X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مختارات :: احتكار المعرفة وحرب اللغات

img

تطرح هيمنة اللغة الإنجليزية على اللغات الأخرى مشكلةً يتفاوت وقعُها وتأثيرها بين لغة وأخرى (المجموعات اللغوية الكبرى السائدة في العالم اليوم هي الصينية، العربية، الإسبانية، الإنجليزية، الفرنسية، الهندية..) فبعضها يتأثر بهيمنة اللغة الإنجليزية في ميدان البحث العلمي، أكثر ممّا يتأثر به بعضها الآخر، وذلك عائد إلى مدى الضرر الحاصل، ومدى قدرة القيّمين على اللغة المتضررة على اتخاذ خطوات عملية من أجل تثبيت مواقع لغتهم في العالم، ومقاومة الهيمنة.

في مقدّم اللغات المتضررة من الهيمنة الإنجليزية تأتي الفرنسية، بالنظر إلى المواقع التي تخسرها هذه اللغة في المحافل العالمية (بخاصة في مجال البحث العلمي) فالفرنسية ما زالت تشعر بكونها لغة حضارة حديثة. كما أن العربية عليها أن تشعر بحدة المشكلة نفسها، فعدد الناطقين بالعربية في العالم اليوم يفوق عدد الفرنكوفونيين. كما أن العربية كانت هي الأخرى في فترة تاريخية لغة حضارة سادت قسماً كبيراً من العالم، بما فيه أوروبا التي كان المتخرجون من جامعاتها الإسلامية في إيطاليا وأسبانيا وفرنسا يرتدون ثوبَ التخرُّج الرسمي الذي كان يومذاك القفطان والزي العربي والعمامة، تماماً مثلما هو زي التخرج من الجامعات البريطانية والأميركية اليوم الثوب الرسمي بالقبعة وربطة العنق.

من دون الدخول في متاهة أصل اللغات ونشوئها، يمكن القول بأن اللغات، كانت منذ القِدَم، ولم تزل روح الشعوب التي تتيح لهم صقل الفهم والتفكير؛ فكل لغة تمتلك خصائصها ومزاياها في فهم العالم والوجود وافتكاره وعقله. واللغة ليست مجرّد وسيلة للتخاطب والتواصل أي لنقل المعلومات فقط، بل هي تتصل بعمق الإنسان وجوهره، وبها يُثبِت وجوده بالتعبير عن أدق الأفكار وأكثر المشاعر رهافة. فالكيان واللسان مرتبطان لدى الإنسان ارتباطاً وثيقاً؛ والحروب بين البشر لا تنتهي بهزائم وانتصارات في ميادين السياسة والاقتصاد فحسب، بل ثمة هزائم وانتصارات لغوية أيضاً تستتبع سيادة لغة وانحسار أخرى، وربما اندثارها، كما تستتبع أن “العبد يتكلّم لغة سيده، وعليه أن ينسى لغته”، على حدّ ما ورَدَ في “حرب اللغات والسياسات اللغوية” (La guerre des langues et les politiques linguistiques) لمؤلِّفه جان لوي كالفيه Jean-Louis Calvet الذي فازت ترجمته إلى العربية (المترجم حسن حمزة) بجائزة «ابن خلدون- سنغور» في دورتها الثانية للعام 2009.

إن إلغاء اللغات غير الإنجليزية، وانحسارها عن مجال التواصل العلمي، على الصعيد الدولي، هو تطبيقٌ للتعليمات التي يتضمّنها “التقرير الإنجليزي الأميركي” الصادر في العام 1961 (Anglo-American Conference Report 1961) فهذه الوثيقة ذات الطابع السري تنادي من دون أي تردد بأن “الإنجليزية يجب أن تصبح اللغة الرسمية الوحيدة للاتحاد الأوروبي” (نشرت الوثيقة صحيفة “فرانكفورتر ألجماينه زيتونغ” Frankfurter Allgemeine Zeitung في عددها الصادر بتاريخ 27 يناير كانون الأول 2002). في موازاة ذلك، سارع عدد كبير من المعاهد العلمية ومراكز البحوث والمختبرات، في عدد كبير من البلدان غير الإنجلوفونية، إلى اعتماد الإنجليزية لغةً “رسمية” لأنشطتها البحثية ونتاجاتها العلمية، وذلك بضغطٍ من رؤسائها ومديريها، وحجتهم في ذلك الضرورات التجارية وموجبات الاتصال والتواصل على الصعيد الدولي.في عصور تاريخية شتى جرت محاولات الهيمنة اللغوية من قبل القوي المهيمن عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، وعلى الدوام كانت تُمنى بالفشل، لأن نواميس التعدد اللغوي طبيعة في البشر. ومن تلك المحاولات ما جرى أواخر القرون الوسطى مع “لنغوا فرانكا” (lingua franca) التي  بقي شيء منها حتى منتصف القرن العشرين في بلدان المغرب العربي كالجزائر وتونس بخاصة. ومنها أيضاً لغة الـ”إسبرنتو” (L’espéranto) التي قامت أواخر القرن التاسع عشر، على بعض القواعد الجامعة لعدة لغات سائدة في حوض المتوسط، لكنها لم تُتَداوَل على نطاق واسع. وفي النصف الثاني من القرن العشرين بدأت المحاولات الأميركية لفرض الإنجليزية لغة دولية. ومحاولة ثالثة بدأت منذ أكثر من 40 عاماً، حين ألغى معظم الجامعات والمعاهد العلمية في الولايات  المتحدة الأميركية عبارة ” شهادة الدكتوراة مشروطة باللغة الأجنبية “. حتى ذلك الحين كان على كل طالب دكتوراه أميركي في فرع من فروع المعارف العلمية أن يُثبِت معرفته المعمَّقة بإحدى اللغات العلمية غير اللغة الإنجليزية كشرط ملزِم لتسجيله طالباً في الفرع العلمي الذي يعتزم تحصيل شهادة الدكتوراه فيه. وذلك لكي يتسنّى له فهم أي دراسة تُنشَر بهذه اللغة في المجال العلمي المذكور. وكان بين اللغات الأجنبية المُعترَف بها في الجامعات الأميركية “لغات علمية”، مجموعة من اللغات الهندو ـ أوروبية (الألمانية، الفرنسية، الروسية..) والسامية (العربية..) والآسيوية (اليابانية، الماندرية الصينية..). أما اليوم فلم يعد هناك من وجود ولا لزوم لهذا الشرط في الفروع العلمية. ومنذ إلغاء هذا الشرط، والضغوط تلو الضغوط تُمارَس على المؤتمرات العلمية الدولية ـ التي كانت حتى ذلك الحين تُعقَد بلغات عدّة ـ لكي لا تنعقد إلا بلغة واحدة وحيدة هي اللغة الإنجليزية. الضغوط إياها مورِسَت أيضاً على المجلات والصحافة العلمية على أنواعها، كي لا تنشر أبحاثاً علمية إلا بالإنجليزية، سواءً في البلدان الإنجلوفونية أم غير الإنجلوفونية.

إن الاحتكار شبه التام للمعرفة العلمية/ التكنولوجية الحديثة الذي يمتلكه اليوم الإنجلوفونيون الأميركيون، والذي يُنكِره بعض المثقفين والعلماء والمفكرين، بخاصة في العالم الثالث، لا يتّصل بكفاءات باحثيهم العلمية وقدرات مهندسيهم وعلمائهم، كما يزعمون؛ بل هو في قسم كبير منه نتيجة مباشرة لاعتماد الإنجليزية لغةً دولية في مجال العلم والتكنولوجيا، مروّجاً بذلك رؤية العالم الأنجلوسكسوني في هذه القطاعات على  حساب  رؤية الآخرين. بعد فترة من الزمن سيُفضي استخدام الإنجليزية المتزايد في مختبرات الأبحاث، سواءً كان ذلك الاستخدام يتمّ قسراً أم طوعاً، سيُفضي إلى عقم يُصيب المسار الإبداعي، وإلى اصطفاف آلي وراء موضوعات البحث الأنجلوأميركية، وإلى إسهامات تقتصر على المجال التقني حصراً، ولا شيء غير المجال التقني.

يقول شارل دوران Charles Durand في مؤلَّفه الضخم “الحرب الجديدة على الأفهام” (La nouvelle guerre contre l’intelligence) والذي يقع في 3 أجزاء صدرت خلال الأعوام الثلاثة 2001 ـ 2003: “تتكاثر المؤسسات المنتمية إلى المواقع العليا في “أوليغارشيا العولمة” (“تريلاتيرال” Trilatérale، “بيلدربيرغ” Bilderberg، “فرانش أميريكان فونديشن”French-American Foundation..) والتي وضعت نفسها في خدمة هذه الامبراطورية. إن العمل الذي تقوم به هذه المؤسسات المتواطئة، منذ بضعة عقود من الزمن، في أوروبا، وبتكتّم آخذٍ بالانحسار بعدما بدأ عملها يظهر إلى العلن، يستهدف تدمير الأمم الأوروبية، وقد بدأ يؤتي ثماره”.

عن ذلك التدمير يقول شارل دوران أيضاً: “إن الجمعيات والمنظمات الهادفة إلى حماية اللغة الفرنسية وتعزيزها تعلم علم اليقين، ومنذ زمن، أن الأمبراطورية الانغلوسكسونية وأوليغارشيا العولمة، تريد أن تمحق كل ما تمثّله حضارتنا الفرنسية من عوائق تقف في وجه سطوتها وهيمنتها، لا في فرنسا فحسب، بل في كل مكان وصلت إليه حول العالم. كما إن تلك المنظمات والجمعيات تعلم عِلْم اليقين أيضاً أن “تدمير” فرنسا هو أولاً تدمير لغتها، المكوّن الأساس في الشخصية الفرنسية الوطنية والأسمنت الذي يحفظ تماسك الفرنكوفونية”.

وعن تلك المؤسسات المتواطئة، يقول الفيلسوف الفرنسي ميشال سيرّ Michel Serres، في مقالة كتبها تحت عنوان “المتواطئون في مجال الدعاية والإعلانات والمال” (Collabos de la pub et du fric): “إن الإكراه على عدم التكلّم إلا بلغة التواصل، يُرغِم المتكلّم على عدم التفكير إلا بالشكل، بالتصحيح السياسي، بإعادة إنتاج مجتمع المشهد. بكلمة، يُرغِمه على أن يكون حماراً” (راجع مقالة ميشال سيرّ على الرابط التالي: http://www.politique-actu.com/). وقد ابتكر الفيلسوف الفرنسي سيرّ فكرة تجارية أصيلة ينصح بها مواطنيه الفرنسيين في مجال مكافحة الهيمنة الإنجليزية : “استخدموا بطاقات الائتمان البنكية كورقة تصويت وانتخاب: لا تشتروا ولا تدفعوا بها ثمناً لأي شيء، لأي سلعة تروّج له دعاية بغير اللغة الفرنسية، أو لا يُذكَر اسمها باللغة الفرنسية. لا تشاهدوا أي فيلم سينمائي لا يكون اسمه وعنوانه في الدعايات الإعلامية التي تروّج له غير مترجَم إلى اللغة الفرنسية. انتفضوا ضدّ المتواطئين الجدُد في الدعايات والإعلانات من أجل التجارة والمال. اخلقوا عهد نهضة جديد. اعلنوا الإضراب من أجل لغتنا”.

 

 

تحت عنوان: “مشروع لتدمير اللغة الفرنسية”  (projet de destruction de la langue française) نقرأ على الموقع (http://www.politique-actu.com/): “إن المتاجرة بالتعليم العالي يمرّ حتماً بتدمير اللغة الفرنسية، التي يُزعَم إنها غير صالحة للتجارة العالمية وبيع الكفاءات العلمية وشرائها في سوق العولمة. هذا الخيار هو منتهى الغباء: ففي حين أنه يكفي أن يُقترَح على الطلاب الفرنسيين والفرنكوفونيين، وبخاصة الأفارقة منهم (ولاسيما شمال أفريقيا، أي الطلاب القادمون من بلدان المغرب العربي) دروساً مكثَّفة بالإنجليزية، حتى من قبل انتسابهم إلى جامعات فرنسية، ويُدفَع تشجيعاً لهم مساعدات مالية، هم ويا للأسف، في أشد الحاجة إليها، فإن الحكومة الفرنسية، على الرغم من قولها بأنها حريصة على اللغة الفرنسية، تخرّب عملياً أسس السياسة التي تقوم عليها الفرنكوفونية”.

في النشرة الالكترونية التي تُصدِرها جمعية فرنسية تأسست العام 1992 للدفاع عن اللغة الفرنسية بترخيص من وزارة الثقافة حينما كان يتولاها جاك توبون المكافح الصنديد عن الفرنسية في وجه الهجمة الإنجليزية العاتية على كل مظاهر الثقافة الفرنسية (وبخاصة أسماء المقاهي والمطاعم والمتاجر الكبرى والحوانيت ولغة الإعلانات والدعايات المنشورة في وسائل الإعلام، وذلك بحجة المردود التجاري)، وهي تُدعى “Avenir de la Langue Française” (“مستقبل اللغة الفرنسية” ALF) كتب البروفسور ألبير سالون الذي شغل منصب سفير فرنسا في دول عدّة، ويشغل اليوم منصب نائب رئيس جمعية أخرى تُدعى “Droit de Comprendre” (الحق في الفهم) تدافع عن اللغة الفرنسية وحمايتها من الهيمنة الإنجليزية، كتب تحت عنوان: “كفى استبدالاً للفرنسية بالإنجليزية في جامعاتنا وفي معاهدنا العلمية العليا”(Arrêtez de substituer l’anglais au français dans nos universités et grandes écoles !): “هل الإنجليزية التي يتكلّمها أندونيسي مفهومة لبرازيلي يزعم أنه أنغلوفوني؟ ثمة شكٌ في ذلك! خلال المؤتمرات الطبية التي تنعقد باللغة الإنجليزية فإن الفرنسيين الذين يحاضرون بها، غالباً ما لا يفهم عليهم أحد، فخطابهم لغةً ولفظاً ولهجةً تجعل الفهم عسيراً جداً على كثير من المستمعين، وبخاصة الأوستراليين والنيوزيلنديين والباكستانيين، وذلك لسبب قد لا يُصدّقه القارئ: وهو أنه ليست هناك نبرة واحدة، واحدة فقط (مع التأكيد والتشديد على : واحدة فقط!!) بنطق صحيح. فإذا كانت تلك حال الفرنسيين والأوستراليين، فكيف بحال المساكين اليابانيين والصينيين والسويديين الذين لا صلة للغتهم الأم بالإنجليزية؟! بعض هؤلاء لا يتوانى عن إبداء امتعاضه وشكواه ويطلب مترجماً”.

والحق، إن فرنسا هبَّت هبَّة رجل واحد دفاعاً عن لغتها: فبعد جاك توبانJacques Toubon الذي شغل فيما مضى منصب وزير الثقافة في عهد جاك شيراك واستصدر قوانين ومراسيم حكومية لحماية اللغة الفرنسية، أمام اكتساح الإنجليزية العارم لواجهات المطاعم والمقاهي والمتاجر في شوارع المدن الفرنسية، هذا هو جان بيار شيفينمان Jean-Pierre Chevènement الذي تقلَّب في مناصب وزارية عدَّة، وزعيم “الحركة الجمهورية والمواطنة” (MRC) يضمّ صوته إلى أصوات المدافعين عن الفرنسية في وجه الإمبريالية اللغوية الإنجليزية. كذلك ما فتئ فيلسوف اللغة (الفيلولوج) كلود أجيج Claude Hagège يكتب في الصحافة الفرنسية مقالات نارية يهاجم فيها نوايا المتواطئين مع الإنجليزية من أجل إفساح المجال أمامها للهيمنة في فرنسا. وكان آخرها مقالة نشرتها صحيفة “لو فيغارو” تحت عنوان: “إننا في حالة حرب!” (Nous sommes en guerre !). وفي كتابه الصادر حديثاً، بعنوان: “ضد الفكر الأحادي” (Contre la pensée unique) يقول أجيج: “إن الفرنكوفونية ليست في حالة حرب ضدّ اللغة الإنجليزية بحدّ ذاتها، بل هي ضدّ أمركة تريد فرض لغة واحدةً وحيدةً تحت غطاء من العولمة. لم تتراجع اللغة الفرنسية، بل إن الإنجليزية هي التي تتقدّم بخطوات عملاقة وسريعة”.

فمن الحجج التي تسوّغ هيمنة الإنجليزية أن تعلّمها يسير وبمتناول كل الناس، إلا أن هذه السهولة لا تعلّم لغة شكسبيروبرتراند راسل بل تعلم إنجليزية مختزلةً مبتَسَرة أقرب إلى لغة إشارات ورموز لا قواعد لها، حتى أن أبناء اللغات الأخرى المبهورين بهذه القدرة على مسخ القواعد اللغوية يدعون إلى التعامل مع لغاتهم الأم بالأسلوب نفسه، محاكاةً للغة الإنجليزية المتقدمة، ومساعدة لغاتهم على التخلّص من “ثقل” القواعد التي “تكبح تطوّرها”، وقد فاتهم أن اللغات المضبوطة بالقواعد هي لغات الفكر والتفكير، وهي التي تساعد على بناء الفكر والتفكير العلمي، وذلك بشهادة علماء “النورولوجيا” (Neurologie، علم تشريح الدماغ والجهاز العصبي) الذين يؤكدون أن تشكل الوعي في الخلايا الذهنية، لا يمكن أن يحصل من دون مرتكزات لغوية منظمة تستعيد بناء الوعي من دون انقطاع، وتستأنفه باستمرار. فإذا انقطع فبسبب، انقطاع أو خلل لغوي.

 

حسين جواد قبيسي

مؤسسة الفكر العربي للبحوث والدراسات

 

مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:40
الشروق
6:53
الظهر
12:22
العصر
15:25
المغرب
18:07
العشاء
18:58