في إطار المساهمة في مواجهة المشروع الأميركي وأدواته، لا سيما مفهوم "الحرب الناعمة"، والإضاءة على جوانبه الخطيرة داخل البيئة الجامعية وفي ساحة الأساتذة الجامعيين، نظمت هيئة التعليم العالي في حزب الله ندوة بحثية فكرية بعنوان: " الحرب الناعمة والجامعة " شارك فيها مجموعة من الأساتذة الجامعيين من الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة، حيث تركز الحديث على مفهوم "الحرب الناعمة" وقدرتها على تطويع النفس البشرية ودور الجامعة والأستاذ في المواجهة المفتوحة مع أدوات ومظاهر الحرب الجديدة ضمن بيئتهم الخاصة.
توزعت محاور الندوة على محورين أساسيين الأول " الحرب الناعمة والطبيعة البشرية " قدّم له الدكتور محسن صالح عضو الهيئة الإدارية في المركز الاستشاري والمحور الثاني عالجه الدكتور علي الحاج حسن رئيس مركز قيم للدراسات بعنوان " تطبيقات الحرب الناعمة "، وأدار الندوة د. علي زعيتر.
استُهلت الندوة بكلمة للدكتور زعيتر ركز فيها على أهمية تسليط الضوء على موضوع الحرب الناعمة في الساحة الجامعية، كما تطرق إلى رؤية الإمام السيد الخامنئي حول هذا المفهوم والذي أشار فيها إلى أن الساحة الجامعية هي الهدف المحوري لهذه الحرب وأن الأساتذة والطلاب هم قادة وضباط في هذه الحرب.
ثم قدم د. محسن صالح ضمن المحور الأول مطالعة ركز فيها على نشأة مفهوم الحرب الناعمة وكيفية مقاربتها من قبل الفكر الغربي وآلياتها بالإضافة إلى نقاط الارتكاز الأساسية لها، وأشار إلى أن إفراغ العقل من المعرفة هو المقدمة بل الأساس في هذه الحرب، فإفراغ العقل من المعرفة واستبداله بما لدى العدو يجعل الإنسان فاقداً للهوية ومنساقاً لما يريده الطرف الآخر، والحرب الخشنة ما هي إلا مقدمة للحرب الناعمة.
ثم تناول د. علي الحاج حسن موضوع " تطبيقات الحرب الناعمة "، مشيراً إلى الساحات التي نواجهها في هذه الحرب وهي ساحة السلوك والقيم والثقافة، ومؤكداً على عامل الجذب وإيجاد النموذج للشباب الجامعي ودفعه باتجاه سلوك الطريق الذي تريده الثقافة الغربية.
وفي ختام الندوة وعلى مدى عشرين دقيقة فتح المجال لنقاش موسع مع الحضور حيث قدّم البعض وجهة نظره حول الموضوع وتوجه قسم آخر بأسئلة موجهة لقضايا لم تُعالج خلال الندوة، فأظهرت المشاركة تجاوباً مقبولاً وفعالية في فهم وكشف ممارسات العدو للسيطرة على عقل المثقف والمواطن العربي لضرب قيمه والاستمرار بكي الوعي لدى جماهير الأمة وبشكل خاص وملح بعد الثورة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية.
بتوقيت بيروت