X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

التقرير التربوي اليومي :: التقرير التربوي اليومي 18-12-2017

img

القدس تُعيد الشباب إلى علاقة الجماعة وحزب الله

جنى الدهيبي ــ تعقد رابطة الطلاب المسلمين في الجماعة الإسلامية، الأحد في 17 كانون الأول 2017، مؤتمرها السنوي في فندق موفنبيك في بيروت. لا تشبه أجواء المؤتمر سابقاته من المؤتمرات التي عقدتها منذ تأسيس جناحها الطلابي في العام 1964. ثمّة استكمالٌ للاستراتيجيّة التي وضعتها الجماعة في مؤتمرها "رؤية وطن"، الذي عقدته في أيّار 2017.
في مؤتمر أيّار، سعت الجماعة إلى البدء بـ"لبننة" خطابها، وترتيب أولوياتها بتغليب القضايا الداخلية على القضايا الخارجية. أرادت أن تنخرط في عمق السياسة اللبنانيّة، بعدما شغلتها الثورة السوريّة والصراعات التي واجهها الأخوان المسلمون، وآلت إلى وضعهم على لائحة الإرهاب.
بات واضحاً أنّ الجماعة تخطو نحو الداخل أكثر من قبل. لكنّ، المفارقة الأهم، التي كانت موضع سجالٍ كبير، هي أنّ المنحى المنفتح الذي اتّخذته الجماعة في هذا المؤتمر، دفعها لدعوة الهيئات الطلّابية والكوادر الشبابيّة من مختلف الاحزاب. ومن بينها، ممثلون عن التعبئة التربوية التابع لحزب الله، بعدما دام انقطاع العلاقة والتنسيق بين الجانبين 6 سنوات منذ اندلاع الحرب في سوريا، رغم أنّ الجماعة لم تدعُ الحزب إلى حضور مؤتمرها في أيّار.
مشاركة حزب الله في مؤتمر الجماعة طرحت كثيراً من علامات الاستفهام حول شكل العلاقة التي تجمعهما ومستقبلها. من جهة، هناك من ربط انفتاح الجماعة على الحزب بالأحداث الماضية التي رافقت إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته من الرياض، وما تبعها من خطابٍ هادئ اعتمده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مع إعلان نيّته سحب قواته من سوريا والعراق. ومن جهة أخرى، هناك من وجّه اللوم وأصابع الاتهام نحو الجماعة، معتبراً دعوتها الحزب "خطوة ناقصة" تُضمر أبعاداً وأهدافاً ملتبسة. وهذا ما دفع فئة واسعة من جمهورها وخصومها إلى رثاء الثورة السوريّة، وكأنّها أصبحت في الجهة المعادية لها، لمجرّد مشاركة حزب الله في المؤتمر. 
من الناحية الشكليّة، يشير المسؤول الإعلامي لمؤتمر رابطة الطلاب المسلمين في الجماعة الإسلاميّة صهيب جوهر، لـ"المدن"، إلى أنّ الهدف من المؤتمر هو "عرض خطّة القطاع الشبابي في الجماعة للعام 2018 من ناحية الأنشطة والأعمال، وسينفصل إلى فقرات مفتوحة للنقاش مع الهيئات السياسية والطلابية، كما سيطلق الأمين العام للجماعة الإسلاميّة عزام الأيوبي موقفاً سياسيّاً قبل البدء بورشة عمل مغلقة".
وعن مضمون المؤتمر، يضيف جوهر: "ثمّة طروحات في المؤتمر تتماشى مع الخطوط العريضة لمؤتمر أيار. لكن الهدف الرئيسي، سيرتكز على هيكلة الرؤية الشبابية في صفوف الجماعة، وتفعيل دورهم في مختلف الميادين، مع التركيز على القضية الفلسطينية، وترسيخ مبادئ الخطاب الوطني الجامع". 
سياسيّاً، يرفض النائب عماد الحوت إدانة الجماعة بسبب دعوتها حزب الله إلى المؤتمر. ويقول لـ"المدن": "طبيعة المؤتمر طلابية وشبابية. لذلك، وبعدما أصبحت مؤتمرات الجماعة مفتوحة، حرصنا على دعوة جميع القطاعات الشبابية، من مختلف الأحزاب، بصرف النظر عن المواقف السياسية منها، بهدف تعزيز التواصل الذي تكرسه الجماعة على قاعدة الاحترام المتبادل لخصوصيّة كلّ فريق".
العلاقة مع حزب الله، يعتبرها الحوت حاليّاً في "حدّها الأدنى" وليست في أحسن أحوالها. غير أنّ الحزب في النهاية، "هو مكون لبناني ويمثل فئة واسعة من الناس. والأصل في العلاقة السياسية أن يكون هناك توافق". لكن، رغم الاختلافات الجذرية في المواقف والرأي، "محكومون أن نتعايش في ما بيننا. بالتالي، يبقى التواصل محطّة أساسية ومهمّة. من دون أن ننسى أن القضيّة الفلسطينيّة اليوم تشكل أرضية مشتركة مع حزب الله وباقي الأحزاب اللبنانيّة".
هذا المؤتمر، لا يحمل بُعداً انتخابياً، وفق الحوت. "توقيته ليس انتخابياً وإنّما سياسي". إذ "لا يمكن فصل قطاع الشباب عن البعد السياسي، لأنهما مترابطان".
وعند سؤاله عن الانتخابات، يسعى الحوت إلى أن يُخرج الجماعة في لبنان من دائرة الصراعات الخارجية، تحديداً مع السعوديّة، كي لا تصبغ خياراتها في التحالفات. "الموقف العام خارج لبنان لا ينعكس على الجماعة داخلياً. بالتالي، تبقى خياراتنا مفتوحة على الجميع، بما فيهم تيار المستقبل. والمسألة الفعلية، هي أنّ طبيعة قانون الانتخابات تجعل من الصعب حسم خياراتنا من الآن، لاسيما أنّ هذا القانون سيشكل حالة تنافسيّة حتى داخل اللائحة الواحدة. وهذا ما يجعل مهمة صوغ التحالفات، قضيّة شائكة تحتاج إلى نقاشٍ عميق، وتواصل مع جميع الأطراف".

مؤسسة «أديان»: الصهيونية وجهة نظر!

علي خليفة
في دليل للمدرب صادر عن معهد المواطنة وإدارة التنوع التابع لمؤسسة «أديان»، يرد نشاطٌ تحت عنوان «مكتوب عالجبين»، موضوعه «الصور النمطيّة»، يستعمل فيه المتدرّبون «أوراقاً مكتبية لاصقة صغيرة مكتوبة عليها صفات مسبقة». هكذا يتم تعريف النشاط الذي من بين أهدافه المعرفية المعلنة: «إدراك المشارك أنّنا نقوم جميعاً برمي صور نمطية على الآخرين، وكلّنا منمّط من الآخرين أيضاً»، فضلاً عن «فهم المشارك الأثر السلبي للصور النمطية ومدى أذيّتها للمتلقي».
أما الأهداف المهاراتية، فمنها «تعاطف المشارك مع نفسه ومع الآخرين». فيما تتضمن الأهداف القيمية والعملية للنشاط أن «يلتزم المشارك تقزيم صوره النمطية وإعادتها إلى ما هي عليه: مجرّد وجهة نظر مبنية على خبرة صغيرة، لا تشكل الحقيقة...».
جيد. لكن ما هي الصفات التي يقترح النشاط أنّها تشكّل مادةً للتنميط؟ يقترح النشاط الصفات الآتية: غبيّ ــــ وصوليّ ــــ صابئيّ ــــ أيزيديّ ــــ ميليشياويّ ــــ كذّاب ــــ مثليّ ــــ راقصة ــــ فاجر ــــ سارق ــــ قاتل ــــ ابن شارع ــــ إرهابيّ ــــ سنّية ــــ شيعية ــــ كرديّ ــــ صهيوني ــــ أميركي ــــ مسيحية ــــ سافرة ــــ رجل دين ــــ ملحد.
هلا سمحتم بإعادة قراءة الصفات المذكورة أعلاه؟ نعم، الصهيوني صفة تمّ دسّها بشكل مريب، كالسم في دسم الطبق الذي يقدّمه النشاط. المطلوب، وفقاً لأهداف النشاط، التعاطف مع من نحمّله هذه الصفة، وتقزيم الصورة النمطية التي تستدعيها. والصهيونية مجرّد «وجهة نظر» بين الناس الذين يدّعي كلٌّ منهم امتلاك كامل الحقيقة!
هذا أحد الأنشطة التي تروّج لها مؤسسة «أديان» من خلال أدلّة للتدريب تصدرها بتمويل خارجي، بريطاني وأميركي، ومن جهات ذات صبغة دينية محافظة كالهيئة الكاثوليكية للإغاثة. و«أديان» جمعية غير حكومية سعت وتسعى إلى فرض أجندة خاصة بها على وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء، وتمكّنت من التسلّل إلى ورش التطوير التربوي والسياسات التربوية من خلال تبنّي مفهوم ملتبس ومحطّ جدل كمفهوم «المواطنة الحاضنة للتنوع الثقافي والديني... إلخ».
لا نعرف هل يقرأ المسؤولون التربويون وأصحاب القرار التربوي بالأساس ما يوقّعون عليه، وإن قرأوه هل يقدّرون تقديراً حسناً أبعاد ما يقدمون عليه، فلا تبقى مناهجنا سليبة، والتزامنا مُصادراً، وأولادنا أبناء طوائف، فيما عدوّنا الأوحد، الصهيونية، «وجهة نظر».

فلسطين في المدارس ليست وجهة نظر متى تستعيد الدولة دورها الرقابي؟

فاتن الحاج ــ الاخبار ــ تتكرر الإشكالات بين أولياء التلاميذ وإدارات مدارس خاصة على خلفية استخدام معلومات أو أدوات تطبيعية مع إسرائيل، وتنتهي في كل مرة بإثارة الضجة، من دون أي تفعيل للدور الرقابي للدولة، لا سيما المركز التربوي الذي لا يملك سلطة مراجعة الكتب الأجنبية المستوردة على الأقل
إصرار معلمة في الليسيه فردان، التابعة للبعثة العلمانية الفرنسية، على استبدال فلسطين المحتلة بـ «إسرائيل» على الخريطة، ليس حادثة استثنائية وأولى من نوعها. هي واحدة من مئات الحوادث اليومية «غير المتفرقة» في المدارس الخاصة التي لا يخرج منها إلى العلن إلّا القليل. وقد لا يحدث الأمر بالضرورة في مدارس أجنبية تابعة لدول لا مشكلة لها مع إسرائيل، بل أيضاً في مدارس لبنانية تقرر أن تختار كتباً أجنبية مستوردة بالتركيز على مقاربتها لطرائق تدريس حديثة، من دون الالتفات ما إذا كان مضمون المادة يتعارض مع ثوابتنا الوطنية والقومية وخصوصيتنا الثقافية أم لا. عناصر كثيرة في المناهج الأجنبية قد تثير الريبة. من الوارد دائماً أن يعثر المراقب على كتاب معتمد في عدد من المدارس اللبنانية يتضمن «إسرائيل» على الخريطة وليس بالضرورة أن يكون كتاب تاريخ أو جغرافيا، بل قد يكون كتاب قراءة وتعبير لغوي كما هي الحال مع «wonders» الصادر عن دار النشر الأميركية «McGraw-Hill Education».
بعض المدارس التي تعتمد هذا الكتاب تشطب كلمة اسرائيل على الخريطة وتكتب مكانها كلمة فلسطين بقلم الرصاص. كذلك يمكن أن يتعرض الأولاد لقصص وروايات من الأدب العالمي قد يختارها معلمون بأنفسهم من دون أي إملاءات من إدارة المدرسة، وهي بعيدة أيضاً عن بيئتنا وجوّنا.
ولا تغيب عن الذاكرة القريبة الضجة التي أثارها، عام 2009، كتاب «تاريخ العالم الحديث»، الأميركي أيضاً، (يدرس في مدارس لبنانية تتبع النظام التعليمي الأميركي) لجهة اتهامه حركات المقاومة مثل حزب الله وحركة حماس والجهاد الإسلامي بالإرهاب. وبعضنا يتذكر كيف رفض معلمون في مدارس البعثة العلمانية الفرنسية في لبنان الوقوف دقيقة صمت، بطلب من البعثة يومها، على أرواح تلميذين يهوديين سقطا عام 2012 بنار شاب فرنسي من أصول جزائرية في مدرسة يهودية جنوب فرنسا.
في هذا المسار، لا يجب إغفال اشتراط الحكومة البريطانية عام 2014 وضع اسم «إسرائيل» (لا فلسطين المحتلة) على الخريطة الواردة في كتاب الجغرافيا، تحت التهديد بعدم صرف هبة مخصصة لدعم شراء الكتب المدرسية في المدارس الرسمية.
السبب في كل ذلك، ببساطة، تخلي الدولة، كسلطة موثوقة، عن دورها الرقابي على المناهج الأجنبية والبكالوريات المشرّعة، لا سيما البكالوريا الفرنسية والبكالوريا الدولية والبكالوريا الإنكليزية (CGE)، وبالتالي التهاون في فرض تطبيق القوانين اللبنانية التي تحظر التعامل مع العدو الإسرائيلي.

إسرائيل بدلاً من فلسطين في امتحانات البكالوريات الفرنسية والدولية والإنكليزية
لا سلطة للمركز التربوي
في السياق، لا يتردد أكثر من مسؤول في المركز التربوي للبحوث والإنماء في القول في أكثر من مناسبة، إن المركز، الجهة المخولة وضع المناهج التربوية وطباعة الكتاب المدرسي الرسمي، معني فقط بمراقبة الكتب المدرسية التي تنتجها دور نشر لبنانية خاصة، وهو يعطي الإذن باعتمادها بعد التأكد من عدم مخالفتها للمناهج الرسمية أو إثارة النعرات الطائفية. لكن المركز، بحسب المسؤولين التربويين، ليس لديه أي سلطة على الكتب المستوردة! أي أن تربية الأولاد ملزّمة للجهات الواضعة للكتب.

حادثة فردية؟
يصر معلمون في مدرسة الليسيه فردان وضع ما حدث، الأسبوع الماضي، في خانة «الحادثة الفردية» لا أكثر ولا أقل. هم شعروا بالإهانة، كما قالوا، «فالعداء لإسرائيل موضوع غير قابل للنقاش ولا نرضى بأي مساومة على هذا الموقف، وحريصون دائماً على عدم خرقه في كل مسألة قد تصادفنا إن في الصف أو المكتبة أو على المواقع الإلكترونية المفتوحة على كل الاحتمالات، ولم يسبق أن حدث أمر مشابه على مر تاريخ المدرسة، وسيكون لنا موقف مما حصل الأسبوع المقبل (هذا الأسبوع)».
وفي الوقائع التي يرويها هؤلاء المعلمون، أن في نظام المدرسة حصصاً تدخلها معلمتا اللغة الفرنسية واللغة العربية في الوقت عينه ويجري اختيار موضوع جغرافي معين مثل الجبال أو الأنهار أو الحدود وغيرها، فتتولى معلمة اللغة الفرنسية التحدث عن الموضوع في أوروبا مثلاً، فيما تقارب معلمة اللغة العربية الموضوع في لبنان. لا يخفي المعلمون بأنها المرة الثالثة التي تطرح فيها المدرّسة المسؤولة عن الحادثة، وهي معلمة فرنسية منتدبة لثلاث سنوات، استبدال فلسطين المحتلة بإسرائيل، للنقاش على الأقل شفهياً، إذ إنّ تحضير الخريطة المتعلقة بلبنان من مسؤولية معلمة اللغة العربية. وفي كل مرة كانت معلمة العربية تتصدى بالقول إن لبنان في حالة نزاع مع إسرائيل وقوانينا لا تسمح بذلك. في المرة الثالثة، استغلت المعلمة الفرنسية فرصة غياب معلمة اللغة العربية في بداية الحصة ووزعت على التلامذة خريطة مكتوب عليها إسرائيل. ولما اعترض عدد من التلامذة بقيت المعلمة مصرة على موقفها قائلة لهم «شو انتو بتعرفوا أكثر من غوغل؟!». في هذه الأثناء، دخلت إلى الصف معلمة اللغة العربية، وعندما همّت بتوزيع الخريطة التي تتضمن فلسطين، شكا لها التلامذة ما حصل، ما أثار انزعاج المعلمة الفرنسية فخرجت من الصف غاضبة.

الأهل يرفضون التبريرات
بعض أهالي التلامذة المعنيين بالحصة أبدوا استياءهم العارم من الحادثة. لؤي غندور الذي فجّر ما حصل على مواقع التواصل الاجتماعي قال: «صحيح أننا اخترنا النظام الفرنسي لتعليم أولادنا ويمكن أن يصادفوا أموراً بعيدة عن خصوصياتنا الثقافية، لكن ممنوع اللعب بالتاريخ والجغرافيا والعداء لإسرائيل». واستغرب غندور تبرير الحادثة بالقول إن المعلمة سحبت الخريطة من «غوغل» وهي ليست موجودة في الكتاب، خصوصاً أن الورقة ألصقت بالدفتر وباتت جزءاً لا يتجزأ منه أي بمثابة الكتاب وعليها علامة تحسب آخر السنة.
توافق إحدى الأمهات بأن ما تفعله هذه المعلمة هو سلوك يومي بدليل أنها استخدمت كلمة «israel» في صف القواعد باللغة الفرنسية في تمرين تطبيقي عن درس الـ «accent trema» بوضع نقطتين فوق حرف «e». وتبدو الأم مقتنعة بأنّ إدارة المدرسة لن تلجأ إلى أي تدبير عقابي بحق المعلمة «فالفرنسيون محميون».
رنا قانصو، والدة أحد التلامذة في الصف، تقول إنّ القضية أخذت لدينا بعداً استثنائياً لكونها تزامنت مع ما تتعرض له القدس من اعتداء. تستغرب «ضبضبة» ما حصل سائلةً: «هل أتت المعلمة إلى المدرسة من المريخ، أليست على علم بالأمر المتداول عالمياً؟ أو على الأقل ألم ينتبه موظفو السكرتاريا مثلاً للأوراق التي تم تصويرها في المدرسة؟».

ليست مؤامرة؟
إحدى المعلمات التي رفضت الإفصاح عن اسمها أوضحت «أن أبناءنا الذين يدرسون المناهج الأجنبية قد يتعرضون في أي وقت لهذا النوع من المعلومات والمعارف في وقت لا نسلّحهم بالمعلومات الكافية ليحاججوا بها، وهم لا يأخذون شيئاً عن تاريخ بلدهم والمنطقة العربية، أو على الأقل يجري ضغط البرنامج لمصلحة المواد التي تخدم شهادة البكالوريا الفرنسية أو البكالوريا الدولية، بحجة أن البرنامج اللبناني ينطوي على حشو وطرق غير تربوية وليس على المستوى العلمي المطلوب».
تروي كيف أن ابنها الذي يدرس المنهج الأجنبي يقول لها إنّ المحرقة اليهودية طالت أعداداً أكبر من يهود أوروبا وهم ظُلموا أكثر من الفلسطينيين، ما جعلها تحضر كتب غسان كنفاني عن المجازر الإسرائيلية «وأفتح نقاشات طويلة في البيت حتى اقتنع بما فعله الاسرائيليون بالفلسطينيين».
تقول المعلمة بثقة: «لنكن واقعيين وموضوعيين. ما يحصل ليس مؤامرة بالتأكيد. البعثة العلمانية الفرنسية تلتزم فعلاً القوانين اللبنانية». لكنها تسأل: «هل ننتظر من جمعية فرنسية غير مسيسة أن تقاتل من أجل حقوقنا؟ هل نتوقع من مدير أو موظف أو أستاذ فرنسي أن يضع لنا ملامح المتعلم وأهداف وكفايات التربية؟ أين قوانينا؟ لماذا لا نراقب تطبيقها؟». وترى «أننا مقصرون بحق أنفسنا، فالدولة لا تضع شروطاً وقيوداً على تعليم التاريخ والجغرافيا ولا تراقب الكتب المستوردة. وليس هناك موقف اجتماعي من هذه القضية أو رد فعل أو مناقشة للموضوع»، لافتة إلى أنّ «الفكر القائم على الجدل والنقاش هو فكر منفتح على كل الاحتمالات، وما ينقصنا هو وضع الأطر التي تناسب مجتمعنا».

قرار عربي مشترك
بالنسبة إلى سماح ادريس، العضو المؤسِّس في حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان، الحل يكون بأن يتخذ أكثر من نظام عربي قراراً مشتركاً بعدم استيراد هذه الكتب «ما أعرفه أن سوريا تلغي أي صفقة كتب سواء مدرسية أو غير مدرسية تتضمن تطبيعاً مع العدو الإسرائيلي». وفي انتظار هذا الحل الجذري وتغيير الكتب، ثمة إجراءات مرحلية، بحسب إدريس، تقضي بأن يعمم مديرو المدارس على معلمي الصفوف ضرورة الالتزام بالقوانين اللبنانية وعدم استخدام أي محتوى تطبيعي. لا يستبعد إدريس أن تقول لنا الكتب المعتمدة في النظام التعليمي الأميركي مثلاً بعد سنة أو سنتين بأن القدس هي عاصمة لإسرائيل. ويطالب الأهل بتنظيم عرائض ضد هذه الحوادث.

إدارة المدرسة: نحترم القوانين
أكد مدير مدرسة الليسيه فردان إريك كروب أن «المدرسة سترفع تقريراً إلى وزارة التربية يتضمن كل الإجراءات التي ستتخذها إزاء الحادثة». وأكد أن «مؤسستنا تدرس هذه المسلمات إلى التلامذة، وتحترم التعميم الذي وجهته الوزارة والذي يمنع اعتماد كلمة إسرائيل بدلاً من فلسطين في أي مستند أو كتاب».

وزارة التربية: لمعاقبة المخالفين
يتطلع المواطنون إلى أن تنفذ وزارة التربية تعميمها المتعلق باتخاذ الإجراءات القانونية والعقوبات المناسبة بحق الثانويات والمدارس الخاصة والرسمية التي قد تعتمد كتباً مدرسية تتضمن كلمة «إسرائيل» بدلاً من «فلسطين»، وأن تشرف على التقيد بما تنص عليه القوانين اللبنانية في موضوع التعامل مع العدو الإسرائيلي. وفي حيثيات التعميم الذي أصدره الوزير مروان حمادة (الصورة)، في 24 تشرين الأول الماضي، أي قبل شهر ونيف من حادثة الليسيه فردان، أنّ «بعض شركات مستوردي الكتب في لبنان تقوم باستيراد كتب تطبع في الخارج (تاريخ، جغرافيا، الفروض الصيفية،...) لجميع مراحل التعليم العام ما قبل الجامعي، وأن العديد من المدارس اللبنانية قد تعتمد مثل هذه الكتب لتحضير طلابها للبكالوريات الأجنبية حيث يكون هؤلاء الطلاب مضطرين للإجابة على الأسئلة خلال هذه الامتحانات وفقاً لما قد ورد في هذه الكتب حرفياً».
في حادثة الليسيه فردان، كلف رئيس مصلحة التعليم الخاص في وزارة التربية عماد الأشقر إجراء تحقيق في القضية ورفع تقرير مفصل إليه لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وبعد التحقيق تبين، بحسب الوزير، أن الخريطة المشار إليها مسحوبة عن موقع «غوغل» على الإنترنت وليست مدرجة أو معتمدة في كتاب من كتب المدرسة، وقد تم سحب الأوراق التي تحمل الخريطة من التلاميذ.

الأمن العام يرفع مسؤوليته
ينفي العميد نبيل حنون، مدير مكتب الإعلام في المديرية العامة للأمن العام، أن تكون المديرية قادرة على مراقبة عشرات آلاف النسخ من الكتب المستوردة التي تدخل إلى لبنان. «وما يحصل أننا نقرأ البيان الجمركي ونتوقف عند العناوين الملفتة للنظر».
حنون يوضح أن المديرية تلقت شكاوى تتعلق بدخول كتب تتضمن كلمة إسرائيل بدلاً من فلسطين، «وعندما تحققنا من الموضوع قيل لنا إن هذه الكتب تعود إلى صفوف البكالوريا الفرنسية وأن الامتحانات تصحح في السفارة الفرنسية والتلميذ مجبر على الإجابة كما هو وارد في الكتاب وإلا يخسر العلامة». يومها، تواصلت المديرية مع نقابة مستوردي الكتب وجرى الاتفاق على كتابة العبارة الآتية على هذه الكتب: «إن مضمون هذا الكتاب هو من مسؤولية دار النشر الأجنبي وتابع لمنهاج الدولة التي نشر فيها، لذلك فإن نقابة مستوردي الكتب في لبنان غير مسؤولة عن محتوى هذا الكتاب وفقاً للقوانين اللبنانية التي لا تعترف بالكيان الإسرائيلي».
* أستاذ المواطنية في الجامعة اللبنانية

التعليم الرسمي واقعه ومستقبله

فيصل زيود ــ بوابة التربية ـ التعليم الرسمي هو الأمل بوصول الطاقات من الطبقة الاجتماعية الفقيرة الى مراكز القرار، اين نحن من ذلك؟
بعد ان نخر الفساد الادارة واصبح ذلك عرفاً، للأسف ، نتعايش مع هذا الوضع كأن الأمل بالتغيير صار حلماً، فتغيرت اساليب الحصول على الحقوق بحيث نلجأ الى هذه السلطة التي هي السبب بما وصلنا اليه، ونشكرها بأنها تعطينا جزء من حقوقنا ونعيد انتخابها، وهكذا يتقاسمون الادوار فيما بينهم لاقتسام المغانم وتوزيع الفتات علينا، وأصبحت القيم في مجتمعنا المباهاة بمدى الاستزلام والتقرب من السلطة الحاكمة، حتى وصل الأمر الى السيطرة على النقابات فيما بينهم وتوزيعها لكل منهم حصة، وهكذا تلاشى الأمل بالتغيير عن طريق هذه النقابات التي هي دورها بالأصل جماعات ضاغطة، فاصبحت بمعظمها اداة لهذه السلطة من أجل لحفاظ على دولة المزرعة ، وكل ذلك للأسف بحجة الدفاع عن حقوق المذاهب.
هنا نسأل الدفاع عن الطوائف والمذاهب  ضد من؟ فمن يسلب حقوق ابناء الوطن هم انفسهم حتى أصبح الأمر هم الحاكم والحكم.
في السبعينات كان الأمل بالتغيير كبيرا من حيث وجود احزاب وطنية وتعليم رسمي اثبت وجوده وبرز الكثير من الوجوه لقيادة المرحلة القادمة، عند ذاك هذه السلطة نفسها قوضّت ما حصل من عدة طرق عدّة وأهمها كان ، بالسير بالحرب الاهلية وضرب المفهوم الوطني وصعود المفهوم المذهبي والطائفي، فضربت هذا الامل انذاك واصبح كوادر الاحزاب الوطنية هم ذاتهم تابعين لزعماء طوائفهم ويتباهون بمدى قربهم من الزعيم أو ذاك.
هنا كانت الضربة للقضاء على الامل بتغيير الواقع انذاك الذي كان على شفير حصول التغيير للانتقال الى الدولة المواطنية من دولة المزرعة، ولن ننسى في ذلك الوقت كان الزخم كبيرا لهيئات الرقابة التي تضمن وصول البعض عن طريق الكفاءة، وايضا حماية الحقوق دون اللجوء الاختباء وراء الزعيم لحماية الظهر او للترقي كما هو حاصل الآن منذ فترة طويلة.
وهذه الطبقة الحاكمة نفسها القديمة (المتجددة ) لم تكتفي بذلك خوفاً من عودة هذا المرحلة، فعملت على ضرب الأسس التي من الممكن ان يحصل التغيير من خلالها، عن طريق ضرب هيئات الرقابة وتقويض اسس التعليم الرسمي وهذا ما نلاحظ حصوله الآن فالمدارس الرسمية اصبحت مكاناً للعاطلين عن العمل لا بل اكثر من ذلك لتوظيف الازلام في هذا القطاع وسادت نغمة التعاقد واصبح التعليم الرسمي يعج بالبطالة المقنعة واصبحت المدارس بكل منطقة حكرا على الجهة القابضة عليها كأننا في نظام كانتونات غير معلن ولكنه مطبقا بدقة، والتعيين في الادارات رهن بمن تريده هذه الجهة او تلك، والنقل بحاجة او بدون حاجة لا مشكلة ما زال يحصل بارادة الجهة النافذة، والنقابات التي بالاصل وجدت للدفاع عن حقوق هؤلاء هي بيد الجهة النافذة.
للأسف لم يتوقف الامر هنا بل امتدت يدهم على هيئات الرقابة، الخوف ان تنزلق الى ان تكون مطية بيد السياسيين وهذا ما بدأت بوادره بالظهور {وما زال املنا كبيرا بهيئات الرقابة التي. يوجد فيها الكثير من الشرفاء}، هذه الطبقة التي اصبحت تمسك بجميع مرافق الدولة فكان ضحيتها التعليم الرسمي حيث اصبح ينازع بظل الكثير من المدراء الذين هم تابعين للجهات النافذة، لا يستطيع منافسة القطاع الخاص واقتصر دوره لخدمة الجهات الحزبية والمناطقية والمذهبية، لا بل الكثير من قرارات النقل والتعيينات هناك الكثير من علامات الاستفهام عليها.
في النهاية نقول لا امل بالتغيير في ظل هذه السلطة الطائفية وسيادة منطق الاستزلام والتبعية، إلاّ  بتغيير هذه السلطة والانتقال من دولة المزرعة واقتسام المغانم الى رحاب دولة الوطن والمواطنية، الى ان نصل الى ذلك، وهذا اصبح حلماً، تصبحون على خير

دليل لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة

بوابة التربية: أصدرت هيئة تنسيق لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة في لبنان دليلاً يتناول حقوق وواجبات لجان الأهل في حال ممارستها بشكل كامل وصحيح سترفع من شأن العملية التعلمية بشكل ملحوظ كما ستضع معايير لمراقبة الموازنة المدرسية ضمن الاطر القانونية.
هو دليل مبسط يوضح صالحيات وحقوق وواجبات لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة المذكورة في القوانين والمراسيم النافذة، القانون 11/81– تعديل الاحكام المتعلقة بمراقبة زيادات الأقساط والرسوم في المدارس الخاصة غير المجانية، والمرسوم 4564 – تحديد دقائق تطبيق القانون رقم 11/81 المتضمن تعديل الأحكام المتعلقة به، كما القانون 515/96 – تنظيم الموازنة المدرسية ووضع اصول تحديد الأقساط المدرسية في المدارس الخاصة غير المجانية واحكام متفرقة.
يأتي الدليل في وقت ان القسم الأكبر من الأهل ولجان الأهل يفتقرون الى المعرفة المتكاملة في دقائق هذه القوانين وحقوقهم وواجباتهم، وهي هامة واساسية كونها تتمحور في جانبين اثنين اساسيين:
1 -درس واقرار الموازنة وبالتالي القسط المدرسي وما يترتب على الأهل من دفعات على شكل اقساط
2 -مراقبة وتحسين الحياة المدرسية وكل ما يخص اولادهم باستثناء العملية التربوية
والتعاون مع الإدارة المدرسية والتنسيق معها لما فيه مصلحة الأولاد ضمن حدود النظام الداخلي للمدرسة والنظام العام.
وستتولى (بوابة التربية) نشر الدليل قريباً

موظفو المركز التربوي: اضراب مفتوح من الأثنين حتى تحقيق المطالب

بوابة التربية ــ دعت رابطة موظفي المركز التربوي للبحوث والانماء، جميع العاملين في المركز التربوي والوحدات التابعة له ودور المعلمين والمعلمات ومراكز التدريب، إلى الإضراب المفتوح، في مراكز عملهم، ابتداء من يوم الاثنين 18-12-2017 وحتى تحقيق المطالب لجميع مستخدمي ومتعاقدي واجراء المؤسسة.

صدر عن رابطة موظفي المركز التربوي للبحوث والانماء البيان التالي:
تضامنا مع المؤسسات العامة، وبظل الأوضاع التي يعيشها مستخدمي ومتعاقدي واجراء المؤسسات العامة غير  الخاضعة لقانون العمل ومنهم المركز التربوي للبحوث والانماء، الذين لم يستفيدوا الى اليوم من مفاعيل القانون 46/ 2017 الخاص بسلسلة الرتب والرواتب، واسوة بباقي موظفي القطاع العام، قد باشر المركز التربوي بتطبيق هذا القانون لجهة تطبيق الحد الاقصى للعمل الاضافي منذ 21 آب  2017، وبعد صدور التعميم رقم 29\2017، وانسجاما مع المطالب التي نراها ضرورية ومحقة،
تدعو رابطة موظفي المركز التربوي للبحوث والانماء، جميع العاملين في المركز التربوي والوحدات التابعة له ودور المعلمين والمعلمات ومراكز التدريب، إلى الإضراب المفتوح، في مراكز عملهم، ابتداء من يوم الاثنين الواقع في 18 كانون الأول 2017 وحتى تحقيق المطالب التي نعتبرها من الحقوق المكتسبة لجميع مستخدمي ومتعاقدي واجراء المؤسسة،  وهي كالاتي :
أولاً – الإسراع بإصدار المراسيم الخاصة بتحويل سلاسل رواتب مستخدمي المؤسسات العامة تطبيقاً للقانون رقم 46 / 2017.
ثانياً – إعطاء ثلاث درجات استثنائية للمستخدمين في هذه المؤسسات، أسوة بموظفي الإدارات العامة، وذلك التزاماً بمبدأ المساواة بين الجميع وتطبيقا للقانون المذكور آنفا.
ثالثاً – التشديد على احتساب سلاسل رتب ورواتب العاملين في المؤسسات العامة بطريقة تتآلف مع أنظمة كل منها، نظراً إلى طبيعة عمل كل مؤسسة والهدف من إنشائها.
رابعاً – إخضاع المستخدمين في هذه المؤسسات لنظام التقاعد المعمول به في الإدارات العامة.
خامساً ــ إفادة المستخدمين في المؤسسات العامة من تقديمات تعاونية موظفي الدولة.
كما وتعلن الهيئة الإدارية عن مشاركتها في المؤتمر الصحفي الذي سيعقد في مركز الاتحاد العمالي العام الساعة 11 من صباح يوم الاثنين الواقع في 18-12-2017

افتتاح أعمال مؤتمر البحث العلمي في الاداب في المعهد العالي للدكتوراه

وطنية - افتتح عميد المعهد العالي للدكتوراه في الاداب والعلوم الانسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية البروفسور محمد محسن ممثلا رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، مؤتمر البحث العلمي في الآداب 1 - اتجاهات وأبعاد، رواية للأديبة الروائية حنان الشيخ "حكايتي شرح يطول": قراءات متعددة قبل ظهر اليوم في قاعة العميد محمد الشهال في المعهد، بحضور عدد من الاساتذة والشخصيات الفكرية والادبية.
بعد النشيدين الوطني والجامعة اللبنانية وقبل بدء الجلسة الاولى، قدم العميد محسن باسم رئيس الجامعة البروفسور أيوب الى الاديبة الشيخ درع الجامعة اللبنانية.
حمدان
ثم بدأت الجلسة الاولى تحت عنوان الرواية بين الدراسات البيئية والدراسات المتعددة الاختصاصات بكلمة لمديرة الجلسة الدكتورة ديما حمدان، حيث عرفت بالأديبة الشيخة وتكلمت عن مسيرتها وأهم منشوراتها.
محسن
ثم القى العميد محسن كلمة قال فيها: "نلتقي صباح هذا اليوم بحضوركم الأكاديمي المميز وبحضور الروائية المبدعة السيدة حنان الشيخ لنسلط الضوء على مسألتين هامتين: الأولى جماليات الرواية وفن الرواية لإمرأة جميلة وثائرة ذكية وطيبة، أغنتها التجربة المرة في هيكل العائلة والأقارب والجيران والزوج والأولاد والأحباب بين الجنوب ومدينة بيروت، وشكلت شخصيتها المتأرجحة بين العادات والتقاليد الموروثة ومتطلبات العيش في المدينة للعائلات النازحة من جغرافيا الفقر إلى الأحياء الداخلية للمدينة المكتظة بالوافدين، الذين يبحثون عن حياة جديدة تحسن من أوضاعهم الإقتصادية وتأخذهم إلى آفاق مفتوحة وواسعة نحو المستقبل.
ثانيا: ستشكل الرواية منصة إنطلاق إلى تعقيدات البحث العلمي الأدبي في إطار المناهج البينية والمناهج المتعددة الأبعاد، محاولين خلال ثلاث جلسات أن تساهم في إيضاح موضوعات وتفاصيل الرواية من زاوية متعددة.
في الوقت الحاضر، يتطلب البحث العلمي الأدبي بشكل عام وفي مجالات العلوم الانسانية والاجتماعية عناية خاصة، نظرا لتشابك العلوم بين بعضها البعض وقصور إستخدام المناهج الآحادية في تقديم تفسيرات وشروحات لقضايا معرفية ولحالات معقدة تهم المجتمع. إن ذلك يحتم علينا ان نفكر جديا كأكاديميين وكباحثين وكمسؤولين في إعادة النظر المرحلي والمتدرج في طريقة مقاربتنا للأبحاث خاصة في العلوم الإنسانية وبالتحديد في المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية، فالبحث البيني والمتعدد المناهج يتطلب التدريب والممارسة البحثية الجدية لنسج المعلومات والإحصاءات والتقنيات والأدوات البحثية والمقاربات والمفاهيم والنظريات من أكثر من منهج من مناهج العلم والمعرفة من أجل التوصل إلى فهم أفضل وأعمق والتوصل إلى حلول للقضية أو للظاهرة أو للحالة التي ندرسها. مثلا إذا أردنا أن ندرس ظاهرة العنف والتطرف والإرهاب في منطقتنا، لا يمكن مقاربة هذا الأمر إلا من خلال إكتشاف الأبعاد النفسية والإجتماعية والتربوية والإيديولوجية لنفهم بشكل أفضل وأعمق الأسباب التي أدت إلى هذه الأعمال الإجرامية، لنتمكن من الوصول إلى المقترحات والحلول الناجعة لإحتواء هذه الظاهرة والقضاء عليها. فإذا هي حالة تتطلب توظيف معلومات وإحصاءات ووسائل ونظريات من علم النفس وعلم النفس الإجتماعي والعلوم الإجتماعية والعلوم التربوية والعلوم الدينية، لكي نصل إلى تفسير جدي ورصين لحالتي التطرف والإرهاب".
اضاف: "حتى نتمكن من تأصيل هذا النوع من التفكير البحثي - النقدي في إنتاج الأبحاث وفي الإشراف على أبحاث طلاب الماستر والدكتوراه، علينا أن نرسم خارطة طريق علمية توصلنا إلى الأهداف المنشودة، آخذين في الإعتبار الأمور والتحديات التالية:
- رسم سياسة بحثية تنموية تتضمن خطط وبرامج واضحة لإزالة كل العوائق التي تقف في وجه إجراء وتنفيذ الأبحاث المتعددة المناهج والإستفادة من التجارب المحلية والعالمية وتأسيس مشاريع بحثية مشتركة بين الجامعة اللبنانية ومؤسسات الدولة والمنظمات غير الحكومية والمنظمات العالمية والبحث عن طرائق متنوعة لتمويل الأبحاث ذات الديمومة المستمرة.
- تضمين البرامج التعليمية للاجازة مقررات نظرية ومنهجية تتضمن كيفية مقاربة الموضوعات من زواية منهجية متعددة.
- إتاحة الفرص لطلاب الماستر والدكتوراه أن يمتلكوا خبرة معرفية معمقة في أكثر من حقل معرفي إضافة إلى حقلهم التخصصي الدقيق وأن يكتسبوا مهارات وخبرات في مؤسسات ومنظمات أكاديمية وغير أكاديمية.
- السعي لأن يكون الباحثين والأساتذة الذين يشرفون على رسائل الماستر وأطاريح الدكتوراه وممن يرغبون في إستخدام المناهج المتعددة الأبعاد إتقان اللغات الأجنبية وفهم أوسع وأعمق للثقافات والمعارف والإتجاهات الفكرية الأخرى وعليهم تدريب الباحثين المساعدين الذين يعملون معهم سواء كانوا طلابا أو أساتذة في مختلف أوجه الحقول المعرفية ذات الصلة.
- يجب على المؤسسات البحثية أن تساهم في تنظيم حلقات بحثية ومقررات تدريبية في المناهج المتعددة وإدارة الأبحاث وتقديم خدمات تقنية وإحصائية للأساتذة والطلاب في مجالات غير حقولهم التخصصية الدقيقة لإغناء عملية البحث العلمي.
- تأسيس فرق بحثية بإدارة أساتذة لديهم خبرات واسعة في مجالات البحث العلمي المتعدد المناهج للعمل على أبحاث معمقة في هذا المجال وإلحاق الطلاب بتلك الفرق والإستفادة من الباحثين الموجودين في مؤسسات أخرى.
- تأمين موازنات مالية كافية تلحظ تعقيدات ومتطلبات الأبحاث المتعددة المناهج للوصول إلى النتائج المرجوة وفق عاملي النطاق والوقت.
- إنشاء مجلة بحثية متخصصة في الدراسات والأبحاث البينية والمتعددة المناهج لإرساء معالم الإتجاهات الحديثة ولتشجيع الباحثين على النشر.
- إجراء تعديلات هيكلية في المؤسسات الجامعية ومنها الجامعة اللبنانية لمواكبة النهج الجديد - القديم في مقاربة الأبحاث".
الشيخ
ثم كانت كلمة الاديبة الشيخ عن التجربة الروائية الشخصية، حيث بدأت مسيرتها في الكتابة من عمر 14 سنة، تكتب عن شؤونها ومشاعرها وتنزل من بيتها في رأس النبع الى جريدة النهار في ساحة البرج، لتنشر ما تكتب في صفحة تخص منشورات الطلاب والقراء، بعد ذلك سافرت الى القاهرة من اجل اكمال تعليمها حيث نالت الشهادة التوجيهية وهناك بدأت بكتابة اولى رواياتها، وبعدها قامت بتحقيقات هامة جدا في مسيرة حياتها حيث قابلت السيدة أم كامل الاسعد تلك الشخصية القوية جدا ومع 21 شخصية سياسية واجتماعية هامة وتحدثوا اليها عن حياتهم العاطفية في مطلع شبابهم، ثم كانت اولى رواياتها تحت عنوان انتحار رجل، وراحت فيما بعد تكتشف مقدرتها الادبية والكتابية الكبيرة، وعن ذهابها وحياتها مع زوجها في الخليج لتكتب وتنظر الى المرأة والرجل نظرة تختلف عن ما كانت تراه في لبنان، وتنشط في كتاباتها الى أن عادت الى لبنان قبيل اندلاع حرب 1975 لتذهب بعدها مع عائلتها وتعيش في لندن، وتمارس عملها في الكتابات الروائية.
معلوف
ثم كانت مداخلة الدكتورة مي معلوف حيث تحدثت عن "وضع العلوم الانسانية في البحث العلمي والادبي، ودورها في نهضة الشعوب حيث صدر تقرير عن الكونغرس في سنة 2015 يتكلم عن دور الانسانيات التي تعطي اطارا فكريا في العلم والمعرفة، أي المعرفة ذات المعنى، والتي تساعدنا على فهم الاقتصاد العالمي من خلال معرفة المجتمعات والاقتصادات المختلفة في العالم. فيوجد كثير من الباحثين الذين لا يرون دورا الا للعلوم العلمية وبالتالي الموازنات التي توضع للعلوم الانسانية تكون متدنية ومتدنية جدا، فالانسانيات مشتقة من انسان وبالتالي على الاساتذة التوجه الى الانسانيات بمفهوم اوضح واشمل لانها تبني القيم والمفاهيم الانسانية التي هي قاعدة الحياة الانسانية والاجتماعية". 

احتفال في الطيبة لتكريم طلاب مركز الإمداد من ذوي الاحتياجات الخاصة

وطنية - نظم مركز "الإمداد" للتربية المختصة - بعلبك، برعاية إتحاد بلديات بعلبك وبالتعاون مع جمعية "تشارك" للعمل الانمائي، إحتفالا تكريميا لطلابه من ذوي الاحتياجات الخاصة في مركزه في بلدة الطيبة البقاعية، بمناسبة عيدي المولد النبوي الشريف والميلاد المجيد، في حضور رئيس إتحاد بلديات بعلبك نصري عثمان ونائبه شفيق شحادة، رئيس بلدية مقنة فواز المقداد، ممثل بلدية بعلبك فؤاد بلوق، رئيس جمعية "تشارك" رامي ناصر أمينة سر الجمعية المحامية إنصاف عواضة، مدير مكتب الإعلام في إتحاد بلديات بعلبك إبتسام الحريري ومربين وفاعليات وأهالي الطلاب.
وبعد تلاوة من الذكر الحكيم للتلميذ مهدي شكر، والنشيد الوطني ونشيد الإمداد، وألقت علا الديراني كلمة الإدارة منوهة "بكل من قدم ويقدم الدعم والرعاية لذوي الحاجات الخاصة في مركز الإمداد".
ثم تحدث ناصر، فأكد أن "تنمية العقول لا تقل قدرا عن تنمية البنى التحتية، ومحاربة الجهل لا يقل قدرا عن مقاومة العدو في ساحة الميدان، وتضافر الجهود هو السبيل الوحيد للتنمية الصحيحة".
بدوره أكد عثمان "اننا نمد اليد لمركز الإمداد ونعتبر أنفسنا شركاء معه ومع جمعية تشارك، وسيبقى دعمنا لجهودكم لا حدود له، لأن أعمالكم من أنبل الأعمال الإنسانية".
ثم قدمت فرقة من التلامذة من ذوي الاحتياجات الخاصة عرضا موسيقيا، واستمع الحضور للمنشد عباس عثمان الذي قدم فقرة من وحي المناسبة، وفي الختام وزع راعي الإحتفال وعواضة والحريري هدايا ل185 تلميذا، وقدمت الأدوات الموسيقية لتقوية الفرق الفنية من التلامذة وتدريبها عبر المنسق المهني علي علوه. 

وقفة تضامنية مع القدس في الجامعة اللبنانية في زحلة

وطنية - أقامت جمعية شباب المشاريع في البقاع، ومكتب الشباب والرياضة في حركة "أمل" وقفة تضامنية مع القدس، في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية - زحلة.
وألقى كلمة شباب "المشاريع" الطالب علي قرعوني كلمة قال فيها: "تمسك العرب والمسلمون بالقدس عاصمة لفلسطين، ورفضهم لاعتبارها عاصمة للكيان الذي اغتصب الحقوق واحتل الأرض ظلما وعدوانا".
ثم ألقت كلمة مكتب الشباب والرياضة في حركة "أمل" الطالبة زينب أبو حمدان تحدثت فيها عن "أهمية القدس في التاريخ والتراث والهوية العربية".
والقت الدكتورة سابين معلوف كلمة مختتمة الوقفة التضامنية الجامعة. 

رابطة الطلاب المسلمين في صيدا تنظم وقفة احتجاجية دعما للقدس

وطنية - نظمت رابطة الطلاب المسلمين في صيدا وقفة احتجاجية دعما للقدس وأهلها بوجه قرار الرئيس الأميركي الجائر المتعلق بالقدس.
بدأ اللقاء بمسيرة انطلقت من عدد من المدارس والمعاهد الحكومية والخاصة، ولما وصلت المسيرة ساحة الشهداء، افتتحت وقفة تضامنية بقراءة للقرآن الكريم، تلتها كلمات ومشاركات لطلاب وطالبات، واختتمت بأنشودة ودعاء للقدس، وانتهت الوقفة بصلاة المغرب في مسجد الشهداء.
إشارة إلى أن رابطة الطلاب المسلمين أطلقت وساهمت مؤخرا في عدد من الفعاليات المتضامنة مع القدس وأهلها. 


احتفال جمع 300 متطوّع في «اليسوعية» الحركة الإجتماعية تتسلّم جائزة تفادي النزاعات

اللواء ــ تسلّمت جمعية «الحركة الاجتماعية» التي أسسها المطران غريغوار حداد عام 1961، «جائزة السلام وتفادي النزاعات» التي تمنحها سنويا مؤسسة «غزال» الفرنسية العاملة تحت جناح «La Fondation de France « (المؤسسة الفرنسية)، خلال احتفال في جامعة القديس يوسف في بيروت، بحضور اكثر من 300 موظف ومتطوع من فريق عمل الحركة.
قدّمت الاحتفال المتطوعة في الحركة والاعلامية صبحية نجار، معرفة «بمسيرة مؤسسة رائدة في العمل التنموي من اجل الانسان الفرد ونبذ الطائفية والعنف».
وتحدّث رئيس جمعية الدياسبورا اللبنانية ما وراء البحار نعوم أبي راشد عن رئيس مؤسسة غزال ميشال غزال «الرجل العصامي المكافح الذي استطاع إكمال تعليمه في الحقوق في الجامعة اليسوعية بفضل منحة من الأب دوكرويه، ثم بادر عندما وصل الى أعلى المراتب الى منح طلاب من لبنان فرصا مهمة لإكمال تعليمهم الجامعي في أهم الجامعات».
أما غزال فأكد «أهمية الحوار بين البشر والإصغاء والتعايش والعمل بالمجان من أجل التنمية والانسانية، وتقبل الآخر كما هو».. ثم سلّم الجائزة للمسؤولة التنفيذية للحركة الاجتماعية تمام مروة.
وتحدّث كل من العضو في اللجنة التنفيذية في الحركة الاجتماعية المحامي ندي تيان، والبروفسورة أوغاريت يونان عن المفهوم الذي تعمل على أساسه الحركة الاجتماعية وتعزيز التلاقي والاختلاط بين اللبنانيين جميعا.
وكان ختام الاحتفال مع الموسيقى وعازف الكلارينت والمسرحي طارق بشاشة المتطوع أيضا في الحركة الاجتماعية.
وتمنح مؤسسة غزال هذه الجائزة سنويا إلى جمعية وطنية تساهم في الحد من التطرف والنزاعات.
وللمناسبة أوضحت المسؤولة التنفيذية للحركة تمام مروة أن «تسمية الحركة الاجتماعية لجائزة عنوانها السلام والحد من التطرف والعنف يعتبر قيمة بحد ذاتها كونه يعيد التركيز على رسالتها الاساسية في بناء مواطنية فعالة وايجابية، خاصة في زمن التطرف والارهاب».

هل العربية لغة صعبة؟
 الاخبار ــ بهية بعلبكي ــ في اليوم العالمي للغة العربية، ذكرى اعتماد العربية بين لغات العمل في الأمم المتحدة، ثمة حاجة لرفع الصوت لتيسير تعلّم اللغة وتعليمها، من مثل تهذيب العاميّ القابل للتفصيح أو إفساح الفصحى لتبنِّي مفردات عاميَّة ترجع إلى أصلٍ فصيح، فضلاً عن تطوير استراتيجيات هذا التعليم وتقنياته
«اللغة مظهر من مظاهر الابتكار في مجموع الأمة، فإذا هجعت قوة الابتكار توقفت اللغة عن مسارها؛ وفي الوقوف التقهقر، وفي التقهقر الموت والاندثار، فمستقبلها يتوقف على مستقبل الفكر المبدع الكائن في مجموع الأمم التي تتكلمها، فإن كان موجوداً كان مستقبل اللغة عظيماً كماضيها، وإن كان غير موجود فمستقبلها سيكون كحاضر السريانية والعبرانية». هذا ما قاله الأديب جبران خليل جبران، ترى، هل كان يتصور أن العبرية ستتجدد وتقوم من بين الركام بينما العربية تتراجع إلى الصفوف الخلفية؟
غالباً ما يحتج كثيرون بأن اللغة العربية لغة صعبة، بل يجعلونها اللغة الأصعب في العالم، إذ يصنف المتحدثون بالإنجليزية كلغة أولى اللغات الأخرى إلى سهلة ومتوسطة وصعبة؛ أما السهلة فهي اللغات المشابهة للإنجليزية والقريبة منها، مثل الإسبانية والبرتغالية والفرنسية والإيطالية، والمتوسطة هي اللغات ذات الفوارق الكبيرة عن الإنجليزية، مثل الهندية والروسية والتركية وغيرها؛ في حين تبدأ قائمة أصعب اللغات باللغة العربية ثم اليابانية والصينية والكورية، رغم أن هناك نحو 450 مليون شخص حول العالم يتكلمون اللغة العربية اليوم.

أولاً: إلامَ تُعزى صعوبة اللغة العربية؟
تُعزى صعوبة اللغة العربية إلى بعض ما تختص به:
أ- على صعيد الحروف: مدخل كلّ لغةٍ هو حروفها، وعدد حروف اللغة العربية (27 حرفاً) ضئيلٌ جدّاً بالنسبة لآلاف الحروف في الصينية واليابانية! لكن صعوبة تعلّم حروف اللغة العربية تكمن في:
تعدد أشكالها ما بين الحرف منفصلاً والحرف متصلاً، وتعدد أشكال الحرف بحسب موضعه في الكلمة: في أولها وفي وسطها وفي آخرها؛ قبول بعضها للاتصال من الجهتين، بينما نجد أخرى قابلة للاتصال من جهة اليمين (ر- د-...الخ)؛ إعجامها بالنقاط، تشابُهُ بعضِ الحروفِ في كتابتها كالجيمِ والحاءِ والخاءِ، تشابُهُ بعضِ الحُروفِ المتقاربة المخرج في النُّطق كالضَّادِ والدَّالِ، وجودُ حروفٍ تُكْتَبُ ولا تنْطَق، وأصواتٌ تُنْطَقُ ولا تُكْتَبْ، وجود الأصوات القصيرة (الفتحة، والضمّة، والكسرة)، والأصوات الطويلة (الألف والواو والياء الساكنة)، وضرورة تعلّم كتابة كلّ حرفٍ من حروف اللغة العربية مع كل حرفٍ من حروف المدّ الثلاثة، وجودُ الحُروف المُضَعَّفة أي المُشدَّدة، صعوبةُ تمييزِ النُّطقِ بـ (ال) التعريف في الحروف الشمسيَّة والقمريَّة، صعوبةُ نُطْقِ عين الفِعل لبعض الأفعال...إلخ
ب - على صعيد الإعراب: اللغة العربية معربة، وعلم النحو وهو علم يبحث في ما يطرأ على أواخر الكلمات من تغيرات وفق تغير موضع الكلمة في النص؛ وتكمن صعوبة تعلم النحو في الحشو والاهتمام بما لا يُستخدم ولا يُنتفع به، وعدم تدريس القواعد الوظيفية كما ينبغي.
ج ـ على صعيد المفردات: العربية هي أغنى لغات العالم بما اصطلح على تسميته بالمترادفات (وإن كنت أوافق الدكتور محمد شحرور حين يقول أن لا مترادفات في العربية، إذ لكل كلمة معناها الخاص). مثلا هناك عشرات الأسماء للحب ومقاماته: من تَيْمم، تَعَشُّق، تَعَلُّق، تَلَطُّف، تَوَلُّه، جَوى، حُبّ ، شَغف، شَغَفٌ، صَبابة، صَبْو، صَبْوَة، غَرَام، كَلَف، لاعج، لَوْعَة، مَحَبَّة، مَوَدَّة، هَوى، هُيَام، وَجْد، وَلَع، وَلَه، وُدّ، وُلُوع، وِداد، وِدّ، وِصَال؛ هذا فضلاً عن المتضادات...
د - على صعيد الثنائية اللغوية ما بين الفصحى والعامية: تُستَخْدَمُ الفُصْحى بشكلٍ رئيسٍ في المَحافلِ الإعلاميَّةِ والتَّربويَّةِ والعِلْمِيَّةِ والأَدَبِيَّةِ، بينما تَطْغى اللَّهْجَةُ المَحْكِيّةُ على معظم جوانب حياتنا. وتُحدَّدُ الفُصحى بأحكامِ الصَّرفِ والنَّحوِ بينما يُطلَق العَنانُ للعاميّة. وأدى ذلك الى مزاحمة العامية للغة الفصحى في ميادين ينبغي أن تكون للفصحى دون غيرها، مثل قاعات التدريس حيث تزاحم العاميةُ اللغةَ العربيةَ الفصحى في قاعات الدرس، داخل المدرسة والجامعة، فنجد تدريس العلوم المختلفة يتم بالعامية، فتُهان على يد مَنْ يُفترض فيهم إعلاء شأنها، وإعادة مجدها. إن طلابنا في المدارس والجامعات لا يعرفون الفصحى إلا مكتوبة فقط، أما العامية - التي تحاصرهم في كل مكان - فتقرع آذانهم داخل الصفوف، والمحاضرات العامة، والندوات، والخطب؛ حتى المناقشات الأكاديمية تختلط فيها العامية بالفصحى في معظم الأحيان، مما يذهب برونق الفصحى وجمالها.
هـ - الازدواجية اللغوية ومزاحمة اللغات الأجنبية للغة العربية في عدة ميادين: الحوار اليومي بين المثقفين، الإعلانات الرسمية والتجارية، التدريس في كليات الطب والصيدلة والهندسة باللغات الأجنبية فقط، السماح بتدريس الرياضيات والعلوم باللغة الأجنبية في التعليم الأساسي. ولسنا ضدّ تعليم اللغات الأجنبية وتعلمها، إنما المؤسف أن يحصل ذلك قبل تمكن التلاميذ من لغتهم الأصلية.
و- إفراد المناهج الدراسية حيّزاً واسعاً للغات الأجنبية والمواد التي تدرّس بها.

ثانياً: إجراءات علاجية
أ‌- حبذا لو يُعتمد حلّ الشيخ العلامة عبد الله العلايلي لإشكالية العامية عبر «تهذيب العاميّ القابل للتفصيح وإجرائه على موازين الفصحى»، أو «إفساح الفصحى لتبنِّي مفردات العاميَّة التي ترجع إلى أصلٍ فصيح ولو محرَّفًا...». وتجربة مارون عبود في هذا المجال نموذج يُحتذى. كما يرى العلايلي أنَّ اللُّغة المهذَّبة ويسمِّيها «المعطيَّة» (لغة الحياة عند جبران خليل جبران)، تحتاج «لتستقيم وتنتشر الى اعتمادها في مراحل التَّعليم المختلفة، وبذلك تقترب من اللُّغة الأدبيَّة الرفيعة وتتَّصل بها صلةً متينة».
ب‌- ضرورة قيام التفتيش التربوي والإرشاد والتوجيه والمنسقين في المدارس، وكذلك الإعلام والجمعيات الثقافية والأدبية والمؤسسات التربوية والجامعية بتوعية الجمهور العربي على خطر تدهور اللغة العربية وما ينتج عن الالتزام بالفصحى من تفاهم بين أبناء الوطن العربي وحفاظ على التراث العربي الأصيل.
ج - تشجيع المسؤولين والإعلاميين كي يكونوا قدوة صالحة بالتمسك بالفصحى.
د - إعادة النظر في فرض تعليم المواد المختلفة باللغات الأجنبية في التعليم الأساسي.
ه- تشريع القوانين اللازمة - أو تفعليها في حال وجودها - لمنع استعمال اللغات الأجنبية في الإعلانات الرسمية والتجارية، وأسماء الشركات والمصانع، والمحلات التجارية، والمنتجات، الخ. على غرار مشروع «إلزامية اللغة الفرنسية» المشرع في فرنسا سنة 1994، فنردّ للغة العربية كيانها وعزتها التي كادت تفقدها بين أهلها.
و- العمل على تكوين قاعدة علمية في الوطن العربي، تكون نقطة الانطلاق للمشاركة في التقدم التقنيّ، ليكون العالم العربي مشاركاً في صنع التكنولوجيا، لا مجرد مستهلك لها.
ز ـ العمل على تعريب التعليم الجامعي ما أمكن. لكن لا ينبغي أن تملأ لغتنا بكلمات أجنبيَّة معرَّبة من دون رادع، ونذكر هنا بما قاله العلايلي عن ضرورة إحياء ما دعت إليه مدرسة الكوفة، وإباحته للمستعمل والواضح: فما «قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب». واشترط أن «يُنقل المصطلح على مقتضى نطق الحروف العربيَّة البحتة، وأن يراعى في المنقول وزن عربي محفوظ لا يزيد على سبعة أحرف، فإذا زاد أُنقص بشكلٍ لا يخلُّ بالعلم».
ح - مواكبة التقدم العلمي بوضع مصطلحات علمية موحدّة، وهنا دور مجامع اللغة العربية في توحيد المصطلحات بين العرب ونشرها كي لا تظل رهينة المعاجم. والأفضل وضع المصطلحات بدلاً من تعريبها.
ط- تسهيل تعلم العربية وإتقان تعليمها: اذا أردنا النهوض بالعربية نحو مجتمع المعرفة، فلا مناص من العمل على إتقان المعلمين لها وتيسير تعلّمها وتعليمها وتطوير مناهجها باستمرار، وتحديث استراتيجيات التعليم وتطويرها باستعمال أحدث التقنيات، واستخدام أدوات الانترنت في التعليم. لذا المطلوب هو إعداد معلمي العربية وإعادة تأهيلهم على نحو مستدام، ومحو الأمية المعلوماتية عندهم لأن غرفة الصف في هذا العصر هي غرفة بلا جدران. وكذلك تدريبهم على التواصل الفعال مع طلابهم كي ينظروا الى ماضي تراثنا بعين الناقد، ويروا الماضي بعيون الحاضر. فلنتواصل مع التراث: لا احتماءً بالماضي أو نكوصاً إلى الوراء في آلية دفاعية، بل بآلية نهضوية هي العودة إلى أصول نحييها بما يتجاوز الماضي إلى الحاضر والمستقبل دون انقطاع عن تراثنا، وبما يتناسب مع قدراتنا وتطلعاتنا. لذا من الضروري إعادة النظر بمحتوى منهاج اللغة العربية كي يلقي الضوء على المحطات الكبرى في تراثنا الأدبي واللغوي، مع التركيز على مهارات التفكير العليا من تحليل وتركيب وتقييم لأننا نريد شعراء وأدباء وروائيين ومفكرين ومبدعين باللغة العربية. نريد من يتابع مسيرة العربية قُدُماً، كي لا نَقَرَّ في كهوف التاريخ.
* خبيرة تربوية

العربيّة لغة حياة

حسن علي شرارة ـ الاخبار ــ إذا أردنا في بادئ الأمر أن نُحصي ما زرعناه من أسباب تهديم اللّغة العربيّة، لوجدنا أسباباً تقطع من أرضنا أشجار الفصاحة والبلاغة، منها أنّنا خلعنا أردية الحبّ للّغة الأمّ، كما نزعنا جلباب الفخر لأنّنا فقدنا المُنجزات، ولأنّنا أردنا أن نخبّئ شخصيّتنا بقبّعة أجنبيّة، ولأنّنا فقدنا الانتماء، وأضعنا التّجذّر، بتنا نعاني انفصاماً بين عملاق الماضي وقزم الحاضر.
وإذا أردنا أن نضع حلولاً، وإن كانت نظريّة، فلا مناصَ من العودة إلى عقلنا العربيّ بتفكير عربيّ، ومنجز عربيّ، وتسمية عربيّة، ومن دون أيّ عقد.
ففي يوم اللّغة العربيّة العالميّ نطرح بعض الأسئلة:
ــــ هل يكفي أن يكون لهذه اللّغة الماضي الثّقافيّ العريق الّذي كان لها لتكون حاضرة في الزّمن الرّاهن؟
ــــ هل يكفي أن تكون اللّغة العربيّة واحدة من اللّغات الرّسميّة السّتّ في الأمم المتّحدة لتكون لغة فاعلة، وإحدى اللّغات الحيّة والمؤثّرة في العالم المعاصر؟
ــــ ألا يدفعها النّظر إليها بصفتها لغة مقدّسة نحو الجمود، ويجعل التّعاطي معها مسألة صعبة ومعقّدة؟
ــــ في الوقت الرّاهن، تحضر اللّغة العربيّة على الإنترنت بقوّة إلى جانب لغات أخرى، لكن بماذا يتميّز حضورها، وما الإضافات التي يشكّلها هذا الحضور؟
التّطوّر يفرض تغييرًا في النّظر إلى تعليم اللّغة العربيّة وتعلّمها. لذلك من واجبنا، نحن المتخصّصين في اللّغة وتعليمها، أن نعمل على تطبيق ما تعلّمناه من أجل إطلاق العربيّة، ووقف مسار التّراجع الّذي تعانيه في مدارسنا، وبين متعلّمينا.
فاللّغة ليست مجرد وسيلة تعبير تنقل الآراء والأفكار فقط، وإنما هي أيضًا طريقة في التّفكير.
هناك عمل كبير ينبغي القيام به، ويبدأ بالاعتماد على مناهج تربويّة حديثة تؤمن بالفكر العقلانيّ والحسّ النّقديّ، وبتأسيس مجمع لغويّ جديد تحرّكه قوّة الإبداع، ولا يكون قبرًا للّغة والثّقافة العربيّتين، وبإنشاء أكاديميّات نموذجيّة للتّرجمة، كما هي الحال في أوروبا، تساعد على تكوين المترجم المُصطلحيّ والموسوعيّ القادر على تحسين الاستعمالات اللّغويّة؛ لتتمكّن من احتضان المعارف المُستحدثة. كذلك ينبغي التّركيز على تكوين المناحي التّربويّة عند المتخصّصين في اللّغة العربيّة بدءًا من الجامعة؛ وضرورة الغوص في خصائص المتعلَّم والمتعلَّمِ، عَنيتُ خصائص العربيّة، وخصائص المُتعلّمين؛ لأنّنا بأمسّ الحاجة إلى معلّمين متمكّنين تربويًّا ولغويًّا. يتقنون لغة تُصغي إلى التحوّلات الجارية في العالم، وتتفاعل معها؛ لتكون ابنة هذا العصر.
لذلك علينا العمل على تشكيل معلّم العربيّة، فهو مهندس عمليّة التّعلّم، والمحفّز لها. أكثر من ذلك، فإنّ للّغة ثلاثة أدوار في التّعليم هي: نقل المعرفة، ونقد المعرفة، وإنتاج المعرفة، فنقل المادّة التّعلميّة، أي حمل مضمون المادّة وتعليمها بالطّريقة الّتي يشاؤها المعلّم، إضافةً إلى الوظيفة التّواصليّة. وهذه لا يمكن أن تتمَّ إلاّ من خلال اللّغة الفصحى وليس العاميّة. لذلك أرى أنّه لا يحقّ للمعلّم استعمال العاميّة مع تلامذته، خصوصًا أنّ الدّراسات الجادّة تشير إلى أنّ المعلّم يستعمل الفصحى بنسبة ٤٥ بالمئة، والعاميّة بنسبة ٥٥ بالمئة، ما يعني أنّ نسبة العاميّة هي الغالبة بينما تقتصر الفصحى على قراءة النّصوص. وأحد عناصر المشكلة هو أنّ التّعليم الشّفهيّ أضعفُ نشاطٍ نمارسُهُ، بينما هو أهمُّ نشاطٍ إذا فعّلناه، فعندها يُجيد المتعلّم الفصحى والتّعبير بها، فلا نلحظ ضعفًا في مستوى أدائنا في العربيّة. 
وخلاصة القول هو أنّ مدارسنا باعتمادها الطّرائق العقيمة تساهم في إضعاف العربيّة وتهميشها، لأنّ تعليم اللّغة ممارسة وليس مدارسة فقط.
وينبغي أيضًا ألا نُهمل ما تؤدّي إليه الكتب المدرسيّة من تنفير للمتعلّمين، فعلينا استخدام الفصحى المبسّطة والنّصوص المرتبطة بواقع المتعلّم، والبعيدة عن التقعّر. كما ندعو إلى التّركيز على القواعد الوظيفيّة الّتي تعتمد على ما هو مستعمل، والابتعاد عن كلّ ما هو غير مستعمل. وأن نؤكّد على النّواحي الوظيفيّة للّغة، وعندها سيمارس المتعلّم ما تعلّمه، وتخفّ الوطأة عنه. عندما نعتمد هذا المبدأ نستطيع أن نجعل لغتنا العربيّة سهلة ومتداولة، وبذلك تزول الفجوة بين ما لدينا من قواعد وما نطبّقه.
وعلينا أن ننحو المنحى التّكامليّ والتّرابطي في تعليم لغتنا، وأن نمحو من ذهن المتعلّم أنّ ما يدرسه هو ميادين منفصلة عن الأخرى، وهذا سببه الأساتذة الّذين تعوّدوا تعليم تلامذتهم أنّ كلّ مادّة يدرسونها هي وحدة قائمة ومنفصلة عن سواها. فالمنحى التّكاملي في ربط فروع مادّة اللّغة العربيّة، سماعًا ومحادثة وقراءة وكتابة، وقواعد، وإملاءً، وإنشاءً، ومطالعة، وتعبيرًا، وتفكيرًا من أجل إجادة اللّغة وإتقانها.
إنّ تعليم العربيّة وحدة متكاملة تبدأ من الشّفهي لتصل إلى المكتوب. وإذا كان محتوى المناهج: الكتب المدرسيّة، وغيرها مترابطًا، ونفّذها المعلّم والمتعلّم، وأتقناها نستطيع الوصول إلى ما هو أكثر من الإجادة إلى الإبداع، فترابط مناهج العربيّة مع منظومة حياتنا بشكل عام: اجتماعيًّا وسياسيًّا وتجاريًّا يُفسح المجال لتُعبّر اللّغة عن شؤوننا وشجوننا بشكل أيسر.
يجب أن نُخرج تعليم العربيّة من القوقعة ونربط التعلّم بالحياة، وهذه مسؤوليّة المعلّم الّذي إذا غادر جموده تحرّك المتعلّمون، وأفادوا من لغتهم وطاقاتها الخلاّقة.
*خبير تربويّ 

 سماح ادريس: العامي الفصيح

الاخبار ــ أزمة اللغة العربيّة من أزمة بعضِ المعلمين والمعلمات. هذا ما يقوله سماح ادريس، رئيس تحرير مجلة «الآداب» وكاتب للأطفال. بحسب ادريس، ليس لدى جزء كبير من معلمي العربية ثقافة لغوية واسعة. فهؤلاء يؤنّبون التلامذة بتهمة اقتراف «جرم» العاميّة (كاستخدامهم حطّ وكبّ وغيرها) قبل أن يتحقق المعلمون من أصل الكلمة في الفصحى نفسها، فمراجعة أي قاموس قديم أو معجم حديث ستظهر لهم بالحد الأدنى بأنّ ما توهموه عامياً هو فصيح.
برأيه، التفاصح بترسيخ المباينة المطلقة بين الفصيحة والعامية ينفّرالأطفال من اللغة ويجعلهم منفصمين عن واقعهم، وهم يشعرون كل الوقت بأنهم يسيرون في حقلٍ من الألغام كلّما كتبوا كلمةً بالعربيّة.
والتأنيبُ نفسُه يلقاه، مِن المعلم أو المعلمة، مؤلّفُ كتب الأطفال إن أدخل كلمة أجنبيّة أو عامّيّة في أحد كتبه. يذكر إدريس أنّ إحدى المعلمات اعترضتْ على السماح بإدخال كتبه إلى مكتبةِ مدْرسةٍ لبنانيّة لأنه استخدم كلمةَ «أوكي» على لسان طفلٍ صغير، في قصّةٍ له، هي قصّةُ الكوسى. المعلمة، كما يقول ادريس، كانت تمارس دورَ «السلطة اللغويّة» من دون أدنى نقاش، ومن دون أن تستمعَ إلى مقولاتٍ فنّيّة أسلوبيّةٍ من قبيل أنّ «الواقعيّة» في الفنّ قد تُلزم الكاتبَ بإدراج بعضِ الكلمات والتعابير من خارج اللغة العربيّة، وخصوصًا في الحوار، من دون أن يتسبّبَ ذلك في تشويه أخلاق الأطفال أو انهيارِ صرحِ اللغة العربيّة!
بالنسبة إلى ادريس الهدف الأوحد هو تطوير المخزون اللغوي للطفل، وبالتالي لا يمكن أن نحشر في صفحتين في كتاب مدرسي معتمد لتلميذ عمره 12 سنة كلمات عويصة لا يفقه منها شيئاً مثل: أسبغ، نابٍ، هراء، أقحاح، الجزية، المضامير، همجيتها، دياجير، وربقة، وهنا يمكن أن نقدم له كلمة جديدة واحدة في الصفحة.
يعرب ادريس عن اعتقاده بأنّ من يمتلك فرصة القراءة بلغة أجنبية سيذهب إليها حتماً لأن مستخدمها أكثر رشاقة وأقل تشنجاً. من هنا المطلوب، كما يقول، تقريب الطفل إلى العمل الأدبي لا أن يصبح الأخير مسطرة يضرب بها، وهذا يستوجب المزيد من المرونة والانفتاح، فاللغة وسيلة وليست هدفاً في ذاته، والإنسان لم يخلق ليخدم اللغة.

التبسيط لا التسطيح

فاضل فياض سكرية ـ الاخبار ــ سأحاول، في هذه السطور، التعبير عن تجربتي الطويلة في تعليم لغتنا الأم التي نحبّها. فلغة الضاد تستحق الإهتمام الدائم لأنها لغة جميلة يستعملها مئات الملايين من البشر.
ترتبط اللغة، دائماً، على مر العصور والحضارات والأمم، بما تقدمه للحضارة والمجتمع والانسان من نتاج علمي وفكري وأدبي وفلسفي. فاللغة صورة واقعية ومرآة واضحة عن كل أمة ومجتمع تنشأ فيه.
وهي كالكائن الحي تستمر وتقوى بقوة من يرعاها ويتبناها، وتضعف وتمرض حتى الموت إذا افتقدت ذلك الراعي والمسؤول عنها، واللغات القديمة البائدة خير دليل على ذلك.
ولا شك أن لغتنا العربية، في هذا العصر، تواجه الكثير من الصعوبات والتحديات، وانّ ما تقدّمه للحضارة الإنسانيّة لا يتناسب مع تاريخها وعراقتها وعدد الناطقين بها! لذلك أودّ استعراض بعض الافكار والتصورات والحلول الممكنة التي استنتجتها من تجربتي في تعليم هذه اللغة، والتي يمكن توزيعها على مستويين:

أوّلا: على مستوى الوطن العربي:
ــــ إنّ أولى الخطوات التي يمكن أن تضع العربيّة على طريق التحديث والتطوير هي مبادرة مجامع اللغة العربية المتعددة للأسف، في وضع استراتيجية لتوحيد المناهج والمفاهيم والمصطلحات الأساسية، مع مراعاة الخصوصيات المحلية للمجتمعات العربية، وخصوصاً معالجة الاستثناءات الكثيرة، وتبسيط بعض قواعد كتابة الهمزة مثلًا، أو توحيد كتابة الحرف في بداية ووسط ونهاية الكلمات أو غيرها، ما يصعّب تعلّم القراءة أو الكتابة بهذه اللغة.
ــــ انشاء مراكز ثقافية عربية خارج منظومة الدول العربية، وتأمين الامكانات المادية والكوادر البشرية المؤهلة للقيام بنشر وتوسيع دائرة الإهتمام بهذه اللغة: كترجمة الاعمال الفكرية والادبية الى تلك اللغات، وإقامة دورات مجانية ومدعومة في تلك البلدان، وإعطاء الجوائز بمختلف أشكالها للمشاركين والدارسين في تلك المراكز.
ــــ العمل الجاد والمسؤول في الدول العربية لوضع الفلسفات التربوية والتعليمية المناسبة لمناهج تعليم اللغة العربية بوسائل حديثة تواكب متطلبات العصر. إذ تعدّ منهجيّة وأساليب تعليم لغة ما وسيلة أساسيّة لتسهيل تعلّمها، وبعض الصعوبات التي يواجهها المتعلّمون لهذه اللغة تعود إلى طرق تدريسها وليس للغة نفسها.
ثانياً: ومن الإجراءات التي يمكن اعتمادها محليا وفق ظروف وحاجات كل بلد عربي:
ــــ إغناء مواد القراءة والقواعد والأدب والبلاغة، وفي كل الصفوف والمراحل التعليمية، بنصوص وشواهد غنية المعاني وعميقة الدلالات ونوعية ومختارة، وأساليب جميلة، وبعيدة عن السطحية والبداهة المغطاة بلباس التبسيط والتسهيل على التلامذة والدارسين. كما اختيار موضوعات ونصوص تجتذب اهتمام المتعلّمين في مختلف المراحل والأعمار.
ــــ إعتماد دوائر الإمتحانات، المدرسية والجامعية وفي الصفوف والشهادات والقبول الجامعي، للعلامة اللاغية في مادة اللغة العربية كشرط أساسي للنجاح النهائي. وهذه العملية معتمدة في معظم الدول الناطقة بغير اللغة العربية . (10/20 عشر علامات من عشرين).
ــــ عدم تقديم مادة الأدب العربي عند تعليمها وكأنّها مادة للحفظ ، بل تقديم الأدب كمادة محبّبة وجميلة حاملة لأعماق الطلاب ووجدانهم وإنفعالاتهم ووعيهم وأحلامهم، وتاريخهم العريق وثقافتهم الغنيّة.
ــــ إلزام مكاتب ومراكز نشر وتوزيع الإعلانات والدعايات باستعمال لغة عربية سليمة وفي كل وسائل الإعلانات المكتوبة والمرئية والمسموعة.
أخيراً، يبقى علينا جميعاً (دولاً، جامعات، مدارس، أساتذة ومربين) أن يقوم كلُّ من موقعه ومسؤوليته بدوره للحفاظ على وجود وقيمة ودور لغتنا العربية الجميلة، مع التأكيد على أن هذه اللغة ستبقى حيةً ومستمرة بجهود كل المخلصين والحريصين والعاملين والمحبين لها.
* أستاذ تعليم ثانوي.
مدرستان باسم الشهيد 'جبران تويني' في الأشرفية

المستقبل ــ أقيم عصر اليوم، بدعوة من مؤسسة جبران تويني، في مبنى ثانوية جبران غسان تويني الرسمية الثانية، احتفال تم في خلاله إطلاق اسم الشهيد جبران تويني على مدرستين ثانويتين في الأشرفية، هما ثانويتا جبران غسان تويني الأولى والثانية، الأشرفية - شارع أديب اسحاق، برعاية وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده، وحضور وزير الإعلام ملحم الرياشي، النواب: سيرج طورسركيسيان، نديم الجميل، نايلا تويني مكتبي، الوزير السابق الياس أبو صعب، الأرشمندريت استيفانوس عبد النور ممثلا متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، السيد مسعود الأسقر، رئيسة مؤسسة جبران تويني السيدة ميشيل تويني أبي حبيب، السيدة ميرنا المر أبو شرف، السيدة سهام تويني وكريمتيها ناديا وغابرييلا، الاعلامي مالك مكتبي، رئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس وحشد من الشخصيات السياسية والإجتماعية.

ميشيل تويني
بداية النشيد الوطني، فقسم جبران تويني، بعدها ألقت ميشيل تويني كلمة المؤسسة، فاعتبرت "ان هدف المؤسسة ليس فقط اطلاق اسم، بل العمل من اجل تحسين المدرسة ودعمها قدر الإمكان كي تصبح مدرسة نموذجية. وقالت:"بدأت المؤسسة بتجهيز المدرسة بمسرح وتطويره كي يتمكن التلامذة من استعماله لنشاطات ثقافية تربوية. وأيضا انشأنا قسم المتابعة النفسية، وتعد المؤسسة بان تحضن المدرسة وتلامذتها قدر المستطاع. وايضا سيكون من اولويتنا تطوير المدرسة لتتمكن من ان تستقبل بأفضل الطرق ذوي الإحتياجات الخاصة".

وقالت:"من كان ليتصور ان يوم الإحتفال باطلاق المدرسة يوم ذكرى جبران سيكون خاله ورفيق دربه مروان حمادة وزيرا للتربية، فاليوم بعد 12 عاما على استشهاد جبران، يمكن ان اؤكد ان هذه الخطوة هي الأعز على قلبه، لأنه في وجود نفاق سياسي وتجارة يومية من قبل السياسيين لم يعد يشبه حبران وأحلامه الا تلامذة مدرسة جبران، فأغلبية من كان يشاركه احلامه رضخ او استسلم او تآمر من اجل المناصب والسلطة".

الرياشي
والقى الوزير رياشي كلمة قال فيها:"هنا في الأشرفية نتذكر جبران غسان تويني، نقف اليوم في ثانوية الأشرفية وفي قلب الأشرفية، في قلب عاصمة الصمود، في مدينة وعاصمة الرئيس الشهيد بشير الجميل، نتذكر جبران تويني، في هذه المنطقة بالذات أصبح جبران تويني نائبا ومن هذه المنطقة بالذات خرج بشير الجميل رئيسا وشهيدا مميزا لكل اللبنانيين ل 10452 كلم مربع".
أضاف:"الثانوية التي حلم بها جبران تحققت اليوم، تحققت لأن كثرا منا، يرفضون ان يموت الحلم، ولن يموت الحلم، "مهما تأخر جايي، الحلم جايي مهما تأخر"، ومهما تأخرت الأيام، لا تخافوا على الحلم لأنكم انتم جزء منه، لا تخافوا على الحلم، لأن ما يزرع في الأرض لا بد ان يزهر. جبران كان مثل "كانط"، يؤمن بالتنوع، يؤمن بأن الكثير من الأمور التي لا تشبه بعضها يمكن ان تلتقي مع بعضها ولو حملت تناقضات".
وتابع الرياشي: "جبران مثل هيغيل، كان يؤمن بحتمية التاريخ وكان أقوى من التاريخ لأنه رفع جبينه وهامته وارتفع الى مكان لا نراه اليوم ولكنه حاضر بيننا. كثيرون يفكرون بأن جبران غير موجود ولكن اؤكد لكم انه موجود معنا في هذه الساحة بالذات ويسمعنا، جبران تويني وبشير الجميل، تحية لكما من الأشرفية، تحية للابطال الذين استشهدوا ليبقى لبنان حيا ولا يموت، يحيا لبنان".

الوزير حماده
بعدها، القى راعي الاحتفال الوزير حماده كلمة، قال فيها:" لم أكن أتصور يوما، انني سأقف بينكم على بعد أمتار قليلة من "البراد" الذي تعرفت فيه على جثة الشهيد جبران تويني هنا في "اوتيل ديو"، ولم أكن اتصور يوما،إ نه بعد 12 عاما على استشهاده سأكون ايضا شاهدا على تعثر الحلم، ولكن ليس تبديده كما قال عزيزي وزميلي ملحم.لو ذكرنا جبران اليوم بقسمه ودعوته الى وحدة اللبنانيين، رغم كل ما يقال ويدعى، فأين نحن من الوحدة التي دعا واقسم عليها جبران؟
أضاف حمادة:"عندما نتحدث عن الوطن العظيم الذي قام جبران بإعلان ثورة الأرز من أجل قيامة ومعه كل الموجودين أمامنا في القيادات السياسية، فهل نحن اليوم أمام لبنان عظيم؟ لبنان عظيم فقط بكم، أنتم الشباب والأمل وأصحاب التمرد الدائم المستمر الذي دعا اليه جبران، لا تتوقفوا عن هذا التمرد ولا تخطئوا في مسار قد يذهب بكم الى وصايات جديدة ومتمادية والى إفلاس لا رجوع عنه في بلد مثل لبنان، الأمل هو بكم. ففي هذه الأمسية الى جانب ذكرى جبران الأليمة على قلبي ولكن المفعمة بكثير من الزخم في دعوتكم الى التمرد أقول أولا شكرا لزميلي وسلفي وصديقي الياس بو صعب لتوقيعك على مرسومين. فأنا أطلق مدرسة وقع على قرارها زميلي الياس، شكرا لزميلي ملحم على خطابه الملهم وذكره للشهيد بشير الجميل، ليست صدفة ان يقتل بشير وجبران بنفس الرصاصات والمتفجرات. ولا يغشكم أحد بان علاقة ديبلوماسية مع بشار الأسد او انحدار امام الحكم السوري المتهاوي رغم كل شيء، سيغير حقيقة تاريخية أن مسلسل الإغتيالات في لبنان ومسلسل الحروب في لبنان أساسها طموحات بهذا الوطن الجميل الحبيب الذي يتمثل بكم وبتنوعنا وبما نحن عليه وما نصبو ان نصل اليه. وأنا اعرف في صميم كل منكم، اننا كلنا على نفس الحلم، وانطلاقا من النفس الذي أطلقه جبران، بأن نعود الى نفس الممارسة ونفس الطريقة في مقاربة الأمور ونفس الإحترام للسيادة والإستقلال والديموقراطية والحريات. هنا أتوجه الى صديقي ملحم وأقول له رحمة بالصحافيين لا يجوز ان نلاحق صحافيين كبارا من أمثال مارسيل غانم ونجرهم الى المحاكمة، لأنهم لم يلفظوا شيئا بل تركوا حوارا حيا كما تجري كل الحوارات وعلى كل تلفزيونات لبنان ولا احد يجرؤ ان يلاحقهم، ولا أحد يجرؤ ان يلاحق صحافيا، الا اذا كان مسيحيا وينتمي الى تلفزيون في المنطقة الشرقية. هذا الشيء لن نسمح به وسنقف الى جانب النقابات الصحافية في الدفاع عن الحريات الإعلامية، جبران كان بطل حريات اعلامية وديموقراطية، وعندما نسمي قانونين بتوقيعك يا الياس عزيزي فهو للدفاع عن الحريات ونتمنى ان تكون أنت ومن تمثل وكل أصدقائنا من فريقنا الى جانب هذه الحرية".

جوائز للمتفوقين
بعد ذلك، سلم كل من مديرة المدرسة الأولى رينه قطان، والمدرسة الثانية سمير حداد، جوائز على التلامذة المتفوقين. وهم: شربل مخلوطة، جنيفر أسود، راشيل نمر، خالد سلطان، كريستينا طعمه، حسن وهبه، نغم الربيع، رانيا رسام، وليم حبيقة، شربل مسعد، جوزف شحاته، ماغي مغيط، آلان زلعوم، ماريان صقر، مريم مخايل، جاد ضومط، رضا الذيب وفراس العيلة.

تلامذة نازحون يحتلّون «شوارع»... هرج ومرج وتضارُب بالسكاكين

ربى منذر - جريدة الجمهورية ــ بركلةِ رِجلٍ وعبارة «زيح يا هبِيلة مِن قدّام السيارة»، بدأت «الرحلة» في أحد شوارع سدّ البوشرية. هكذا نبَّه علي صديقَه من خطر الدهس، فيما كانا ينتظران مع نحوِ 1500 تلميذ سوري نازح في الشارع بدءَ صفوفِهم في مدرستَي «سد البوشرية المتوسطة الرسمية للبنات»، وتلك الخاصة بالفتيان... فوضى، تضارُب، هرج، سكاكين وغيرها، قفزٌ على حافّة الكنيسة، ونفايات في كلّ زاوية: أهلاً بكم في الحيّ الذي كان يوماً «بينعاش فيه».
في سد البوشرية، زاروبٌ صغير بمحاذاة كنيسة مار تقلا، تخال للوهلة الأولى أنّ الزحمة على مدخله طبيعية إذ إنّ المنطقة أصلاً سكنية، لتُفاجأ بأطفال من كلّ ناحية وصَوب، يرمون أنفسَهم أمام السيارات ويضرب بعضهم بعضاً، يفتحون علبَ كرتون العصير ويَرشّون بها واجهات المحالّ، يجلسون في كلّ الأماكن ويرمون النفايات، فلا لمزار السيّدةِ العذراء هيبةٌ ولا لحرَمِ الكنيسة اعتبارٌ، لا يَرتعبون من ضخامة السيارات ودواليبها ولا يخافون صراخَ السكّان في وجوههم وغضبَهم، فيفتحون سكاكينَهم أو العصيَّ الخشبية ويلعبون بها: مشهدٌ يكاد يكون كابوساً، لتُصدَم بأنّ هؤلاء الأطفال ليسوا سوى نازحين سوريّين ينتظرون بدءَ دوامِ مدرستِهم في الشارع، ملعبِهم الوحيد.

هنا، نُسِف مفهومُ الطفولة، إذ إنّ للطفل حقّاً في الحفاظ على سلامته وعلى نظافته وعلى حقوقه الطبيعية، لكنْ في هذه الحال تبدأ الباصات التي «تُكدّس» التلاميذَ السوريين النازحين بالتوافد منذ الساعة 11:30 و«ترميهم» لانتظار بدءِ دوامِ دراستِهم الساعة 2:00، مشَكّلةً زحمة سيرٍ خانقة، خصوصاً أنّ حركة السيارات في هذا الشارع باتّجاه واحد، فمِن جهة يتعرّض التلامذة السوريّون لعدة أنواع من الأخطار، سواء الخطر الجسدي من أيّ صدمةِ سيارة، أو الصحّي من النفايات التي يرمونها، أو من عمليات الخطف، أو التحرّش، أو المخدّرات، إلخ...، ومِن جهةٍ أخرى السكّانُ بدورهم باتوا وكأنّهم يعيشون في غابةٍ، فمَن يتحمّلُ المسؤولية؟
«عم نْعالج بالتي هي أحسن»
تُحاول السلطات المحلّية تخفيفَ معاناة الناس ضمن ما أعطيَت من صلاحيات، وفي هذا الإطار، يقول رئيس بلدية الجديدة - البوشرية- السد أنطوان جبارة لـ«الجمهورية»، إنّ «البلدة تُظلَم على أصعدةٍ عدة، ما يؤدّي إلى ازدحامٍ دائمٍ فيها، ومنها مثلاً قضية تعليم النازحين السوريين»، سائلاً: «ألم تجد وزارة التربية والتعليم العالي غير هاتين المدرستين اللتين تتمركزان في شارعٍ صغير ومزدحِم لتضعَ فيهما نحو 1500 طالب سوري؟»، مضيفاً: «كبلدية نعالج نتائجَ المشكلة «بالتي هي أحسن»، فيُنظّف عناصر البلدية الشارع من النفايات والأوساخ، لكنّ الباقي لا سلطة لنا عليه، بل نُناشد الدولة لتحلَّ هذه القضية».
النفايات تُغرق الشارع.
يَعتبر كثيرون أنّ دخول هذا الشارع «علقة»، والخروجَ منه «بسالة»، فاجتيازُه رغم قِصر مسافته قد يَستغرق أكثرَ مِن ربع ساعة لتفادي صدمِ الأولاد الذين يتخابَطون معظم الوقت، أمّا عند دخولهم المدرسة بعد «ميّة عزيمة»، فتفرغ الشوارع منهم ليتبيّنَ كمُّ النفايات الهائلُ الذي يُخلّفونه وراءَهم في كلّ مكان، بما في ذلك دار الكنيسة ومزار السيّدة العذراء، حيث «كان سائقو بعض الباصات يضَعون أراكيلهم»، بحسب إحدى نساء الحي، التي تضيف: «منذ مدّة كان أولادٌ مراهقون يقفزون على سيارتي، فنزلَ زوجي من المنزل وتلاسَن معهم، فهجَم عليه نحو 10 شبّان»، سائلةً ماذا «لو شبَقوا حدا منُن بسكّين، شو كان طلِعلي؟»
ووسط تخوّفِ المواطنين من تدهورِ الوضع الأمني نحو الأسوأ، خصوصاً أنّ هذه المنطقة عانت سابقاً من الانفلاش الفلسطيني، ومطالبتهم الدولة بالتدخّل، يوضِح مصدر أمني لـ«الجمهورية» أنّ «المشكلة في هذه الحال ليست أمنية بمفهومها المعروف، بل إنّها إدارية، فالقوى الأمنية في حال تلقَّت شكوى عن حادثةٍ معيّنة فإنها تتّخذ الإجراءات المناسبة فوراً، لكنّنا هنا نتحدّث عن جوٍّ عامٍّ مِن الفوضى وليس عن حوادث أمنية معيّنة، لذلك يُطرَح هنا السؤال: هل أجرَت وزارة التربية دراسةً لقدرة هذا الشارع على استيعاب هذا العدد من الطلّاب قبل المبادرة إلى تسجيلهم؟»

شبّان غرباء...
في مختلف زوايا الشارع، يقف شبّانٌ لا ينتمون لفئة التلاميذ، «هول بيِجوا ليزَنّخوا عالبَنات»، تقول إحدى نساء الحي لتُقاطعَها أخرى: «بيدخّنوا وبيحشّشوا، وشو عرّفنا ما يكونوا تجّار مخدّرات جايين يِستدرجوا هالولاد ويعلّموهن عالتعاطي؟».
ومع ارتفاع حدّة الكلام، تدخلُ إحدى السيّدات، تنظر إلى صديقتها وتقول لها: «هالشحّاطة اللي لابستها ما بِطلع فيها عالبيت وما بدعَس فيها عالسجّاد، هيدي خصوصي للحيّ وللوسخ اللي في»، وتتابع: «أنترفونيت الحي كلّها معطّلة، بيِجو الولاد بيدقّوا وبيِهربوا»، مضيفةً: «إبنتي تُنهي عملها عند الساعة الخامسة، لكنّها تضطرّ لتضييع الوقت حتّى ينتهي دوام التلاميذ السوريين لتعود إلى المنزل، وإلّا فلن تستطيع الدخول إلى الحي».
وعن هذه الشكوك التي تُساور السكّان، يؤكّد أمنيّون لـ«الجمهورية» أنّ الأجهزة المعنية تولي قضية المخدّرات أهمّية خاصة، وهي متيقّظة ومتابِعة لهذا الملفّ ولمحاولةِ تجّارِ المخدّرات توسيعَ أسواقهم في اتّجاه المدارس والفئات العمرية الصغيرة، كما أنّها تُدرك جيّداً خطرَ بعضِ النازحين في مناطق معيّنة، لذا فإنّها تقوم بواجباتها في هذا المجال.
إلّا أنّ عملها لا يمكن أن ينجح ما لم يتمّ التعاون بين الأهالي والإعلام، حيث إنّ للأهالي ولإدارات المدارس دوراً أساساً في إبلاغ الأجهزة المعنية بما لديها من معطيات».
ويرى الأمنيّون أنّ «ما يحصل في هذه المدرسة ومحيطها يحتاج إلى حلٍّ جذريّ في حال ثبتَت الادّعاءات، والحلُّ ليس فقط أمنياً بل أيضاً اجتماعي».

أزمة متعدّدة الأوجه
ما يَحصل داخل حرَم المدرسة موضوع آخر، أمّا هنا فالحديث عن أزمة اجتماعية، سَكنية بَحت، فالسكّان يُجمِعون على أنّهم ليسوا عنصريّين، فهم لا يطالبون بحِرمان هؤلاء الأطفال من التعلّم لأنّهم على يقين بأنّ الطريقة الأفضل لبناء جيلٍ صالح تكون بمحاربة الجهل، لكنّ اعتراضهم الوحيد هو على سوء إدارة الأزمة من خلال وضعِ هذا العدد من التلاميذ في حيّ هو في الأساس صغير، فضلاً عن المخاطر المترتّبة على حياة هؤلاء الأطفال «الضحايا»، ويطالب الأهالي وزارةَ التربية بنقلِ عددٍ من الطلّاب إلى مدارس أخرى، كون الشارع لا يَحتمل هذه الأعداد، والأهمّ من ذلك بفتحِ بوّابةٍ توصِلهم مباشرةً إلى المدرستين، فتَدخل من خلالها الباصات ناقِلةً التلاميذ وهم بمنأى من الأخطارَ المحدِقة بهم، كما أنّ ذلك يُخفّف من الفوضى في الشارع ومن إزعاج ساكِنيه.

«الشكاوى زادت»
في ظلّ كلّ هذه الاتّهامات، توضح مصادر رسمية مطّلِعة على ملف النازحين لـ«الجمهورية» أنّ «هناك نوعين لإيصال التلاميذ في الباصات، أوّلها من خلال هيئات الأمم المتحدة أو المنظمات غير الحكومية والتي تستخدم الباصات المخصّصة للتلاميذ الأساسيين، ما يضطرّهم لإيصال التلاميذ السوريين باكراً لمعاودةِ نقلِ اللبنانيين عند انتهاء دوامهم، وهو ما ستتمّ دراسته بين هيئات الأمم المتحدة والمنظمات غيرِ الحكومية ووزارة التربية بعدما أثيرَ هذا الملف منذ يومين إثر زيادةِ الشكاوى في هذا الملف.
أمّا المشكلة الثانية فهي انتحالُ بعض السوريين الذين يَعملون في لبنان صفة اللاجئين رغم أنّهم رعايا، وبالتالي ليسوا على لوائح الأمم المتحدة، لكنّهم سجَّلوا أولادهم في دوام بعد الظهر واستأجَروا لهم حافلات خاصّة بمبادرة فردية، وهو ما زاد الزحمة، وما فرَض على الأمم المتحدة مسؤوليةً جديدة في حلّ مشكلتهم».
ويضيف: «سيُثار موضوع فتحِ بوّابة في المدرسة، إلّا أنّ الأمر يحتاج الى دراسة، لعدمِ إزعاج التلاميذ اللبنانيين الذين يدرسون في الوقت الذي يُفترَض أن يدخل فيه السوريون، وقد يكون الحلّ بإجراء نشاطات منظّمة لهم في وقتٍ الانتظار، وهو ما يشكّل جزءاً من النقاش في حلّ هذا الملف، لكنّ ذلك يحتاج تعاوناً بين وزارة التربية، هيئات الأمم المتحدة، هيئات المجتمع المدني والبلديات»، مشيراً إلى أنّ «المطلوب احترام استقرار المنطقة والأهالي والممتلكات، مع الحفاظ على الأولاد وسلامتِهم، وهو ما يتطلّب تنظيماً تعمل عليه الجهات مجتمعةً».
تقاذفٌ للتهَم، ووعودٌ على المنابر، «هيدا اللي شاطرين في بلبنان»، في وقتٍ تكبُر المصيبة ككرةِ الثلج، ويمرّ الوقت معرِّضاً أولاداً في عِزّ طفولتهم لكلّ أنواع الخطر، وراخياً بثِقله على أهالي حيٍّ استاؤوا من بيوتهم ويئسوا من المناشدة، يمرّ الوقت مؤكّداً أنّه كُتِب على اللبنانيين أن يسمعوا وعوداً من دونِ أن يلمسوا تغييراً، فهل ستتبدّل الأحوال وتحلّ الحكومة أزمة النزوح التي تُهدّد الكيان اللبناني؟ أم أنّ التاريخ سيعيد نفسَه؟ سؤال برسمِ الدولة.

افتتاح مجمع كمال جنبلاط التربوي في راشيا وحمادة وابو فاعور نوها بمزايا الراحل وبمستوى اللبنانية

وطنية - أقامت وزارة التربية والتعليم العالي وبرعاية الوزير مروان حمادة، حفل افتتاح مجمع المعلم كمال جنبلاط التربوي لمناسبة المئوية الأولى لولادته والذي يضم الجامعة اللبنانية كلية العلوم الاقتصادية وادارة الاعمال، كلية الصحة، المدرسة الزراعية، ومعهد انماء راشيا الفني - آفاق، وذلك في قاعة الجامعة في راشيا.
حضر الإحتفال عضوا "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل أبو فاعور وأنطوان سعد، عضو كتلة "المستقبل" النائب أمين وهبي، النائب روبير غانم، رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال فوزي سالم ممثلا النائب زياد القادري، رئيس الجامعة اللبنانية البروفيسور فؤاد ايوب ممثلا بعميدة كلية الصحة نينا زيدان، عميد كلية العلوم حسن جابر، مفوض الحكومة لدى مجلس الانماء والاعمار وليد صافي، المدير العام لتعاونيات الاستهلاكية ياسر ذبيان، القيادي وهبي ابو فاعور، رئيس المنطقة التربوية في البقاع يوسف بريدي، الشيخ علي الجناني ممثلا المفتي احمد اللدن، القاضي اسدالله الحرشي، الشيخ عباس ذيبي،الاكسيرخوس ادوار شحاذي، الاب ابراهيم كرم، رئيس لجنة الاوقاف في المجلس المذهبي القاضي عباس الحلبي، القاضي المذهبي الدرزي منير رزق، القاضي سليم العيسمي، قائمقاما راشيا والبقاع الغربي نبيل المصري ووسام نسبين.
كما حضر مسؤولو الاحزاب والتيارات السياسية في المنطقة، منسق عام تيار "المستقبل" محمد حمود، ايلي لحود عن القوات اللبنانية، الشيخ حسن اسعد عن حركة امل، علي ابو ياسين عن الجماعة الاسلامية، موسى زغيب عن المردة، حاتم الخشن عن منظمة العمل الشيوعي، القومي خالد ريدان ووكيلا التقدمي رباح القاضي وشفيق علوان، اعضاء المجلس المذهبي الدرزي، رؤساء اتحادات بلديات جبل الشيخ صالح ابو منصور، السهل محمد المجذوب ويحيى ضاهر، رئيس بلدية راشيا بسام دلال، طبيب قضاء راشيا سامر حرب، مستشار الوزير حمادة نادر حديفة، وفريق عمل من الوزارة وشخصيات وفاعليات.
وتحدث في الاحتفال الدكتور علي ابو شامي فقال" في مئويتك الاولى تتوق اقلامنا ان تنهل من بحر علمك وان تستمد معينها من ينبوع ثقافتك، وان تثري فكرها من كنوز مؤلفاتك وان تجد السير لتتعرف عليك كاتبا واديبا وصحافيا وشاعرا لتقرأك ظاهرة انسانية تجاوز تأثيرها الوطن والامة الى المجال العالمي لتجد فيك كنزا ثقافيا متنوع الموضوعات والمنطلقات والاهداف واساليب التعبير، ولتؤمن معك بدور الثقافة والمثقفين وبدور الجامعة اللبنانية"
ثم رحبت مديرة الفرع السادس في الجامعة اللبنانية ليلى تنوري بالحاضرين، مؤكدة الاستمرار في مسيرة تطوير شعبة ادارة الاعمال.
وكانت كلمة لزيدان، أكدت فيها "أن الانجاز الحضاري الذي تحقق هو نتاج ارادة واعية لتوجيه الشباب وتوفير فرص العلم والعمل"، مؤكدة "ان الجامعة اللبنانية هي جامعة الوطن وهي تحمل رسالة تقدم وانفتاح"، ناقلة تحيات أيوب ومحبته للمنطقة وحرصه على رسالة العلم وعلى تطوير الجامعة اللبنانية وتقدمها ورقيها.
الحلبي
وتحدث الحلبي باسم المجلس المذهبي وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن فقال: "كمال جنبلاط كان يؤمن ان المدارس والجامعة الرسمية تشكل مساحة التلاقي الحر لابناء الطبقات المختلفة بحيث تتيح لهم امكانية أن ينهل جميعهم التربية الوطنية وان بشكل جلوس الطلاب جنبا إلى جنب مساحة تعارف وتفاعل، لبناء الوطن حيث أرسى قواعد الحرص على خصوصية لبنان ضمن إطاره العربي كحاضن حضاري يقر بالمسيحية والإسلام كمكونين ثقافيين بعيدا من نزعات التعصب والالغاء"، مؤكدا "أن التربية هي الممر الإلزامي لتأكيد وحدة لبنان وعيشهم الحر على قاعدة مكتسبات العيش المشترك".
ووجه التحية إلى كمال جنبلاط "الذي قضت رصاصات الغدر على فرصة تحقيق إنقاذ الوطن عن يده ومنع الانصياع للوصاية الغربية، وأفضل تكريم له هذا المجمع التربوي".

ابو منصور
وشكر أبو منصور، كل من ساهم في تحقيق هذا الحلم، وفي مقدمتهم النائب وليد جنبلاط، المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، لجنة الأوقاف التي قدمت كل التعاون في كل المراحل، وزارة التربية والتعليم العالي، رئاسة الجامعة اللبنانية، وزارة الزراعة، مديرية التعليم المهني والتقني، والنائب وائل أبو فاعور.
واضاف: "مسلك الأنانية هو شخصنة المؤسسات، وكمال جنبلاط ليس بشخص، كمال جنبلاط هو نهج وإرث وفلسفة ووطنية وفكر تجاوز حدود الوطن، مسلك الأنانية هو تفضيل الخاص على العام، على حساب مؤسسات الدولة التي تخدم الجميع، وكل ما في هذا المجمع من مؤسسات تنضوي تحت كنف الجمهورية اللبنانية، وبهذا يفي الحزب التقدمي الإشتراكي بوعوده وهذه الوعود كان قد قطعها ابو فاعور في أول خطاب له بعيد ترشحه للانتخابات النيابية في العام 2005 عندما قال: مشروعنا هو المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية. ها هي المدارس والمعاهد الرسمية وفروع الجامعة اللبنانية تفتح الواحدة تلو الأخرى وتجعل من هذه المنطقة عاصمة تربوية وإنمائية ومع هذا، تلك ليست نهاية المطاف، والكثير آت على الطريق". 
وقال:"ها هم أهل المنطقة يثبتون مجددا هوية المنطقة، ولبعض المشوشين من أبناء الماضي القاحل البغيض الذي لن يعود، "رتاحو عتبعكن" قيلت ونقولها مجددا، لن تمتحن هذه المنطقة في هويتها بعد اليوم. حيث اشادت جميعها بهذا الانجاز المميز في راشيا والبقاع الغربي والذي يستفيد منه طيف واسع من تلامذة البقاع والعرقوب ومرجعيون".

ابو فاعور
ووجه النائب أبو فاعور التحية للمفتي اللدن، وقال: "راشيا اليوم تسمو وتتزين بمجمع كمال جنبلاط التربوي وهي التي حملت كمال جنبلاط في قلبها في السنوات الجمر والقتل والاغتيال والظلم والاضطهاد وكتبت تحت صورته سيبقى فينا وينتصر، انتصر كمال جنبلاط واليوم يعيد الانتصار".
واعرب عن شكره للوزير حمادة "الصديق الصدوق لوليد جنبلاط في مسيرة النضال الوطني ومسيرة فلسطين والجامعة اللبنانية" مؤكدا "ان هناك حاجة الى هذه الاختصاصات في المنطقة"، معتبرا "ان الجامعة اللبنانية هي من اهم الجامعات في لبنان وكفى ظلما للجامعة اللبنانية التي نعتز فيها وبمستواها وبشهادتها، ونرفع الصوت مع الوزير حمادة لاجل دعم الجامعة على مستوى الميزانيات او على مستوى رفع التدخل السياسي فيها، لان لا نهوض لهذا الوطن الا بالجامعة اللبنانية".
وقال: "كنا تاريخيا ضد التفريع عندما كان طائفيا ومذهبيا، ونحن اليوم مع التفريع على اساس وطني يجمع كل المناطق والطوائف وهذه الجامعة نموذج"، مشيرا الى "استعادة حق مكتسب للبقاع الغربي يتمثل بانشاء كلية الزراعة في البقاع الغربي ومركز للابحاث والدراسات في هذه المنطقة الزراعية بامتياز".

حمادة
وكانت كلمة للوزير حمادة قال فيها: "في حضرة المعلم كمال جنبلاط تسمو بنا المواقع والمواقف ونرتفع الى مرتبة فكره السابقة للزمان، وبساطة عيشه السهل الممتنع، وصلابة شخصيته وشجاعته في مواجهة الخطأ حتى لو دفع حياته مقابل ذلك، وهو قد فعل ليكون لنا الشهيد والمعلم والمرجع والعبرة، واليوم تزهو راشيا ويزهر الشتاء مؤسسات جامعية ومهنية في مجمع يحمل اسم المعلم كمال جنبلاط الذي كرس حياته وشهادته من اجل الوطن وخير المجتمع. ونحن الذين نعتز بمسيرته المشرفة ونفخر بسلوك الدرب التي رسمها لنا في الوطنية والقيادة الحكيمة والسياسة البعيدةالنظر، ونؤكد وقوفنا الى جانب الزعيم وصديق العمر وليد جنبلاط في مسيرة حماية السلم الاهلي وصون عمل المؤسسات وتحييد لبنان عن المحاور التي تطمع بمقدرات المنطقة، ونؤكد صوابية رؤيته وحكمه وتوجهاته الوطنية والسياسية".
وتابع: "اننا مع وليد جنبلاط نمحض الثقة للزعيم الشاب تيمور جنبلاط الذي يجسد روح الشباب المسؤول وحكمة وليد جنبلاط وانفتاح الشهيد كمال جنبلاط على العمل المنتج مع المخلصين الشرفاء من أجل تكريس الوحدة الوطنية والعيش الواحد الآمن في وطن حر سيد مستقل يحترم التنوع ويصون وحدته".
وختم حمادة: "أود أن أعبر عن اعتزازي ومحبتي لوائل ابو فاعور الذي لا يرتاح ولا يهدأ له بال الا عندما ينجز ويحقق مطلبا لأهل منطقته وهو قماشة قيادية نادرة وفكر متوقد وشخصية تحظى بالثقة".
ثم ازيح الستار عن لوحة تحمل اسم مجمع المعلم كمال جنبلاط التربوي.
وكان حمادة وأبو فاعور قد التقيا مدراء الثانويات والمدارس والمعاهد الرسمية في راشيا والبقاع الغربي في مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي حيث أستمع حمادة إلى واقع هذه المؤسسات التربوية، واعدا بمتابعة نهج تطويرها وتحديثها وإنصاف المدرسة الرسمية واساتذتها، حيث كانت مداخلات لكل من التربوي علي فايق باسم هيئة دعم المدرسة الرسمية، مدير ثانوية راشيا ربيع خضر باسم ثانويات المنطقة، مدير متوسطة عزة الرسمية باسم المتوسطات الرسمية، ثم للنائب أبو فاعور شكر فيها لحمادة دوره في ايلاء الجانب التربوي في المنطقة بالاهتمام ومساهمته في إنجاز مجمع كمال جنبلاط التربوي. وأثنى على "النجاحات المميزة للمدارس والثانويات الرسمية في المنطقة".

جمعية عمومية للاتحاد الدولي للشباب الليبرالي بضيافة المستقبل في بيروت

وطنية - استضافت مصلحة الشباب في "تيار المستقبل"، الجمعية العمومية الثانية والأربعين ل "الاتحاد الدولي للشباب الليبرالي"، التي افتتحت أعمالها في فندق "لو كومودور" - بيروت، في حضور عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" زياد ضاهر ممثلا الأمين العام أحمد الحريري، أعضاء المكتب السياسي وسام شبلي ومحمد شومان ونوال مدللي وميرنا منيمنة وأمل شعبان، الأمين العام المساعد لشؤون العلاقات الخارجية خليل شقير، الممثل المقيم في لبنان وسوريا للمؤسسة الألمانية "فريدريش ناومان من اجل الحرية" ديرك كونتس، مديرة البرامج والمشاريع في المؤسسة تالا عيتاني، رئيسة الاتحاد الدولي للشباب الليبرالي بولين كاسترمانز، نائب الرئيس أحمد رشواني، منسق عام مصلحة الشباب في التيار محمد سعد وأعضاء من مكتب ومجلس القطاع وأكثر من 100 مشارك من أكثر من 70 منظمة شبابية منضوية تحت لواء الاتحاد من مختلف دول العالم.
بعد النشيد الوطني، رحب نائب رئيس الاتحاد أحمد رشواني بالمشاركين في بيروت، وقال: "افتخر أنني عضو في "تيار المستقبل"، هذا الحزب الذي عمل منذ أيام المؤسس الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الرجل الذي سخر كل حياته من أجل الاستقرار والحوار وإنهاء الحرب وإعادة الإعمار والتنمية".
كاسترمانز
وشكرت كاسترمانز لمصلحة الشباب في التيار الاستضافة"، وقالت: "هنا تحولت حياتي، ففي هذا الشارع ومنذ سبعة أعوام كانت مشاركتي الأولى في جمعية عمومية للاتحاد عقدت في بيروت وتحديدا في هذا الشارع في الحمرا، ومنذ أعوام شاركت ايضا في جمعية عمومية للاتحاد العربي للشباب الليبرالي من أجل الحرية والديموقراطية".
وتوجهت إلى المشاركين: "مشاركتنا هنا في بيروت، تدفعنا إلى تحمل المسؤولية تجاه مجتمعاتنا والسياسات الليبرالية ولدينا مسؤولية لخلق مجتمع يجد فيه كل فرد نفسه في كل مجتمع في العالم".
وشددت على أن "العمل السياسي لا يعني إقامة حروب، بل هو العمل من أجل العيش بسلام والاعتراف بالآخر واحترام رأيه"، وقالت: "لبنان هذا البلد الجميل، فيه طوائف عديدة وأحزاب سياسية كثيرة ومر بتاريخ صعب، وعلى الرغم من ذلك كله أصبح مثالا يحتذى به في العيش المشترك لكل دول العالم. ومن التحديات التي تواجه هذا البلد هو موضوع اللاجئين السوريين، ولبنان استضاف عددا كبيرا من اللاجئين على الرغم من صغر حجمه وهو يستضيف اليوم أكثر من مليون لاجىء سوري، وهذه القضية ستكون من أهم الأولويات التي سنعمل عليها وسنناقشها خلال جمعيتنا العمومية خلال هذه الأيام والتي باتت قضية عالمية وهي قضية الهجرة".
وختمت: "في الأعوام المقبلة سنركز على هذا الموضوع بشكل كبير كاتحاد دولي للشباب الليبرالي في لبنان والأردن وكذلك في بلدان الاتحاد الأوروبي التي تستضيف لاجئين على أرضها. هناك العديد من الناس الذين يهاجرون من اوطانهم سعيا وراء بناء حياة افضل على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وعلى الصعد كافة، ونحن من واجبنا كليبراليين تأمين حياة أفضل لهؤلاء من أجل بناء مستقبل أفضل لهم ولعائلاتهم وتحقيق أمنياتهم وطموحاتهم".
كونتس
من جهته، توجه كونتس إلى المشاركين: "أنتم هنا اليوم لمناقشة مواضيع عن الهجرة واللجوء، ولكن الأهم هو وضع مناقشاتكم في خطط عملية من أجل تطبيقها في مجتمعاتكم من أجل حياة أفضل، والمؤسسة عملت على عدد من المشاريع مع اللاجئين السوريين في لبنان من أجل مساعدتهم وهم أشخاص ذو خبرة وكفاءة يمكن الاستفادة منهم وليسوا سيئين على الإطلاق كما يحاول البعض تصويرهم".
سعد
بدوره قال سعد: "نفتتح الجمعية العامة 42 للاتحاد اليوم، ونحتفل بمرور 70 عاما للاتحاد بيننا، 70 عاما جعلتنا من العمر بما فيه الكفاية لنكون أكثر ارتباطا والتزاما للقيم الليبرالية، ولكن اتحادنا سيبقى في شباب دائم وسنبقى متحمسين لخدمة كل عضو من أفراد الأسرة الليبرالية الدولية الكبيرة".
وختم: "من دواعي سرورنا أن نستضيف هذه الجمعية العامة في بيروت، كشباب في المستقبل، وخاصة في الأوقات الصعبة التي تمر بها المنطقة، ونحن نعمل بجد وقمنا بعمل جيد في الفترة الماضية، والالتزام لقيم الليبرالية لم تعد شغلنا الشاغل بل باتت في صلب عملنا وتنظيمنا، ونطمح إلى إشراك المزيد والمزيد من الشباب في هذه العائلة الليبرالية الدولية الكبيرة وهذا بات هدفا من أهدافنا الرئيسية في المرحلة المقبلة، وجنبا إلى جنب سوف نصل إلى أهدافنا".
ضاهر
في الختام، رحب ضاهر باسم الحريري بالمشاركين "في بيروت، سويسرا الشرق الأوسط، بيروت الاعتدال، التنوع، بيروت رفيق الحريري الرجل الذي عاش لبلده وتوفي من أجله، الرجل الذي أظهر أن الاعتدال والحوار الواضح هما الحل الوحيد لبلد أفضل واستقرار أفضل".
وقال: "توقيت انعقاد هذه الجمعية العامة مهم جدا، ونحن نمر بأوقات عصيبة هنا في لبنان وكذلك في المنطقة، وليس بعيدا جدا عنا هناك الديكتاتورية والمعاناة وهناك حرب وجرائم ضد الإنسانية، حيث الآلاف يموتون وأكثر من مليون نازح ومشرد. هذه القضايا المتعلقة بالأرواح البشرية، والكرامة الإنسانية والإنسانية على الإطلاق وضعت جانبا من أجل الصراع على السلطة. ليس فقط في لبنان، ولكن في المنطقة ككل،القوى التي تبحث فقط عن مكاسبهم الخاصة تدخلت في هذه الحرب، وطوال هذه اللحظة الحرجة التي نعيش فيها في لبنان، ناضل تيار المستقبل ورئيس الوزراء سعد الحريري من أجل دولة آمنة ومستقرة، وأثناء الصراعات الإقليمية، وفي الوقت الذي ينتظر فيه إيجاد توازن دولي جديد، فإن ما نقوم به الآن يبرهن على صحة مبادئنا الوطنية".
أضاف: "لبنان لن يكون مستقرا ما لم نبتعد عن جميع المعارك الإقليمية ولن نتدخل في أي صراعات دولية، وهذا ما جعلنا ندخل في تسوية سياسية من أجل حماية الشعب اللبناني والحفاظ على استقرار والوحدة الوطنية. شهدنا قبل أيام مواقف غير مسبوقة من اللاعبين الدوليين فيما يتعلق بقضية القدس، والأمم المتحدة تعتبر القدس أرضا محتلة، وعلى الرغم من ذلك فإن الموقف الأميركي الآن ينتهك هذه القرارات".
وشدد على أن "هذا القرار مستنكر وغير مقبول ويهدد عملية السلام والأمن في المنطقة وبالنسبة لنا فإن القدس هي عاصمة فلسطين الابدية، ونحن كليبراليين، نؤمن بسيادة القانون واحترام القرار الدولي، هذا ما نؤيده وهذا ما يجب أن نفعله".
جلسات
وتخللت اليوم الأول من الجمعية العمومية، جلستان عن الهجرة والحدود المفتوحة وأثر اللجوء السوري على المجتمع اللبناني، حاضر فيها كل من مستشار وزير الداخلية والبلديات الدكتور خليل جبارة، مستشار وزير الدولة لشؤون النازحين الدكتور زياد الصايغ، وابراهيم الجوهري.
وكان توقيع كتاب ل "الحزب الاجتماعي الليبرالي الهولندي D66" مترجم للغة العربية بعنوان "القيم الأساسية لليبرالية التقدمية". 

كبارة التقى وفدا من المجلس الاستشاري الطلابي في الجامعة

وطنية - إستقبل وزير العمل محمد كبارة في مكتبه بطرابلس، وفدا من المجلس الاستشاري الطلابي لأصدقائه في الجامعة اللبنانية. وكان اللقاء مناسبة للبحث في المشاكل والحلول التي تعاني منها المدينة، والخطوات المتبعة بشأن المنطقة الاقتصادية والمرفأ والمعرض، وكيفية التعاطي مع اعتماد دولة الصين طرابلس كمنطقة تجارية لها.
وقد وعد كبارة بأن "يتم وضع هذه الأعمال قيد المتابعة والتنفيذ".
وعن مكب طرابلس للنفايات الذي فاق إرتفاعه الأربعين مترا، أكد كبارة أنه "سيتم عرضه في جلسة مجلس الوزراء المقبلة"، مؤكدا "سعيه الدائم الى رفع شأن طرابلس وباقي المدن اللبنانية، عبر وضع خطط عمل لحل المشاكل التي تعاني منها".
وشدد كبارة أمام الوفد الطلابي، على "أهمية وفاعلية الطلاب الجامعيين، وخصوصا خريجي الجامعة اللبنانية، والسعي الدائم لخلق فرص عمل تليق بهم في وطنهم للحد من هجرتهم وخسارة لبنان لهم ولأدمغتهم". 

مهرجان اليوم العالمي للغة العربية نظمته مدرسة دلاسال الفرير كفرياشيت

وطنية - نظمت مدرسة دلاسال الفرير - كفرياشيت، لمناسبة "اليوم العالمي للغة العربية"، مهرجانا يتضمن مشاغل تربوية وثقافية تحفز التلامذة على التعمق باللغة العربية والتجذر بها ومجالاتها في عالمنا اليوم ، في مبنى المدرسة.
بداية، كلمة منسق اللغة العربية في المدرسة الأستاذ سليم فضل الله، قال فيها: "نحن اليوم نحتفل باليوم العالمي للغة العربية في مدرستنا، ونطلب من جميع التلامذة المشاركين التكلم والتواصل مع بعضهم باللغة الفصحى"، ثم " شرح طريقة سير العمل وكيفية توزعهم الى مراكز المشاغل للتباري والتنافس من أجل الربح والحصول على جوائز" كما "تحدث عن الهدف من هذا اليوم العالمي ألا وهو العودة الى الجذور والأصول والمواطنة الصالحة واكتشاف ما في اللغة العربية من قدرات تواصلية في هذا الزمن وكم فيها من أمور فنية كالخط الزخرفي وغيره الكثير".
بعدها، توجه التلامذة الى مراكز المشاغل وهي مشغل للخط العربي، المجسمات، المنابر، التنقيح اللغوي، الكلمات المتقاطعة والحواجز اللغوية ، هذا وقد تم تزيين الأقسام بمبتكرات التلامذة وأعمالهم.
وفي الختام، كانت كلمة شكر وتقدير من مدير مدرسة دلاسال الفرير الأستاذ بيار بو فراعة توجه فيهاالى منسقي وأساتذة اللغة العربية ومسؤولي الأقسام، "الذين تعبوا من أجل تنظيم هذا المهرجان". ثم وزع الجوائز على الفائزين والشهادات التقديرية على كل المشاركين.
أما الفائزون عن مشغل الخط الزخرفي فهم ستايسي الدويهي (الحلقة الأولى) ، انطوني بايع (الحلقة الثانية)، محسن القوال (الحلقة الثالثة) . مشغل المنابر جوي فرنجية (الحلقة الأولى) جويا بو ملحم (الحلقة الثانية)، أنطوان صادق (الحلقة الثالثة). مشغل كلمة السر ايفلين بو فرنسيس (الحلقة الأولى)، ريبيكا ليشع (الحلقة الثانية). المجسمات فادي رهبان ومنيا يمين (الحلقة الأولى)، كلوديت كعوي ولاريسا مقدسي وميلاني خميس (الحلقة الثانية)، فؤاد عيروت (الحلقة الثالثة). مشغل الحواجز اللغوية صفوف التاسع والخامس أساسي (أ) . مشغل التنقيح اللغوي جويا فرح (الحلقة الثانية) شربل معوض (الحلقة الثالثة).مشغل الكلمات المتقاطعة رواد عبود (الحلقة الثالثة

مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:33
الشروق
6:46
الظهر
12:23
العصر
15:32
المغرب
18:16
العشاء
19:07