في أجواء الذكرى السادسة عشر لعيد المقاومة والتحرير، أحيى منتدى "شباب" الجامعي المناسبة باحتفال ضخم في قاعة المؤتمرات في مجمع الحدث الجامعي تحت عنوان "نبض مقاومة"، برعاية رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين وبمشاركة الفرقة الهارمونية التابعة للموسيقى المركزية في كشافة الامام المهدي(ع)- المفوضية العامة وحضور حاشد لعمداء ومدراء كليات الجامعة وأساتذتها وموظفيها وادارييها وفعاليات تربوية وكشفية وممثلين عن الأحزاب والمنظمات الطلابية، يتقدمهم المفوض المركزي في كشافة الإمام المهدي(ع) الحاج نزيه فياض ومسؤول التعبئة التربوية في بيروت الحاج أسامة ناصر الدين.
مستهل الحفل ، عزف للفرقة الكشفية لنشيدي الجامعة اللبنانية و الوطني اللبناني، تلاها كلمات لكل من رئيس الجامعة اللبنانية د. عدنان السيد حسين، الذي نوّه بالفرقة الهارمونية وما تُقدمه من إبداع موسيقي وطني مقاوم، ومما جاء في كلمة رئيس الجامعة:
"هذا العيد "عيد المقاومة والتحرير"، عيد وطن" والجامعة اللبنانية الوطنية معنية به كمؤسسة عامة تعنى بالثقافة الوطنية، ومن هذه الجامعة منذ الاجتياح الاول عام 1978، تخرج المئات من مقاومين الاحتلال الاسرائيلي، وقبل ذلك التاريخ كانت الجامعة ترفد الوطن بأهم الكفايات العلمية والثقافية وفي القانون والسياسة والاجتماع لتدافع عن حق لبنان في التحرير من الهيمنة الاسرائيلية والتدخل في الشؤون اللبنانية، وعندما وقع الاجتياح الثاني 1982 ووصل الى بيروت صارت شعلة المقاومة اوضح من السابق. وفي الاعتداءات والمتكررة في التسعينات من القرن الماضي وصولا الى حرب تموز، ظل لبنان بفضل مقاومته للاحتلال الاسرائيلي انموذجا في البلاد العربية وفي الشرق واستطاع هذا البلد الصغير بمساحته وطاقته المادية ان يقاوم القوة التي لا تقهر او هكذا قيل عنها. في الشرق الاوسط جيوش هزمت، انظمة ترنحت وسقطت، لكن المقاومة بقيت شامخة امام الاحتلال الاسرائيلي وسجل لبنان موقفا متقدما في النضال، فتحية للشهداء الذين دفعوا اغلى عندهم من اجل الوطن، هؤلاء ليسوا مرتزقة وليسوا جالية تابعة للخارج، هم ابناء هذا الارض ابا عن جد، هم متجذرون فيها من نشأ هذا الكيان، بل قبل ذلك بكثير، وعندما نتحدث عن المقاومة لا نعني الجنوب فقط بل نعني كل لبنان وليس طائفة محددة بل نعني كل اللبنانيين لان لبنان في الاساس ليس لطائفة وبالتالي مقاومته ليست من طائفة، فلا نلومن الذين استشهدوا بل يجب ان نلوم من تخاذلوا وقصروا في المقاومة علنا نفيد من الدروس وعبر الماضي ونتطلع الى المستقبل الذي تهدده اسرائيل وخصوصا في المياه الاقليمية في ما يخص النفط والغاز".
واضاف: "اسمحوا لي ان أفند القول "ان اسرائيل لا تعتدي علينا"، اذا لم نتحرش بها وانه قبل المقاومة الفلسطينية التي كانت في ارضنا بعد 1967، لم يكن هناك اعتداءات اسرائيلية وان المسألة كانت بألف خير وسلام ونحن الذين تحرشنا وافتعلنا المشاكل ولذا عدت الى دراسة في العام 1989 عن الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان بين الاعوام 1949 و1967 وقبل المقاومة الفلسطينية وقبل المقاومة اللبنانية عندما لم يقاتل لبنان بالسلاح بل كان ملتزما اتفاق الهدنة عام 1949 لكن اسرائيل لم تلتزم الاتفاق بل خرقته مرات عدة مدى أعوام مسقطة بذلك هذه الهدنة من جانب واحد".
وتابع: "نسأل بعد ذلك لماذا تنشأ المقاومة في لبنان ضد اسرائيل وخصوصا انه بعد هذه الاعتداءات خطفت اسرائيل اراضي لبنانية واحتلتها وهي من من خراج بلدات: يارون، رميش، عيترون، مليتا، ميس الجبل، حولا، العديسة ، كفركلا، وقد تمكن لبنان بفعل المقاومة عام 2000 من استعادة اجزاء من هذه الاراضي وليس كلها. وهنا أحيي الجيش اللبناني عام 2000 الذي استرجع اراضي كانت مغتصبة منذ عام 1949 وتضاعفت بعد ذلك الاعتداءات وكأن لبنان دولة سائبة. واذا كانت الحجة وجود الدولة الفلسطينية في لبنان ونسأل اذن: لماذا استمرت الاعتداءات بعد عام 1982 ويبقى السؤال: هل الاراضي المحتلة اليوم هي فقط مزارع شبعا وتلال كفرشوبا؟ وبعبارة واضحة نؤكد اننا نريد انسحابا اسرائيليا الى الحدود المعترف بها دوليا الى خط الهدنة بين لبنان وفلسطين الموقع عام 1949، نحن دولة ذات سيادة ولا نفرط بسيادة وبدل ان نحتشد وطنيا خلف هذه المقاومة ونبعد السياسة الداخلية، نحن اليوم امام خطر العدوان على الثروة النفطية في مياه شرق المتوسط ولم يحل لاسرائيل ان تفتيش عن النفط الا في المنطقة المتاخمة للمياه الاقليمية اللبنانية؟ وهذا يعطي مبررا اضافيا لوجود مقاومة لبنانية حقيقية بالتعاون مع الجيش من اجل حفظ حق لبنان وكرامته وسيادته".
واكد ان " من واجبات الجامعة
اللبنانية ان توضح في القانون والسياسة والاقتصاد وفي الطوبرغرافيا كل ما يتعلق
بالسيادة اللبنانية وبامكانكم ان تزوروا ما يسمي بالشريط الحدودي لتتأكدوا من حق
لبنان وتكتشفوا اهمية ما حصل في 25 ايار عام 2000، عندما غادر جيش الاحتلال
الاسرائيلي لبنان من دون اي اتفاق اذعان وهذا لم يحصل في تاريخ الصراع العربي-
الاسرائيلي، لذلك لاحظتم كيف ان اللبنانيين والجنوبيين خصوصا بسبب الجغرافيا اعطوا
للمقاومة كل شيء وان املاك الشعب وارواحه كانت مسخرة من اجل هذه المقاومة الشريفة
التي احتفل فيها في كل الاماكن التي تنشد الحرية والسيادة".
وختم "أحيي كل الموجودين
واهل الجامعة اللبنانية ونشكر فرقة كشافة المهدي على أمل المقاومة بالسلاح وبالعلم".
كما ألقى الطالب زين العابدين فواز كلمة باسم منتدى شباب الجامعي، ومما قاله: "من صميم اعماقنا نبتهج اليوم في ذكرى مولد القيم و الكرامة لأن "عيد المقاومة والتحرير" أحيا فينا ثوابت الانسان وطاقاته الخلاقة لنرى تكاملاً رائعاً بين مقاومة بدأت على مقاعد الدراسة والعلم لتنتهي امجادا اما بالنصر او الشهادة".
بعدها، سحرت الفرقة الهارمونية لكشافة الإمام المهدي(ع) الحضور بإبداع موسيقي رائع بما قدّمته من مقاطع موسيقية بقيادة القائد علي باجوق، فقدمت "سمفونية التحرير"، "موطني"، " خلي السلاح صاحي"، "أعطنا ربي"، "أهل الأرض"، "يا راجع عضيعتنا"، "راجع يتعمر لبنان"، "طلعنا عالضوء"، موال للمنشد حسين زعيتر أهداه للجامعة اللبنانية في هذه المناسبة، ووسط تفاعل الحضور وإعجابهم بمستوى الفرقة المميز.
هذا وأقيم على هامش الحفل، مرسم فني لطلاب كلية الفنون، فقدمت لوحات عبرّ من خلالها الطلاب عن فرحتهم بالعيد وبما حققته المقاومة من انجازات للبنان وشعبه.
الوكالة الوطنية للإعلام، موقع التعبئة، موقع كشافة الإمام المهدي(ع)
بتوقيت بيروت