اكد وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول ان المقاومة في لبنان، بإيمانها العميق بالله، وبأخلاقها السامية وبقادتها الحكماء وبرجالها الشجعان، والتي كانت السباقة بنقل مجتمعنا العربي من زمن الهزائم إلى زمن الإنتصارات ضد العدو الإسرائيلي والإرهاب، الدور المؤثر والفاعل في تعبيد الطريق أمام أجيالنا الصاعدة لسلوك الطريق المستقيم وتغليب الخير على الشر ورفع راية العزّة والكرامة ونشر ثقافة التسامح والتفاهم والتناغم في منطقتنا.
الوزير رفول كان تحدث في بداية افتتاح اعمال المحور الأول للملتقى الشبابي اللبناني فشكر التعبئة التربوية في حزب الله وجمعية مراكز الامام الخميني الثقافية على دعوتهم للمشاركة في فعاليات هذا الملتقى. وأضاف إنني أثمن توقيت النقاش حول هذا الموضوع، لا سيّما وإننا عانينا، في أكثر من بلد عربي، من هذا التكفير قتلاً وتشريداً ودماراً في السنوات الأخيرة. وها هو اليوم يتهاوى ويندحر وقريباً سنشهد أفوله معلناً سقوطه أمام القوى الحيّة التي جابهته وانتصرت عليه.
إن ظاهرة التكفير قد طالت جميع الأديان، ولكنها كانت محصورة بمكان وزمان وكانت تعنف وتخبو دون أن يكون لها إطار منظم يتمدد ويستمر.
في التاريخ المعاصر، بان التكفير بوجه الإلحاد بقوة في الحرب ضد الروس في أفغانستان على يد شباب عرب وأفغان بتشجيع وتمويل وتسليح من الأميركيين. وقد ساهم أولئك الشباب في إخراج الروس من أفغانستان. لكنهم ما برحوا أن تفاجأوا بأن الأميركيين قد استغلوهم ومن ثم أبعدوهم. وقد حوّل هذا التعاطي الفظ، العرب الأفغان إلى أعداء للأميركيين واتخذوا اسم "تنظيم القاعدة" منطلقاً لتحركاتهم.
تطورت ظاهرة التكفير بعد أحداث 11 أيلول 2001، حيث دخلت عليها أجهزة مخابرات عالمية دربتها وطوّعتها للعمل معها حتى أصبحت حالة تكفيرية عالمية، وما يدل على ذلك هو استجلاب الإرهابيين من أكثر من مئة دولة وإدخالهم إلى سوريا بتسميات مختلفة للمشاركة بالقتال ضد جيشها وشعبها.
إنّ خطورة هذا التكفير انكشفت عندما أعلن عداءه لكل من يخالفه الرأي حتى من أقرب المقربين إليه. وبدا للعلن أنه آتٍ من عقيدة تمتلك وحدها الحقيقة، عقيدة إلغائية عنفية منغلقة حاقدة همجية تكفّر الجميع وتهدر دمهم.
إن بدعة التكفير المصحوبة بالإرهاب أصبحت خطيرة جداً لأنها باتت تهدد البشرية جمعاء.. لكن أملنا يبقى كبيراً بالقضاء عليها، وإذ أن من الأمور المهمة التي تعيق تقدمها، وفرض دولتها هو رفض الأغلبية الساحقة لها.
إنّ اسباب تفشي بدعة التكفير وانتشارها في منطقتنا يمكن حصرها بعدّة نقاط منها:
1. الجهل وعدم التعمّق بالدين الصحيح.
2. الهزائم المتتابعة للأمة العربية.
3. يأس الشباب من تأمين مستقبلهم وغياب دورهم في تقدّم وطنهم.
4. استبداد الحكام وسرقة الثورة الوطنية وهدرها.
إنّ مسألة الدين مسألة حيوية بها يتعلّق معنى وجودها بالذات، من هنا ينبغي علينا نحن المؤمنين أن ندرس بعمق واحترام ومشاركة وجدانية أخوية جميع الأديان في مسيرتهم نحو الله، نحو الخلاص، نحو القيامة.
إن معالجة التكفير الديني مدخلها بالعودة إلى النصّ الأساسي والتركيز عليه والإنطلاق منه:
• تبيان خطورة هذا التكفير والسعي للتخلص منه بأساليب منهجية ووسائل تعليمية تطال عقل المستمع وتفعل فيه التغيير.
• درس الحالات النفسية - الإجتماعية وإيجاد الطرق السليمة لمعالجتها.
• استعمال الوسائل الإعلامية والإعلانية لتوعية الشباب.
• وجوب الإستعانة بعلم الإجتماع الديني وعلم النفس التربوي على يد علماء ومحاضرين مشبعين من النصوص الأساسية وشرحها بشكل يشد الشباب والصبايا إلى سماعها والتفاعل معها ومناقشتها وإعطائهم الوقت والدور للمساهمة بإيجاد الحلول لها وتطبيقها في حياتهم اليومية.
ويبقى للمقاومة في لبنان، بإيمانها العميق بالله، وبأخلاقها السامية وبقادتها الحكماء وبرجالها الشجعان، والتي كانت السباقة بنقل مجتمعنا العربي من زمن الهزائم إلى زمن الإنتصارات ضد العدو الإسرائيلي والإرهاب، الدور المؤثر والفاعل في تعبيد الطريق أمام أجيالنا الصاعدة لسلوك الطريق المستقيم وتغليب الخير على الشر ورفع راية العزّة والكرامة ونشر ثقافة التسامح والتفاهم والتناغم في منطقتنا.