هيئة التعليم العالي في التعبئة التربوية تناقش قضايا اكاديمية ونقابية:
السيد: نعيش مرحلة تحولات جوهرية سترسم مصير الشعوب
اعلن رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم امين السيد: اننا في هذه المرحلة امام تحولات جوهرية سترسم مصير الشعوب، وستحسم مصير المنطقة بالكامل وساعتها سيكون هناك علامة استفهام على وجود "اسرائيل.
كلام السيد جاء خلال رعايته لمؤتمر هيئة التعليم العالي في التعبئة التربوية في حزب الله تحت عنوان "مسارات عمل الهيئة: نحو أداء أكثر تميزاً" وحضر رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل حسين الحاج حسن، والنواب علي المقداد، ابراهيم الموسوي، ايهاب حمادة ومسؤول منطقة البقاع في حزب الله الدكتور حسين النمر ومسؤول التعبئة التربوية في حزب الله الحاج يوسف مرعي ورئيس جامعة المعارف البروفسور علي علاء الدين عميد المعهد العالي للدكتوراه في العلوم الانسانية والاجتماعية البروفسور محمد محسن، ممثل أساتذة العلوم الاجتماعية في مجلس الجامعة اللبنانية الدكتور حسين رحال، أمين صندوق رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور عاطف الموسوي، مدير المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق الدكتور عبد الحليم فضل الله، مدير المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي المهندس علي زلزلي ومسؤول هيئة التعليم العالي في التعبئة التربوية الدكتور عبدالله زيعور، ومسؤول التعبئة التربوية في منطقة البقاع حسين الحاج حسن ، مسؤول تجمع المعلمين في التعبئة التربوية الدكتور يوسف كنعان والمسؤولين التربويين في الجنوب وبيروت والخامسة وجمع من الأساتذة في الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة، وناقش المؤتمر قضايا التعليم العالي في لبنان، وذلك في مدينة السيد عباس الموسوي الكشفية في بلدة رياق البقاعية.
السيد ابراهيم امين السيد:
كلمة الرعاية كانت للسيد ابراهيم امين السيد الذي قال: اننا في هذه المرحلة امام تحولات جوهرية يمكن ان تتسارع في لحظات قريبة او بعيدة لترسم مصير الشعوب ونحن امام لحظات وامام اجراءات ايضا على الصعيد الفكري والثقافي وعلى صعيد الاسلام والرسالة الالهية ويمكن ان نكون امام تحولات سريعة وكبيرة جدا وعلينا تحضير انفسنا لذلك.
بالنسبة لما له علاقة بالقدرة والقوة، تعتبر الولايات المتحدة والى جانبها اسرائيل، انها القوة المطلقة وذات القدرة المطلقة، وقبلها كان شاه ايران مثل اسرائيل في الوظيفة والدور والموقع، اما الانظمة العربية فهي خارج التاريخ، ووظيفتهم خسيسة ودنيئة وحقيرة وليس لهم شأن صنع التاريخ والحضارة، وقد حدثت تحولات كسقوط القاعدة الاميركية في ايران، ولبنان وسقطت معها القدرة والقوة وعلى الاقل، لم تعد القدرة المطلقة او القدرة الوحيدة، فالحروب التي اصطنعتها الولايات المتحدة الاميركية في الفترة الاخيرة حصيلتها الفشل، وحقيقة هذه الحروب ان هناك شعوبا على الاقل امتلكت من اسباب القوة البسيطة في بعض الاوقات ولكنها امتلكت من اسباب القوة الذاتية المعنوية الايمانية والنفسية ما جعلها قادرة على افشال القدرة والقوة الاميركية. وقد حصل هذا في الحروب على الجمهورية الاسلامية في ايران وافغانستان والعراق وسوريا وفلسطين، وما يحصل اسمه تغيير في جوهر النظام الدولي القائم على وجود دولة هي الاقوى في العالم على المستوى العسكري وتستطيع ان تحقق ما تريد عبر القوة العسكرية، وهذه المعادلة هي السائدة، بما فيه ما سمي الربيع العربي حتى لو تم احتواؤه.
واضاف السيد ابراهيم السيد: "نحن امام عالم من هذا النوع وهذا الجيل يرى ما يحدث، وفيما يخص الفكر الاسلامي والعقيدة الاسلامية ما فعلته الجمهورية الاسلامية وخصوصا ما فعله سماحة القائد، فأي رجل في العالم ترسَل له رسالة من هذا الطاغوت العالمي ـ ترامب ـ يرد عليها بان هذا الرجل اقل من ان استلم منه رسالة، هذا ليس موقف تبجيل وتعظيم وانما هو في سياق الحديث عن التحولات، على الصعيد الفكري والعقائدي، وعندما يقول سماحة القائد ان هذا الرجل اقل من استلم منه رسالة هذا يعني ان هذا الاسلام الذي ينتمي اليه السيد القائد هو اسلام يعتنقه الاجيال على انه اسلام العزة والكرامة والشرف، في المقابل هناك بعض الالتباسات الموجودة في هذه الايام، السعودية وغيرها(...)، حصيلته تصنع جيلا ذليلاًخاضعاً.
بعبارة واضحة ان الاسلام الذي قدمه القائد في هذا اللقاء هو اشبه بانبعاث جديد للاسلام، فالاسلام لم يأت ليبني مجتمعا ذليلا وخاضعا وانما جاء ليبني مجتمعا يشعر بالعزة والكرامة والفخر والحرية والاستقلال، وفي هذه الصورة الموجودة في العالم، ايران في العالم اليوم تشكل الركيزة للتحولات الفكرية والعقائدية والثقافية وهي القاعدة الاساسية ومبعث النور، وبركة الجمهورية والامام والشعب وقائد من هذا النوع وبهذا المستوى والمسؤولين الايرانيين يبعثون لترامب بان توقف عن ارسال ارقام الهاتف، لأننا لن نتكلم معك، من في هذا العالم يجرؤ ان يقول هذا الكلام، هذا يعني ان ليس في هذا العالم من يرفع هذا الاسلام العظيم الا الجمهورية الاسلامية في ايران، والاجيال ترى وتسمع ولا تظنون ان الاجيال غير موجودة انها موجودة وتسمع وتجري المقارنات بين ما هو موجود في ايران وبين ما هو موجود في انظمتهم ودولهم وهذا سيكون له تأثير وسيدخل الى الاجيال من دون ان يحس حكام الانظمة وهذا ما سترونه.
وتحدث عن الانظمة الخليجية وقال انها تعتمد في بقائها على المال ويعتبرون ان المال هو الضمانة وهو الامان لبقائها، ولكن ما هو موجود في القرآن عندما يقول: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)، يطرح رؤية مختلفة تقوم على ان ليس المال وحده امان الدول والمجتمعات انما المال هو عنصر مساعد وان الضمانة والامان للدول والمجتمعات ترتكز على العوامل الذاتية، كالفكرية والثقافية والحضارية والتنظيمية والتشريعية والاخلاقية والقوة والاستقلال والحرية والكرامة والمعنويات والايمان فهذه العناصر هي التي تبقي الانظمة، وليس المال فقط.
وتابع السيد امين السيد: اننا في مرحلة سنشهد هذا التحول والانظمة التي بنت امانها وامالها على المال ستنتهي وستبقى الدول والشعوب التي ترتكز على العوامل الاخرى وليس على المال فقط.
واضاف السيد: "مررنا في مرحلة حاولوا فيها من خلال الحرب العراقية، اسقاط الجمهورية الاسلامية في ايران في مهدها وهي كانت لوحدها في ذلك الوقت، وقد اعلن وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل لمسؤول ايراني ان بلاده دفعت 10 مليارات دولار لصدام حسين لمحاربة ايران، لكن ايران انتصرت لوحدها حوربت لوحدها وانتصرت لوحدها ونحن في لبنان حوربنا لوحدنا وكان معنا اناس في الموقف وهزمت اسرائيل وانتصرت المقاومة، وفي اليمن اليمنيون لوحدهم في المعركة ولا يريد السعوديون ان يقولوا ان اليمن لوحدها ويقولون ان معهم ايران وحزب الله لأنه من المعيب عندهم القول ان اليمنيين لوحدهم في المعركة.
واضاف: : اما في سوريا فالوضع مختلف ففي المعركة لم تكن سوريا بعد المرحلة الاولى لوحدها، ودخل في المعركة الجمهورية وروسيا وحزب الله والحلقة كانت مصيرية لأنها على علاقة بتركيا والعراق ـ الخليج والاردن ـ فلسطين ولبنان ـ فلسطين وانهزموا وانتصرت هذه الحلقة.
لا يزال هناك حلقتان الاولى هي فلسطين وهم يحاولون اسقاطها ليس بالحرب وانما بالضغط والانظمة العربية موافقون معهم، وفي هذا الاطار فان الموقف الفلسطيني موحد ومشرف من صفقة القرن، ونأمل ان يثبتوا على موقفهم هذا، واذا فشلت صفقة القرن وعلى الاغلب ستفشل، يبقى هناك حلقة وهي الحرب على الجمهورية الاسلامية الايرانية"، وسأل: "هل من الممكن ان تقع الحرب على الجمهورية، ففي نظرة على التحليلات السياسية وقراءة الوقائع والاوضاع الموجودة والتعقيدات الموجودة، هناك من قال اننا نستبعد الحرب وهذا تحليل منطقي جداً وواقعي، ولكن هل يترك الاعداء المنطقة تكون فيها الجمهورية الاسلامية ركيزة التحولات الفكرية والعقائدية والسياسية وهنا نقول ان الممكن ان تقع الحرب على الجمهورية وهنا علينا الاستعداد لهذه الحرب ولكن نأمل ان لا تحصل هذه الحرب ولكن اذا حصلت ستحكم وستحسم مصير المنطقة بالكامل ساعتها سيكون هناك علامة استفهام على وجود "اسرائيل" وكذلك وجود الانظمة المتحالفة مع اسرائيل، وبرأيي السياسي وليس الغيبي كونوا اكيدين امام مرحلة اذا حصلت فيها حرب نحن سنكون جوهر التحول في المنطقة واذا لم تحصل الحرب نحن سنكون جوهر هذا التحول.
وبعد الافتتاح توزع المؤتمرون على محاور ناقشت قضايا التعليم العالي الاكاديمية والنقابية والتنظيمية.
التعليم العالي:
كلمة هيئة التعليم العالي القاها مسؤول الهيئة الدكتور عبدالله زيعور الذي قال: ان الهيئة ارادت من هذا المؤتمر ان يكون محطة لقراءة متأنية لتجربة الهيئة، نريد منها بعزم وادارة منطلقا لعمل نوعي اكاديمي وتربوي، يراعي القدرات والإمكانات المتاحة ونستزيد من العمل التطوعي للأساتذة الجامعيين ونريد معها الأخذ بيد الأستاذ الجامعي ليحاكي في تعليمه وأبحاثه قضايا المجتمع ومشاكله ويكون أكثر تماساً مع وطنه وأمته وليقدم الخدمة النوعية حيثما تدعو الحاجة.
بيان:
وفي نهاية المؤتمر، أذاع الدكتور غسان طه البيان التالي:
بتاريخ السبت 3 اب 2019 عقدت هيئة التعليم العالي في التعبئة التربوية في حزب الله مؤتمرها السنوي الثاني في مدينة السيد عباس الموسوي الكشفية في البقاع برعاية كريمة من سماحة رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم امين السيد، الذي حدد المهام والشروط القيمية التي على المعلم أن يتحلى بها وفي طليعتها بناء الثقة مع الطالب للنفاذ إلى قلبه وعقله مع ضرورة التحلي بجاذبية الأسلوب وتقديم النموذج والقدوة للطالب ومتابعة أموره داخل مؤسسته التعليمية وخارجها وتدريبه على استلهام دروس العزة والثقة والاستقلال والقدرة على الانتصار والنهوض وتقديم النماذج الحيّة، وفي طليعتها تجربة الجمهورية الاسلامية الايرانية في بناء الدولة والجامعات ومؤسسات الأبحاث العلمية المتقدمة.
وقد ناقش الاساتذة المشاركون محاور المؤتمر واكدوا على اولوية دعم التعليم الرسمي عموما وفي طليعتها الجامعة اللبنانية، كما ناشدوا جامعات لبنان الرسمية والخاصة لأن تكون اكثر تماسا مع قضايا الوطن وتحدياته وان تكون طليعية في مواجهة الخطر الصهيوني تجاه لبنان النموذج في انصهاره الوطني وشدد المجتمعون على اهمية الدور الطليعي الذي يلعبه الاستاذ الجامعي بحضوره الفاعل والمؤثر في مؤسسته التعليمية مكملا واجباته التربوية والادارية، قائدا في ميدان مواجهة الحرب الناعمة التي تخاض ضد الامة.
كما ناقش المشاركون الكفايات الاكاديمية والادارية والثقافية والقيمية التي على الاستاذ الجامعي ان يتحلى بها ، مشددين على اولوية قيامه بواجب البحث العلمي مهما كانت الظروف والمصاعب وان ترتبط نتيجة البحث باولويات البلاد واحتياجاتها وتقديم الحلول لمصاعبها ، فضلا عن واجبه التعليمي المواكب للاساليب التعليمية الحديثة والمعتمدة في العالم.
واكد المشاركون حرصهم على العلاقة النموذجية للاستاذ مع الطالب الجامعي، وهي علاقة ابوية تكاملية بين الطرفين، ليكون اداؤه نموذجا راقيا لكل مع زملائه والطلاب والموظفين.
وقدر المؤتمرون عاليا مواقف سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الداعمة للجامعة اللبنانية والمواجهة لاستهدافها والعاملة لاستثنائها من وقف لتوظيف، كما ثمن المؤتمرون جهود نواب ووزراء كتلة الوفاء للمقاومة, ومواقف كافة القوى السياسية التي كانت الى جانب الجامعة وساهمت في دعم الاستاذ الجامعي والتي هي دعم للجامعة كباب للعلم والتقدم والانصهار الوطني.
وقد عبر المؤتمرون عن ارتياحهم الى المطالب المنجزة لاساتذة الجامعة اللبنانية وتوجهوا بالشكر الى كل من ساهم في تحقيق هذه المطالب.
ختاما تشكر هيئة التعليم العالي مشاركتكم واثراءكم للنقاشات في محاور مؤتمرها التنظيمي الثاني، وتأمل، بعد توفيق الله، ان نتلاقى معكم لعمل مستقبلي اكثر تميزا في مؤتمرها القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بتوقيت بيروت