لمناسبة الذكرى السنوية الرابعة عشر لعيد المقاومة والتحرير في 25 أيار 2000، نظم قسم الشباب في التعبة التربوية المركزية لقاءً لرؤساء وومثلي المنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية والفلسطينية من 21 منظمة مع نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في مبنى كتلة الوفاء للمقاومة النيابية في حارة حريك.
تحدث باسم الوفد السيد ربيع مصطفى (الحزب العربي الديمقراطي) الذي بارك للشيخ قاسم ولحزب الله ولمجاهديه ولكل القوى الوطنية هذا العيد الكبير الذي أشرق نصراً على لبنان وعلى الأمة العربية، ونصراً لفلسطين ولكل الأحرار، وشعلةٌ مضيئةٌ وأنموذجاً لجميع المقاومين.
بدوره استهل الشيخ قاسم حديثه بالترحيب بالوفد شاكراً إياهم هذه اللفتة والزيارة، معتبراً إياهم مقاومين ومناصرين للمقاومة. وتحدث عن المقاومة التي استطاعت رغم ضعف الإمكانيات والدعم عند انطلاقاتها أن تحقق نصراً كبيراً، رغم تشكيك الكثيرين بأن العين لا تقاوم المخرز، ولن تستطيع مجموعة صغيرة هزيمة الجيش الإسرائيلي القوي المدعوم من كثير من دول العالم.
وفي موضوع رئاسة الجمهورية، تحدث سماحته عن أن الفراغ أصبح شبه موجود بسبب عدم الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية، ونحن ذاهبون إلى شغور قد يتبعه فراغ أيضاً على صعيد المؤسسات الدستورية، وهذا وجهة نظر وتحليل موجود، إلا أن هذا الأمر لن ينسحب على الموضوع الأمني، لأن الموضوع الأمني كان سياسياً بامتياز، وهناك رأيٌ دوليٌ وإقليميٌ بالاستقرار والهدوء في لبنان في ظل الأوضاع المتأزمة في سوريا، وهذا أيضاً كان رأي حزب الله بالهدوء والاستقرار في لبنان منذ زمن، ونستبعد أن يكون هناك طرفٌ يريد التفجير في لبنان حالياً.
وفي شأن الحوار بين التيار المستقبل والتيار الوطني الحر، اعتبر سماحته أن هذا الأمر إيجابيٌ ويفيدنا ويفيد الوضع الداخلي في لبنان، ولغاية الآن لا يوجد كلمة سر سعودية بالموافقة على أن يكون العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.
وفي الموضوع السوري، رأى سماحته أنه منذ أكثر من سنة لم يعد هناك خوفٌ من سقوط النظام. ميدانياً الجيش يتقدم في أماكن عدة والمصالحات في أكثر من منطقة، والوضع يميل لمصلحة النظام وهو يحقق انجازات مهم، وسقطت مقولة تغيير النظام، عدا عن أن ما يسمى المعارضة هي مجموعات مشتتة ويغلب علها الطابع التكفيري الذين استعملهم الغرب لتحقيق مصالحه ومصالح الكيان الصهيوني. والرئيس بشار الأسد سينجح في الانتخابات الرئاسية، والأزمة السورية مفتوحة ولا حل في الأفق، والولايات المتّحدة تعتبر بقاء الاستنزاف حاليّاً أفضل من انتظار التّطورات الدّوليّة في المستقبل. وما حصل في أوكرانيا مؤخراً صلّب الموقف الروسي تجاه سوريا.
وحول تدخل حزب الله في سوريا، اعتبر سماحته أن هذا التدخل هو لحماية ظهر المقاومة، وهو حمى لبنان من سلبيات الأزمة السورية. واعتبر أن سقوط سوريا الأسد وسوريا المقاومة هو خراب لها وللمقاومة.
وحول المفاوضات الإيرانية مع الدول الغربية هي صعبة جداً جداً، والرئيس أوباما مقتنع بالتسوية مع إيران إلا أن الكونغرس الأمريكي يريد سحقها. إيران تقدم تنازلات ليست استراتيجية وهناك خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
وبشأن الحوار الإيراني السعودي فهو حالياً يقتصر على إشارة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، والسعودية تعتبر أن الحوار حالياً هو لمصلحة إيران وهو يزيدها قوة.
في الختام، أكد سماحته أن حزب الله مرتاحً جداً، وكل ما يحدث في سوريا لم يأخذ منا شيء، بل على العكس، استفادت المقاومة كثيراً على صعيد الخبرات القتاية والميدانية، وهي جاهزة لصد أي دوان صهيوني على لبنان، وهو ما لا نراه في الأفق القريب.
بتوقيت بيروت