X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مختارات :: هل تسهـم اناقة المعـلم في فهم الطلاب للمادة الدراسية بشكل أفضل؟

img

يدور نقاش في الآونة الأخيرة في سويسرا، عما إذا كانت أناقة المعلم أو المعلمة تسهم في فهم الطلاب والطالبات للمادة الدراسية بصورة أفضل، وفي حين رفضت اتحادات المعلمين والمعلمات تدخل الآخرين في ملابس أعضائها بشدة، باعتبار الأمر حرية شخصية، وشددت على أن «العبرة بالجوهر، وليست بالمظهر»، فإن أولياء الأمور والطلاب والإعلاميين، بل وشباب المعلمين والمعلمات، يؤيدون الدعوة لوضع (دليل الأناقة للمعلم والمعلمة).

 

 

 لا خوف من الأناقة الزائدة يقول بيت زيمب، وهو رئيس الاتحاد العام للمعلمين والمعلمات في سويسرا، إن المظهر المناسب، يعني ألا يكون المعلم بعيدًا عن الأناقة، وألا يبالغ في الاهتمام بأناقته، للدرجة التي تلفت انتباه طلابه عن الدرس، مضيفًا بقوله: «لابد من الاعتراف بأن خطر الأناقة الزائدة عند المعلمين والمعلمات غير وارد من الأصل». وزعمت وسائل الإعلام السويسرية أن المعلمين والمعلمات في العالم كله، ليسوا ضمن الفئات الوظيفية المعهود عنها الاهتمام بمظهرها، على عكس مديري الشركات وأطقم السكرتارية لديهم، أو العاملين في محلات بيع أدوات التجميل، أو الفنانين والفنانات، أو الإعلاميين الذين يظهرون في القنوات التلفزيونية -غير الحكومية-، أو المضيفين والمضيفات في شركات الطيران العالمية –التي لا تقدم تذاكر بأسعار زهيدة-، أو الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين، -طالما كانوا في مناصبهم-. كان رد فعل المعلمين والمعلمات على هذه النقاشات سلبيًا، فقد شددوا على أنهم يرون مهمتهم في تدريس الطلاب والطالبات المعارف العلمية والخلق القويم، والسلوك المحمود، وليست في تعريفهم بآخر صيحات الموضة، وكيفية استخدام أدوات التجميل، والعطر المناسب لكل وقت.

البداية من كرويتسلنجن يبدو أن هناك بارقة أمل في الصلح بين المعلمين والمعلمات والأناقة، فقد أعلنت إدارة مجمع مدارس مدينة كرويتسلنجن الواقعة قرب الحدود الألمانية، عن دورة تدريبية للمعلمين بعنوان (المظهر، التأثير، الإبهار)، وشارك فيها علماء نفس، ومدربون على كيفية التحكم في الصوت، ومتخصص في فن الإتيكيت، تناقش مع الهيئة التدريسية ما لا يجوز ارتكابه من أخطاء بالنسبة للمظهر. حظيت هذه الدورة بإقبال كبير من أعضاء الهيئة التدريسية، البالغ عددهم حوالي 300 معلم ومعلمة، ولم يستغرق الأمر طويلاً، حتى توصل المشاركون إلى اتفاق حول ما أطلقوا عليه (دليل الأناقة للمعلم والمعلمة)، منبهين على أنه ليس تصورًا نهائيًا، بل هو قابل للتعديل والتغيير باستمرار.

 


 

ورغم أن هناك اختلافات ثقافية بين الأوضاع في سويسرا والعالم العربي، فإن استعراض هذا التصور، يسهم في التوصل إلى دليل خاص بالمعلمين والمعلمات في كل دولة حسب الظروف الخاصة بها، وإذا كان بعضنا مازال يصر على أنه ليس في حاجة إلى معرفة رأي الآخرين في مظهره، فلماذا يسمح لنفسه في التدخل في ملابس طلابه؟ وإذا كانت المعلمة تجعل نفسها وصية على الطالبة، فينبغي عليها ألا تنهى عن شيء، وتفعله هي. ركز المعلمون والمعلمات على جزئية هامة، وهي أن مجرد التفكير في مسألة المظهر، يعني في المقام الأول أن المعلم أو المعلمة يعطي أهمية لهؤلاء الطلاب والطالبات، وإذا كان يرتدي أفضل ثيابه إذا علم أن وكيل الوزارة سيزور المدرسة، رغم أنه لن يراه أكثر من دقائق معدودة، فالأولى أن يعمل حسابًا أيضًا لمن يسلطون عليه أنظارهم لساعات طوال كل يوم، وكل أسبوع. من الجاكت إلى الحذاء - يرى الكثيرون أن الجاكت أو البليزر أنيق، ولكنه غير عملي للمعلم أو المعلمة، لأنه يقيد الحركة في الصف، لذلك فإن الحل هو استخدام جاكت يكون غير مبطن من الداخل، ومن نوعية قماش مرنة، قابلة للتمدد. أما ارتداء بدلة غامقة اللون، من الأنواع التي تستخدم في الاحتفالات الرسمية، فإنه لباس غير مناسب للمدرسة، لأنه يعطى مهابة، لا تتناسب مع الموقف. - القمصان للرجال والبلوزات للمعلمات من أكثر قطع الملابس استخدامًا، وهذا أمر طبيعي، لكن يجب أن يكون المقاس صحيحًا، فلا يجوز ارتداء مقاس كبير، من النوع المستخدم في النزهة، ولا يجوز أن يكون ضيقًا، تكاد أزراره تتمزق، ويصف معالم الجسم، لذلك فإن القماش المطاط الذي يعرف باسم (الاستريتش)، وكذلك الأقمشة الشفافة، لا تصلح أبدًا للمدرسة في الحقيقة ولا لغيرها(..).

من جانبه يرفض المعهد العالي للدراسات التربوية في مدينة زيوريخ فكرة الزي الرسمي لهيئة التدريس، لكنه يرى ضرورة إدراج مسألة المظهر ضمن المنهاج الذي يدرسه طلاب كليات المعلمين، والتأكيد على تأثير الملابس والمظهر العام للمعلم أو المعلمة على نظرة الطلاب والطالبات، ومدى الاحترام والانتباه لما يقوله عضو هيئة التدريس، وإذا كان المثل يقول:"الملابس تصنع الناس"، فإنها أيضًا تصنع المعلمين، أي تحدد صورتهم عن الآخرين.

وفي مقابلات مع أولياء الأمور السويسريين، قال بعضهم إنهم يفضلون المدارس الخاصة، لأسباب كثير من بينها أن المعلمين العاملين فيها يلتزمون بمظهر جيد، لا يقتصر على اختيار ملابسهم، بل يراعون النظافة الشخصية، ويعتنون بالانطباع الذي يأخذه من يراهم، مما يترك أثرًا إيجابيًا على الطلاب. وقالت ولية أمر إنها لم تصدق عينيها، وهي ترى ملاحظات من المعلم في دفتر ابنها، تتعلق بأهمية الاهتمام بالمظهر، وما يجب مراعاته عند التوجه لمقابلة شخصية، للحصول على مكان للتدريب في الإجازة الصيفية، في الوقت الذي اشتهر فيه هذا المعلم بسوء مظهره، وعدم التزامه بأي شيء مما كتبه، وكأن المدرسة ليست مكان عمل، يجب على من يشتغل فيه أن يلتزم بذلك أيضًا، ولذلك ليس غريبًا أن يفقد المعلم مصداقيته، وهو يتحدث عن أمور، لا يطبقها على نفسه.

انعكاس المجتمع بعد هذه النقاشات في الإعلام، قرر رئيس الاتحاد العام للمعلمين والمعلمات في سويسرا أن ينبه زملاءه وزميلاته بأن قوانين العمل تفرض الالتزام بمظهر لائق، وأشار إلى أن جمال الجوهر وجودته، لا تكتمل إلا إذا اقترن بجمال المظهر، وحذرهم من اعتبار المدرسة مكانًا لا يستحق أن نهتم بالمظهر فيه. في المقابل يرى بعض علماء الاجتماع أن ظاهرة عدم اهتمام المعلمين بالمظهر، تعكس ظاهرة عامة في المجتمعات، التي أصبح التمسك فيه بالقواعد والأصول المتوارثة، أمرًا يثير الاستغراب، وأصبح من الطبيعي أن تجد من يرتدي الملابس في غير المواقف المناسبة لها. (...)

 أما الأوضاع عندنا، فيمكن لكل واحد أن يحكم عليها بنفسه، المهم أن يسأل نفسه: هل تعتقد أن الطالب أو الطالبة يريد أن يكون مظهره في المستقبل مثل من يقف أمامه في الصف، أم هل الأفضل أن تقتصر الاستفادة من المعلمين على أخذ العلم والمعرفة، وتبتعد عن المظهر؟ في بعض الدول الأوروبية يستطيع المعلم أن يحصل على إعفاء جزء من الضرائب، إذا قدم ما يفيد بشراء ملابس بمبالغ تزيد عن المعتاد، لدواعي عمله، الذي يقتضي هذه الأناقة، ولكن طالما أن المعلم في بلادنا لا يدفع حوالي نصف راتبه في التأمينات الاجتماعية والضرائب، فليحمد الله، ولا يبخل على نفسه، ودون إسراف في الأناقة، لكننا نشارك رئيس الاتحاد العام للمعلمين والمعلمات في سويسرا، بأن هذا الخطر غير وارد في بلادنا أيضًا.

من مجلة المعرفة

 

تعليقات الزوار


مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:32
الشروق
6:45
الظهر
12:23
العصر
15:33
المغرب
18:17
العشاء
19:08