شارك القسم الشبابي في التعبئة التربوية ممثلاً بالأخوة يوسف البسام، رضا بيضون وطالب جرادي في أعمال الندوة الشبابية العربية الفكرية الخامسة بعنوان "الحراك العربي بعد أربع سنوات..رؤى شبابية"، والتي ينظمها المنتدى الدولي للتضامن يومي الجمعة والسبت 20 و21 شباط 2015 في فندق الكومدور في بيروت، وبمشاركة أكثر من 170 شاباً من مختلف الدول العربية (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، مصر، السودان، الصومال، اليمن، المملكة العربية السعودية، الكويت، البحرين، العراق، الأردن، فلسطين، سوريا، لبنان).
افتتح المنتدى أعماله يوم الجمعة 20 شباط بحضور حشد من الشخصيات الثقافية وأعضاء من الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، وممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية وكل من السفارة الإيرانية في لبنان، سفارة السودان والأردن، وتناوب على الكلام في الجلسة الإفتتاحية كل من رئيس اللجنة التحضيرية للندوة خليل الخليل، رئيس المنتدى القومي العربي الدكتور محمد المجذوب، المنسق العام للمؤتمر القومي العربي الاسلامي الدكتور منير شفيق، رئيس مركز دراسات الوحدة العربية الدكتور خير الدين حسيب، أمين عام المؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح، رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن معن بشور، ناشر جريدة السفير الأستاذ طلال سلمان، وأجمعت الكلمات على ضرورة التمسك بخيار المقاومة في مواجهة أعداء الأمة باعتباره خياراً استراتيجياً أثبت جداوه في "ردع أعداء الأمة في لبنان وغزة والعراق"، وتأكيد على ضرورة التمسك بالهوية العربية، ودعوة من خلال هذا المؤتمر للإعلان إذا ما كان هذا الحراك العربي بعد أربع سنوات قد انزلق إلى مهاوي وعصبيات التفتيت والتقسيم.
وانتقل بعدها المؤتمرون إلى الأعمال الورقية المقدمة، والتي استعرضت رؤاهم لملامح المشهد العربي على ضوء المتغيرات وفق العناوين التالية:
- الجلسة الأولى: الحراك العربي والأمن القومي العربي (الصراع العربي - الصهيوني)، وترأسها عدنان البرجي أمين سر اللجنة التنفيذية للمنتدى القومي العربي، عضو اللجنة التحضيرية للندوة وقد تم اختيار د. هزرجي بن جلول (الجزائر)، وخالد مسالمة (سوريا) مقرّرين لها.
- الجلسة الثانية: الحراك العربي والوحدة الوطنية، وترأسها د.شوكار بشار (السودان)، وقدّم أوراقها كل من يافا إبراهيم (تونس)، وأحمد الجاسم (الكويت)، أحمد حسن (لبنان)، ناديا بن ورقله (الجزائر).
- الجلسة الثالثة: الحراك العربي والتطور الديمقراطي، ترأسها عمر شبلي عضو اللجنة التنفيذية للمنتدى و عضو اللجنة التحضيرية، وشارك فيها كل من سليمة بن ورفلة (الجزائر)، راني قسيس (لبنان)، الغويني برق (الجزائر).
- الجلسة الرابعة الحراك العربي والتكامل القومي برئاسة سمير شركس.
- جلسة تقويمية، أكدت على التمسك بخيار المقاومة في مواجهة ما يحدق الأمة اليوم من مخاطر ونبذ كل أشكال "استباحة التدخل الغربي في العالم العربي"، و"تفشي ظاهرة التطرف الديني والإرهاب"، وتأكيد على ضرورة استكمال التواصل بين الشباب العربي بعيداً عن التشنجات.
وفي ختام أعمال المنتدى، زيارة المؤتمرون مخيم برج البراجنة وزيارة "مدافن شهداء فلسطين" حيث وضع إكليل ورد على أضرحة شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا، ثم تلبية لدعوة غذاء من "مؤسسة بيت أطفال الصمود".
يذكر أن أغلب الشباب المشارك في أعمال هذا المنتدى، شارك نهار الأحد في فعاليات "المنتدى الدولي حول العدالة في فلسطين" والذي نظمه المركز العربي الدولي للتضامن والتواصل وبحضور وزير العدل الأميركي السابق رامزي كلارك وشخصيات عربية وإسلامية عالمية وممثلون عن السفارات الإيرانية، الفلسطينية، السودانية، المصرية، السورية، الكوبية والفنزويلية.
البيان الختامي لندوة التواصل الفكري الشبابي العربي الخامسة:
من حق شباب الأمة استرداد احلامهم المسروقة ومن واجبهم استمرار نضالهم لتصحيح المسار
بمبادرة مشتركة من المنتدى القومي العربي والمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن وبالتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية وفي الذكرى 57 لميلاد الجمهورية العربية المتحدة انعقدت في بيروت يومي 20 و21 شباط/فبراير 2015 (ندوة التواصل الفكري الشبابي العربي الخامسة) تحت عنوان " الحراك العربي بعد أربع سنوات: رؤى شبابية" بمشاركة 180 شابة وشاباً عربياً من 16 دولة عربية من منابات فكرية وسياسية متعددة وبمشاركة مميّزة (كماّ ونوعاً) من شباب القدس والضفة وغزة بالإضافة إلى شباب من الشتات الفلسطيني.
ولقد ناقش الشباب في جلساتهم الأربع محاور الندوة في ضوء أوراق قدمها 22 مشاركاً حول الحراك العربي والأمن القومي العربي (لاسيّما الصراع العربي – الصهيوني)، الحراك العربي والوحدة الوطنية، الحراك العربي والتطور الديمقراطي، الحراك العربي والتكامل القومي.
وإذ أكد الشباب المشارك على حقهم في استرداد أحلامهم المسروقة على يد من اخذ معظم الحراك الذي كانوا طليعته إلى أماكن بعيدة عنه، بل ومناقضة لأهدافه الأصلية، أكدوا على واجبهم في استمرار النضال من اجل استعادة هذا الحراك إلى مساره الطبيعي وتحقيق أهدافه المناهضة للفساد والاستبداد والتبعية.
وفي إطار التداول حول "الحراك والأمن القومي العربي" لاحظ المشاركون الشباب إن ما جرى خلال السنوات الأربع أكد على وحدة الأمن القومي لأقطار الأمة جمعاء، وان ما يجري في قطر إنما ينعكس على الأقطار جميعاً، وأن جوهر صون الأمن القومي للأمة، والأمن الوطني لكياناتها، يكمن في التركيز على أولوية الصراع مع العدو الصهيوني واعتباره موجهاً لكل أشكال الصراع الأخرى، منبهين إلى أن عسكرة الحراك وإغراقه بعصبيات طائفية ومذهبية وعرقية وممارسات تكفيرية وتخوينية واستخدامه كمبرر للدعوة إلى التدخلات الأجنبية في بلادنا إنما تصب في خدمة المشروع الصهيوني – الاستعماري نفسه، الذي يسعى لإقامة دويلات طائفية ومذهبية وعنصرية تبرر وجود الكيان الصهيوني نفسه، وتسمح له ولحلفائه بالهيمنة على المنطقة بأسرها.
وأكدت بعض أوراق الندوة على أن الأمن القومي العربي مرتبط أيضاً بالأمن الاقتصادي الذي تحققه التنمية، والأمن الاجتماعي الذي توفره العدالة، والأمن الثقافي والغذائي والمائي الذي لا يصان إلا بالتكامل على مستوى الأمة وبتفعيل القرارات الصادرة عن المرجعيات العربية ذات الصلة.
وفي هذا المجال شدد الشباب المشارك على أن مسؤولية أعداء الأمة في حرف حراكها الثوري عن أهدافه، لا يعفي القوى الفاعلة في الأمة من مسؤوليتها في إجراء مراجعة جذرية لأدائها وممارساتها وسلوكها بما يجعلها أكثر حصانة في وجه المخططات المعادية، وأكثر قدرة على حشد طاقات شعبها وأمتها في مواجهة الأعداء.
ولاحظ الشباب المشارك في الندوة على ان أعداء الأمة وقوى التخلّف والظلام فيها نجحوا في استدراج الحراك إلى نزاعات أهلية ودموية تهدد وحدة الاقطار ناهيك عن وحدة الأمة ذاتها، وحذروا من خطورة الانزلاق إلى خطاب الاثارة الطائفية المذهبية والعرقية والتكفيرية السائد والمشجّع من وسائل اعلامية واجهزة امنية وامكانات مادية مؤكدين ان من ابرز مهددات مسارات التغيير العميق في مجتمعاتها هو اغراقها في صراعات أهلية مدمرة.
وأكد الشباب على أهمية الحوار كمدخل لتحصين مجتمعاتنا بوجه كل الثغرات والشقوق التي تنفذ منها القوى المعادية في مخططاتها، مؤكدين ان الحوار يتطلب مراجعة شاملة من جميع الاطراف لمساراتها وتوجهاتها بكل صراحة وصدق وشفافية، كما يتطلب اسقاطاً نهائياً لمنطق الاستقواء بالأجنبي على الاطراف الأخرى، كما يتطلب اسقاطاً لكل اقصاء أو ابعاد أو الغاء أو استئصال لمكونات المجتمع.
وفي اطار "الحراك العربي والتطور الديمقراطي" أكد المشاركون ان الخروج من الاستبداد والقهر والاستهتار بكرامة الانسان وحقوقه كانت من ابرز مبرراته خروج الملايين من أبناء الأمة إلى الساحات والميادين، وان الحرية تبقى في رأس أهداف الشباب المتطلع إلى وحدة أمته ووحدتها ونهضتها، غير انهم شددوا على ان هذا الحراك قد واجه مخططات وفتناً ومؤامرات تستهدف حرف مساره الأهلي وتحويله إلى فوضى دموية عارمة تستهدف الدول والمجتمعات والجيوش والمؤسسات كافة بما يحول دون توفير الحد الادنى من الحرية والديمقراطية للمواطن العربي الذي بات يعاني في بعض الحالات قهراً وقمعاً وتنكيلاً ووحشية تفوق ما كان يعانيه على يد أنظمة الاستبداد.
هنا أكد الشباب أيضاً على تمسكهم بالحرية وبالمسار الديمقراطي ليس للحفاظ على كرامة الانسان وحقه في تقرير مصيره وشؤونه فحسب بل لأن قيم الحرية والديمقراطية في اطار الدولة والقانون هي الكفيلة في تحصين الوحدة الوطنية داخل كل قطر، وفي فتح الطرق والابواب امام تكامل قومي يؤدي إلى الاتحاد بين الدول العربية.
وفي المناقشات حول "الحراك العربي والتكامل القومي" لاحظ الشباب المشارك ان الأمة في انتفاضاتها على الحكام كانت تتطلع إلى ظروف افضل يمارس المواطنون فيها حقوقهم وحرياتهم بما يسمح لهم بتحقيق أمانيهم القومية وفي مقدمها التكامل بين اقطار الأمة، لكن الذين دفعوا هذا الحراك بعيداً عن اهدافه الاصلية لم يجعلوا من بعض الممارسات عقبات في طريق التكامل القومي فحسب، بل حولوه إلى مهدّد للوحدات الوطنية داخل كل قطر. وبدلاً من ان تتم تجسيد وحدة الشارع العربي في ميادينه الممتدة من مغرب الوطن إلى مشرقه بدأت تطل علينا مشاريع صهيونية واستعمارية تفضي بتقسيم الدول القائمة إلى دويلات، وبدلاً من أن تتحول جامعة الدول العربية، في ضوء التحولات الجارية في الشارع العربي، إلى أداة للتكامل والتقارب بين أبناء الأمة ولتوحيد الجهود لمقارعة المشروع الصهيوني، جرى استخدامها غطاء لاستدعاء التدخل الاستعماري العسكري، والى اتخاذ عقوبات بحق دول عربية مؤسسة لها وبما يتناقض مع ميثاقها، مما ضرب أحدى ابرز مؤسسات العمل العربي المشترك، فيما انعكس التباين في تقدير القوى الشعبية والسياسية العربية خلافات حادة وروحاً اقصائية انعكست بشكل بالغ السلبية على وحدة القوى الشعبية العربية.
من هنا رأى الشباب المشارك في ندوة التواصل الفكري الشبابي العربي أهمية استعادة التلاقي بين تيارات الأمة الرئيسية، والتي كان لها جميعاً ممثلين في ندوتهم، والتأكيد على فكرة التواصل بين أبناء الأمة واقطارها وأجيالها وتياراتها، انطلاقاً من ان التواصل، يوصل إلى التكامل والوحدة، كما يوصل، باعتباره قبولاً بالآخر واحتراماً له، إلى الحرية والديمقراطية.
ولقد اكد الشباب من خلال تجربتهم ان الخلاف الفكري والسياسي لا يشكل بالضرورة مانعاً دون التلاقي حول مشتركات يمكن ان تنطلق منها لمعالجة كل الخلافات والتباينات، مركزين على ان التواصل يعني ان علينا التعامل مع الرأي الآخر كمكمل لرأينا لا نافياً له ونقيضاً.
ورأى الشباب ان التلاقي مجدداً حول قضية فلسطين بكل عناوينها، يشكل المدخل الافضل لعودة مناخ التلاقي واجوائه بين تيارات الأمة وقواها، بل المدخل الأسلم لمعالجة نقاط التباين والخلاف بينها، بل هي التي تحدد لنا أولويات الصراع مع اعدائنا، فلا عدو للأمة يتقدم على العدو الصهيوني، ولا صراع يعلو على الصراع معه، ولا طريق لمواجهته إلى المقاومة بكل اشكالها، وفي طليعتها المقاومة المسلحة.
لذلك قرر المشاركون في الندوة المشاركة في "منتدى العدالة لفلسطين الدولي" تأكيداً على مركزية القضية الفلسطينية، ولرفد هذه المنتديات بروح شابة تبقى الراية مرفوعة من جيل إلى جيل.
وفي الختام توجه المشاركون بأسمى مشاعر الوفاء والاعتزاز لشهداء الأمة، بمجاهديها وعسكرييها ومواطنيها، على امتداد الوطن الكبير، كما بأسمى مشاعر التضامن مع اسرى الحرية في سجون الاحتلال، رافعين صوتهم عالياً للإفراج عن سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين لدى الانظمة العربية، محيين بشكل خاص المناضل من اجل الحرية وفلسطين جورج ابراهيم عبد الله الاسير – الرهينة لدى السلطات الفرنسية منذ اكثر من ثلاثين عاماً على نحو مخالف للقوانين والاعراف ولاستقلالية القضاء.
وأجمع الشباب المشارك على ضرورة استمرار ندوات التواصل الفكري بينهم عاماً بعد عام، مؤكدين على تكاملها مع تجربة مخيمات الشباب القومي العربي المستمرة منذ ربع قرن دون توقف ووجهوا الشكر لكل من ساهم في استمرار هذه التجارب التي تؤكد ان حركة الأمة تغتني بشبابها وتستمد منهم زخماً وحيوية وقوة.
التاريخ: 27/2/2015
بتوقيت بيروت