انتهى مُلتقى "الشباب اللبناني بين التكفير والإلتزام الديني" بعد كلمات تضمّنت رؤى ومعالجات علميّة وبعد نقاشات معمّقة في المواضيع المطروحة، وذلك على مدى جلستين كاملتين، انتهَت إلى التوصيات التالية:
بداية تعتبر كلمة راعي الحفل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد جزءاً من توصيات الملتقى.
1. يُثمّن الملتقى جهود علماء الدين والأساتذة والمعلّمين والمثقّفين والجمعيات والتيارات والجامعات التي تعمل على تحصين الشباب من براثن الفكر التكفيري الداعي إلى الإقصاء والإلغاء، ويقدّر الجهود المبذولة لهذه الفعاليّات في جمْع الشباب على " كلمة سواء" تحصّنهم من السلوك العدواني التكفيري من جهة وتقيهم من التفلّت الديني من جهة أخرى.
2. إنّ تصاعد التيار التكفيري لم يكن بسبب العوامل الاجتماعيّة والإقتصاديّة والسياسيّة فقط، بل بسببٍ جوهريٍّ وأساسيٍ هام، هو العامل العقدي والفكري، وهذا ما يستدعي الوقوف بشجاعة للدفاع عن القيَم الإنسانيّة في الأديان السماويّة وتقديم النموذج الإيجابي، والعمل الجديّ الفكريّ والثقافيّ والإيماني والإعلامي عن طريق أسلوب الحوار الهادئ والمنفتح مع الشرائح الشبابيّة المختلفة قي مواجهة هذا الخطر المتصاعد.
3. يجب إظهار أنّ التيارات التكفيريّة لا تمثّل الأديان، بل عملوا على عكس الأديان وتعاليمها وقتلوا أبناء دينهم ومذهبهم قبل أن ينالوا من أتباع الأديان الأخرى.
4. إعادة إحياء الحوار العقلاني بين المؤسسات الدينية والمذهبية على قضايا الوطن والمنطقة المركزية، خاصة منها موضوع الاستقلال، وتحرير الأرض، وكف اليد الاستكبارية.
5. يجب على الشباب اللبناني تقديم النموذج الحضاري المنفتح على الأفكار والنظريات المختلفة ضمن مناخ من الحوار الهادئ والرصين، ليكون الاختلاف معبراً للتوافق لا للخلاف، يعتمد على رسالة لبنان الواحد الغنيّ بأديانه الثريّ بتنوّعه.
6. ضرورة انتقال الشباب اللبناني من الدفاع إلى الهجوم لتشكيل جبهة شبابيّة واحدة من كلّ الأديان في لبنان، للتصدّي للفكر التكفيري والإنحراف الديني، تستخدم كلّ الوسائل المعاصرة وأهمّها الفضائيّات ووسائل التواصل الاجتماعي.
7. الاهتمام بتوجيه الطاقات الشبابيّة لقضايا الأمّة المركزيّة التي تنطلق من مبادئ وقيَم إنسانيّة للدفاع عن المظلومين في كلّ العالم وأهمها قضيّة فلسطين والقدس التي تعاني من الأطماع الإسرائيليّة، خاصةً في المرحلة الأخيرة.
8. يجب العمل على تجديد لغة الخطاب الديني المعتمد على الفكر الأصيل من خلال تناوله لإشكاليات الواقع وقضايا العصر، ليتمكّن من الدخول إلى عقول وقلوب الشباب، حتى لا تكون الساحة الشبابيّة محطّة للأفكار المتطرّفة والمنحرفة، وحتى تقود إلى استثمار الطاقات بسبب ما عندها من قابليّات، لا استئصالها بفعل تبنّيها لبعض التوجّهات.
9. العمل على تنمية وتوسيع اللقاءات والأنشطة الثقافيّة الشبابيّة الجامِعة، التي تكسر الحواجز المصطنَعة وتقرّب المسافات بين الأجيال الشبابيّة من كلّ الطوائف والأديان.
10. يحيي الملتقى الأيادي البيضاء من الجيش والقوى الأمنية والمقاومة التي دافعت عن لبنان وحررت الجرود والحدود من الوجود التكفيري الذي شكل خطراً داهماً على لبنان، ويدعو إلى استكمال نصر التحرير الثاني في الميدان العسكري نحو تفعيل المواجهة الفكرية والثقافية والعقائدية.
11. يدعو الملتقى وزارة الشباب والرياضة أن تسعى إلى وضع قضية مواجهة التكفير في برامج عملها التي تستهدف الشباب اللبناني، ودعم المبادرات والأنشطة التي تصب في هذا الإتجاه.
12. يدعو الملتقى وزارة التربية وجمعيات التعليم الديني إلى تضمين المقررات التعليمية بالمادة الدينية الكافية لتكوين الشخصية الشبابية المعتدلة.
13. يدعو الملتقى المنظمات الشبابية والطلابية إلى وضع قضية مواجهة التكفير في أولويات عملها، والسعي لتقديم نموذج للإلتقاء والحوار البناء القائم على أساس احترام الآخر.
14. يطلب الملتقى من الجامعات توجيه العمل البحثي للكشف عن الأسباب الكامنة وراء التكفير وسبل مواجهتها وكيفية علاج السلوك التكفيري والعدواني عند بعض الشباب المتورطين بالتكفير، واستقراء شبهات التكفيريين ثم الرد عليها بالحجة والدليل، ونشر هذه الدراسات والأبحاث وتوفيرها للشباب.
15. إيجاد مرجعيات وقدوات صحيحة ومقبولة ومتوازنة تنال ثقة الشباب وإحياء روح المبادرات الشبابية الاقتصادية والثقافية، وفي حقل المساعدات الاجتماعية، وأن تتخلى الأحزاب اللبنانية عن بعض إلزامياتها وضغوطاتها على الشباب، بحيث تفسح لهم بعضًا من التعبير عن ذواتهم.
16. وجوب الاستعانة بعلم الاجتماع الديني وعلم النفس التربوي على يد علماء ومحاضرين مشبعين من النصوص الاساسية وشرحها بشكل يشد الشباب الى التفاعل معها ومناقشتها واعطائهم الدور للمساهمة في ايجاد الحلول لها.
17. الطلب من المؤسسات التربوية والوزارات المعنية التركيز على قيم البصيرة والوعي والصدق والعفة والقيم الوطنية والكرامة الانسانية.
18. دعوة الشباب الى عدم الانقياد بدون وعي الى بعض الدعاة والاجتهادات التكفيرية واعتبار قضية الهوية والانتماء الانساني المنفتح على الانسان و"الآخر",
19. تشكيل لجنة لمتابعة التوصيات من الشباب.
واخيرا نشكر المحاضرين الافاضل والفعاليات التعليمية والطلابية والادارية وممثلي المؤسسات والوزارات وعلى امل اللقاء القريب.
عشتم وعاش الشباب المؤمن الواعي والبصير.