وفيما يلي نص البيان الختامي الذي حمل عنوان إعلان تونس:
تخليدا للنضالات العربية والفلسطينية كفاحا ضد الاستعمار ومجابهة للاستبداد، وانطلاقا من التشبث بمبادئ التحرير والاستقلال والكرامة التي توارثناها جيلا عربيا بعد جيل، يؤكد المشاركون في مؤتمر الشباب العربي من أجل التحرير والكرامة المنعقد بدعوة من حركة الشباب الفلسطيني في تونس أيام 27 - 28 - 29 من كانون الأول / ديسمبر 2012 على ما يلي:
إن استقلال الوطن العربي وحريته ومناعته ترتبط ارتباطا جوهريا بكرامة كل فرد عربي، وحقه في حياة كريمة ونظام سياسي يستجيب لتطلعاته في المشاركة الفاعلة في تصور ونسج حاضر أوطاننا ومستقبلها. وإن مؤتمرنا هذا إذ يؤكد على معنى تحرير فلسطين - كل فلسطين - بما يحقق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي التي هجروا منها منذ سنة 1948، فإنه يشدد وبنفس القدر على الترابط الموضوعي القائم بين مشروع تحرير فلسطين من جهة، وتحقيق العدالة الاجتماعية وكرامة كل فرد عربي وتخلص أوطاننا من الاستبداد وكل أشكال الهيمنة والتبعية السياسية والاقتصادية والثقافية من جهة أخرى.
مثلما قطعت المقاومة العربية أشواطاً على درب التحرير في العراق ولبنان وفلسطين لدحر الغزاة، ها هي الجماهير العربية تنتفض من سيدي بوزيد إلى القاهرة، ومن طرابلس إلى صنعاء فالمنامة والرباط ودمشق. وقد اكتست التحركات العربية التي انطلقت منذ سنتين فرادتها وميزتها من أصالتها وعفويتها رغم ما شاب بعضها من محاولات احتواء وتدخل لحرف الثورة عن مسارها. وإن تحركات أوطاننا لتمثل ثورة العرب على الظلم والقهر الداخلي المرتبط بصفة مباشرة أو غير مباشرة بالاستعمار ووكلائه في المنطقة. إن ثورة العرب المتواصلة تفتح آفاقا جديدة لأوطاننا لتستعيد مكانتها بين الأمم. وإن ما ستفرزه عاجلا أو آجلا يجب أن يكرس الأساس العربي لقضية فلسطين.
إن الطريق إلى فلسطين لطالما اعترضته التجاذبات الرسمية العربية، وأعاقته متاهة البحث عن الدعم والمساندة ومساحات التحرك في مجال عربي مضطرب، ضيقته أنظمة جعلت من قضية فلسطين رقما يسهل التنازل عنه، أو راية لتبرير الاستبداد. وفي كلتا الحالتين لم تُمكّن فلسطين من طاقات العرب الحقيقية الكامنة في قواها الشعبية الحية. إن النضال المشترك من أجل تحرير فلسطين وكرامة الأمة لا بد له أن ينطلق في زمن ثورة العرب من ترسيخ الترابط العضوي بين الهم الفلسطيني الجامع وهموم المواطن العربي اليومية، وإن هذا الترابط العضوي لهو الضمان الوحيد للاستجابة لتطلعاتنا.
إن ساحات الحرية التي يتيحها الوضع العربي تفتح المجال واسعا أمام تهيئة حالة عربية فلسطينية يكون عنوانها ما بعد الانتفاضة والمقاومة: الثورة والمواجهة.
وفي الختام، يوصي مؤتمرنا هذا بوضع آليات تمكن من فتح آفاق العمل والمتابعة والتنسيق في الساحات العربية وداخل الأراضي المحتلة بما يكرس التحرير والكرامة منهجا في الممارسة وإطارا في تناولنا لواقع الأمة.
بأدوات التحرير والكرامة لا الترقب والتسوية، من الحواضر والبوادي وبروح المواجهة التي يولدها الظلم والتحفز المشترك لمجابهته، بكل هذا وذاك تكون الطريق إلى فلسطين، والتي نؤكد أن تحريرها وباقي الأراضي العربية المحتلة لن يكون إلا بإرساء منظومة حكم وطنية ذات آفاق وحدوية تضع في إستراتيجيتها الأساسية القطع مع منظومة التبعية والهيمنة، وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر.
مؤتمر الشباب العربي من أجل التحرير والكرامة
بتوقيت بيروت