X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

التقرير التربوي اليومي :: التقرير التربوي اليومي 7-8-2017

img

جريدة الأخبار
ماذا سأدرس؟ كم يبلغ القسط؟ هل سأجد عملاً؟ 

على مشارف عام دراسي جديد، يقف طلاب البكالوريا أمام خيار مؤثر في حياتهم، فالدراسة المناسبة باب للمهنة المستقبلية. حجم الارتباك غالباً ما يكون كبيراً بين المؤهلات والطموحات. فمن هؤلاء من يكون قد اطمأن إلى اختيار اختصاص المستقبل منذ أن يحسم أياً من فروع الثانوية العامة الأربعة سيدرس: العلوم العامة، أو علوم الحياة، أو الاجتماع والاقتصاد، أو الآداب والإنسانيات.

نظرياً، يؤدي فرع من الفروع تلقائياً إلى نوع محدد من الاختصاصات والقطاعات المهنية. هؤلاء يبحثون عمّا يقنع طموحهم الذي يتراجع لأسباب تبدأ عند قيمة القسط الجامعي، ولا تنتهي على أعتاب المقررات والدروس ومقر الجامعة. الأسئلة الثلاثة الأكثر تداولاً بين الناجحين: ماذا سأدرس؟ كم يبلغ القسط؟ هل سأجد عملاً؟

الحاجة إلى المعرفة قبل اختيار الاختصاص ينشدها الطلاب الذين يزورون اللقاءات والمعارض التوجيهية. هنا يسألون عن الاختصاصات «الممكنة» مادياً وأكاديمياً. طلاب كثر لا يكترثون لتحديد خيارات يحبونها، بل يستفسرون من المرشدين المشاركين في مثل هذه اللقاءات عن اختصاصات تتوافر فيها فرص عمل سريعة، ويبرزون اهتماماً بالمردود المادي للمهنة التي سيختارونها.
هذا لا يمنع أن تصادف طلاباً درسوا فرعاً معيناً وقرروا بعد ذلك أن يختاروا اختصاصاً بعيداً نسبياً، لغياب التوجيه ربما.

لم تسلم لارا الحاج التي نجحت في العلوم العامة بدرجة جيد جداً من لوم الأهل وانتقادات الجيران حين قررت دراسة المسرح في الجامعة. فنيلها 18 علامة ونصف علامة من 20 على مادة الرياضيات في الامتحان الرسمي يعني بالنسبة إليهم أن تختار بالضرورة الهندسة أو الرياضيات أو الفيزياء. لكن لارا تريد شيئاً آخر: «عبالي جرب شي بحب أعملو، بحس في شي بداخلي بدي طلعو، بقدر أعطي كتير بالرياضيات، بس مش هيدا طموحي». الشابة حسمت خيارها عن سابق تصميم، وبدأت قراءاتها في المجال الذي تنوي دراسته، كما تقول.
«أستطيع قبل أن أرغب»، هذه هي القاعدة التي سار عليها روني مطر الذي درس العلوم العامة أيضاً. يقول: المسألة بالنسبة إليّ ليست ميولاً، بل إيمان بالقدرات، ولو ما بعرف حالي قد الهندسة ما كنت اخترت دراسة العلوم العامة». لا يخفي الشاب ميله لدخول الكلية الحربية إذا سنحت له الفرصة بذلك، «هونيك في شغل والمستقبل مضمون».

بعض الطلاب يبتعدون عن عناء التفكير، فيرتأون وراثة مهن آبائهم، متناسين ما يهمهم أو ما يحبونه. هي حال جويا غريّب التي اقتنعت بدراسة الهندسة المدنية في جامعة القديس يوسف «لأنو شغلي مؤمن وبابا عندو كتير معارف في هذا المجال». ريم حمية تعشق الحقوق وتعتمد على أبيها لتذليل المصاعب في هذه المهنة كما تقول، «كنت أحمل هم الشغل، ما بحب أعمل شي لا أحبه، يمكن ما قلّع فيه، بس هلق في بابا بيساعدني وبيدعمني».

حسمت بتول سيبلاني أمرها. ستدرس سنة تحضيرية في كلية العلوم في «الجامعة اللبنانية»، قبل اجتياز مباراة دخول كلية الصيدلة، وإن لم تنجح، تكمل دراستها في الكيمياء أو الكيمياء الحياتية، ومن ثم تتابع الماستر في تركيب الأدوية. تروي كيف أنها تحب هذا العالم منذ صغرها، وتلعب هذا الدور في «بيت بيوت». لماذا لا تدرسين الصيدلة مباشرة في جامعة خاصة وتوفرين كل هذا الجهد؟ تجيب: «أظن أن شهادة الصيدلة في الجامعة اللبنانية أهم من كل الجامعات».

تحار جنى عساف بين الترجمة والتعليم. الاختصاص الأول تحبه، والعمل في الثاني سهل، أو هذا ما تظنه جنى. بالمناسبة، تحمل جنى خلفية ترى أن «التعليم مهنة من لا مهنة له»!
لم تفكر سارة غنّام مرتين في اختيار الجامعة الأميركية في بيروت. قدمت مباريات دخول في اختصاصات متنوعة: الاقتصاد، إدارة الأعمال والتغذية «واللي بنجح فيها بدرسها»، على قاعدة أن «اسم الجامعة ينافس كل العوامل الأخرى في اختيار مهنة المستقبل».

فاتن الحاج


اختيار الاختصاص الجامعي: الدولة لا تخطّط

صحيح أن هامش اختيار الأهل لاختصاصات أبنائهم تقلص وبات غالبية المؤهّلين والمؤهّلات لدخول الجامعات يتّخذون قراراتهم بحريّة نسبيّة، إلا أنّ البديل لم يتبلورعلى شاكلة منهجيّة علميّة ومقاييس محدّدة تراعي ميول الطالب ونمط شخصيته وقابليته الذكائية. غالباً ما يحلّ مكان توجيه الأهل تأثر الطالب بالرفاق أو إعلانات الجامعات، أو الافتراضات الجاهزة من قبيل أن المتخرج في هذا الاختصاص ينتج مالاً أكثر أو ينال مكانة اجتماعية أرقى.

هشام شحرور
يسدّ التوجيه العلمي ثغرة في اختيار الاختصاص الجامعي في دول العالم، بمعزل عن خصوصيات كل بلد وسماته الثقافية ومساراته الإنتاجية. إلّا أنّ التوجيه نوعان: إرشاد غير مباشر ينادي به عالم النفس الأميركي كارل روجرز، وتقوم فلسفته على إعانة الطالب على اتخاذ قراره، ربطاً بمقاييس منطقيّة، لا التزاماً بتفضيلات أي شخص آخر، أي إنّ المرشد لا يقدم نصيحة مباشرة، بل يعلّم الطالب كيف يأخذ القرار ويتحرى مصادر المعرفة وفقاً لحاجاته ورغباته.
والنوع الثاني هو التوجيه المباشر الذي يستند فيه الموجّه إلى سلطة معنوية معرفية تمكنه من فرض أفكاره على الطالب المسترشد، وبذلك نكون قد استبدلنا بالسلطة الأبوية التي كانت تُسقط على الأولاد تعليماتها سلطةً أخرى فحسب.

الجامعات تتبع حركة السوق ولا تقوده

في لبنان، نجد قصوراً في التوجيه العلمي، على الرغم من توافر فرص التعلّم والإقبال عليه، وعلى الرغم من بعض التجارب والمبادرات المشجعة لمؤسّسات تسعى إلى ردم الهوّة بين مقدرات الطالب الفعلية وما يدركه ويعرفه عنها، من خلال برامج توجيه متقدّمة نسبيّاً (المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي نموذجاً). لهذا القصور اعتبارات عدة منها:
ـ عدم إيلاء وزارة التربية والوزراء الذين تعاقبوا عليها الأهمية لإرشاد الطلاب وتوجيههم. فقسم الإرشاد في الوزارة يضم عدداً محدوداً من «الموظفين» من غير ذوي الاختصاص.

ـ انهماك إدارات المدارس الرسمية بما تعتبره «الأولويات»، وبالتالي لا يحتل توجيه الطلاب لاختيار مهنة المستقبل حيزاً من اهتماماتها، فيما قد لا يرى كثيرون من مديري المدارس الخاصة حاجة لمتابعة هذا الشأن، لأن الطالب عندما يصبح مرشحاً للانتقال إلى الجامعة، لا يعود زبوناً محتملاً، وبالتالي ليس هناك من داعٍ لبذل الجهد وإنفاق المال واستهلاك الوقت في توجيه لن يترجم أرقاماً ترفع من أرباح المدرسة. ومن هنا، نجد قلة من المدارس الرسمية والخاصة تخصص حصصاً للتوجيه ضمن برامجها التعليمية.

ـ تأثيرات الإعلام والوسائط الإلكترونية من ترميز وترويج لشخصيات سلكت مساراً علميا ومهنياً، وكذلك الإعلانات عن الاختصاصات في هذه الجامعة أو تلك التي تؤكد أن متخرجيها مضمونو فرص العمل، وأخرى ترسم الصورة الأجمل لمستقبل طلابها، بما يصورها خشبة إنقاذ في بلد تتفشى البطالة بين شبابه، فضلاً عن التسويق لاتفاقات بين الجامعات ومديري بعض المدارس لفتح أبوابها لمرتادي جامعة بعينها للترويج لها في الصفوف دون سواها.
ـ توجه الجامعات بأغلبها لفتح اختصاصات تتبع ما تفترضه حركة السوق بدلاً من لعب الدور المتوخى للجامعات في كل بلد متقدم، وهو قيادة حركة سوق العمل وتوجيهها. بمعنى آخر، تتنافس الجامعات على فتح الاختصاصات ربطاً بافتراضاتها عن إقبال الطلاب على هذه الاختصاصات دون سواها، غير آبهة للترخيص لاختصاصات تضيف مجالات إلى سوق العمل، وتسهم في توطيد العلوم الحديثة بشقيها التطبيقي والإنساني. فالسرعة الهائلة لتطور العلوم عالمياً تنتج اختصاصات جديدة لا نكاد نراها في جامعاتنا، خشية المخاطرة بفتح صفوف غير مكتملة العدد في مرحلة أولى، في وقت تسعى فيه الجامعات إلى فتح صفوف مضمونة الربحية والإقبال.

ـ الدولة اللبنانية، ممثلة بوزارة العمل وبالمؤسسة الوطنية للاستخدام ومراكزالبحوث الرسمية المختلفة، لا تُجري دراسات مسحية لسوق العمل كما تفعل كل المؤسسات المشابهة في الدول المتقدمة. فكيف يمكن رسم مخطط توجيهي لحاجات البلد لعدد من السنين من دون أن تتوافر دراسة مفصلة تعرض لأنواع المهن المتوافرة وعددها، ونسب النقص والفائض في كل منها، والحاجة المتوقعة لها ضمن فترة زمنية محددة، بحيث تحصل حينها عملية توجيه الجامعات لفتح اختصاصات وإغلاق أخرى، وصولاً إلى توازن ما بين المعروض والمطلوب.

مداميك التوجيه المهني

إذا آمنا مواطنين ودولة بأن للطالب حق اختيار اختصاصه بمفرده وفق معايير عقلية ومنطقية، وإذا أدركنا أن المطلوب إطلاقه من أسر آراء العائلة، الإعلانات، أوهام السوق، تصبح مقاربة الاختصاصات علمية بحتة تقوم على مداميك عدة:
ـ استكشاف الميول عبر وسائل فنية واختبارات محددة، نفضل منها اختبار الباحث الأميركي جون هولاند للشخصية المهنية، وهو اختبار يحوي مجموعة من الأسئلة غير المباشرة التي تتيح إجابة الطالب عنها بموضوعية، وللموجه أن يفسر ويحلل الإجابات توصلاً إلى تحديد وحصر أنواع المهن التي تنسجم مع دواخل الطالب، وقد يكون الطالب مدركاً لبعضها وقد يستهجن بعضها الآخر.

ـ معرفة الميل المهني الكامن لدى الطالب لا تكفي لسبر أغواره، حيث إنني قد أميل إلى مهنة (كما قد يظهر اختبار هولاند)، ولكن بنية شخصيتي وطباعي الذاتية لا تنسجم مع هذه المهنة. كأن يأتي العمل الاجتماعي (social work) نتيجة لاختبار ميول فلان، فيما يعرف هو عن نفسه ويعرف كل من حوله أنه ليس ميالاً للاختلاط بالناس أساساً، فكيف تحل هذه الإشكالية؟ الجواب يأتي عبر اختبار آخر يقيس نمط شخصية الطالب بحيث يختار من المهن التي أظهرها له هولاند ما ينسجم ويتكامل مع سماته الشخصية. واختبار قياس أنماط الشخصية (MBTI)، وضعته السيدتان مايرز وبريجز بهدف رصد معالم شخصية الإنسان وتحديد خاصياته.

ـ البعد الثالث الذي يستحق الوقوف عنده هو القابليات الذكائية لدى كل فرد. والمقصود هنا تهاوي الفكرة السائدة أن لكل البشر نوعاً واحداً من الذكاء يحملونه ويتمايز بعضهم عن بعض «بالنسبة» أو «الكم» التي يمتلكهما كل منهم، حيث أدى طرح الباحث الأميركي هوارد غاردنر لنظريته حول تعدد أنواع الذكاءات (Multiple intelligence) إلى ثورة على المفهوم السابق القائم على وحدة نوع الذكاء. وخلاصة ما أتى به غاردنر تختصره الصورة عن مسابقة لتسلق الشجرة يتنافس فيها قرد وسمكة وفيل وسلحفاة، أي إن من لا تتكافأ مؤهلاتهم لا يصح تكليفهم المهمات نفسها أو افتراض القدرة لديهم على أدائها. وأعلن غاردنر إثر دراسته أن «الذكاءات أنواع متعددة نحملها عموماً، ولكن كلّ منا قد يتميز بقوة في هذا الذكاء دون سواه؛ وبالتالي، ليس ثمة من أغبياء بالمطلق في الحياة، بل أذكياء يعجز الناس عن رصد تميزهم الذكائي».

ـ معرفة حاجات سوق العمل ومدى توافر الفرص فيه وفي أي المجالات تتركز تسهم في حسن اختيار الطالب لاختصاصه.
- تحلي الجامعات بشجاعة فتح اختصاصات جديدة رغم قلة المقبلين عليها ومراعاة الوضع الاقتصادي من خلال وضع أقساط معتدلة وموضوعية يستطيع الطالب تحمّلها. فالطالب، وإن توافرت لديه صفات التمايز العلمي في اختصاص معين، قد لا يستطيع التسجيل في الجامعة، لأن تلك التي يتوافر فيها اختصاصه تستوفي أقساطاً كبيرة، ما سيؤدي إلى الانتساب إلى اختصاص لا يتلاءم مع قابلياته، أو ترك الدراسة الجامعية في حالات أخرى، هذا فضلاً عن أنّه قد يقصد اختصاصاً، فلا يجد مكاناً يدرسه فيه، لأن الجامعات لم ترَ في فتحه جدوى اقتصادية لها.
يستحق أولادنا مساندتهم بالمعلومات تسهيلاً لسبل اكتشاف الذات وقياس المقدرات، والحماية من الوقوع ضحية لما يسمى «التسرب الجامعي» الذي قد يؤدي بالطالب إلى خسارة عام جامعي أو أكثر من عمره نتيجة سوء الاختيار؛ وللتسرب الجامعي حديث آخر يطول.

*أستاذ محاضر في كلية التربية في الجامعة اللبنانية الدولية


حول التوجيه... غير الوجيه!
محمد محسن عليق

 .. وماذا ستدرسون في الجامعة؟ سؤال طرح في حوار مع طلاب بكالوريا، تفصلهم أشهر قليلة عن الامتحانات الرسمية وما يليها من موسم الهجرة إلى الجامعات والاختصاصات. من بين عشرين طالباً، لم يتجاوز عدد الذين حددوا توجههم المهني المستقبلي أكثر من أصابع اليد الواحدة! ومن بينهم من كانت إجابته عامة «سأدرس هندسة»...هندسة ماذا؟ أو أكثر من عامة «سأسافر للدراسة في كندا...خالي هناك!»، ماذا ستدرس عند خالك؟

بالطبع لا لوم على طلابنا «المساكين». السؤال الأساس: ما الذي يجعل عملية التعلم ـ التعليم وعلى مدى أربعة عشر عاماً من الجهد وصرف الوقت والمال والآمال توصل المتعلمين، وأهلهم معهم، إلى حيرة وغموض في تحديد التخصص المطلوب؟ ماهي الأسباب والحلول؟

لا بد من التذكير بأن هذه المسألة هي مشكلة عالمية وإن إختلفت مظاهرها ولا تنتمي حصراً إلى مشاكلنا اللبنانية، التي نتوهم انها فريدة من نوعها ونتغنى بتشاؤم أبدي بأنه لا حل لها، ولعل هذا البعد العالمي يرتبط بمؤسسة المدرسة الحديثة، التي وعلى الرغم من إنجازاتها العلمية والتقنية، تواجه تحديات حقيقية وإنتقادات جوهرية في أسلوبها ونتائجها وعلاقتها بالأهداف التربوية والاجتماعية والإنسانية أحياناً وحتى الوطنية والمهنية التي كان يجب أن تحققها. يكفي إطلالة سريعة على قوة التيارات الإنتقادية مثل اللامدرسية، والتعليم المنزلي، وتعليم الفلسفة للأطفال (p.4.c)، والذكاءات المتعددة وغيرها لتصور الواقع.

حسناً، ماذا عن الوضع عندنا؟ هنا يمكن تسجيل الوقائع الآتية:
ـ «كليشهات» تقليدية تمجّد بعض التخصصات «مهندس – حكيم (طبيب)» وهي موروث من زمن قديم ولا تلتفت إلى حاجة سوق العمل بشكل واقعي.
ـ سيطرة للمواد العلمية التجريبية على المناهج مثل الرياضيات والعلوم، وما ينتج عنها من تهميش للكثير من المواد، وبالتالي التوجهات ذات الآفاق الواسعة عملياً وواقعياً.
ـ إصرار على إكمال التعليم الأكاديمي كسبيل وحيد للتعلم والعلم، فيما العالم يشهد على حيوية التعليم المهني والمهارات العملية والمبادرات الذاتية في الفن والتجارة والصناعات الصغيرة وبرمجة الكمبيوتر والزراعة وما شابه
ـ ضعف وغياب كلي أحياناً لتعليم مهارات الحياة في المدارس، ما ينتج جيلاً من المتعلمين أحادي الجانب وذي ضعف واضح في التعامل مع المحيط (مثل مهارات الإنتاج والتفاوض والعمل الجماعي وتحمل الآخر والقدرة على البيان والتعبير والمرونة العملية والتعليم الذاتي واكتساب العمق الفكري)، وآثارها ما نشهد من ظواهر إجتماعية وسلوكية ومشاكل زوجية ونفسية.
ـ يسهم الأهل والمدرسة معاً، وعن غير قصد وبشكلٍ لا واعٍ غالباً، في بث روح اليأس والتشاؤم وإنسداد الأفق العملي أمام الأبناء والمتعلمين وأفضل مثال هو المعلم الذي «يندب حظه لأنه لم يجد عملاً فأضطر لامتهان التعليم، والاهل الذين يمدحون كل صاحب ثروة وقدرة مرددين لازمة «العلم لا ينفع في هذا البلد»، فماذا نتوقع من الأبناء والحال أنه يجب علينا جميعاً أن نقَوي مثلث «الطاقة والأمل والإبداع» لديهم ليكبروا بثقة بالنفس وطموح يغيّر الواقع بدل الغرق في أوهامه وهمومه أو الهروب منه سفراً وجموداً فكرياً وعاطفياً!
ما العمل؟ هل ننتظر تغيير النظام التعليمي؟ أو تغيير المناهج والذي يطالب به الكثيرون وغالباً من دون تصور عن معناه؟
بالطبع لا. الحلول عديدة ومتنوعة، لكن مفتاح العمل والأمل بيد المعلم. المعلمات والمعلمون هم الأقوى والأقدر على توجيه الطلاب وتوسيع أفقهم ومساعدتهم على بناء هوية سليمة وشخصية حيوية. المعلم هو سيد الصف ومدير العملية التعليمية – التعلمية، ويمكنه بعمله المتقن أن يعّلم الطالب «أسلوب التفكير»، فضلاً عن الدرس والمعلومات. المعلّم البصير يتحول الى مربٍ يترك آثار أفكاره ومشاعره وقيمه على مدى عمر المتعلم، ويمكنه أن يبادر إلى فهم عمق المشكلة وفتح الحوارات والأبحاث والعمل مع طلابه في الحلقات المختلفة، ولا نبالغ إن قلنا إنّ معلمي الروضات والصفوف الإبتدائية لهم الدور الأساسي في الحل!
مثلث اختيار التخصص هو التوازن بين «رغبة الطالب» و«قدرته العلمية والعملية» و«الحاجة الواقعية». أما دور الطالب نفسه والأهل والإعلام والجامعات والإدارات التعليمية والقطاعات المختلفة، فيحتاج إلى مزيد من التفكّر والتدبّر.
*أستاذ في كلية التربية في الجامعة اللبنانية


الجامعة اليسوعية: ماستران في الضيافة وفن الطعام

أطلق معهد إدارة الشركات في جامعة القدّيس يوسف شهادتَيْ ماستر باللغة الإنكليزية، الأولى في الرفاهيّة ونَمَط العيش (Hospitality Management, Luxury and Lifestyle)، والثانية في فنّ الطعام ونمط العيش في لبنان وبلدان المتوسّط (Lebanese and Mediterranean Gastronomy and Lifestyle). وسيبدأ المعهد في خريف 2018 بتدريس البكالوريوس في فن الطعام والمطاعمBachelor in Culinary Arts and Restaurant Management.

وفي احتفال أقيم في حرم الابتكار والرياضة، أشار مدير المعهد جو شهاب، إلى أننا «سعينا في السنوات العشرين الماضية إلى توفير الدراسات المتخصصة والمعرفة الأكاديمية المعمقة لطلاّبنا من خلال شراكات المعهد مع كبريات المؤسّسات التعليميّة العالمية على غرار باريس دوفين وIAE Grenoble وInstitut Paul Bocuse، التي تهدف إلى تنشئة محترفين بمستوى عالٍ حول العالم».

رئيس الجامعة سليم دكّاش، قال إن «الهدف من البرنامجين الجديدين يكمن في مواكبة سوق العمل المتعلّق بالفنادق والمطاعم، وهذه السوق في تطوّر دائم ومستمرّ، وتتطلّب كفايات ومهارات متقدّمة».
وأكد أنّ هذا النوع من البرامج العلميّة المتقدّمة التي تمنح الماستر في مجالات الفندقيّة وفنّ الطهي يحتاج، بالتأكيد، إلى دعم شركاء العالم المهنيّ من أجل ضمان نجاحه، لأنّه برنامج نظري وعمليّ في الوقت نفسه.

وعن لغة التدريس في البرنامج، أي الإنكليزية، أوضح دكاش أن الأمر يعود إلى أنها اللغة الأكثر استخداماً في عالم الأعمال، ويندرج في إطار رؤية الجامعة اليسوعية في تطوير البرامج التي تستخدم اللغة الإنكليزية لعام 2025، السنة التي ستحتفل فيها الجامعة بالذكرى السنويّة الـ150 على تأسيسها.


جريدة النهار
عوده عرض مع حماده ومكاري إنشاء جامعة القديس جاورجيوس في بيروت

اعلن وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده أن "الطلب المقدّم إلى مجلس الوزراء، عبر وزارة التربية والتعليم العالي، لإنشاء جامعة القديس جاورجيوس في بيروت يستوفي كل الشروط العلمية والأكاديمية، بالحقيقة الدامغة والنهائية".  

استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده الوزير حماده الذي قال: "اننا توقّفنا عند بعض جوانب الطلب المقدّم إلى الحكومة، عبر وزارة التربية، لإنشاء جامعة القديس جاورجيوس في بيروت... كذلك تداولنا ما يجري على الساحتين السياسية والأمنية عموماً، والساحة الاقتصادية خصوصاً، في ضوء التطورات التي تنتظرنا في مجال الموازنة العامة وسلسلة الرتب والرواتب والضرائب المفروضة على اللبنانيين".

كذلك، التقى عوده نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي افاد ان "حديثنا تعلّق بموضوع يخصّ الطائفة الأرثوذكسية ككلّ، أي موضوع الجامعة الذي تقدّم صاحب السيادة بطلب من أجل إنشائها في بيروت". وأضاف: "كنت ولا أزال من المؤيدين لإنشائها، لأنّه يحقّ للطائفة الأرثوذكسية في لبنان أن تكون لها جامعة في بيروت، لا سيما أن ملف الجامعة متكامل بشهادة وزراء عديدين، ويستحق الموافقة عليه بأسرع وقت ممكن. ونأمل في أن تعيد الحكومة وضعه على جدول الأعمال والموافقة عليه".

واشار الى انه أطلع عوده على "الظلم الذي تعرّض له القاضي النزيه شكري صادر". وقال: "أعتقد أن ما حصل في مجلس الوزراء مضرٌّ بالقضاء، خصوصاً عندما يتم نقل قاضٍ نزيه من موقع إلى آخر، بسبب نزاهته وسموّ أخلاقه".


الوكالة الوطنية
الراعي من دير القمر: لقيام الدولة المحررة من التدخل السياسي والتمييز 
اللوني في التوظيف خلافا لآلية مبنية على الكفاءة والأخلاقية

دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي من دير القمر الى "قيام الدولة بمؤسساتها وإداراتها المحررة من التدخل السياسي والتمييز اللوني في التوظيف خلافا لآلية مبنية على الكفاءة والأخلاقية، واحياء اقتصاد منتج ينهض البلد من حافة الانهيار، ويرفع المواطنين من حال الفقر، ويفتح المجال أمام الشباب لتحفيز قدراتهم، ويحد من هجرتهم" كما دعا الى "تعزيز التعليم الرسمي والخاص والمحافظة على المدرسة الخاصة المجانية وغير المجانية وإنصافها ومساعدة الأهالي في حرية اختيارها، حماية المالية العامة بإيقاف الهدر والسرقة والفساد، وحفظ التوازن بين المداخيل والمصاريف ضمن موازنة واضحة ومدروسة، وضبط العجز والدين العام، بناء قضاء شريف حر ومسؤول يكون حقا وفعلا أساس الملك، اضافة الى الإسراع في تطبيق اللامركزية الإدارية، المناطقية والقطاعية".


الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز التقارير التربوية في الصحف المحلية،
وموقع التعبئة التربوية لا يتبنى مضمونها

تعليقات الزوار


مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:40
الشروق
6:53
الظهر
12:22
العصر
15:25
المغرب
18:07
العشاء
18:58