X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مقالات :: "التعصب".. من سلسلة الأربعون قبل الأربعين

img

عن رسول الله (ص):"من تعصّب أو تُعُصِّبَ له فقد خلَعَ ربَق الإيمان من عُنقه".

    يُعتَبر العقل العنوان المقدّس الذي يؤسِّس لفهم الإسلام ويُعبِّد الطريق للوصول إليه. وهو الأداة التي حثّ القرآن مراراً على استعمالها للوصول إلى حقائق الأمور ووقائعها الصائبة. لذلك رفض الدين مجانبة العقل، فحرّم ما يمنعه من الفعل وزجر عمّا يقّيده، لأنّ المقابل للتعقُّل هو الجهل بشكل خاص، وقد جاء الإسلام نوراً من الجاهلية العمياء.

  والتعصُّب من المفاهيم التي تُعمي العقل الذي يجعل صاحبه لا يعقِل ولا يسمع ولا يتدبّر، فلا يُدرك إلا ما يتعصّب له، ولا يتّبع إلا ما يوافق تعصّبه. وقد وردَ النهي المُبرَم عن ذلك فعن الرسول (ص):"ليسَ مِنّا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتلَ على عصبيّة وليس مِّنا من ماتَ على عصبيَة". فالتعصّب لفئة أو جماعة أو شخص من الأمور المرفوضة والمبغوضة، إنما على المسلم أن يتمسّك بأشخاص أو بأفكار على أساس التفكّر والتعقُّل والوعي ثم يُلحقهم بالإتباع والتوّلي.

    ومفهوم الإتّباع الرشيد هو المناقض للتعصُّب العنيد، حيث يكون الحوار البنّاء والنقاش الفعّال بديلاً عن الجدال العقيم والهدّام، ويكون الإنسان مصداقاً لقول الله : الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ(سورة الزمر/18 )، فبعدَ الفهم العميق للأمور، وبعد تبّني الأفكار بعقلانيّة يُدافَع عنها ويناضَل لأجلها، حيث تكون مبتنية على أُسُس عقليّة صائبة وواضحة وراسخة.

   وقد جسّد الرسول (ص) هذاالمفهوم عملياً، حيث شَكا له سلمان الفارسي على مُتعصّب يُعيب عليه فارسيّته، فأجابه (ص):إنّه ليسَ لأحد من هؤلاء عليك فضلٌ إلا بتقوى الله عزّ وجل، فمن كُنتَ أتقى منه فأنتَ أفضلُ منه، فمعيار التفاضل هو التقوى والصلاح، وليس اللغة أو العرق أو العائلة...

  وعندما تكون التقوى والخير والمعروف ميزان التفاضل بين الناس، يكون التنافس والتسابُق والتعصّب فاضِلاً مُستحَباً ومرجّواً، حيث يقول الإمام علي (ع):"إن كان لا بُدّ من العصبيّة فليَكُن تعصّبكم لمكارمِ الأخلاق ومحامدِ الأفعال ومحاسِنِ الأمور، وفي حديث آخر عنه (ع) يقول:"إنْ كُنتُم لا محالةَ مُتعصبين فتعصّبُوا لنصرةِ الحقِّ وإغاثةِ الملهوف". هنا يظهر الوجه الجميل الرائع والمستحسَن للتعصّب، وهنا يصبح المتعصّب موضع مدح وثناء وإعجاب، وهنا تظهر عظمة الإسلام حيث يظهر الوجه السلبي للتعصّب فيرفضه، ويحوّل المفهوم إلى وجهته الصحيحة ويدعو إليه.

   أخيراً، إنّ الرفضَ الموجّه للتعصّب لا يعني أن لا يودّ الشخص من أهله وأقاربه وجيرانه، إنما هو أن يجعل صاحب المودة السيّىء أفضلَ من خيار الآخرين، فلا كراهية في حبِّ المسلم لقومه وعشيرته وفئته، بل المُحرّم هو أن يقدّم شرارهم على خيار الآخرين، وهذا هو الخسران المبين.

تعليقات الزوار


مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:39
الشروق
6:53
الظهر
12:22
العصر
15:26
المغرب
18:08
العشاء
18:59