في إطار احياء المناخات الحوارية المفتوحة في فضاء الجامعة اللبنانية، نظمت هيئة التعليم العالي في حزب الله ندوة حوارية لتقديم قراءة نقدية في كتاب رئيس الجامعة اللبنانية د. عدنان السيد حسين "المواطنة: أسسها وأبعادها"، وذلك يوم الجمعة 13-12-2013 في قاعة كلية الحقوق في مجمع الحدث الجامعي، بحضور أهل الفكر والاختصاص وعدد من دكاترة الجامعة.
افتتحت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة اللبنانية، ثم ألقى م. هيئة التعليم في حزب الله د. عبد الله زيعور كلمة رحب بها بالحضور، وقال: "أشكر مشاركتهم في هذا النشاط الثقافي الهادف الذي يعبر عن قناعاتنا بتواصل الحيوية الثقافية في الجامعة اللبنانية، فانتاج الثقافة هو روح الجامعة التي فيها تتنفس، كما اننا نؤكد على ايماننا العميق بالدولة الموحدة التي تحترم مواطنها على اساس مواطنيته كأولوية مقدمة على غيرها من الاولويات".
أدار الندوة الدكتور غسان طه، الذي قدّم المشاركين ودعاهم لأخذ أماكنهم على المنبر وتقديم خلاصات قراءتهم. وتوزعت المشاركات على: أستاذ الفلسفة في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية الوزير السابق د. طراد حمادة، مديرة معهد العلوم السياسية في الجامعة اليسوعية د. فاديا كيوان، أستاذ علم الإجتماع في الجامعة اللبنانية د. عبد الغني عماد.
كيوان
الدكتورة كيوان، قالت في مداخلتها : "بعد قراءتي
لكتاب السيد حسين، رأيت أنه غاص في عمق الاشكالية الديموقراطية مقدماً مرجعاً
لطلاب الجامعة اللبنانية، ففيه الكثير من المحطات عن الفكر السياسي، وقد اعتبر ان
الوطنية هي شعور بينما المواطنة هي مجموعة حقوق وواجبات بين الدولة والمواطن".
أما الدكتور حمادة، فقال:" لقد وضع هذا الكتاب في عهدة الجامعة اللبنانية وطلابها، خصوصا وان الكاتب السيد حسين استند فيه الى الاكاديمية المتقنة فقد وصل الى الحقيقة من خلال موضوعاته التي استوحت من الفلسفة ومن القانون ومن العلم". اضاف:"انه موضوع معاصر بامتياز ويستند على اسئلة الاجتماع الانساني وقد استخدم الجمل الواضحة والمختصرة، فهو صاحب تفكير فلسفي وتراه يطرح السؤال ويقدم الاجوبة عليه بكل سهولة وبلاغة مما يجعل كتابه انتاجا اكثر منه بحثا".
ثم تحدث الدكتور عبد الغني عماد، وقال:" ان المواطنة ثقافة كما هي نظام يتأسس على قوانين ضابطة للحقوق والواجبات، وحين يتفكك النظام وتحتل القوانين الناظمة للعدالة، لا تعمد كثيرا ثقافة المواطنة، إلا اذا واكبها واحتضنها مجتمع مدني ومؤسسات حاضنة تقوم بتحصينها واعادة بنائها على اسس عادلة وهذا هو حالنا في لبنان وهذا هو دور الجامعة في لبنان المنشود بأساتذتها وطلابها ورسالتها. هل ننجح أو لا ننجح مسألة اخرى، لكن المهم ان نعي رسالة الجامعة ودورها".
السيد حسين
وفي الختام، تحدث السيد حسين فقال: "ان الجامعة اللبنانية هي ملتقى ثقافي وفكري، قبل ان تكون منح شهادات ودرجات علمية، واعتقد ان لبنان هو في متناول هذا الكتاب بطريقة غير مباشرة، وهذا ما نعي له، ولكن بداية علينا ان نوضح مفهوم المواطنة فهي شعور عاطفي وانضباط حقوق على قاعدة المساواة بين المواطنين، وقد قدمت هذا الكتاب للجامعة لان طابعه اكاديمي بحث وهو موضوع في اطار العلوم الاجتماعية ويتضمن السياسة والاقتصاد والقانون".
أضاف: "اذا كنا نعتقد ان المواطنة موجودة بمعزل عن فكرة الدولة وتكون كما اننا نخلق بدون وزن، ولا يمكن ان نصل الى مفهوم للمواطنة بمعزل عن فكرة الدولة الوطنية في اطار القوانين والعادات والتقاليد ومن خلال البعد السياسي، الاقتراع العام للمواطنين، البعد الاجتماعي: المساواة بين الجنسين وطنيا والبعد الاقتصادي حصول الفرد على نصيب عادل في الثروة الوطنية".
وتابع: "كنت حريصا في هذا الكتاب ان أبين الفرق بين المواطن والفرد، الفرنسيون ناضلوا نحو مئتي سنة وما يزالون ليثبتوا ان الفرد الفرنسي هو مواطن فرنسي، انا في لبنان لبناني ولست مواطنا لبنانيا، انا فرد لبناني احمل جنسية لبنانية". وختم:" ونستنتج، انه لا يمكن ان نفصل المواطنة عن حقوق الانسان ولا يمكن كذلك فصلها عن حقوق اي فرد، وعندما نرتقي في فهمنا بحقوق الفرد الى حقوق المواطن، لا بد من ان نصل الى المساواة حكما، وهذه هي فلسفة المواطنة وارتباطها بالديموقراطية".
وأعقب المداخلات، حوار مفتوح مع الأساتذة الحضور.
بتوقيت بيروت