى الناس - في بعض الحوادث كنّا نصرّ ونتابع وندعو الناس، أمّا في هذه المرة لم تكن هناك من حاجة أساساً لذلك - فقد هبّ الناس أنفسهم كالسيل [الجارف] إلى مساعدة المتضرّرين بالسيول. الحدث الذي وقع في البلاد اليوم في مقابل هجوم هذه الكارثة الطبيعيّة - والسيول كارثة طبيعيّة بالتالي - كان نفسه حدثاً عظيماً، مهمّاً، يفوق حادثة السيول أهمّيّة، حيث هبّ الشباب من كلّ أنحاء البلاد وتعاونوا مع أبناء المناطق المنكوبة والشباب في تلك المناطق، وقدّموا المساعدة، ووهبوا الأموال والمساعدات العينيّة، وبذلوا المساعدة الجسديّة، هذه أمور مهمّة بالتالي. هذه أحداث مشهودة في البلاد وكلّها تبشّر بمستقبل واعد، والأعداء بالتأكيد لا يستطيعون مشاهدة ذلك، وهم يسعون سعيهم. لقد قلت قبل أيّام، إنّ مساعي العدوّ هذه تمثّل في الواقع أنفاسه العدائيّة الأخيرة، واليوم أيضاً أؤكد هذا الشيء. وبالنهاية، سوف يتعب العدوّ من عدائه، أم الشعب الإيراني فلن يتعب بتوفيق من الله.
رحمة الله تعالى على إمامنا الخميني الجليل الذي فتح أمامنا هذا الدرب، ورحمة الله على شهدائنا الأبرار الذين استطاعوا تحقيق هذا الأمن والاستقلال لنا، ورحمة الله على شهداء الطبقة العاملة الذي سجّلوا، بحمد الله، حضوراً فعّالاً في جميع الميادين، سواء في الدفاع المقدّس، أو في المراحل اللاحقة، أو في الوقت الحاضر. سلام الله عليكم جميعاً أيّها الأعزّاء، وأسأله تعالى أن يشملكم بلطفه. بلّغوا سلامنا لسائر إخوتنا الأعزاء من العمّال وأخواتنا العزيزات العاملات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1 ـ سورة النجم، آية 39.
بتوقيت بيروت