أقام اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل وتجمع المعلمين في لبنان، احتفالا تكريميا للمعلمين، برعاية النائبين حسن فضل الله وعلي بزي، في حضور مدير العمل البلدي في "حزب الله" الشيخ فؤاد حنجول، رئيس اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل المهندس عطا الله شعيتو، مسؤول التعبئة التربوية في المنطقة الأولى المهندس حيدر مواسي، مسؤول المنطقة في حركة "أمل" سليم نصار ومقرر فرع الجنوب في التعليم الثانوي فؤاد ابراهيم وفاعليات تربوية وبلدية وحشد من المعلمين والمعلمات.
بعد القرآن الكريم والنشيد الوطني وتقديم من حسن عواضة، القى النائب فضل الله كلمة، هنأ فيها المعلم بعيده، وقال: "ونحن في عيد المعلم والمعلمة، نحي أول معلمة في تاريخنا الاسلامي، السيدة الزهراء عليها السلام، وأنتن أيتها المعلمات كما كنتن فخرا، أنكن على درب السيدة العظيمة التي نعتز ونفتخر بأننا ننتمي الى مدرستها ونهج أبيها، وهو كان معلما لأصحابه في البيت الأول في الاسلام، عندما كان يلقن الأتباع تعاليم الدين الجديد، وكفى المعلمين فخرا أنهم يقتدون بسيد المرسلين الذي علم هذه البشرية هذا الدين. وجاءت مقولة، أن التعليم رسالة انطلاقا من هذا المفهوم الاسلامي الذي يرتقي المفهوم المسيحي بأن نبي الله عيسى ابن مريم كان يعلم أصحابه أيضا".
واكد ان "التعليم رسالة، والمعلم هو الذي يحمل هذه الرسالة التي ينقلها لطلابه ليزرع فيهم المعرفة والخير والصواب. فالمعلم ليس ملقن فقط، إنما مربي. لذلك كان هذا الجبل العاملي على امتداد تاريخه، يضج بحركة معلمين من العلماء الذين يدرسون ويربون، لذلك في هذا الجبل على امتداد تاريخه، جبلا للعلم والعلماء والتعليم والتأليف وجاء الينا وورثناه من خلال كل الجهد الذي بذل على امتداد الأزمنة الماضية. الجهد في هذا الزمن أصبح جهدا مضاعفا، الحبر والدم يسيران جنبا الى جنب مداد العلماء ودماء الشهداء وكلاهما أبقيا لنا وطنا وعزا وفخرا وكرامة قبل أي شيء آخر".
وعن حقوق المعلمين، قال: "لقد وفينا وانحزنا الى جانب المعلمين في جميع مطالبهم المحقة، وكرسناه في سلسلة الرتب والرواتب، ولولا "حزب الله" وحركة "أمل" لما وصلنا الى انجاز مشروع السلسلة. وللأمانة أقول، لولا إصرار دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري بوضع سلسلة الرتب والرواتب على جدول أعمال المجلس لما انجزت، وكان كثيرون يقفون ضدها، وفي احدى خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، قال: غدا في المجلس النيابي يتبين من مع من ومن ضد من، وبالتالي تم انجازها لمصلحة المعلمين بالدرجة الأولى. وإذ بقيت بعض المشاكل والأمور سيتم معالجتها عبر قوانين جزئية وسد كل الثغرات المتعلقة في القطاع التربوي، ونحن نقول دائما بأن هذا الموضوع لم يزل بحاجة لتصحيح لوجود مشاكل مزمنة فيه، وسنكمل الموضوع على مستوى الحكومة والمجلس النيابي".
اضاف: "عندما سنناقش موازنة 2018 سيكون التعليم الرسمي من اولوياتها"، مؤكدا ان "دعم التعليم الرسمي والجامعة اللبنانية وإعادة استقلاليتها وصلاحياتها سيكون جزءا من برنامجنا الانتخابي".
ولفت الى "اننا قدمنا للشعب أهم إنجاز وأهم اصلاح في تاريخ الدولة اللبنانية وهو القانون الانتخابي القائم على النسبية، ومن انجازات هذا القانون أن البعض عزف عن الترشح، لان هذا القانون يقول ان كل لائحة لها حاصل انتخابي نأخذ مساحتها ولا يوجد شيء اسمه اختراق لوائح"، موضحا انه "لا يوجد لائحة تخرق، لأن كل اللوائح المعروضة أمام الرأي العام والتي تأخذ الحيثية الشعبية ستأخذ بقدر هذه الحيثيات، لا أحد سيأخذ مئة بالمئة ولا أحد سيخرج هذه اللائحة او تلك. لديك شعبية سيكون لك مكان، وهذا هو الإصلاح الحقيقي للنظام السياسي في لبنان من خلال هذا القانون الذي علينا أن نسعى الى تطويره نحو الأفضل، الى نسبية كاملة ودوائر موسعة، فمن خلال المجلس النيابي يمكن ان نحقق الكثير الكثير".
واكد ان "على مستوى المطالب المحقة للناس في التنمية والمحاسبة والمسألة سيكون مجلس "اللا محدلة" واللا "بوسطة" وكتل كبيرة. اليوم نذهب الى هذه الانتخابات على قواعد جديدة، الأساس فيها المشاركة الشعبية والحضور في الانتخابات، كل صوت له تأثير، مثلا اذا حازت لائحة على 20,5 بالمئة وأخرى على 20,5 ونصف بالمئة، فالنصف يأتي بنائب. لا أحد يقول أن لا دور له ومن الصعب التغيير. نعم نستطيع التغيير عندما نذهب للوائح مقفلة حسب القانون، لأننا نريد أن نشكل كتلة نيابية، كتل تنسجم معنا في الخيارات والقرارات الوطنية بمعزل عن هذا الاسم أو ذاك، ونحن نخوض هذه الانتخابات على مستوى كل لبنان، لأننا نريد ان يعبر مجلسنا عن تطلعات الشعب، نحن لا نخوض هذه الانتخابات من أجل أكثرية ولا من أجل ثلث معطل، بل لتحسين التمثيل وتطويره، وأن يكون لكل مواطن ممثله الحقيقي في المجلس النيابي، وهذا هو الاصلاح الذي نبدأ به. نحن لا نخوض هذه الانتخابات في مواجهة أحد، إنما لها رسالة اساسية في مواجهة المتربصين بنا من واشنطن الى تل أبيب ومرورا ببعض العواصم العربية. نعم لهذه الانتخابات وفي هذه الدورة دلالة سياسية كبرى، وهذا الجنوب وهذه المنطقة بالتحديد التي تحررت عام 2000 وصمدت في 2006 وانتصرت وأعيدت أجمل مما كانت عليه. هذه المنطقة رسالتها مضاعفة، لأن منطقة الحدود لها وضعية خاصة. فالعدو يقيم المناورات لكنه لا يجرؤ على استهدافها على المستوى الميداني، لأن فيها مقاومة وجيش وشعب، لكنهم يريدون استهدافها سياسيا وبالتسوية والتضليل، لذلك رسالة ابناء المنطقة الحدودية في الانتخابات ستكون مضاعفة ودويها سيكون أكثر تأثيرا وسماعا في تلك العواصم التي تستهدف المقاومة والبلد".
بزي
واستهل النائب علي بزي كلمته بالحديث عن "عطاءات المعلم"، وقال: "للمعلم الذي من همساته سكب شرايين حنينه، والذي تفيئنا بحرفه وحبره وكبرنا معا بالآلام والآمال في السراء والضراء في الطموحات والأحلام . للمعلم الذي تحمل مدارسنا على مستوى هذه القرى اسمه شهيدا مجاهدا مقاوما. للمعلم في يومه وفي عيده الذي ربما وحده في هذه الدولة لم يسود على الاطلاق مهنته، ولم يتفوه بأنه كان يعتبر نفسه أنه صاحب رسالة كرسالات الأنبياء والصالحين والعلماء. للمعلم في عيده وفي يومه ننحاز إلى حقوقه المكتسبة الى لقمة عيشه الى دفتره وهو الذي شكل على الدوام حبرنا ومحفظتنا وذاكرتنا".
اضاف: "من هنا، من بنت جبيل، ومن كل أفراد الهيئة التعليمية الى الأستاذ الأول في الدولة الرئيس الأخ نبيه بري، نوجه باقة من الحب والاحترام والتقدير وباقة أخرى الى امام الوطن والمقاومة السيد موسى الصدر والى سيد المقاومة الأمين العام السيد حسن نصر الله والى كل المقاومين والمجاهدين والشرفاء الذين تعلمنا منهم كيف يزحفون للموت بالموت وعلى أطراف أصابعهم كان الموت، يموت لكل هؤلاء إسما اسما وقامة قامة، ألف تحية إجلال وإكبار واحترام وتقدير".
وشكر النائب بزي اتحاد بلديات بنت جبيل "على مائدة الخبز والقمح والحرف والحبر والعلم، أنتم عودتمونا دائما على مثل هذه اللقاءات التي تنم عن صدق مشاعركم وطهارة ونظافة أدائكم وحفظكم وجهدكم، كلنا واحد نحمل نفس الأهداف لنصل الى كل ما يصنع حياتنا بحرية وعزة وسعادة وكرامة. من جهتنا الكل يعلم مدى وقوفنا القوي والحاسم والحازم الى جانب المعلم في نضاله من أجل حياة حرة وسعيدة وكريمة، والكل يعلم أننا في حركة "أمل" وفي مكاتبنا التربوية وفي "حزب الله" وفي التعبئة التربوية أنصار هذا الملف وهذا القطاع، ان في المجلس النيابي ومجلس الوزراء وفي الأطر الحركية نحن مع المعلم من أجل استعادة حقوقه المكتسبة وهذا ليس منة بل واجب".
وتطرق الى الاستحقاق النيابي، فأكد أن "وظيفة النائب الأساسية هي التشريع والرقابة والمحاسبة والمسألة، والخدمات ليست من وظيفة النائب، ولكن عندما لم تحترم الدولة رعاياها بالرعاية وبتقديم الخدمات، تصدى النائب ليقوم ايضا بمهام الرعاية، وأيضا حركة النائب وحزب النائب لمفهوم الحماية، بعد أن تخلت الدولة عن واجباتها في تقديم الحماية. ولأن الدولة تخلت عن مفهوم الحماية، انطلقت المقاومة لتقول بأن هذا الوطن وطني وهذا التراب ترابي، وأن هذه السيادة برا وبحرا وجوا هي سيادتي، وانتصرت وانتصر لبنان وكل الشعب ليبقى الوطن سيدا حرا أبيا عزيزا مستقلا".
وتابع: "تخلت الدولة أيضا عن أبسط واجباتها في توفير الرعاية، وتصدينا وأزلنا الاحتلال وأزلنا الحرمان والإقطاع، من ينعش ذاكرته للسنوات الماضية يجد ان الفرق شاسع جدا بين من يقول قوة لبنان في ضعفه وبين قوة لبنان بمقاومته".
وختم: "عليكم أيها الأهل أن تذهبوا الى استحقاق الانتخابات النيابية بكثافة وقوة ولن أقول لكم لمن تقترعوا أو لمن تعطوا صوتكم التفضيلي، صوتوا للائحة "الأمل والوفاء " لمن كان معكم ومن حافظ على هويتكم وصنع لكم وطنا للمقاومة والتنمية والتحرير، صوتوا بكثافة لأن هناك دوائر من صناع القرار على مستوى العالم قريبين وبعيدين سوف يكتبون التقارير عبر سفاراتهم وأجهزتهم، صوتوا واعتبروا أن كل شخص منكم هو النائب الذي يمثل الحركة أو الحزب ضمن لائحة "الوفاء والأمل"، ولا تقولوا لسنا معنيين بالانتخابات والحاصل سوف تحصلون عليه، فأنتم تخطئون في هكذا حسابات، شاركوا كما شاركتم في السابق بكثافة وبفاعلية لأن صوتكم يحسب له ألف حساب، ليس فقط في الداخل اللبناني بل على مستوى الخارج". وختم مباركا للمعلمين عيدهم.
شعيتو
وتخلل الاحتفال كلمة لشعيتو، عرض فيها الانجازات التي قدمها اتحاد البلديات في المجالات الانمائية والإدارية والتربوية، وتحدث عن الجهات الدولية التي يتعاون معها لتأمين القروض والتربية والتعليم والمساهمة في تجهيز المدارس والتعاون مع صناديق التعاقد وفتح المدارس وحفلات التخرج والمهرجانات السياحية والاهتمام في المنشآت الأثرية".
مواسي
والقى المهندس مواسي كلمة، عرض فيها خطة النهوض التربوية ومساعدة المدارس الرسمية وتمكين وتطوير الادارات وإقامة دورات تدريبية للمعلمين لتحقيق المهارات ورفع المستوى لاستعادة الثقة بالمدرسة الرسمية.
واختتم الاحتفال بتوزيع الدروع التكريمية على المعلمين المحتفى بهم.