X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مختارات :: بين الأصفر والبرتقاليّ.. شبابٌ ينبض تفاهمًا

img

يوم السادس من شباط 2006، لم يكن يومًا لإبرام تفاهم بين طرفين فاعلين على ساحتين لبنانيتين فحسب، فعندما تصافح سيد المقاومة وجنرال الرابية تحت سقف كنيسة مار مخايل تقاربت قلوب متباعدة، وتلاشت مساحات لطالما جعلت من الوطن "جزيرتين" يفتقدان الجسور بينهما، رغم كونهما جسدًا موحدًا جغرافيًا.

 

 

حل طيف التفاهم القيادي بردًا وسلامًا على قلوب القاعدة الشعبية لدى الطرفين، لا سيما الشباب. وأضحى المتعطشون من أبناء الوطن الواحد للوئام واللقاء حليفين على أسس متينة راسخة، بدت لمساتها واضحةً جلية في نفوس الشباب النابض بالحياة والحماس، لينسحب التفاهم على هذه الفئة بالتحديد.

"ميزة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، أنه لم يقتصر على القيادتين، بل انعكس على القاعدة، خصوصًا الشبابية والطلابية منها"، يتحدث رئيس قطاع الشباب في التيار أنطون سعَيْد بحماسةٍ لموقع "العهد" الإخباري عن هذا الإنجاز، وآثاره الإيجابية على الساحة العونية، مشددًا على أنه، وبالرغم من التباعد السياسي قبل توقيع الورقة، إلا أن أية صدامات أو مواجهات مع الحزب، لم تكن تحدث، "وجاء التفاهم ليقارب الفكرين، وينمو ويزداد عامًا بعد آخر".

مسؤول الملف الشبابي والجامعي في التعبئة التربوية لحزب الله حسين ناصر، يوضح من جهته لـ"العهد" أن قابلية الجمهور ووعيه وتعاونه مع الوثيقة، ساهم بشكل كبير في تصويب الصورة الخاطئة عن الآخر، وتبديل النظرة المغلوطة عنه، "إذ كسرت الصورة النمطية في ذهن العوني عن المنتمين للحزب، والمتمثلة بثقافة الموت، وتبدلت لصالح المدافع عن الأرض والمتصدي للعدوان"، وجاءت حرب تموز 2006 لتكون خير شاهد ودليل على ذلك، ولتُثبت متانة هذا التفاهم، حيث احتضنت القاعدة البرتقالية، المهجرين قسرًا من أهالي المقاومة.

أما الجامعات، فكان لها الحظوة الكبرى في إطار التفاهم، حسب سعَيْد، إذ "انعكس إيجابًا من حيث التنسيق بين الطرفين في الانتخابات والأنشطة الجامعية". وكان للماكينات الانتخابية الموحّدة أثر واضح في تغيير النتائج وقلب الأمور لصالح الفريقين. و"مردّ ذلك القرار الواحد، لاسيما بشأن مساندة الأطراف بعضهم لبعض، وهو ما حدث في الـLAU جبيل، سحب مرشح لنا بطريقة تعسفية، كان قرارًا موحدًا بدعمنا من حزب الله وحركة أمل".

 

 

رئيس قطاع الشباب في التيار لا ينفي وجود أمور خلافية، "إلا أنها لا تكاد تُذكر"، مؤكدًا على أنها أمر صحيٌ وطبيعي، فحزب الله والتيار العوني حزبان منفصلان في نهاية المطاف، والاختلاف في وجهات النظر، لا يؤثر في التنسيق والتوحّد على الأمور الأساسية.

يتفق ناصر مع سعَيْد في هذا الإطار، وفي معرِض حديثه عن "التحالفات العميقة" مع التيار، في الجامعات الخاصة، كالأميركية واليسوعية واللبنانية الأميركية، والتي أثمرت فوزًا كبيرًا لقوى تحالف 8 آذار، يرى أن "الخلافات، إن وجدت، فهي منظمة، والتفاهم هو سيّد الموقف، ما يقدّم نموذجًا للتعاطي السليم والحوار بين مختلف الأطراف".

ويعدّد ناصر المصالح التي تجمع الطرفين في الجامعات، كخدمة الطلاب والوطن، وحماية المقاومة، إلا أنه يصرّ على تمتع كل من المكونَين المستقلَّين بخصوصية، إذ إن "وثيقة التفاهم لا تعني الاندماج التام، أو محاولة إلغاء أي من الطرفين للآخر".

"إنها الثقة المبنية بين السيد والجنرال، تنسحب على الشباب، وتترسخ يومًا بعد يوم"، يقول سعَيْد.

بدوره، يصفها ناصر بأنها "رؤيا مشتركة مشتقة من وثيقة التفاهم، وشعارها أن لبنان بلد سيد حر مستقل، وعلى أساسها ترسم الخطوط العريضة لعملنا على مستوى القطاعات الشبابية، المُتسم بطابع التميز".

ويلفت في هذا الصدد، إلى المشاركة الواسعة للفروع الثانية لكليات الجامعة اللبنانية في وقفات تضامنية، بعد التفجير الإرهابي الذي طال منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وسقوط الشهداء والضحايا، "حتى أنهم نظموا وقفات خاصة في فروعهم الموزّعة على المناطق اللبنانية".

كسر التفاهم إذًا حواجز كثيرة، طائفية أو حزبية، "وهو ما يزداد مع مرور السنين"، وفق رئيس قطاع الشباب في التيار الوطني الحر أنطون سعيد، الذي يؤكد أن الوقت كان كفيلا بتقبل الكثيرين لوجود ورقة التفاهم، فـ"هي أثبتت رصانتها، ورسخّت توافقًا مبنيًّا على كلام الرجال، وهذا يدل على ثقة القواعد بالقيادتين، حيث لا يتخلى أحد عن الثوابت، رغم مواجهة الصعاب من قِبل الفريقين".

ويتابع "الوفاء والثقة المتبادلة بين الفريقين، عامِلان مهمّان لتمتين أي علاقة بين طرفين"، آملًا أن يكون التفاهم بين التيار البرتقالي والحزب الأصفر مقدمةً للتقارب بين الأطراف، متمنيًا أن ينسحب على اللبنانيين أجمعهم للأخذ بلبنان الى بر الأمان، فـ"التوافق لطالما كانت هذه آفاقه، ولم يكن قط موجهًا ضد الآخرين كما يظن البعض مخطئًا".

الأمر كذلك بالنسبة لمسؤول الملف الشبابي والجامعي في التعبئة التربوية لحزب الله، فـ"التفاهم راسخ، رغم المساعي الحثيثة، على المستويين السياسي والشبابي- الطلابي لشقه، إذ بداية نقاطه تقدّم الحوار سبيلًا للحلول، ما تكرس في العمل الميداني، وختامها يشدد على أولوية حماية لبنان وصيانة استقلاله".

للباحث عن نتيجة التفاهم، بعد عقدٍ على إبرامه، لابد له من الإطلاع على انعكاسه بين الشباب وطلاب الجامعات، وهم الذين أثبتوا في تقاربهم وتضافر جهودهم لمصلحة الجامعة وطلابها، والوطن، أن لبنان لا يقوم إلا على الحوار والاحترام والثقة المتبادلة.

مريم علي زريق

موقع العهد الإلكتروني

 

 

 

 

تعليقات الزوار


مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:33
الشروق
6:46
الظهر
12:23
العصر
15:32
المغرب
18:16
العشاء
19:07